دعاية أحزاب الخراب في العراق

 

 

شبكة المنصور

د. احمد عبد السلام

المفارقات في العراق المحتل، عجيبة غريبة ،ومن هذه المفارقات إن هناك 407 حزب وكيان سياسي تتنافس لخوض الانتخابات البلدية في المحافظات وهذا الرقم القياسي المتوقع له أن يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لا مثيل له في كل دول العالم المستقلة.


هذه التعددية ،ليست حالة من التقدم الديمقراطي التي جاء بها الاحتلال، كما يحاول أن يصورها البعض ،من مروجي سياسية الاحتلال الأمريكي؛فهي حالة من التشرذم غايتها تكريس حالة التناحر والفرقة بين أبناء الشعب الواحد على أسس من التفرقة العرقية والدينية والطائفية وغيرها، لتحقيق أهداف وأغراض المحتل ودول إقليمية لها أجندتها وأغراضها في تقسيم وأضعاف العراق ودوره القومي والإقليمي.


ومع تصاعد غبار الحملة الانتخابية لتلك الأحزاب والكيانات ونشر غسيلها القذر وتبادل الاتهامات والشتائم بين من كانوا حلفاء الأمس في مؤتمر لندن لأحزاب المعارضة العراقية عام 2002 الذي صنعته الولايات المتحدة وبريطانيا ، أو من الأحزاب الأخرى التي أنشئت في ظل حراب الاحتلال ، بدأت تنجلي الصورة الحقيقية لتلك الأحزاب أمام عيون أبناء العراق ، فالاحتلال ومن جاء معه تحت شعار الديمقراطية والحرية لم يزرع إلا الدمار والقتل ،إذ استشرى الفساد بالمؤسسات الحكومية وسرقت أموال الدولة وبنيتها التحتية،وحرم الناس من ابسط الخدمات ومستلزمات الحياة وهي توفير المياه الصالحة للشرب والكهرباء وانتشرت الأوبئة مثل الكوليرا وغيرها، ورغم أن هذه الأحزاب مضى على تعاونها مع المحتل في إدارة الدولة ما يقرب من ست سنوات فإنها لم تقدم شيئا حتى فيما تدعيه بالجانب الأمني الذي ما يزال هشا – كما يعبر عنه قادة جيش الاحتلال – ودون حياء بدأت تروج أحزاب الخراب في دعايتها الانتخابية بأنها وقعت عقدا مع شركة سيمنس لإنشاء محطات توليد الطاقة الكهربائية وإنها خصصت كذا مليون دولار إلى هذه المحافظة أو تلك وتخصيص كذا مليون لانجاز مشاريع النقل ومنها مترو بغداد ومشاريع كبيرة أخرى ومن يتابع زخم أخبار الحكومة والأحزاب في الحملة الدعائية الانتخابية يطير فرحا في أحلام رائعة الخيال سرعان ما يبددها تسأل يثير الريبة في مصداقية كل ما ينشر أو يقال في الحملة الانتخابية ،هو أين كانت حكومة المالكي وتلك الأحزاب التي تهيمن على إدارة الدولة والمحافظات طيلة السنوات الماضية ؟والعراق بلد غني ومصدر للنفط الذي بلغ سعر البرميل الواحد 150دولار. والإجابة ببساطة على ذلك السؤال إنها انشغلت بسرقة التخصيصات المالية للدولة والمحافظات بمشاريع وهمية ليس لها وجود وتقاسمت أحزاب الخراب الوزارات ومؤسساتها في محاصصات ما أنزل الله بها من سلطان وكأن الوزارة أصبحت ملكا هي وموادها وميزانيتها للوزير وحزبه وحاشيته، وإزاء ذلك فالمواطن العراقي أذكى من أن يخدع ويصدق أكاذيب مجموعة من السراق والعملاء والأميين من حملة الشهادات المزورة.


ومهما قالت وادعت أحزاب الخراب فلا يمكن لكل العراقيين الشرفاء أن ينسوا إنها أحزاب عميلة للمحتل ساعدته على غزو البلاد وتدمير البنى التحتية للدولة وقتل أبناء قواته المسلحة عبر تحديد مواقع القطعات العسكرية العراقية بواسطة هواتف الثريا وهي التي دفعت الغازي إلى قصف سوقي الشعب والشعلة بالطائرات وقتل المئات من المدنيين بداية الغزو في آذار 2003 بدعوى أن ذلك سيثير الشعب ضد النظام السابق وهي أحزاب العمالة والخراب التي ضمت السراق الدوليين مثل احمد الجلبي التي طالبت الولايات المتحدة باستمرار فرض الحصار الاقتصادي الظالم على الشعب العراقي لثلاثة عشر سنة، راح ضحيته أكثر من مليون طفل عراقي فهل يمكن نسيان جرائم تلك الأحزاب ودورها في خراب العراق بعد أن أثبتت تجربة السنوات الماضية زيف إدعاءاتها.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢١ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م