زئير في مواجهة الشخير / ٢

 

 

شبكة المنصور

علي المدلج

كشفت مصادر عديدة عن آية الله نوري المالكي ، أنه تفاجأ خلال زيارته الأخيرة إلى إيران عن قيام رئيس كتلة التحالف ((السنّي)) في ما يسمى بمجلس النواب المدعو أياد السامرائي بزيارة لم يعلن عنها إلى العاصمة الإيرانية ،
والمعلوم أن (أياد) هذا هو مرشح ما تسمى بـ (جبهة التوافق) لرئاسة مجلس النواب وإن زيارته هذه لم تأتي من فراغ بل تنبع من عمق الإيمان المتشعب في جذور ((حركة الأخوان المسلمين _ فرع العراق)) أن إيران وملاليها هي الحل والأمل المنشود لمن شاء أن يتقلد منصباً ما في عراق ما بعد الاحتلال ، تلك الحركة التي طالما بكت ومازالت تتباكى وتصرخ وتستغيث أمام وسائل الإعلام من فضائيات وصحف وإذاعات والى حد ما على المنابر التي باتت تستغل من قبل الحزب الإسلامي العراقي لأجل الدعايات السياسية المحضة .


فكثير منا قد رأى من خلال شاشات التلفاز المدعو (عدنان محمد سلمان الدليمي ) القيادي في حركة الأخوان المسلمين ورئيس ما يسمى بمؤتمر أهل العراق وهو يستجدي عطف التيار الإسلامي من خلال اجتماع لعلماء ومفكري العالم الاسلامي في تركيا _اسطنبول للفترة مابين 13-15/12/2006 وصوت نحيبه الشادي يعتصر قلب كل من رآه وسمعه حين كان يصرخ بملأ الفم قائلاً { إن إيران وأتباعها يخططون للقضاء على بغداد العباسيين ، وان السنة في خطر داهم لأن ايران تزحف تجاه تصفية أهل السنة } الله أكبر وسبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله من أين ومتى تعلمتم صنعة التمثيل واللعب على العواطف ؟ .، ومالذي تغير الآن كي تتجهون صوب من كنتم تصبون عليها اللعنات لتحصلوا منها على التبريكات ؟


أقول وبالله العون ومنه السداد أن ما من شيء قد تغير الا شيء واحد ألا وهو أن من كانوا يقولون أنهم الوحيدون الذين يتحركون في ضوء النهار بدا أمرهم يتضح بجلاء وصار مسرحهم السياسي هو اللعب على المكشوف ، فقد أدرك (مشايخ الإخوان) أن طاعة سماحة السيد السيء مولاهم أكبر خامينئي واجبة ، ومخالفته معصية ، ورضاه واجب يمليه عليهم معتقدهم السياسي اللا اسلامي وكلنا يتذكر الأيام الأوائل لإحتلال العراق الغالي كيف كان يلتئم شمل الإخوان الثلاثة في مصيف صلاح الدين جي كارنر (الحاكم العسكري الاميركي) والعميل المخضرم أحمد الجلبي والخنزيرالأفاق محسن عبد الحميد (المراقب العام لحركة الأخوان المسلمين فرع العراق) يتدارسوا ويتناقشوا من أجل صيانة وحدة العراق والحفاظ عليه شيئان باتا لا يفارقا ذاكرتي هما كلمة جدتي- رحمها الله- وكيف كان يحلو لها أن تسمي الإخوان المسلمين بـ(أخوان الشياطين) وكيف كنت حينها وأنا طفل صغير أُنكرعليها ذلك ومن غير علم لي بماهية الوصف وأسبابه أعترض على التسمية ليس حباً بأخوان الشياطين لكن حباً بالاسلام ديناً خالداً ورسالة عظيمة سمحاء وأدركت الآن بحق أن كلامها وصف لموصوف ، والأمر الآخر هو المضحك المبكي لما آل إليه حالك يا عراق العزة والشموخ فقد تربع على عرشك الخونة عبدة الطاغوت مذ رحل عنك سيدك الأشم عبد الله الأمين صدام حسين (رضي الله عنه) وأصبح السّراق أمثال المالكي القزم الأصلع وشذاذ الآفاق أمثال الهاشمي واللا حكيم يرتعون ولا يرعوون ، فهاهو الزمان وهذا هو سخريته المدعو رئيس وزراء العراق –لا سمح الله- يتفاجأ بزيارة مسؤول وقيادي بارز من قياداته اللا توافقية الى عاصمة جار السوء ويقول انه علم بخبر الزيارة من الايرانيين أنفسهم وقد صدق فيه القول – ان قلت أدري فتلك مصيبة .. وإن قلت لا فالمصيبة أكبر .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ١٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م