أم المعارك
في مثل هذا اليوم بدأت المنازلة
١٧ ⁄ ٠١ ⁄ ١٩٩١

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

في مثل هذا اليوم من عام 1991بدأت المنازلة التاريخية، بين الكفر والشر والإرهاب والجريمة والعدوان والهمجية والفاشية والعنصرية وكل موبقات الكون من حلف الشيطان بقيادة أمريكا، وبين الإيمان والخير والسلام والتعاون والإخاء والحب والسلام والتعايش السلمي المتكامل بين الأمم والشعوب والمساواة بين البشر والدفاع عن حقوقها وحقها في العيش بأمان من قبل جمع الإيمان بقيادة البعث متمثلا بعراق الإيمان والحضارة والشموخ .

 

شعب مؤمن وحزب إيماني وقيادة توكلت على الله وهي عارفة ومتيقنة إن المنازلة قادمة لابد أن تكون، لان الجمعان لا يمكن أن يتعايشا دون صدام في عالم تحكمه القوة الغاشمة خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وزوال التوازن الدولي وتفرد أمريكا كقوة غاشمة وقوة إرهاب حاملة لأجندة استعمارية وأطماع في خيرات البشرية كلها،يقودها فكر إجرامي شيطاني عنصري إرهابي هو الفكر الصهيوني القائم على نظريات التلمود الموضوع على تلك الأسس،شعب صغير ولكنه مؤمن أمام حشد الكفر كله ،كم الفارق في الموازنة ؟فرض الأعداء المعركة ولكن لم يخشى المؤمنين رغم الفارق الكبير في الإمكانات بشريا وماديا ولوجستيا وفي كل الجوانب الفاعلة في سير المنازلة،واستعد جمع الإيمان لها بإمكاناته المحدودة وإيمانه العالي وثقته بالله ونصره.


كان معسكر الشر الإرهابي بقيادة أمريكا وخصوصا إداراتها المتصهينة قد انتبه لقدرات العراق العسكرية والتنموية منذ وقت سابق، وبدأ وضع الخطط العسكرية لإيقاف هذا المارد وإجهاض البرنامج الإيماني القومي الحضاري ذو البعد الإنساني الذي يتبناه والذي حدد فيه أهدافه التي هي أهداف الأمة العربية المشروعة في الوحدة والتحرر وبناء غدها الأفضل، ولخصها بالوحدة والحرية والاشتراكية تحث شعار الأمة والبعث (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة)،هذا البرنامج المستند إلى فكر ثوري جهادي مستمد من روح الأمة الإسلام وتراثها العظيم والثر،يرهب أعداء الإنسانية ويخيفهم فبدؤا يغازلوا الخونة ويجندوا المرتزقة من خونة الدين والأمة ووجدوا ضالتهم في بعض العناصر الساقطة واللاهثة خلف المال أمثال احمر الجلب وأياد علاوي وأمثالهم ،واستثمروا انهيار الحليف الأساسي لهم في المنطقة بعد أن تأكدوا إن الشعوب الإيرانية قد قررت التخلص من حكم الشاه عميل وحارس المصالح الامبريالية في إيران والمنطقة ،فنسقوا بشكل مباشر أو غير مباشر مع الخميني الذي كان متوقعا أن يكون على رأس السلطة الجديدة في إيران ،لأجل شن حرب بالنيابة على العراق،وفعلا نجح المخطط واستطاعت قوى الاستعمار والإرهاب الدولي أن تنتقم من شعوب إيران والعراق من خلال ذلك العدوان الغبي الذي أدركت القيادة العراقية أهدافه مبكرا وحاولت بكل السبل والجهود تلافي الحرب وعندما بدأت حاولت القيادة العراقية أن تنهيها، وهي مجرد مناوشات حدود ونبهت ودعت القيادة الإيرانية إلى وقف الحرب والاحتكام للعقل ومبادئ الدين الحنيف والقانون الدولي ولكن القيادة الإيرانية، تصورت مخطئة نتيجة جهلها وقلة خبرتها أو أسباب أخرى إن دعوات العراق وقيادته تعبيرا عن الضعف والعجز والخشية، وقد تعرضنا تفصيليا لهذا الموضوع في مقال سابق في ذكرى عدوان خميني على العراق المنشور في 8/8/2007 واستمرت الحرب الطاحنة التي خسر فيها العراق وإيران في كل شيء وخسرت الأمتين العربية والإسلامية فيها الكثير نتيجة الحقد والغطرسة والتخلف الخميني .وبعد انتهاء الحرب وانتصار العراق وخروجه وهو أقوى عسكريا وتقنيا واجتماعيا،زاد انتباه وتصميم قوى الامبريالية والصهيونية لتدمير القدرات العربية بل الإنسانية ونموذجها المشع خيرا العراق ، لان استمراره العمل وفق برنامجه سيجعله قوة فاعلة في المنطقة، وفاعلة حقا في تنفيذ البرنامج المتضمن توحيد الأمة العربية التي يعتبرها (الوحدة)واحدة من أخطر المخاطر بوجه برنامجهم الاستعماري الشرير القائم على الإرهاب والجريمة واعتماد سياسة فرق تسد،والتي كان الاستعمار قد عمل على القضاء عليها وتدميرها، بتجزئة الأمة وفق ما جاء بمعاهدة سايكس- بيكو بعد الحرب العالمية الأولى .


