أم المعارك
إجراءات القيادة في الجانبين العسكري والتعبئة الشعبية خلال فترة الحرب والحصار

﴿ الحلقة الثانية عشر

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

كان واحدا من الجوانب التي يجب ان لا تغفلها قيادة العراق في ظل ظروف الانحطاط للقانون العالمي والانحراف الاخلاقي التام، وانفراد امريكا في الهيمنة على السياسة العالمية هو الاستعداد لجيش العراق،وتعبئة الشعب للتهيؤ للمنازلة الكبرى التي بدأت تتكشف انها انها قادمة ،حيث ان امريكا مستمرة بالعدوان على العراق بكل الوسائل،الحرب العسكرية والقتال عبر الرجعات المستمرة خصوصا في الاعوام 1992و1994و1998وفرضها الحصار الجوي والبري على حركة القطعات العسكرية شمال الخط 36وجنوب الخط 32 ،واستمرار حكومة ايران اللا اسلامية دورها التخريبي والعدائي للعراق، وتجنيدها لكثير من المنحرفين للقيام باعمال تخدم العدوان وتثير الفوضى في الطرق الخارجية كالسلب وقطع الطرق وابتزاز الناس وسلب ما لديهم بقوة السلاح من خلال قطع الطرق واحتجاز سيارات النقل وقتل الابرياء وانتهاك الاعراض فما كان هناك اسلوب قذر الا انتهجه عملاء ايران وبدعم كامل من المخابرات الايرانية ،فلم يعد هناك خيارا الا بالتصدي لكل ذلك الا بتدخل عموم الشعب وان يتصدى العراقيون كل ضمن منطقته والمناطق المجاورة وتامين حماية الطرق الخارجية التي تربط بين محافظات العراق ،وفعلا فقط قامت جماهير الشعب ومنظمات الحزب الميدانية ومقاتلي القبائل بردع الخارجين على القانون والعصابات الوافدة من ايران وقتلت والقت القبض على كثير منهم،وقامت بعض القبائل بمطاردة وقتل كل من ينتسب لها ويفعل مثل تلك الاعمال الخسيسة واعتبرت قيامهم بتلك الافعال الساقطة عارا عليها فاهدرت دم كل مارق وعميل ومنحرف،وتعاون ابناء الشعب كله مع الاجهزة المختصة وتم القضاء على هؤلاء الذين كانت تمولهم حكومة ايران والنظام العميل في الكويت.


في تلك الفترة ونتيجة الاضرار التي تعرض لها الجيش العراقي اثناء العدوان العسكري الثلاثيني عام 1991 وتسريح كل قوات الاحتياط من الخدمة ،وكي لا يعني ذلك ابتعاد المواطنين عن التدريب والاستعداد الدائم للدفاع عن الوطن فقد تم القيام بثلاث حملات كبرى لتدريب ابناء الشعب كانت الاولى عام 1994وتحت شعار تدريب الشعب فكان يوم الشعب بحق، التي تدرب بها كل عراقي قادر على حمل السلاح وانتخى للدفاع عن وطنه بوجه الهجمة الامريكية الصهيونية الامبريالية على العراق،وعام 1198 كان تدريب كل عراقي وعراقية فكان يوم النخوة الذي تم بموجبه وتحت اشراف قيادات الجيش وبامرة مباشرة للضباط المتقاعدين والاحتياط المتسرحين من الجيش حيث تم تعبئة المواطنين على اساس المنطقة السكنية للرجال بتشكيلات نظامية صارت رديفا اخر للجيش الشعبى واخرى للنساء ولكل تشكيل مهامه وواجباته القتالية والادارية،فكانت معظم الواجبات الادارية والاستخبارية والطبابة والاسعافات واخلاء الشهداء والطبخ والتمويل ونقل المعلومات والاعلام من مهام التشكيلات النسوية تقريبا،الا الاعمال التي تحتاج الى جهد كبير فكانت هناك تشكيلات للمتدربين من الرجال الكبار تكون المسؤولية عليهم في اسناد رفيقاتهم فيها وتولي المسؤولية في حالة العمل ليلا، او في المناطق البعيدة عن المدن وخصوصا في مناطق الجزيرة والاهوار،وكان التحام الشعب والحزب والقيادة كان بمستوى كبير حيث ان كل التعبئة والتدريب كان بعمل طوعي لم يكلف موازنة الدولة شيء ،وكانت كل وسائط النقل والوسائط المطلوبة لعمل كل التشكيلات الجديدة ،هي من موارد وعجلات المواطنين الخاصة، التي تم توزيعها على اساس الملاكات المطلوبة لتفعيل عمل التشكيلات، ولم يحدث ان تخلفت أي الية او عجلة عن الواجب طيلة فترة عملنا،فسلام واعتزاز لشعبنا العظيم.


