أزمة دولية ..

بدايتها أهل الديمقراطية الكبار وآخرها أهل الديمقراطية الجديدة الصغار .. وياجائعين لكم الله

 

 

شبكة المنصور

أبو عبد الله الكاتب

أمسى الكل يتوجس خيفه من القادم المجهول .. بعد أن ضربت الأزمة المالية الدولية كل أعمدة المال العملاقة في الدول الصناعية ، وأحالت الكثير منها إلى شفير الإفلاس فمنها من تهاوى وبدأ ينادي ( لله يامحسنين )، ومنها من يترنّح على وقع العاصفة الجارفة يحاول أن يعيد الحسابات ويدقق في المسارات علّه يصمد لبعض الوقت لحين أن تتداركه الخزائن الحكومية .. وحتى تلك المداركة لاترفع من هوى، لأن المسافة قد بعدت، والشقة قد إتسعت .. فقطاعات الصناعة الثقيلة قد داهمها الإنهيار، وهاهي صناعة السيارات قد بدأت تشهر إفلاسها في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الدول الأوربية ، وكذلك صناعة الطائرات والسفن والألكترونيات فالإنهيار العام والشلل التام صار يداهم الصناعات الأخرى.


إن هذا التردي العام أسوه وأخطره ذاك الذي يضرب خزائن الدول والحكومات .. خاصة تلك التي يعتمد إقتصادها على فائض التجارة من صادراتها .. أما التي جل مقومات إقتصادها لابل كل إقتصاد يقوم على التصدير ( كالدول المنتجة للنفط ) قد بدأت تتصارع مع تفسها وخططها خوفا من أن تحط رحالها على أرصفة وأبواب منظمات الإغاثة الدولية التي هي الأخرى ضربها الإعصار وباتت تنادي ( لله يامحسنين ) ... بعد أن جف ضرع الدول المانحة ..


لقد بدأت هذه الحكومات تحبس أنفاسها بدأت هذه الحكومات تحبس أنفاسها من شدة القلق والخوف والحيرة التي يعصف بخزانها شيئاً فشيئاً بعد أن تهاوت أسعار النفط إلى الحضيض والقادم أسوأ .... فالمسؤلون الماليّون في الدول النفطية و أولها دولة العراق الديمقراطية التي لم يحسب رجالها للزمن حسابه لعدم الدراية ( عبالهم لفط وبس ) وكلنوا قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عن الميزانية العملاقة ( أم الأربعين مليار ) وسطّروا قوائم المشاريع وقالوا للشعب المسكين ( نحن سنجعلكم من أهل القمر والكواكب السيارة )...
 

إنهم لم يقدروا الأشياء حق قدرها ولم يزنوا المال الذي جاء من فائض الأسعار، بل ( فرّقوا) تسعة أعشار الميزانية التي رصدوها للساسة بين مخصصات حماية وخدم وحشم، ومخصات إيفادات وزيادات ( دينية ) ترفيهيه، وزيادات ( لادينية ولا ترفيهيه ) وﭬلل ومسابح وأبراج ونثريات وإختلاسات وكومنشينات وصفقات ( لأشياء ) ماشاء الله لها من أسماء ... ناهيك عن شراء القصور والفنادق والمطاعم في الدول الإقليمية ...


ولمّا تجلّى حال العالم للقاصي والداني بدأ ( أهل النفط ) يجلسون القرفصاء حائرين في القادم من الأيام ( خاصة ) وأن التوقعات في سوق النفط الدولي قد تصل إلى ( أدنى مستوى ) لها إذا ماظل التدهور المالي العالمي على الوتيرة السريعة من النزول والإنهيار ... من يرحم من !


كان ( اللفاطة ) إذا ماطالب نتحسين مواد البطاقة التموينية تتصاعد أصواتهم كأنها الرعد تطالب بإلغائها، ويتظاهر معهم تضامنا ( أعوان اللفاطة ) جباة كراجات النقل في بغداد والمحافظات ( مافيا خمس السادة ) الذين بدأ الناس يستغيثون منهم ... لأن الكراجات أصبحت من حصّة السادة .. من أعطاهم هذه المهمة لاندري ! هل أعطتها لهم وزارة المالية ؟ ربما تريد أن تعوض ماذهب من تراجع أسعار النفط من فقراء العراق ... فهي تعمل بخطى إستباقية قبل ( أن يقع الفأس بالرأس .. والفأس واقع لامحالة ) .


إن الذين يطالبون بإلغاء البطاقة التموينية لأنها تؤثر على ميزانية الدولة هم أهل الماليو وأهل الكراجات وبحارة النفط والبانزين وغيرهم في سوق الشورجة وسوق جميلة، وسوق الثورة، وسوق ... وسوق !


