هل معركة العرب مجزأة ايضا ؟هل شملت معاهدة سايكس بيكو معركة الامة في الدفاع عن وجودها ومقدساتها وشرفها ؟ هذا سؤال للشعب العربي اينما كان في بغداد والبصرة ونينوى وغزة وخان يونس والخرطوم ومقاديشو وبيروت والجولان والقدس اوفي القاهرة وعمان ودمشق و طرابلس والجزائر وتونس ومراكش والرياض ونواكشوط وصنعاء والشعب العربي في جزيرة العرب كلها ،ولكل عربي في الوطن والمهجر، السؤال يريد جواب فعلي لا شكلي وتلاعب بالالفاظ واستسلام لواقع مرفوض من الجميع، لانهم يعرفوا ان التجزئة اساس ووسيلة العدوان الاولى وافتك اسلحة العدوان والاحتلال لتركيع الامة واذلالها والتمكن منها ونهب خيراتها.

نعم تجزأ الوطن بل شرذم حتى ان بعض الكيانات التي اوجدها الاستعمارمجهرية،لاتوجد لها مقومات دولة،بل ولكي يزيد الاستعمار في استمرار وديمومة التجزأة والتشتت  باستخدام وسائله القذرة القائمة على المبدأ الميكافيلي الغاية تبرر الواسطة، زرع مقومات للفتن بين الاقطار ( البلدان التي اوجدها ) حيث اختار للحكم عينات من البشر كان قد اختبرها قبل ان يوكل لها المهمة،مهمة التحكم في الامة والعمل على استمرار التجزأة ،فكانت الانظمة التي انشأئها تلاميذ مجتهدون للمعلم (الاستعمار)حتى ان بعظهم فاقوا ما مطلوب منهم وما كان اولياء نعمتهم يتوقعون منهم في تكريس التمزق والقطيعة بين ابناء الشعب العربي الواحد بوسائل وقوانين تقدس القطرية واوجدوا لها عنوان باتت تشكل شيئا مرعبا للمواطن الذي يدرك حقيقة الانظمة والكيانات واوجدوا اسوارا بين الاقطار تفوق سور الصين منعة ومتانة، وبات من يعتبر ان الوطن العربي هو وطن واحد والشعب العربي شعب واحد يعتبر ضعيف المواطنة، وصار عامل الفصل بين الوطنية والعربية (القومية) واحدا من مكونات الفرد العربي الاساسية ،ولم يتكون ذلك بجهد بسيط بل لتكريس هذا الفهم التخريبي وضفت اموال وحشد مفكرون وانشأت مراكز دراسات وسنت قوانين وعقدت اتفاقيات وصفقات وقامت حروب و...كل ذلك ونحن غافلون لابل غائبون ،أو مغيبون بحكم كثير من العوامل أولها الانظمة التي تفدي الشعب والامة لكراسي الخدمة للاجنبي الذي نصبها علينا،وحتى اؤلئك الاحرار الذين فجروا الثورات وحرروا قسما من الوطن سواءا في حروب الامة ضد مستبيحيها عبر جهاد شعبي قدم الشعب العربي (الامة) حجافلا من شجعانه وافذاذه، كما حدث في الثورة الشعبية في قطر العراق خلال ثورة العشرين وثورة قطر الجزائر بلد المليون شهيد وثورة الشعب في ليبيا بقيادة القائد عمر المختار وثورة فلسطين الممتدة منذ ذلك الوقت ولحد الان ، وفي اليمن ومصر وسوريا ثم ولدت لبنان وثورات شعبية دمرت وقتل اوهادن مناضلوها عندما تكالب عليها الشر بانواعه وبلدانه كثورة الشعب في ضفار والاحواز والسودان التي تحاك للامة مكائد كبيرة فيها وكثير لايدركوا ابعادها ومخاطرها،وثورة ارتيريا التي ساهم العرب كثيرا من اجل ان تتحرر ولكن القوى التي تناهض المشروع القومي لم تكن نائمة وغافلة فصارت ارتيريا حليف لاعدائها واعداء الامة بل بوابة تهديد للامة خصوصا اقطارها (اجزائها المطلة على البحر الاحمر)،المؤسف ان الانظمة التي جاءت بديلة لتلك التي نصبها الاستعمار لم تكن بافضل منها في ناحية الفعل والفكر لوحدة الشعب والوطن وكان لابد ان تتعامل مع التجزئة على اساسها الصحيح (انها صنع قوى الاستعمار هدفة تمزيق الشعب العربي وتشتيت قواه وتفريق جمعه لتقدر عليه).فزادت الطين بله كما يقول المثل العربي،وصارت القطرية امرا واقعا بل هو الاساس والوطنية تقاس على اساس الانتماء للقطر (الجزء) بدلا من تكون الوطنية هي الانتماء للوطن،وتطورت وسائل الفكر الاستعماري والاعلام الفاعل من اجل استمرار التمزق وتكريسه والتطورات الاقتصادية والثروات المتراكمة في خزائن بعض حكام الدويلات لتكون عامل هدم للتقارب العربي بعد ان صار التوحد امرا شبه مستحيل في عقول الضعفاء والحكام بالاخص،هذاايها الشعب المضيع والممزق بل المقتول حتى احيائه هو مكمن الخطر فعليكم التصدي له ايها المجاهدون الذين تريدوا مجدا للامة ومقدساتها دينا ووجودها لاتبحثوا عن مجد شخصي او غاية ذاتية،من يجاهد ويقاتل باي وسيلة السلاح والمال وهو اعلى درجات الجهاد  والفكر والعمل والايمان، هكذا يجب ان تبنوا برنامج جهادكم اليومي الشعبي والشخصي كي تكونوا جنود الله المجردون من كل اطماع وقذارات الدنيا.

