بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ﴾
صدق الله العظيم

 

في الذكرى الثانية .. استشهادك البطولي سيدي
أصبح مدرسة عسكرية لتخريج الثوار والأحرار والاستشهاديين الأبرار من أجل عزة وكرامة وتحرير العراق

 

 

شبكة المنصور

أبو احمد السعيدي
عراقي حر يحب المناضلين الأحرار والمجاهدين الأخيار

 

تمر اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك الذكرى الثانية لاستشهادك البطولي الفريد من نوعه والذي أذهل وأعجب كل الأحرار وتباهى به كل الشرفاء الأخيار وأصبح مجداً لك سيدي ولعائلتك ما دامت الدنيا وما دار الليل والنهار وما بقى الحق والباطل وما انزوى أهل الباطل في دياجير الظلام وما برز سيف الحق في وضح النهار وما انبرى الحق دوماً يصول ويجول وما انزوى الباطل سريعاً حيث ليس له إلا جولة وبعدها السقوط والاندحار، وللحق إذا خرج وملأ الساحة جولات وجولات ثم يملأ ساحات الوغى وسوح الجهاد نور ومنار، وإننا نقول في هذه الذكرى الاستشهادية العطرة في أول أيام عيد الأضحى المبارك لا يضدك إلا عميل وصهيوني ودخيل، ولا يحبك إلا مؤمن وشجاع وأصيل،

 

أنت من بيض الله جبينه وبنى مجد الشهادة لعلاه، وعَلَّمَ المجاهدين الأبرار كيف تصنع الشهادة بمجد العلى وخَرَّجَ من مدرسة المجاهدين أجيالاً تؤمن بان الشهادة حينما تكون بتحدي الظلم والظالمين ستحفر بالتاريخ وستذكرها الأجيال جيل بعد جيل، وهكذا كان موقف استشهادك موقفاً تَفَرَّدْتَ به وحفر في قلوب العراقيين والعرب والإنسانية جمعاء عنواناً من الشموخ والشجاعة والتحدي في مواجهة الخيانة والظلم والتجني، في الأيام والساعات التي سبقت استشهادك ساوموك وطلبوا منك أن تشتري الحياة بصغائر الدنيا وطلبوا منك أن تتنازل عن أشياء مبدئية تربيتَ عليها وأشياء عقائدية مبدئية وطنية وقومية إن مُسِحَتْ واضمحلتْ من تاريخ الإنسان مُسِخَ الإنسان إلى شيء دوني ٍآخر إلاَّ أن يكون أنساناً وإلاَّ أن يكون شجاعاً وإلاَّ أن يكون مجاهداً، فكيف أنت وقد قضيت طول عمرك في النضال من اجل وطنكَ ومن اجل أمتكَ ومن اجل قضية العرب الأولى فلسطين، ساوموك على مبادئ الأمة فأبيتَ، وساموك على العراق فرفضتَ وساموك على المقاومة فغَضِبْتَ، وساموك على أشياء كثيرة لتحتفظ بالحياة وتستمر بها، ولكنك أبيتَ إلاَّ أن تصعد صهوة المجد والشهادة وتَحديتَ وتعالا صوتكَ ولم يتحشرج أو يتباطيء أو يذل أو يخذل أو تخفض من نبرته هول الجريمة النكراء بحقك ولحظات الموقف المهول الصعب بل تعاليت على الموقف وصَعدتَ بنفسك وبصوتك فوق القمم العاليات والجبال الشم الراسيات ونطقت الشهادة بقوة الشجعان وأنت سيد الشجعان فكيف لا تكون كما أراد لك الله سبحانه وتعالى أن تكون في هذه المكانة وهذا الموقع الذي تربعت فيه بين قلوب الملايين من محبيك قبل استشهادك وازددت حباً في قلوبهم بل بهاءً بل فخراً ورفعت رؤوس العراق والعراقيين بل العرب جميعاً بل المسلمين في أصقاع الدنيا كلها تباهوا وافتخروا بطريقة استشهادك وقوة الصلابة في الموقف وعظمة المبادئ التي تؤمن بها وتحملها في قلبك وصدرك المليء بالحب والإخلاص الذي ليس له حدود لهذه الأمة وشعبها العربي الأصيل، وكما هو حبك الذي ليس له حدود لفلسطين وكنت تحلم في يوم تحرير فلسطين من بين براثن المحتل الصهيوني الغاصب وكانت أحاديثك لا تخلوا من ذكر البطل التاريخي صلاح الدين الأيوبي وتحريره لبيت المقدس لتربي أطفال العراق على روح الجهاد وحلم التحرير للأرض العربية المقدسة فلسطين وكانت آخر كلمات رددتها ياحفيد شيخ المجاهدين عمر المختار وكنت خير حفيد لذلك الثائر الذي صعد إلى مشنقة أعدائه وأعداء الوطن،

