نافذة

عباءة الثوار ... وبنادق الصادقين .. وجراحات بغداد وغزة

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

صباح اليوم كان كعذراء لم تمسها قبلة رجل بريئة ...صباح هذا اليوم كانه البزوغ الاول لفجر الحياة ... صباح هذا اليوم صاف كقطرة المطر قبل ان يلامسها التراب وشعرت بان صلاة الفجر ستكون اكثر قدسا من باقي الايام لانه اليوم الاول من هذا العام وانأ كلي امل في ان يكون هذا العام عام يشهد تحرير الانسان العربي و تتعرى فيه الوجوه الملثمة وتتبين حقيقة ادعياء المقاومة وتتكشف لامة العرب المزايدين على قضايا الامة وهذا ما حفزني ان ادفع بخطاي نحو نافذتي شعورا وشوقا و لهفة إلى ان ارى المشهد العربي وحالما اطليت ببصري ونباضات قلبي تحدثني بالم الاهل في العراق وغزةومقاسات العقل تحدثني عن صدق ثوارمقاومة العراق المتحصنة بعقيدة البعثيين وحاملي بنادق المؤمنين وعتادهم صرخات وغضب العراقين وعلى جباهم رسموا شارات التحيرير والنصر وقلوبهم تهتف بالشهادة وهي تتلهف لان تنظم إلى مسيرة  الشهداء الذي يقودها سيدهم صدام حسين..ولما رميت ببصري في حضن الفضاء الذي احتضن فضولي وضمه إلى جوفه الذي بصرني إلى ساحات غزة وقد تقدست ارضها بافتراش اجساد الشهداء وشوهت صورتها الدمار الذي جلبه شريك رحم الغادر الذي غدربوطني الحبيب ,العدو نفسه فبيده اليمنى ضرب عراقنا وبيده اليسرى ضرب غزتنا ..

 

وامام كل هذا ترتفع اصوات الانتهازين وكل طرف يحاول ان يستغل الظرف لصالحه و صالح اسياده ,المشهد كله ملئ بصراخات واحتجاجات ومؤتمرات واجتماعات ثلاثية ورباعية ودعوات لقمم وتحذيرات ,مشهد معقد تختلط فيه المواقف الاصيلة و الانتهازية والعميلة ,وما على الذين يعاينون هذه المشاهد الاان يفرزونها ويؤشرون صدق منطلقاتها ..ان أقول ان العملية الاجرامية التي بدءها العدو في غزة كان مخطط لها ومنذ زمن وكل هذه الاصوات الصادقة والمنكرة تعرف ذلك فاين هي ومنذ ما بدء العدو يهدد و يعد لها ؟ إنا لست احاكم احد ولكني أقول ان الاطراف التي باعت الشرف العربي وتصورت ان هذه الدولة العدوانية الغاصبة و المحتلة لارضنا العربية يمكن ان تتحول إلى دولة مسالمة وتصبح عنصر قوي في تحقيق السلام في المنطقة وصلوا لقناعة لا يستطعيون ان يبوحوا بها وهذا المعسكر قد تعرى وبشكل فاضح واما الانتهازيين والمتلونيين والذين يحملون اجندة الاجانب فهولاء لازال لهم رصيد عند البعض . ويبقى الاصلاء والصادقين الذين يحاربون العدو الاسرائيلى وهم البعثيون والشرفاء من العراقين المقاومين وذلك من خلال اسنتاج عقلي و احتمالات محسوبة على معطيات الواقع, ان المقاومة العراقية تحارب الحاضن الاول والاساسي لهذه الدولة الغاصبة والتي سموها اسرائيل ,ان المقاومة العراقية تحارب الامبريالية الامريكية ويشاغلونها في العراق باداة الموت ,وحتى العملاء و كل الانتهازيين يقرون ان القوة الاسرائيلية هي جزء من القوة الامريكية بل هي في الاهداف والتكوين في العقيدة العسكرية  وتقر ان طريق الوحدة هي فلسطين و فلسطين هي طريق الوحدة .وان كل قوة تساهم في اضعاف القدرة الامريكية هو بالنتيجة اضعاف للقوة الاسرائيلية و العكس هو الصحيح واكاد ان اجزم انه لا خلاف في هذه الحقيقة..

 

