الى كل الداعين الى الواقعية

 

 

شبكة المنصور

ابو محمد العربي

بأدىء ذي بدء يجب علينا ان نفرق بين الواقعية والاستسلام للواقع فالواقعية هي دراسة الظروف الموضوعية والذاتية لكل ظواهر الامة بعين مؤمنه مجاهدة مستحضرين كل الامكانات المتاحه وصولا لتحقيق الغايات المرجوه في حين ان الاستسلامية تعني ان نكون اسرى واقع معين تحاول جهات اخرى فرضه علينا دون النظر الى مكنونات الامة اذن فالدعوة الى النظر لكل المستجدات الموضوعية والذاتية بنظرة واقعية مغاير تماما للاستسلام للواقع والفرق بينهما شاسع فالى كل الداعين الى الواقعية نقول لهم نحن ننظر الى الواقع ببصيرة المؤمن المجاهد وهذه البصيرة تجعلنا دائما متفائلين مراهنين على امكانياتنا الذاتية وامكانية ابناء شعبنا بانها معين لا ينضب لانها تستند الى ارث عقائدي وحضاري متراكم لالاف السنين فنحن شعب الذرى والحضارات في حين ان المطالبة المستمرة بالواقعية مع عدم الاستناد الى مكنونات الجماهير تقود حتما الى الاستسلام للواقع فالنظر دائما الى الواقع بجانبه المظلم لابد بالتاكيد يقود الى الاستسلام له وهذا الاستسلام سيؤدي الى التقوقع والانغلاق وهنا سندخل في دوامة الظلام ودائرتها المغلقة التي تجعلنا نستسلم اكثر فاكثر وننتهي ونفقد دورنا القيادي لعدم استطاعتنا مواكبة الواقع .


ان حركتنا الثورية المؤمنة المجاهدة عندما تتعامل لابد لها ان تتعامل بواقعية فهي ترى الجوانب المشرقة في الامة والشعب وبداخلها ايضا وهذه الجوانب كثيرة جدا ومنها وحسب الاهمية فان امريكا والصهيونية والصفوية احتلت العراق رغم الفوارق المادية البحتة بيننا وبينهم والسؤال هنا هل استطاعوا ان يفرضوا هذا الواقع علينا لنستسلم له ؟ الجواب كلا فالبعث والمقاومة بكل فصائلها الوطنية والقومية والاسلامية فرضت واقعيتها على الساحة وهنا لابد لنا عندما نتحدث عن الواقعية ان نستحضر كل الجوانب المشرقة في الامة قبل ان نستحضر الجوانب المظلمة التي يريد الاعداء لها ان تتجذر وقد يقول قائل بان هذا الطرح فية من المثالية الشيء الكثير الذي يجعلة بعيدا عن الواقع ونحن كمؤمنين ومجاهدين نقول ان العلاقات الرفاقية والنضاليه والانسانية لا يمكن لها ان تقاس بمقياس مادي بحت او بخطوات او برامج محددة فهذه العلاقات تختلف قوتها ونتائجها حسب الظروف الموضوعية والذاتية المرافقة لها ومقياسها الاساس هو الايمان بالله وبالمبادىء والتحرير والنصر ان شاء الله مهما كان الظلام اي ان الميزان هنا هو الايمان وهو المعيار الرئيسي للواقعية ولنا في رسالتنا الخالدة امثلة كثيرة تشهد بها بطون التاريخ فاذا ما استذكرناها ستكون لنا نبراسا هاديا لواقعيتنا .


فما هو المطلوب الان بعد ان فرقنا بين الواقعية والاستسلام للواقع وعرفنا الواقعية الحقة هو ان ناخذ بالاسباب ونعد العدة على قدر امكاناتنا ومن قبلها التوكل على الله عز وجل راكنين الى قول البارىء ( بسم الله الرحمن الرحيم واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بة عدو الله وعدوكم صدق الله العظيم ) فالله عز وجل يقول ما استطعتم اي حسب امكانياتكم المتوفرة لا ان تنتظروا لحين ان تصل قوتكم كقوة عدوكم فهذا محال لان الزمن المطلوب لوصولكم لما هو علية عدوكم سيجعل عدوكم في حال افضل مما يجعلكم تحتاجون لزمن اضافي وهكذا تدخلون في الدوامة .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م