معسكران في معركة غير متكافئة

 

 

شبكة المنصور

هيئة التحرير/ عبد الكاظم العبودي

نشرت في اسبوعية القادسية الصادرة في الجزائر العدد 51 في 10/01/2009

أفرزت معركة بيروت وغزة غير المتكافئة مع العدو معسكرين عربيين واضحين، معسكر الشعوب العربية متمسك بخيار المقاومة ودعمها، والمطالبة باستيعاب الدروس الكبيرة من انتصار لبنان، وصمود غزة، ومعسكر النظام العربي المتخاذل. إن أهم سمات الفرز هذه المرة تجلى في موقف موحد للأمة من المحيط الى الخليج، وبدا هذا الموقف واضحا لايحتاج الى تنظير. أما النظام العربي الرسمي فقد انتقل من التفرج على الاحداث، الى المشاركة في التطبيع، الى الدفع نحو التواطؤ، إن لم تكن المشاركة الفعلية في تسهيل مهمة العدوان على غزة وقبلها على لبنان والعراق.


واذا كانت المطالب العربية الشعبية ترى ان قطع العلاقات مع العدو الصهيوني، والغاء كل مظاهر التطبيع مع العدو، يتقدم المطالب الشعبية فإن الانظمة العربية حرصت على إبقاء الحماية لسفارات إسرائيل في القاهرة وعمان ونواكشوط ، وهي محمية بترسانة من رجال الامن والقوات الخاصة. أما السفارات الامريكية والغربية وحماياتها من رجال الامن العربي، فحدث ولا حرج، أضحت محروسة بأفضل القوات الخاصة لكل نظام من الانظمة العربية. وأصبحت الاحياء في العواصم العربية التي تتواجد فيها السفارات الامريكية والغربية "مناطق خضراء" محمية بكل الوسائل الامنية والقمعية والويل لمن يفكر بمجرد المرور فيها.


واذا كانت رمزية المشهد الجماهيري أظهرت سخطا وهجوما واستنكارا على موقف النظام المصري باعتباره " عراب العدوان" فإن السفارات المصرية أخذت حصتها من الهجوم في دمشق وبيروت ونواكشوط والرباط... وغيرها من العواصم العربية التي شهدت تظاهرات عارمة ضد النظام المصري وخيانته للقضية الفلسطينية. وتعهد النظام العربي الرسمي بحماية سفارات مصر وسخر فضائياته واعلامه للدفاع عن موقف مصر المتخاذل حد النخاع.


خياران وموقفان لابد من الصراع حولهما: اما التمسك بخيار المقاومة كأمانة تأريخية للاجيال لضمان بقائنا كأمة، أو السير بمنهج التطبيع كخيانة جعلتنا نقف عاجزين أمام الاستجابة لصرخات المدن المسبية من بغداد الى بيروت الى الصومال الى غزة، ولا ندري ما يكمنه المستقبل القريب والبعيد لنا. نحذر هنا من المبادرات الدولية المفخخة في مجلس الامن، ودور النظام العربي الفاقد لروح المبادرة، وانخراطه في تبني التفسيرات للقرارات الاممية التي لا يكتبها الا حماة الصهاينة في واشنطن وباريس.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٠ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م