ام المعارك  - بدأ الحرب البرية

﴿ الحلقة الثالثة ﴾

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

في ليلة 17/1/1991والساعة الثانية والنصف من منتصف الليل استهدفوا بغداد بثمانية عشر الف صاروخ بعيد المدى من داخل الاراضي والمياه العربية وكذلك باقي مدن العراق ولكن بعدد اقل واستهدفوا خطوط التماس الامامية للجيش العراقي بالقصف الجوي بالطيران والصواريخ واستمر هذا القصف بكل اسلحة الدمار الشامل وواحد منها اليورانيوم المنضب والفسفور واليورانيوم واسلحة تستخدم للمرة الاولى في الحروب المحرمة دوليا.


بدأت المعركة البرية قوى الشر بحشدها الارهابي الكبير واسلحتها ذات التدمير الشامل وامكاناتها اللوجستية الكبيرة وقدرتها الاقتصادية الكبيرة وطرق امدادها المفتوحة ومخازن اسلحتها واعتدتها الموجودة مسبقا في جزيرة العرب بكل دويلاتها الكارتونية والتي وفرتها انظمة الخيانة لجيوش العدوان ودفعت اثمانها من ثروات العرب ،واشتريت على اساس تسليح جيش مجلس التآمر الخليجي الوهمي الذي اسموه درع الجزيرة!!! الذي ثبت انه مجرد مؤسسة كاذبة كان الامير سلطان الشر يبتز من خلالها دول المجلس ليزيد ثرواته الشخصية ،كل هذا الحشد بهذه الامكانات ضد العراق المحدود الامكانات الاقتصادية والمحاصر بقرار امريكي اضفت عليه امريكا شرعية وهمية عبر اصدار تلك القرارات المخالفة للقوانين الدولية وحقوق الانسان وحماية السكان المدنين في الحروب ،ان مجلس الامن كان طرفا في تلك الاعمال العدوانية المنافية للقانون الدولي والمعاهدات الدولية بشكل مباشر.


بعد 42 يوم قصف متواصل بكل امكانات الدول العظمى والدول الحليفة وبذلك الحشد الشرير الذي يضم جيوش الاعراب من خونة الامة وارتدوا عن دين الله وحالفوا الكفار المعتدين ،بدأت الحرب البرية وزحفت جموع الارهاب والشر على جيش العراق بعد ان استطاع طيرانهم وصواريخهم استطاعت ان تقطع كل طرق امداد الجيش العراقي الذي يتحشد في ارض العراق الجنوبي في المنطقة الممتدة على طول الحدود العراقية مع نجد والحجاز سواء في محافظات العراق النجف والمثنى وذي قار والبصرة والكويت ،ونظرا للاعداد الكبيرة لجيوش العدوان وامكاناتهم الجوية والصاروخية الكبيرة فلم يكن هناك تكافئ في القوات والقدرات ولكنهم لم يستطيعوا ان يخرقوا الجبهة العراقية كلها لغاية اليوم السادس لبدأ العمليات البرية وهناك وبعد تمكن قوات العدوان الهمجي المجرم الذي استطاع التركيز على قطع طرق الامداد قررت القيادة العراقية بسحب قطعات الجيش من اراضي الكويت ،انسحابا تراجعيا منظما ولكن قوى الشر والجريمة والتي جاءت وتحشدت بحجة تحرير الكويت واثناء انسحاب القطعات العراقية من الكويت كثفت هجومها على القوات المنسحبة وكثفت القصف الجوي والصاروخي عليها بغية ابادة القطعات والناس في المنطقة ،وحاولت قوات منتخبة هي الفيلق السابع الامريكي والقوات الفرنسية احداث خرق داخل الاراضي العراقية وقطع طرق انسحاب القطعات فتصدت القوات العراقية لتلك القوات ووقعت معركة الدبابات المعروفة والتي تم محاصرة القوات الكبيرة التي دخلت الارض العراقية وكانت تحت مطرقة القوات العراقية التي تداخلت معها بحيث اسقطت امكانية تدخل الطيران والصواريخ لصالح القوات المعتدية فما كان امام القوات الفرنسية والامريكية والفرنسية اما الاستسلام او الابادة ،هنا تدخلت الادارة الامريكية المجرمة باصدار قرار وقف اطلاق النار والتفاوض وعززته بقرار مماثل من مجلس الامن الخاضع للهيمنة الامريكية ،وبهذه الطريقة وفر مجلس الامن الحماية لقوات العدوان ،أليس هذا دعما للعدوان؟

 

لو كان العكس هل سيتدخل مجلس الامن لصالح القوات العراقية ؟ انا متأكد لا ؟ اثناء الانسحاب ومع الوضع الصعب الذي تعيشه القطعات المنسحبة وتقطع طرق الانسحاب بسبب ضرب كل الجسور على نهري دجلة والفرات وفروعهما تدخلت ايران بقطعاتها ومرتزقتها للتتعرض على الجيش العراقي المنسحب واحداث اعمال شغب كبير في عدد من المحافظات وقامت القوات الايرانية ومخابراتها ومرتزقتها باعمال تخريب لا يعقلها انسان قامت بقتل المواطنين واحراق جثثهم، قامت بحرق سجلات التجانيد والطابو وسجلات دوائر السجل العام للسكان وكل ما يوثق ممتلكات الناس وقيودهم ،وسرقة الموجودات العامة وحرق مخازن الغذاء والتموين او نهبها وتدمير اجهزة المستشفيات او سرقتها وحرق المدارس والجامعات ومكتباتها وتدمير مختبراتها التعليمية ،واحدثوا فتنة سموها الانتفاضة الشعبانية ،تبا لهم ولحلفائهم بحيث لم يظل في العراق شيئ لم يطله التخريب،هكذا كان دور ايران وحكومتها اللا اسلامية في عام 1991 ،بعد ذلك توقفت الحرب التي لم تعلن خسائرهم فيها وانسحب الجيش العراقي وكانت المفاوضات التي كان ممثل العراق فيها الفريق سلطان هاشم الذي تحاكمه امريكا الان لأنه قال لا اوافق على حضور التفاوض الا بسلاحي او نزع سلاح ممثل امريكا في المفاوضات والذي كان الجنرال سوارشكوف،وخضع ممثل امريكا لطلب المفاوض العراقي ، وعن الاعراب الفريق سلطان عبد العزيز الذي حضر منزوع السلاح ويقوده جندي امريكي فشتان ما بين سلطان وسلطان .انتهت الصفحة الثانية من ام المعرك التي تمثلت في الهجوم العسكري على العراق من قبل حشد الارهاب والشر،ولكن رغم عودة الكويت كقاعدة للتآمر وانسحاب الجيش العراقي وصدور قرارات اضافية ضد العراق تعزز الحصار وتتضمن فرض عقوبات وتعويضات كبيرة على العراق وتطلب تدمير اسلحته وتشدد الحصار رغم انتهاء مبرراته ،وخرج العراق من الحرب بهذا الوضع التدميري الكبير،

 

وسنأتي في الحلقة القادمة على ما تبع من اجراءات ..

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٥ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م