حوارنا وعلاقاتنا إلاستراتيجية مع من يستجيب لإرادتنا

 

 

شبكة المنصور

أبو علي الياســـــري - العراق المحتل / النجف الاشرف

يعتبر الخطاب التاريخي لخادم الجهاد والمجاهدين بمناسبة الذكرى (٨٨) لتأسيس الجيش العراقي الباسل.. هو الطريق الأسهل  للولايات المتحدة الأميركية وشعبها للمحافظة على ماء وجهها للخروج من المستنقع  الكبير الذي  تعانيه  اليوم كدولة عظمى أمام الإنسانية .. مستنقع  تورطت به  نتيجة أخطاء إدارة لم تعرف مصالح شعبها ومكانة دولتها بين الأمم .. إدارة شوهت سمعتها وسمعة شعبها  بالاعتداء على الشعوب الآمنة بأنظمتها  المستقرة المستقلة  من خلال الترويج لها  بعدة ذرائع منها  إرهابية وأخرى امتلاكها أسلحة الدمار الشامل وعلاقتها بالقاعدة , وأخرى ذرائع ديمقراطية  ضد أي دولة من اجل احتلالها أو تغير نظامها السياسي   .

 

هذه الأمور وغيرها  جعلت  من  سمعة أميركا أنموذج سيئ من خلال تجربتها الفوضوية  في احتلال العراق  بتشكيلها حكومات احتلال  طائفية صفوية أحرقت الأخضر واليابس وأججت   النزعات الطائفية والقتل على الهوية وتفتيت الوطن أرضا وشعبا إلى  أقاليم طائفية وتهجير الملايين من الشعب داخليا وخارجيا بحيث أصبح عراق اليوم عراقا ذو نظام فوضوي لاتهمه سمعة الدولة المحتلة التي جاءت بهم ولا العراق , وإنما مصلحهم الشخصية ومصلحة الدول الفارسية . وفي الوقت نفسه كان ذلك  دافعا مهما لانبثاق أسرع مقاومة وطنية وقومية وإسلامية عرفها التاريخ المعاصر قام بها شعب العراق بكل ارثه الحضاري المعروف والتي لها الدور الرئيسي والمهم  في إفشال المشروع الأميركي التي جاءت به هذه الإدارة المتصهينة , فكان للبعث ومقاومته الوطنية ورجاله الأبطال  العصب الرئيسي والمحرك الأول في مسيرة جهاد وكفاح هذه المقاومة المسلحة الباسلة   .

 

سبق وأن  نشرت  عدة مقالات وعلى شكل رسائل إلى السيد ( اوباما ) الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية وضحت فيها الأسباب المهمة التي جعلت من شعوب العالم أن تنظر إلى أميركا كدولة إرهابية .. وشخصت الأسباب الرئيسية في جميع  المواضيع بالتصرف المافيوي  الإرهابي  الإجرامي  لإدارة بوش الكذاب .. ثم وضحت في كل مقال مناشدتي لرئيس الإدارة الجديدة  كعراقي وما يحمله العراقي من معاني العاطفة والإنسانية تجاه الشعب الأميركي وشعوب المنطقة والعالم اجمع لإعادة الثقة بأميركا كدولة أولا  وشعب أميركي له حضارته وثقافته وما له من ثقل كبير بين شعوب العالم لانتسابه  إلى دولة عظمى  ثانيا... شعب أصبح خلال ثماني سنوات ضحية إدارة إرهابية والذي لايعرف عن كل  ما قامت به هذه الإدارة  من  أساليب إرهابية وإجرامية بحق دولة  العراق وشعبه التي لها مكانتها الدولية في هيأة الأمم المتحدة وعضو مؤسس في الجامعة العربية ,  وكذلك لايعرف عن ما قامت به إدارته الإرهابية  من قتل وتجويع وتشريد وانتهاكات صارخة خارج القانون الدولي وحقوق الإنسان بهذا الشعب العظيم شعب الحضارات والتضحية   لتظليله تظليلا كاملا والكذب عليه من خلال  وسائلها إلاعلامية .

 

مقالات ولكنها على شكل رسائل يمكن للقارئ الأميركي أو الساسة الجدد في الإدارة الأميركية الجديدة الاطلاع عليها وهي  ( الإدارة الأميركية الجديدة .. بين خيارين .. احترام الشعوب أو العداء ) والذي نشر في شبكة البصرة بتاريخ( 11 آب 2008 )و(خيار اوباما..التفاوض مع المقاومة العراقية أو نهاية العصر الأميركي ) والذي نشر بتاريخ (10 تشرين الأول 2008 ) و( التفاوض مع المقاومة العراقية .. هل هو خيار أميركي ممكن ؟ ) المنشور بتاريخ( 20 أيلول 2008 ) ..