ونتيجة لتصعيد الارهاب الصهيوني على شعبنا في فلسطين المحتلة اعلنت القيادة تقاسم الشعب العراقي لغذائه ودوائه مع اهلنا في فلسطين لاسناد صمودهم في التصدي للعدوان الفاشي العنصري عليهم ،واعلن قرار قطع امداد النفط رغم ضروف الحصار الجائر ومحدودية الموارد العراقية واعلنت ايران في حينها استعدادها لتلبية أي دعوة لايقاف تسويق النفط اذا قررت دولة عربية معها ،ونفذ العراق القرار ولكن ايران كانت كما عرفناها كاذبة لاعهد لها وكل طروحاتها مجرد شعارات سياسية لا تنفذها،وهناك قررت القيادة تشكيل جيش القدس وكان هناك تشكيل عسكري بكل ملاكاته على مستوى قيادة فرقة عسكرية مكونة من ثلاث الوية مشاة في كل محافظة عراقية وفي البصرة و نينوى واربع فرق في بغداد، فيكون جيش القدس عشرون فرقة عسكرية بكامل ملاكاتها وتابعة الى اربع قيادات عليا هي قيادة المنطقة الجنوبية ومقرها البصرة وقيادة المنطقة الشمالية ومقرها الموصل وقيادة منطقة الفرات ومقرها بابل وقيادة المنطقة الوسطى ومقرها الانبار وقيادة منطقة بغداد،لتشكل كلها القيادة العامة لجيش القدس.


اما الاعمال العسكرية الكبرى التي قامت بها تلك التشكيلات من تدريب الشعب ومن ثم جيش النخوة بالتنسيق مع الجيش الشعبي ومنظمات الحزب فهو تصفية العناصر العميلة المرتبطة بايران، وقطاع الطرق والمخربين امثال فيلق غدر وفيلق الرجس وتشكيلات اطلاعات من المرتزقة اللاجئين الى ايران او ابناء الجالية الايرانية العائدة لوطنها،وتصفية الوجود الصهيوني الامريكي في محافظات الحكم الذاتي اربيل وسليمانية ابان القتال بين العملاء الطالباني والبر زاني عام 1996.


هذا كان رديفا للاستمرار البناء للعراق بضوء القدرات والامكانات المتاحة،ففي تلك الفترة ورغم الحصار الجائر فقد بنى العراقيون السد العظيم على نهر العظيم في محافظة ديالى الذي يغذي مشروع زراعي كبير هو مشروع ري صدام الذي يمتد في ثلاث محافظات هي التاميم وديالى وصلاح الدين،والطاقة الخزنية للسد هي مليار ومائتين وخمسون الف م3،وتم التوسع في التعليم العالي حيث تم انشاء جامعات في محافظات القادسية وواسط وذي قار وديالى والتاميم وكربلاء واربيل ودهوك وانشات نواة للجامعات عبارة عن كليتين في كل من محافظتي ميسان والمثنى لتكتمل خطة التوسع في التعليم العالي بانشاء جامعة لكل محافظة. وتم انشاء مدارس مهنية استوعبت كل الطلبة الذين تضرروا بمواصلة تعليمهم نتيجة الحصار والعدوان ،بحيث افتتحت مدارس صناعة لكل الاختصاصات كهرباء وميكانيك وسيارات ولحام وخراطة ونجارة وغيرها وثانوية للتمريض على مستوى كل رقعة جغرافية لكل شعبة حزبية.

 

وتمول وتهيأكافة مستلزماتها من منظمات الحزب وباشرافها.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ١٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م