أم المعارك
العمالة العراقية للخارج والمعاناة من اجرءات الأنظمة القطرية ودور المخابرات المعادية والموساد والمرتزقة

﴿ الحلقة الحادية عشر

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كان واحدا من الإجراءات الاجتماعية الاقتصادية التي تم اعتمادها لمعاونة الشعب بشكل كامل والعوائل بشكل منفرد فتح باب إعارة الخدمات لكل موظف توافق دائرته وبأي اختصاص على منحه إجازة وظيفية بناءا على طلبه ،وتعديل قانون التقاعد الوظيفي إلى تقليص فترة الخدمة من 25عاما إلى 15عاما من ضمنها احتساب فترة الخدمة العسكرية في جبهات القتال مضاعفة لأغراض الخدمة والترفيع والتقاعد وأيضا بناء على طلب شخصي من الموظف أو العامل ،حيث إن هناك عدد كبير من المهندسين والمهندسين الزراعيين والمدرسين وحملة الشهادات العليا والفنيين من خريجي المعاهد الفنية والثانويات المهنية كبير جدا ممكن أن ينتقلوا للعمل في الوطن الكبير، خاصة إن برنامج العراق الاستثماري في تنمية القوى البشرية وإعدادها كان كبيرا إلى درجة حساب إمكانية تغطية كل العجز في الكفاءات العلمية والفنية في كل المجالات للوطن العربي ،وذلك تجسيدا لفكر البعث الذي يجاهد لتوحيد الوطن وبنائه وكان كثيرا من الكفاءات العلمية العربية من كل الأقطار تعمل في العراق بنفس الحقوق والامتيازات للعراقيين حيث إن قانون الكفاءات الذي صدر في العراق عام 1974 والذي يمنح امتيازات وحوافز لكل حملة الشهادات العليا العاملين خارج الوطن العربي إذا التحقوا بالعمل في العراق ،فعادت أعداد كبيرة من الدكاترة وحملة الماجستير والخبراء في كل الاختصاصات من مواطني العرب المغتربين أو المجنسين والمقيمين في دول أوربا وأمريكا ،أو المغربين من العلماء العرب نتيجة وضع الأنظمة أو عدم وجود مجال لاختصاصاتهم في تلك الأقطار أو المغريات المادية التي تستخدمها الدول الصناعية لسرقة العقول العربية .


خرج عدد غير قليل من كل تلك الاختصاصات إلى الأردن وسوريا ولبنان وليبيا واليمن والإمارات العربية وقطر وتونس والجزائر واليمن وغيرها، وهناك من حصلوا على عقود خارج الوطن مثل ماليزيا واستراليا وكندا وهولندا والسويد وألمانيا وفرنسا ودول أوربية كثيرة،حتى وصل العدد في بعض السنوات إلى ما يزيد على مليون ونصف مواطن بعقود اعارة رسمية او عقود شخصية (فردية)او عمالة بدون عقود بل بناءا على طلب اسواق العمل في الوطن العربي وبعض دول الجوار،ولكن حتى هذا الإجراء الذي كان يجري بمعاونة وموافقة مؤسسات الدولة ودعمها لم تترك القوى المعادية وسيلة إلا استغلتها لتخريب الإنسان والهدف الذي جعل أن يدفع العراق شبابه وأبنائه إلى الغربة ومساوئها التي لم يعتادها العراقيون الذين تكونوا وتربوا على الاعتزاز بالنفس وعدم الحاجة لأحد، بل كان العراق هو صاحب اكبر دعم بلا منة لكل عربي دولة كانت أو فرد في أي حاجة مادية أو دراسة أو استشارة أو خبرة ،وجامعات العراق كانت لكل العرب وليس للعراقيين وبنفس قانون مجانية التعليم وتامين السكن للطلبة العرب بل إن طلبة فلسطين والأقطار المحدودة الموارد لهم مخصصات إطعام ومصاريف وبطاقات سفر سنوية .


خرج العراقيون لطلب العمل بكفاءاتهم وشهاداتهم وخبراتهم التي لا تدانيها خبرة حتى في الدول الصناعية الكبرى،ولكنهم اصطدموا بالاتي :


  إن أسواق العمل في معظم الأقطار العربية يملكها ناس لا يتعدوا كونهم أناس يملكوا رأس مال جمعوه بطريقة ما ،عمل في الغربة أو بيع مواشي كان يرعاها وكثرت فصار صاحب رأس مال لا يفهم من قوانين العمل وأسسه غير انه يستثمر ماله ويجب أن يحقق أعلى الأرباح بأي وسيلة، غش في نوعية العمل عدم تنفيذ المواصفات المتعاقد عليها وعدم إعطاء العمال ما يقابل جهدهم ،خاصة وهم قادرين على أن يحموا أنفسهم من القوانين الموجودة في سجلات البلدان ولكنها غير مطبقة ،  وهم قادرون على شراء ذمم المشرفين من الدوائر صاحبة العمل بطرق لعنها الله ورسوله ،منها الرشاوى والشراكات والهدايا،وهذا لم يعتاده العراقيون ولم يألفوه بل يعتبروه انحرافا أخلاقيا وعيبا اجتماعيا وفسقا دينيا، فعانى منه كثير ولم يستطيعوا الاستمرار بالعمل مع مثل هؤلاء المستثمرين سواء كانوا شركات عائلية أو مقاولين ومنفذين فردين،فإما عادوا إلى العراق والغوا إجازاتهم الطويلة أو توجهوا إلى دول أوربية للعمل هناك.