 

رسائل تحتوي على  محاور عديدة لاعترافات الكثير من كبار الساسة  أصحاب القرار الأميركي ( الخارجية والبنتاغون ووكالة الاستخبارات الأميركية  CIA  ) .. اعترافات  يعترفون بها علنا أمام الشعبين العراقي والأميركي والعالم اجمع  عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها إدارتهم قبل وبعد الحرب وغزو واحتلال العراق .. إضافة إلى الاستنتاجات الكثيرة التي استنتجها  كبار المفكرين والمحللين السياسيين والعسكريين جراء تلك  الأخطاء الجسيمة  .. وكذلك الوعود المهمة التي قطعها  السيد ( اوباما ) على نفسه  أمام الشعبين العراقي والأميركي والإنسانية جمعاء خلال مراحل  الانتخابات الأميركية وهو يعترف علنا  بجميع الأخطاء التي ارتكبتها  إدارة بوش الإرهابية  ... واعدا العالم والشعب الأميركي لإعادة سمعة دولته وشعبه  إلى وزنهما الطبيعي أمام العالم بتصحيح جميع الأخطاء إلاستراتيجية  التي ارتكبتها  إدارة بوش الإرهابية في سياستها الخارجية والتي أثرت تأثيرا كبيرا  على السياسة الداخلية  خلال الثماني سنوات الماضية بتغيير  نهج سياسة إدارته الجديدة  في إتباع  سياسة  جديدة تجاه العالم وخاصة العراق كأولوية أولى  للسياسة الخارجية من خلال  سحب القوات الأميركية من العراق التي  تكبدت من خسائر فادحة منيت بها نتيجة ضربات المقاومة العراقية المسلحة والتي أحدثت من جراء ذلك  خللا كبيرا في ميزانيتها المالية التي فاجأت الشعب الأميركي والعالم بالكارثة المالية .

 

لقد جاء خطاب شيخ المجاهدين وكما وصفته في المقال الذي يحمل عنوان ( المدلولات السياسية المهمة في خطاب قائد المقاومة العراقية ) الذي نشر على شبكة البصرة والشبكات الوطنية بتاريخ ( 13/كانون الثاني /2009) .. بأنه خطاب سياسي مهم تشع من أحرف كلماته الإيمانية  حب واحترام الإنسانية  .. خطاب له مدلول سياسي  وبعد أنساني برسائله الستة .. انه خطاب التسامح والعفو عند المقدرة لرجال العراق رجال المقاومة العراقية ..

 

لفت انتباهي المقال الذي نشر بقلم الأستاذ الفاضل ( صلاح المختار ) بتاريخ ( 12/1/2009) بعنوان ( ملاحظات حول خطاب المناضل عزة الدوري ) .. مقال ذو اتجاهين الأول  دبلوماسي والثاني سياسي .. دبلوماسي في لغة الخطاب من خلال  التعامل مع رئيس دولة كبرى بكلمة  (السيد ...الخ )  لما يتصف به صاحب الخطاب بوزنه السياسي المعروف   .. وسياسي لما فيه من معنى حقيقي وهادف وأساسي في التعبير عن الغاية المهمة في لغة  الخطاب من قيام علاقات ستراتيجية وإنسانية تخدم جميع الإطراف التي حددت  في رسائله الستة ...ملاحظات قيمة يوضح فيها ما وصلت إليه أميركا جراء حربها واحتلالها للعراق خلال الستة أعوام من الانهيار المالي الذي أوصلها لحافة الانهيار العام واحتمالية تمزق الدولة الأميركية نتيجة الخسائر التي ألحقت بها بشريا وعسكريا وماديا ومعنويا واقتصاديا .. وبالمقابل ما وصل إليه الشعب العراقي خلال الست سنوات في إبادة مليون ونصف مليون عراقي وتشريد وتهجير أكثر من ( 6) ملايين وما احدث الاحتلال من القضاء على البيئة الطبيعية لحياة الشعب الآمن في تقسيم أرضه وشعبه .. وغيرها من البديهيات التي يذكر بها البعض لمعنى عدم التفاوض .. وعن الكيفية التي يتم بها التفاوض .

 

أود أن أعقب على ما ذكره الأستاذ العزيز (صلاح المختار) في ملاحظاته حول خطاب المناضل (عزة الدوري) بغض النظر عن هذا أو ذاك متجاهلا  بعض المتشككين والانتهازيين والتجاريين .. وموضحا ذلك التعقيب  حصرا   بالشرفاء من الوطنيين الذين  هم على دراية تامة للمعنى الانساني في خطاب شيخ المجاهدين وهو يخاطب السيد ( اوباما )  في إحدى رسائله عندما قال  ( إن أردت وأرادت إدارتك المحافظة على مصالح الولايات المتحدة إلاستراتيجية في وطننا العراق وفي المنطقة .. فالذي يحفظها هو شعب العراق الحر المستقل وشعوب المنطقة الحرة المستقلة .. وان أعلنتم الانسحاب الشامل من العراق وترك أهله حرا مستقلا سنتحاور معكم فورا لإقامة أفضل وأوسع العلاقات إلاستراتيجية مع أميركا على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة وعلى أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية  وعلى أساس الند للند واحترام هوية واستقلال الشعوب وخيراتها في الحياة )... أنها فقرة مصاغة من قبل شيخ المجاهدين بدقة فائقة وهادفة لما فيها من روح الانتصار العظيم لشعب العراق , والذي يتمعن بالثوابت والشروط التي حددها شيخ الجهاد والمجاهدين في الخطاب من بدايته والى نهايته يلاحظ كيفية التعامل مع الغزاة المحتلين والتي تقول ( إن أعلنتم الانسحاب ) والمفتاح الرئيسي في الانسحاب هو ( الشامل ) ( وتركه) أي العراق ( لأهله ) ويقصد شيخ المجاهدين بكلمة أهله أي (الشرعيين) الذين هم ( المقاومة ) وبجميع ألوانها وأشكالها وطنية وقومية وإسلامية ليكتمل  الشرط بالكلمتين ( حرا مستقلا ) وهذه الكلمتين ( حرا مستقلا ) توضح المعنى الكامل في الانسحاب والتحرير والاستقلال  الذي لم يرد  في أدبيات  حركات التحرر والتحرير على امتداد تاريخها ألا هو التحرير الشامل والعميق من كل إشكال الاستعمار والسيطرة والهيمنة والاستغلال والابتزاز .. فعندئذ يحصل التحرير الشامل والعميق ..  ثم  يبدأ التحاور مع من هزم أو مع من استجاب لإرادتنا بقوة ضربات وفعل مقاومتنا الوطنية والقومية والإسلامية لإقامة أفضل وأوسع وأعمق العلاقات الستراتيجية مع أقوى دولة وأكثر دول العالم تقدما وتحضرا وعلى أساس شروط وثوابت وأهداف ومنهج المقاومة .. وهذا سيتحقق إن شاء الله ومن بعد ذلك سيكون أعظم انتصار تاريخي للأمة وحزبها وشعب العراق .

 

هذا هو المعنى الحقيقي والهادف والأساسي في خطاب قائد المقاومة العراقية .. انه الموقف القوي الذي  يجد فيه شيخ المجاهدين نسائم الانتصار التاريخي .. وليس ليرضى فلان أو فلان أو ما شاكلهم من الخونة والعملاء والأذلاء والهاربين والمتخاذلين والمتاجرين بقضية مصير شعبنا ووطننا .. من الذين يتمتعون بحياة الغرب  والبعيدين بمئات الآلاف من الكيلومترات عن الحدود العراقية .. وما يستمتعون به في الغربة من طعم الأمان والاستقرار والمنشغلين في السفرات السياحية والمتسكعين في الصالونات المتوفرة بها الملذات الدنيوية والخ ؟؟؟؟؟؟؟ . والذين لايعرفون معاناة العراقي المحتل  .. وهو يتألم من ظروف الاحتلال وحكوماته العميلة الصفوية .. إلا عبر الاتصالات أو عن طريق الفضائيات العربية والأجنبية .

 

ومن حق الكاتب أن يسال هؤلاء النكرات  : هل تعلمون أن عراق اليوم الذي تريدون أن تحرروه وانتم في الدول الأجنبية أو العربية  هو عراق عام 1920؟ وهل تعلمون أن العوائل العراقية تخلد في مساكنها منذ الساعة الرابعة عصرا إلى اليوم الثاني لما يعانوه من  ظروف صعبة أمنية جلبها لهم المحتل وحكومته الصفوية ؟ وهل تعلمون أن بغداد العروبة يزورها  التيار الكهربائي كزائر خفيف  ساعة لكل ( 24) ساعة  ؟وهل تعلمون أن الديمقراطية البوشية دمرت المستشفيات وفقدت الخدمات وعطلت مصادر تنقية  المياه  وقطرت للشعب حصتهم التموينية ؟ وهل شاهدتم القتل على الهوية  بيد العصابات  الصفوية ؟ وهل شاهدتم بأعينكم شوارع بغداد  وإحيائها تزيينها قمامات الأوساخ الديمقراطية ؟ وهل .. وهل ..؟؟؟؟ .  فالعراقيون يعلمون جيدا بأنكم في الكلام الوطني  غوغائيين وانتهازيين ولكن أصلكم عملاء ودخلاء لايهمكم العراق ولا شعبه ولا أرضه بقدر ما  يهمكم بقاء المحتل من انسحابه لأن بانسحاب المحتل  تتوقف أعمالكم التجارية التي تعيشون عليها في النقد والقال والقلت وكتابة  الكلمات السوقية  ..

 

في ودي أن أسال الشعبين العراقي والأميركي  هذه الأسئلة :  هل البعث وما يحمله من عقيدة ومنهج هو ضد الشعب الأميركي أو ضد قيادة تسلم لنا وللأمة وللإنسانية خياراتنا وحريتنا واستقلالنا وخيراتنا لابل تتعاون وتتعامل معنا لتحقيق هذه الأهداف العزيزة ؟ وهل الشعب الحضاري يستمر في حمله السلاح والجهاد بلا هدف واضح ومحدد في حالة الاستجابة لمطالبه المشروعة  ؟ أم انه إذا كان شعبا أصيلا وصاحب تجربة عظيمة مثل شعب العراق ألا يكون من الأجدر به أن يضع هدفا نبيلا لجهاده ومقاومته ؟ وهل يوجد هدف أغلى من التحرير والاستقلال الشامل والعميق ؟ أن  ما قصده البعث على لسان قائد ه في خطابه التاريخي إنما هو هدف أنساني عميق الغايات سواء كان في تجاوب الإدارة الأميركية الجديدة مع مشروعه الانساني  الثابت من عدمها ..

 

وهل الحزب اليوم وقاعدته المجاهدة مطلوب منهما أن يكتبا ويتحدثا لكي يرضى عليهما فلان وعلان أو ما شاكلهم من الخونة والعملاء والأذلاء والهاربين المتخاذلين ؟ أم يكتب الحزب وقائد مقاومته لشعب المنجزات والبطولات والتضحيات ولمقاومته الأسطورية لتحرير العراق ؟ أو يكتب الحزب وقاعدته للشهداء الأعزاء ولأمهاتهم وأزواجهم وأطفالهم ؟ وماذا يقول هؤلاء النكرات  لو أن الإدارة الأميركية الجديدة أو القديمة اللعينة الإرهابية لو عرضت على حماس أو اتفقت معها مثلا لتحرير فلسطين تحريرا من النهر إلى البحر على شرط أن توافق على قيام علاقات تعاون ستراتيجي طويل المدى إلى يوم القيامة ويحقق مصالح وأهداف حماس أو أي جهة فلسطينية أو أفغانية أو صومالية !ّ!! .. السؤال هل يرفضوا وتخشع جلودهم من كلمة إستراتيجية ؟ .

 

فمن وجهة نظري  والله لو تستجيب أميركا لثوابت وشروط وأهداف ومنهج البعث ومقاومته الوطنية لنقيم معها ألف علاقة إستراتيجية لما عاناه العراق وشعبه من الم الاحتلال  والمواقف اللاقومية لأصحاب النظام الرسمي العربي والإسلامي وبعض الدول الإقليمية والدولية  التي نست بان للعراق وشعبه الفضل الكبير لهم ولكن   ومع الأسف ؟؟؟؟؟؟؟؟ والخ  .. واختتم مقالي وكما ذكره القائد المجاهد ( عزة الدوري ) إن الذي يريد تحقيق المصالح المشروعة هو شعب العراق الحر المستقل وشعوب المنطقة المستقلة وليس العملاء ..واكرر قولي لعنوان مقالي هذا بعد إيماني به .. ((حوارنا وعلاقاتنا إلاستراتيجية .. لمن يستجيب لإرادتنا)) .

 

أبو علي
الياســـــري
العراق المحتل / النجف الاشرف
١٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م