اذن الامر لايحتاج إلى ان نسهب ولكن نقول ان المقاومة العراقية وطيلعتها تنظيمات حزب البعث تساهم فعليا في مجابهة العدوان الاسرائيلي والوجه الاخر لهذه الحقيقة  التي لا يختلف احد عليها ايظا هو ان النظام العراقي الوطني و القومي الذي كان قبل الاحتلال ايظا لا يحتاج لادلة على مواقفه القومية ويكفي ان نقول ان القائد صدام حسين رحمه الله كان قد اصدر قرارا ونفذ بتخصيص راتب شهري لكل شهيد فلسطيني ويكفي ..اما الذين يرتدون عباءة الثوار وهم كالذئاب بلباس الحملان ومن اصنافهم الذين وجهوا دعوة لعقد اجتماع للبرلمانين العرب+واحد (البرلمان الايراني).! في مدينة صور.وبكل لهفة استعرضت الكلمات الاستعراضية عسى ان اقرء في هذا التجمع اللارسمي شئ يروي ضمئي لخطوة عملية واحدة لانقاذ اهلنا في غزة.فمثلا احدهم يصرح بان دموعه لم تجف من ما اسماه مأساة قانا الاولى وقانا الثانية واسترسل في التراجيدا وهويحكي بألم ومن ثم يليه ممثل لبرلمان لدولة محتلة ويتجراء ويقول (ان ازمة نظامنا العربي التي تعد احد اهم اسباب ما تعانيه اليوم لا نرجع في اساسها واسبابها الى النصوص القائمة في ميثاق الجامعة العربية وقرارات القمم العربية وغيرها من الوثائق الاساسية لكنها تعود في الواقع الى عدم توفر الارادة السياسية الحقيقية لنا) لقد قلت الحق واعتقد هي المرة الاولى في حياتك السياسية يا شيخ الاسلام فانت ونظامك لا تملكون وسوف لا تملكون ارادتكم السياسية لانكم محتلون من قبل الوجه الاخر لاسرائيل والذي برلمانك رفع المنع عن زيارتها التي كانت مثبتة في جوازات سفر العراقين سابقا .اي دجل هذا!! وثم يتقدم صاحب الدعوة الذي والظاهر اراد كاسياده ان يحول هذا الاجتماع الاستثنائي الى الترويج الىمرجعيته السياسية وتمجيد المواقف الايرانية ويتناسى ما فعلته وتفعله في العراق ويدعوا الفصائل الفلسطينية الى توحيد صفوفها و الى هذا الحد مقبول ولكنه يردف ويقول (وهنا أقرأ من الورقة الموحدة لأهلنا في المقاومة في فلسطين في لبنان)يا مرائي اية مقاومة في لبنان.

 

وكل الذي يحدث في العراق وبطولات المقاومة العراقية في مواجهة المحتل الامريكي الذي هوشريان للوجود الاسرائيلي الايستحقون ان تذكرهم بتمجيد وتعظيم لما يكافحون من اجله وهم بحق ابطال و مناضلون ولهم مرجعية واحدة هو الشعب   وهذا حق وليس طلب لانها تمتلك من الشرعية الجماهيرية ما يكفيها ولكن لكي يطلع العرب على واقع المزايدين.. او ان مرجعيتكم لا تتحمل أي فعل شريف وخاصة اذا كان بقيادة عربية اصيلة كالبعث الخالد..والكلمات التي القيت اكثرها استنكار ودعوات وبكاء وعويل.المهم استغلوا الذين دعوا لهذا الاجتماع لتمجيد الدور الايراني ..بربكم اسئلكم وكلكم قلتم وبعبقرية تحليلكم ان اسرائيل كانت تعد لهذا العدوان من زمن .طيب هل تستطيعون ان تنورون بصيرتنا ماذا فعلت ايران الدولة الاسلامية الكبرى لافشال او على الاقل تعطيل هذا الاعداد وماذا فعلت مقاومتك التي تتبجح بها لعرقلة المخطط الاسرائيلي..اني اقول هذا ليس الا لكي لا تتسع المزايدات على حساب الشعب الفلسطيني والذي يذبح يوميا.ولماذا لا تفتحون جبهات على هذا العدو لتخففوا من ضغطه على غزة البطلة؟ اليس هذا هو احد المواقف العملية و البديلة عن الخطابات والاستنكارات والدعوات..

 