اما من من يريد ان يمزقكم اكثر فانتبهوا له،فالشيطان عندما يريد ينزغ الانسان ويظله لايأتي اليه يشكل مباشر ويقول له انا الشيطان واريد ان اضلك بل قد يأتي اليه بشكل ناسك او حسب مايرى الشيطان من رغبات المستهدف وميوله،فالعرب شعب واحد ووطن واحد وامة الله خلقها واحدة واكد ذلك في قرآنه ،والامة كانت وظلت موحدة طيلة التاريخ حتى ظهرت امبراطوريات الاستعمار والاطماع في ارضها وخيراتها منذ الامبراطورية الرومانية والفارسية اول امبراطوريتان للشر والعدوان ،فجاء الاسلام ورسول الله المصطفى لتسحق اطماع الشر والعدوان ويشاء الله ان يعز العرب بهما اللاسلام والرسول ويخذل الباطل والشيطان وقواه،فكيف تفكروا ايها العرب ان القوى التي تحالف امريكا والصهيونية في اي جزء من الوطن وتساند احتلاله وتدميره كما هو دور حكومة ايران اللا اسلامية في العراق ممكن ان تكون قوى حشد واسناد ودعم لجزء من مقاومة نفس الشعب في غزة اولبنان ؟ انهم يمثلون دورا له مآرب وغايات ادركوها قبل ان تضلكم بالكلام الذي لايغني عن فقر ولايسمن من جوع.

طرحوا في الانتفاضة الفلسطينية الاولى انهم لولا الحرب مع العراق لكانوا في مدد الشعب في فلسطين قالها خميني اتذكرون ؟ فما كان من قيادة العراق وعلى لسان القائد الشهيد صدام حسين رضي الله عنه الا ان اعلن وقف الحرب من جانب واحد ودعا ايران في حينها لذلك من اجل ان يتوجه جيش العراق والجيش الايراني ان كانوا صادقي النية الى فلسطين،فكان رد خميني ان طريق القدس يمر من كربلاء (اي باحتلال العراق) .واعترف كبار مسؤولي النظام الايراني الحالي ان امريكا لايمكنها من تحقيق احتلال العراق وافغانستان لولا تعاون ايران أهذا معروف ام تحتاج الى ارفاق التسجيل واسم المصرح به،فهل ايران مع المقاومة العربية في غزة ومع اعداء المقاومة في العراق؟ واحدة من الدول التي تتظاهر اليوم في الاعلام انها مع مقاومة العرب في غزة،اي تضامن واي اسناد هذا ولو ان السنتنا تقصر عن الحديث بحكم الموقع الخياني لمن يدعوا العروبة ويحكموا شعبهاولكنهم فعلوها وسيستمرون لانهم الخيانة بكل صورها ومرتزقة للمحتلين.

اما الذين معكم حقا ومع غزة ومع الاسلام والعروبة ولها وليس فقط معها فهم المجاهدين في عراق العرب والاسلام،وكل حر غيور شريف مؤمن بوحدة الامة وخلاصها.

فلكي تبقى الامة وتتحرر كونوا كلكم مجاهدين دون مقدساتكم وشرفكم وارضكم ولتعود العراق هاما للعرب وجمجمة للاسلام كما سماها رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعود فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر.