ام المعارك
صفحات العدوان ووسائله وظروف الرد العراقي

﴿ الحلقة السادسة ﴾

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

ما ان بدا العدوان الارهابي الفاشي لحلف الشر بقيادة امريكا وبرغبة وتفكير صهيوني ،وتمويل ودعم لوجستي ودعوة من آل سعود وفتح لارض الحرمين امام قوات الكفر والعدوان والبغي واتضحت ملامحه، حتى اتخذ العراق قرارا باستعادة مدينة الكويت واعتبارها المحافظة 19 من محافظات العراق كاجراء وقائي واستباقي للحرب المقررة سلفا،لان الغاية والاهداف معروفة تدمير البنية العراقية والقضاء على قوة الردع العربي المتمثلة بجيش العراق،وايقاف المشروع الايماني الحضاري القومي الانساني الذي ينفذه شعب العراق بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق، كقاعدة انطلاق نحو توحيد الامة وتحريرها انسانا وارضا وثروات واعادة امجادها.


فامريكا اتخذت قرارات فردية قبل الحرب بفرض حصار على العراق مرة بذريعة صنع المدفع العملاق الذي لم يصنع في كل دول العالم مثيلا له – حسب الادعاء او الرواية الامريكية ان العراق يقوم بصنع مدفع عملاة قادر على اطلاق قنابل بعيدة المدى تطال اوربا وطبعا الكيان الصهيوني ودول حليفة لامريكا في اسيا وافريقيا – هكذا بدأ الاعلام يضلل وينشر الاكاذيب وثم حدث ان القت المخابرات العراقية القبض على الجاسوس الامريكي بريطاني الجنسية ايراني الاصل بازوفت متلبسا بنقل معلومات عن مواقع عسكرية وصناعية في العراق الذي دخلة بصفة مصور صحفي وتم اعدامه رغم اصدار امريكا قرارا من مجلس الامن الذي صار واحد من المؤسسات الخاضعة للارادة الامريكية بتسليمه الى بريطانيا ،فتم تسليمه لهم بعد تنفيذ حكم القضاء العراقي وفق القانون باعدام كل من يثبت تجسسه على القطر،وكان قرار امريكا بفرض الحصار على العراق قد صدر رسميا بتاريخ 4/2/1990 أي قبل تحرير العراق للكويت بستة اشهر،والزمت الدول الاوربية وغيرها بقطع أي تجهيز لمعدات عسكرية او صناعية للعراق .


ومن ثم بدات كما جاء في الحلقات الاولى من بحثنا هذا،لان العدوان مقررا لكون العراق قد خرج من الحرب مع ايران اكثر قدرة واستطاع ان يطور تسليحة وخبراته القتالية ويصنع اجزاءا مهمة من الاليلت والمعدات وقطع الغيار للطائرات والدروع وتصنيع العتاد لها،وهذا ينذر بولادة قوة عربية قادرة على التصدي للارهاب والصلف الصهيوني وردعه،فلابد من القضاء على تلك القوة خصوصا انها نشأت في بلد ذا امكانات اقتصادية عالية ومتصاعدة ومتعددة المصادر وشعب فيه من الخبرات والعقول والعلماء ما يمكن ان يطوروا ببحوثهم وعملهم وتجاربهم الحدود المسموحة للعرب والمسلمين الوصول اليها في البحث والتصنيع. فكثفوا الاعلام حتى تجاوز بثهم المعادي والمشوه والمضخم لامكانيات العراق الى حد تصنيع الاسلحة ذات الدمار الشامل، وان جيش العراق هو رابع جيش في العالم من حيث العدد والامكانيات وهذا امر يعرف كل ذي عقل انه كاذب ،اين جيوش الدول الخمس الكبرى وكم من الدول لديها الامكانات الكبيرة اضافة الى اعداد سكانها يساوي اضعاف سكان العراق كالهند والبرازيل والباكستان ونيجيريا وماليزيا واليابان والارجنتين وغيرها،اضافة الى المعسكر الامبريالي العدواني الذي اوجدوه في قلب وطننا وعملوا ان يكون دولة اسموها اسرائيل وهي في حقيقتها جيش ومعسكر عدواني متقدم ضد الامة ،ودعموه ومكنوه من تصنيع كل اسلحة الدمار الشامل ومنها السلاح النووي .كان ذلك الاعلام المعادي والمضلل والمشوه يبث بمعدل 400ساعة يوميا وبكل اللغات أي ان البشرية تتلقى التضليل ضد العراق اينما نقلوا الاعلام المرئي والمسموع اضافة الى المقروء.ثم بدأ العدوان العسكري ورافقته قرارات سياسية واقتصادية تشكل عدوانا اخطر واشد من العدوان العسكري ،وتشكل حرب ابادة جماعية لكل الشعب العراقي وهو ما اسموه حصار!!! وهو اشد من الحرب التدميرية ،حيث كانت الادارة الامريكية تهدد علانية باعادة العراق الى عصر ما قبل الصناعة ،وبدأ التفاوض بشأن تلافي الحرب وويلاتها ولكن المؤشرات تدل على ان الحرب واقعة مهما اعطى العراق من تنازلات. وان القرارات التي اصدرتها امريكا صارت الان تحمل الصفة الدولية لصدورها عبر مجلس الامن الدولي الذي خضع بشكل مطلق للادارة الامريكية المجرمة برئاسة بوش الاب .وبالامكان الرجوع الى قرارات مجلس الامن للفترة المحصورة بين 2/8/1990و17/1/1991 حيث صدر قرار الحصار الكامل والشامل لكل شيء الغذاء والدواء مستلزمات الامومة والطفولة والحاجات الانسانية الاساسية كمستلزمات الدراسة والتعليم (الورق والاقلام والطباشير وغيرها) ومستلزمات العلاج والعمليات الجراحية ونقل الدم والشعب تحت عدوان ارهابي شرير تستخدم فيه اشد الاسلحة فتكا ودمارا،كثير من تلك الاسلحة محرمة دوليا كاليورانيوم المنضب والفسفور والنابالم والقنابل العنقودية واسلحة تجرب لاول مرة في الحروب وغيرها لثلاث وثلاثون جيشا منها ثلاث دول كبرى دائمة العضوية في مجلس الامن.


في تلك الفترة أي بين انتهاء الحرب بين ايران والعراق ورضوخ خميني للقبول بقرار مجلس الامن وتجرعه كما يتجرع السم على حد قوله والعدوان الامبريالي لحلف الارهاب الشيطاني بقيادة مجرمة الحرب امريكا،بدأ الاعلام العام الذي تسيطر عليه وتديره الصهيونية العالمية من خلال هيمنتها الاقتصادية والسياسية عليه واستحواذها على معظم الصحف ومحطات البث المرئي والمسموع في العالم الغربي والعربي ومحدودية الامكانات الاعلامية العراقية وتعرضها الدائم للقصف الجوي المعادي.وقلة الامكانات نتيجة الحصار البشع واللا انساني الذي تفرضه دوائر الجريمة والارهاب الدولي وينفذه حكام الجوار العراقي ومعظمهم حكام العرب الخونة ،الحاقدين على شعب الايمان وقيادته لانه يمثل تعرية وكشف حقيقتهم وخيانتهم وتعاونهم مع قوى العدوان على العرب ومقدساتهم،بدأ اعلامهم وهم يعرفوا والمثقفين في العالم وخصوصا ذوي الاختصاص يعرفوا ان كل اعلامهم كاذب وغير صحيح يطبل على ان العراق يمتلك ترسانة من الاسلحة الكيمياوية والجرثومية قادرة على ابادة الجنس البشري باجمعه ،وان العراق على وشك انتاج السلاح النووي و...و... والكل يعرف ان البرنامج العراقي برنامج سلمي وان العراق احدى الدول الموقعة على وثيقة عدم انتشار الاسلحة النووية ،كل هذا ووسائل اخرى دنيئة هي خليطا من الترهيب والترغيب كانت وسائل الادارة الامريكية المتصهينة لزيادة الحشد الارهابي الاجرامي على شعب العراق وشرعنة الصفحة الاكثر سادية ووحشية فرض الموت جوعا والتخلف العلمي والتعليمي عليه.


امام كل هذه الصفحات من العدوان المجرم عدوان اعلامي ،عدوان عسكري مستمر، حرب ابادة جماعية عبر فرض التجويع والموت والتخلف على شعب العراق، عدوان على سيادة العراق وتدخل في شؤونه الداخلية بفرض مناطق حضر جوي وبري على مناطق هي عبارة عن تمهيد لتقسيم العراق، تمويل مادي ودعم معنوي وسياسي ولوجستي للخونة، تجنيد للمرتزقة وفتح معسكرات لتدريب المخربين، انشاء مناطق امنة للعملاء وفتح مكاتب للدوائر المخابراتية الامريكية والصهيونية فيها،منع العراق نتيجة الحصار من أي نوع من الصادرات والواردات ،لابد للقيادة العراقية وشعبها وعلماء العراق من معالجة التكالب الشرير والعمل على ادامة الحياة واعادة بناء الوطن ،فكانت شعارات العراقيين جميعا بقيادة رمزهم وفخر العرب والمسلمين وشهيد الانسانية صدام حسين (الشعب الذي لاينتج قوته مهدد بوطنيته)و (يعمر الاخيار ما دمره الاشرار) و(بالعلم والعمل نكسر الحصار) (تبا للمستحيل).تحت هذه الظروف ووطئتها وبتلك العزيمة التي وصفها القائد رضي الله عنه لا مستحيل عندنا الا ما اختص الرب به لنفسه كانت اجراءات العراق والتي ستكون موضوعنا الحلقة القادمة انشاء الله.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م