  الشيء الأخر الذي واجهه العراقيون الإجراءات الرسمية في التعامل الخاص معهم من قبل كثير من الأنظمة العربية مثل التشدد في الإقامة ورفع الرسوم على العراقيين والمراقبة لكثير من المعروفين بوطنيتهم وعلاقتهم بالحزب علما بان الحزب كان قد اتخذ قرارا بعدم ممارسة أي نشاط حزبي لاعضاءه العاملين في الأقطار العربية ،وتشريع قوانين خاصة بإقامة العراقيين ودفع اجورهم في بعض الأقطار من قبل الأجهزة المعنية ودوائر الهجرة والإقامة والعمل ،بل أن كثير من الأنظمة كانت تعامل العراقي على انه أجنبي وهذا الأمر لم يستسيغه العراقيون، الذين تربوا وعاشوا على أن العراق وطن كل عربي شريف له نفس حقوق المواطن العراقي في العمل والإقامة والتعليم لأنه في بلده.مثال احد المهندسين التقي مع مهندس كان يعمل معه خرج قبله بثلاث سنين اكتسب خلالها جنسية أجنبية وعملوا في نفس الموقع الاثنان عراقيان والخارج الجديد أكثر خبرة وأقدم تخرجا والمهندس الثاني كان يعمل بمعية الأول في العراق تصوروا كم فرق الراتب العراقي الذي بقى على جنسيته راتبه ألف دولار والأخر راتبه سبعة ألاف دولار وله إجازة شهر بعد كل شهر دوام مدفوع الأجر وبطاقة سفر ذهاب وعودة للمكان الذي يرغب قضاء إجازته فيه لان جنسيته أجنبية فقط ،تبا لكم حكام العرب ولخنوعكم وذلتكم وامتهانكم للمواطن العربي ومحاولة إذلاله.


  الأمر الثالث إن كثير من أصحاب العمل (شركات أو أفراد) جاءت ثرواتهم بالعمل كخدام لدى سراق وأمراء السوء في دول الخليج فكانوا يريدوا أن يتعاملوا مع العراقيين بنفس الأسلوب!! هذا العراقي الذي تكون على العزة والكرامة والكبرياء ودفع العراقيون في سبيلها انهارا من الدماء ورفضوا العبودية والذل، يأتي للعمل بجهده وعلمه ويريد شخص لا يتعدى كونه كيس نقود أن يجعله خادما لانه يشتري منه قوة عمله ،لان هذا يتصور إن العمل معه يجعل الناس خدما له كما اعتاد أن يتعاملوا معه، فكثير من العراقيون تركوا عقودهم وكما ورد في الفقرة السابقة اما عادوا للعراق او توجهوا الى دول تقدر قيمة العلم والخبرة ولا سلطة لاصحاب العمل على القانون.


  في هذه الاجواء في اسواق العمل العربية واجراءات الانظمة القطرية وظروف القتل والابادة الجماعية في العراق، كان للمخابرات المركزية الامريكية والبريطانية والموساد الصهيوني والمخابرات الايرانية، والاعلام المعادي الذي يخوض حربا قذرة ضد العراق والبعث والقيادة، ويشوه الصورة الجهادية للعراقيين في مواجهة الحرب الارهابية التي تقودها الادارات الامريكية والصهيونية العالمية وحكومة ايران اللا اسلامية وحكومات العمالة في نجد والحجاز والاردن وغيرها ،وتواطئ ممثليات الامم المتحدة وضلوعها في الحرب الجديدة تدمير الانسان وتجنيده ضد وطنه او المساهمة في سرقة العقول العراقية والكفاءات والخبرة عبر ما اسموه تسهيل اللجوء الانساني، وتهيئة فرص العمل للعراقيين في الدول الاوربية وكندا واستراليا وامريكا، على ان يقول المواطن كذبا انه مضطهد في العراق ،وخصصت الادارة الامريكية موازنة ضخمة للعملاء لتوظيفها في شراء العراقيين المتواجدين في الاقطار العربية خصوصا تلك الاقطار التي للادارة الامريكية اليد الطولى في توجيه انظمتها ،وكان دور حكومة ايران الحليفة للعدوان لا يختلف عن الموساد في شيء فقد فتحت مراكز تجنيد للعراقيين في كل الاقطار العربية، مثل مركز الثقلين في صنعاء ومركز أل البيت والامام الخميني وغيره في سوريا.وقد تكون اخرى في اقطار اخرى لم يتسنى لي التعرف عليها لاني لم ادخل سوى القطرين السوري واليمني بعد خروجي من الاسر بعد الاحتلال، وتعهد امريكا بتسهيل اللجوء والعمل للناس الذين يتم توريطهم او شرائهم من قبل المرتزقة والعملاء التي سموها احزاب معارضة، ليكون هذا احد مغريات التوريط والترغيب للعراقيين في ان يفعلوا ما لا يؤمنوا به ،ولو كان هناك حكاما عرب فعلا وحتى فهما ايمانيا عند من عاشوا ودرسوا وتعالجوا وشملهم خير العراق لفعلوا كما فعل الانصار مع المهاجرين في عهد سيد الخلق ونبي الامة العربي الامي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه اجمعين،


هذا اضافة للدور الخياني للانظمة العربية بقصد وتعمد من قبل الحكام العملاء او جهل وغباء من الاخرين المحسوبين على انظمة التحرر، وهذا اشد واقسى ان يحكمنا من هم بهذه الصفات، كان له دور في تهجير كثير من الكفاءات والخبرات والاختصاصات العربية (العراقية) وسرقتها واستفادة الدول الغربية منها جاهزة،بعد أن دفع العراقيون من ثرواتهم واموالهم وجهدهم الكثير لأجل أن يكملوا دراستهم ليبنوا الوطن العربي ونموذجه قاعدة انطلاق العرب للوحدة والتحرر العراق ، وهم ثروة قومية للأمة العربية وليس للعراق فقط خسرتها الامة جمعاء.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٠ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٥ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م