يبدوا أن دائرة الإفلاس والهزيمة قد بدأت وسيسقط أهل الرايات الديمقراطية والشيوعية والطائفية والفدرالية .... وستستقيم المسيرة على مبدأ أهل الوطن الحقيقيين، وينحر الغرباء ....


وعندها يقول الشعب لمن وقف في الطرقات قاتلاً، وقفاصاً، وعلاّساً، أذِنت الساعة ... وللذين زوروا الشهادات، وزوروا رواتب الجيش والشرطة، وإعتلوا مناصب عليا في الدولة وفي السلك الدبلوماسي دقّت ساعة النهاية ... فيا أهل الشهامة ( الشغلة متفيدكم ومتلوكلكم .. إرجعوا لمهنتكم القديمة عتّالة نفّاطة، لنكه،خبز يايس، نخالة شلكم بهالرطونة ) ...


إن تدافع أسعار النفط وتسارعها نحو الهبوط الحاد وتدنيها المستمر بدأ يدق ناقوس الخطر والإفلاس ... وعلى هذا ستلجأ الحكومة إلى جملة خطوات، بدأتها بتأجيل مستحقات الموظفين ورواتب بععضهم بحجة التدقيق وإنها ستدفع مع رواتب السنه الجديدة وحتى إشعارٍ آخر ... وقد تعلن الحكومة إذا بقي النفط يسير على هذه الوتيرة من الهبوط إستدانتها من الموظفين بموجب ( سندات قرض على نصف الراتب إلى بيت المال ( مال اللفاطة ) كزكاة من أجل الحفاظ على الديمقراطية العتيدة التي جاءت بها أميركا (مسلفنه ماشايفة هَوَه).


وحديث الأمس ( لابل حديث الليل ) قد يأكله النهار .... وحديث الإعمار والأسوار الكونكريتية والعراق الجديد وتحديث الجامعات وبناء المدارس وبناء مدارج المطارات في المحافظات وإنشاء طرق ( سكك حديد ) بين النجف وكربلاء وطهران من أموال الوقف السنّي، وقد يكون ... ( والوقف الشيعي )....


وهناك حديث أيضاً عن تسهيل وتنشيط البعثات إلى دول الإحتلال ( لتهيأة عملاء وفق مواصفات العراق الدرالي ) يتم تدريبهم وتهيأتهم لتنفيذ الجزء الثاني ... أي ( النص الإنكليزي ) من الإتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة .


أحاديث كثيرة ... قالوها ... ولن يفعلوها بحجة الأزمة المالية الدولية وتدهور أسعار النفط .... كتفعيل الصناعة التي هربت مكائن معاملها إلى دول الجوار بواسطة ( العتّاكة وأكراد الخردة ) وإنعاش الزراعة، التي صحّرها الأمريكيون وعملاء الكيان الصهيوني عن طريق دفع المال لأصحاب البساتين بحجة إبعاد الإرهابيين عن اللجوء إليها فيقومون بإحراقها حتى تصبح أثراً بعد عين .. أمّا المبازل وجداول السقي التي أقامتها الدوله فقد خربوها وقطعوا الماء من الجريان فيها ... كي يصبح العراق مستورداً لكل المواد الزراعية من دول الجوار ومن ( الكيان الصهيوني ) خصوصاً عن طريق الأردن .


وقالةا عن بناء المجمعات السكنية للمشردين والمهجرين والذين هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم، والذين تطاردهم البطالة ويقهرهم الفقر والجوع .... كل هذه الأحلام والخيالات أمست أماني في مهب الريح ... المهم أن تقوم أمانة بغداد بهدم أرصفة الشوارع، ونبش الجزرات الوسطية وتعيدها من جديد ( رغم صلاحية الكثير منها ) من أجل أن يحصل المقاولون ( أبو سجّاد )، و ( أبو كرّار ) على ( كم مليون) كي يشتروا بها شققاً في منطقة ( السيدة زينب ) رضي الله عنها، وبيوتاً في مدينة المنصور .... و القادسيّة، واليرموك، و زيّونه ..... فما عسانا إلاّ أن نقول لاحولَ ولاقوّة إلاّ بالله ....


ياأهل العراق :

تذكروا قول الإمام على ( عليه السلام ) الذي يقول:


( ويلٌ إذا تولى أدناها أعلاها ... لاتعلموا ..... إلخ )


وإذا ضاقت بكم الدنيا على سعتها فقفوا على باب السيدة وقواوا ( لله يامحسنين ).

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد / ١٣ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م