ارجوا ان تعوا ان مقاومة الشعب العراقي البطل للاحتلال فرضت نفسها وبقوة و الدليل ان المحتل الامريكي و من خلال القيادين العسكرين الميدانيين وبما فيهم بوش يعترف بقوة فعاليتها وانهاالان ارتقت الى ان اصبحت الامل العراقي في تحرير واستقلال العراق.اذا كانت المقاومة الفلسطينية تقاتل العدو الصهيوني والمقاومة العراقية تقاتل العدو الامريكي الحاضن للصهاينة واذا كانت هنالك مقاومة في لبنان واهدافها مقاومة العدو الصهيوني فهل هنالك وقت انسب من هذه المرحلة لان تشعل الجبهات على هذا العدو او ان التوفق الايراني الامريكي يمنع ذلك؟ املي ان تكون دعوتكم عربية صادقة وتشرفون اجتماعاتكم ومؤتمراتكم وتكتسبون شرعية مقاومة اعداء الامة العربية وتتجردون من أي مرجعية الا الشعب العربي وتدعون ممثلين من المقاومة العراقية لحضور الاجتماعات العربية ويكون لباسكم لعباءة الثوار له ما يبرره ويليق بكم اقول هذا لان بغداد وشعب العراق تعرض لحصار دام 13 سنة وتعرض للعدوان ولمرات عديدة وانتهى بغزوه واحتلاله وتقدم المؤمنون للعمل المقاوم وعلى مدى الستة سنوات اكتسبت الخبرة القتالية والتي تداخلت مع الخبرة النضالية وامتزجتا لتخلق مقاوم عقائدي صلب واذا ما استعانت المقاومة الفلسطينية بها سوف يقرب المقاوم الفلسطيني اكثر من الاتقاد الثوري كمناضل وعدم الاكتفاء بحمل السلاح فقط وان عرض قضايانا يجب ان لايكون بلغة نفهمها نحن فقط بل كيف شراكائنا في هذا الكوكب وان نتحدث معهم بلغة يفهمونها هم ايظا يفمها  وان نستفاد من مجمل التغيرات والتحولات الاعتبارية والقانونية والتي اثرت على تحرير الكثير من التشريعات في العالم سواء ما يتعلق بحقوق الانسان او التوصيف الجديد لجرائم الابادة الجماعية وان نستفيد من الاستقلال الاوروبي سواء في مجال القضاء التي تتعلق بجرائم الابادة الجماعية اوقضايا حقوق الانسان وبالقدر الممكن وان الرأي الذي لايتفق مع فاعلية هذا الاستثمار لهذ الفرص فهو رأي مشكوك به ويريد ان نترك هذه الساحة لانفراد اسرائيلي وامبريالي ومن حقائق الامور في عالمنا اليوم ان الرأي العم الاوربي يتأثر بهذه المؤسسات والمنضمات والتشريعات واي انكفاء عربي في اية قضية على المحيط العربي هو انتصار لاعداء الامة ويجبني كثيرا ما قاله المفكر العربي الاصل الامريكي الجنسية ادوارد سعيد من التشخيص الخاطء والطرح المغلوط للعرب لقضاياهم على العقلية الغربية عموما والاوربية خصوصا الخطاء ان يكون طرحنا لقضايانا وخاصة الفلسطينية باطار ومقايس والقوميةالحقوق الدينية ونساط كل الضوء عليها ونغفل الجوانب الانساتية فيها من قتل وتدمير وتشريد وابادة بحق الانسانية لان الصهاينة لديهم كل الامكانيات و الحجج الدينية التي تناغم العقلية الغربية في حين لا تستطيع ذلك امام الجوانب الانسانية والذي يفعل فعله في استقطاب الشارع الاوربي و الامريكي على حد سواء فهم يستغلون الفعل الفدائي كتفجير محطة الباصات في عرضها للغربي على انها ارهابفي حين كم حجم القتل الذي احدثته اسرائيل في غزة في هجومها الاخير.

 

الامر الاخر الذي لا بد للمقاومة الفلسطينية ان تضعه في تقديرات النصر هوان حسم المعركة مع العدو عسكريا فقط غير ممكن الان بل ان تلجاء المقاومة الى الاستعانة بالتأثيرات الاخلاقية و الانسانية وتوظيفهما معا في المعركة وان وحدة المقاومة الفلسطينة المطلوبة ليس الغرض منه لوحدة فوهة البندقية المقاتلة فقط بل من اجل ان يكون عرض القضية موحدة وان الصراع محوره شراسة وهمجية الصهاينة وان هذه الوحدة يرسل انطباعا للمجتمع الانساني بوحدة الهدف وليس متنوعة الاهداف و الغايات وان معركتنا تحتاج للوصول الى العقلية الغربية وان  النجاح في هذا الوصول يعني تفعيل القوة الضاغطة علىسياسات الدول وهذا التفعيل معناه الوصول الى توعية العقلية الغربية ايجابيا لخدمة قضايانا المصيرية اما ان ندور في فلك مؤتمراتنا واجتماعاتنا ولقائاتنا لنصدر التصريحات النارية التي تشجب وفي بعض الاحيان نتباكى على شهدائنا او لترويج بالايجاب لقوى اقليمية فاننا سنكون كمن يصرخ ويسمع صداه والعالم الخارجي في وادي وهو في وادي ومن ثم نقف وننتظر من العدو لينهي عدوانه في الوقت الذي يحدده هو وليس علينا سوى ان تبادل التهم ونحمل بعضنا البعض مسؤولية جرائم العدو انا اقول الم يحين الوقت لنتحرك نحو العقل الغربي ونزيح على الاقل بعض مساحات القناعة في العقل الغربي التي انفرد بها هذا العدو لزمن طويل ولنغادرالمحطات التي نصبها لنا الاجنبي الاتي من الشرق او من الغرب الكل طامع في ارض العرب فعدونا موجود في دارنا يصيغة ثقافة او فكرا او حاجات لنعي كعرب مسؤولين وشعبا وبرلمانين بان البكاء واستضافة اللئيم الذي يغدر بشقيق من الاشقاء او المهاترات والمزايدة في الوطنية او الشعور القومي ليس في صالحنا..اللهم وحد العرب المخلصين والصادقين وقربهم من تحريرارضهم واهدي كل عربي لنصرة العرب وعذرا ان تجاوزت حدود النقد  ولكني اؤمن بان العربي في داخله نقي بنقاوة ماء واحاته وخارجه يخاصم ويتجاوز ولكن مرده الى داخله .. والرب قادر على كل شئ امين....

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٥ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م