فكانت الحجج ممكنة وببساطة إيجادها خصوصا مع وجود العملاء والمرتزقة في دول وكيانات جوار العراق،فعملت أمريكا وإسرائيل على تمويل مشاريع السدود في تركيا وأعلنت تركيا عزمها على قطع مياه نهر الفرات عام 1989 لإملاء خزان أتاتورك العملاق وهو ما يتنافى مع المعاهدات الدولية العالمية للأنهار والبلدان المتشاطئة أو العابرة،ضننا من القوى المذكورة في إن العراق سيقدم على ضرب السد بالصواريخ التي يملكها والتي يصل مداها إليه، وبذلك تكون الحجة اعتداء العراق على عضو في حلف الأطلسي،وتصرفت القيادة بحكمة وعقل وكلف وفد من وزارة الري العراقية برآسة وكيل وزارة خارجية العراق لتباحث مع تركيا وسوريا الدولتان المشتركتان مع العراق مياه نهر الفرات واستطاع الوفد من التوصل إلى حل مع الجارة تركيا بشأن الموضوع،وخيب الله مخططهم الشرير،وكان البديل جاهزا فحركت دويلات الخليج وبالأخص الكويت العراقية الأصل التي فصلت لتكون بؤرة تآمر ضد العراق،فخفضت سعر البترول إلى مستويات غير مقبولة في السوق العالمية لإلحاق الاذي بالعراق الخارج من حرب طويلة رتبت عليه ديونا كبيرة وتقليصا لخطط التنمية والبناء،بل زادت الكويت ونظام آل سعود الذي كان وراء الأمر بالخفاء بمطالبة العراق ببعض الديون التي ترتبت خلال فترة الحرب والتي كانوا أي النظامين الصباحي والسعودي الخائنين يقدماها على أساس دعما للعراق في مواجهة العدوان الخميني على العراق ،وبعد مفاوضات ولقاءات على أعلى المستويات ولقاء قمة عربية أجهض الخونة كل محاولات العراق والمحاولات والمبادرات العربية لحل المشكلة وتمادوا في تصعيدها،حتى نفذ الصبر وصار السكوت ذلا ومهانة ،فقرر العراق استعادة الكويت المدينة العراقية التي فصلت عن الوطن بتخطيط وفعل استعماري ولأهداف معروفة .ولا اضن هناك حاجة للتفاصيل لأنها معروفة .فدخل العراق إلى الكويت محررا لها بعد 28عاما من الانفصال حيث إن الكويت أنشأة كأمارة واعترف بها عام 1962 ودخلت في عضوية الجامعة العربية في نفس العام، وكسبت عضوية هيئة الأمم المتحدة بنفس القرار هي والكيان العنصري الصهيوني في فلسطين المحتلة .

 

هكذا كانت مبررات الحرب أما أهدافها ووسائلها وتطوراتها فسنتطرق لها في الحلقات التالية.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م