 

صعد الأسد الشيخ وواجه الموت بشجاعة الأبطال المجاهدين الفرسان ونطق بالشهادتين وخلد التاريخ شيخ المجاهدين كما لعن التاريخ جلادي عمر المختار ومحتلي أرضه وشعبه، واليوم عندما صعد إلى صهوة المجد الشهيد الأسد المجاهد صدام حسين (رحمه الله) شبهه كل محبيه من أبناء العراق وأبناء امة العرب بالشهيد الشيخ المجاهد عمر المختار الذي ساومه أعدائه لكنه رفض أن يُوهَبْ الحياة وان يُبْقي على حياته مقابل التنازل عن القيم والمبادئ وقال لجلاده إني سأعيش أكثر مما يعيش جلادي، وكذلك الشهيد صدام حسين قال اعرف إني سأعدم ولكن إن أردتم أن تعدموني فبإطلاق الرصاص لأني عسكري، وقال لو كان لي مئة ولد لفديتهم من اجل العراق لان العراق يستحق التضحية، وبذلك صعد الرئيس الشهيد أسد العراق ليقدم روحه الطاهرة قرباناً في أول أيام عيد الأضحى المبارك ليعيش أكثر مما يعيشه جلادوه يعيش في ضمير العراقيين الشرفاء وفي ضمير الأمة وفي قلب وضمير كل العرب من المحيط إلى الخليج وليعيش في ذاكرة التاريخ الإنساني بكل أحراره ومناضليه والذين بكوا صدام حسين ملايين الملايين من أبناء الوطن العربي بل لم يقوموا بتأدية المراسيم الاعتيادية المطلوبة شرعاً في أول يوم عيد الأضحى المبارك من عام 2006 تأثرا وحباً لذلك القائد العظيم الحبيب صدام حسين المحب للعراق والمحب لامته العربية المجيدة والمحب لوطنه العربي والمحب لفلسطين الحبيبة، حتى إن الملايين من العرب لم يخرجوا من بيوتهم تأثراً على العمل الإجرامي المشين الذي قامت به الفئة الباغية والطغمة العميلة الخائنة والتي ساعدت المحتل وعاونته وتورطت معه في التجرؤ بتنفيذ العملية الإجرامية بحق الرئيس المجاهد رحمه الله وهو العميل المالكي المتورط الأول في تلك الجريمة النكراء بحق القائد الشهيد وكل المجرمين الآخرين من عملاء المحتل وهم معروفون ومشخصون في أدوارهم في تلك الجريمة من أنصار مقتدة من القتلة والمجرمين الذين لا بد أن يأتي يوماً لينالوا فيها جزائهم العادل على ما اقترفوه بحق العراق بتنفيذهم تلك الجريمة النكراء والجرائم التي ارتكبت بحق العراق وشعبه والمواقف الخيانية والتجسسية التي قاموا بها خدمة للمحتل الأمريكي ومعاونته وتسهيل أمره وتشجيعه على احتلال العراق ومشاركتهم في حملة الأمريكان الشعواء في تدمير العراق وشعبه بشكل مبيت ومقصود وارتكابهم جريمة الخيانة العظمى للعراق.

 

رحمك الله ياسيدي في هذا اليوم المبارك من أيام عيد الأضحى المبارك والذي سُجَّلَ باسمك وأصبح عنوان مجدك والذي فاضت فيها روحك الزكية إلى بارئها بعد أن نطقت الشهادة داعين إلى الله أن يسكنك فسيح جناته ولأعدائك وأعداء العراق الخيبة والخسران والخذلان وسوء المصير وسوء الذكر ولعنة التاريخ وفي صفحاته السوداء سيركنون، وكما للتاريخ صفحات سوداء للخونة والعملاء، للتاريخ صفحات بيضاء تُسَطَر بماء الذهب لك سيدي ستكتب ولمن معك من الوطنيين الغيارى الأحرار الذين قدموا أرواحهم زكية من اجل العزة والكرامة والكبرياء للوطن العراق الحبيب ، لقد توج القائد الشهيد لحظات القدر الأخير الذي كان صراعاً بين الحق والباطل بين البطولة والخيانة بين الشجاعة والخنوع بين الشموخ والذل بين قوة المبادئ وأقزام بلا مبادئ بين قائد تاريخي شامخ وأعداء مارقون يتصيدون الفرص ويستقوون بالمحتل وكان في ذلك قولاً يستحق أن يقال للقائد الشهيد أسد العراق في ذكراه الثانية التي تمر علينا وحري بنا أن نتذكرها ونستذكرها بكل فخر واعتزاز:

 
 

 قصيدة انشدها الشيخ الجليل عايض القرني بعنوان ( أبْشِرْ بِها صَدَّام )

 

اللهُ أكبــرُ يا صَلْـداً بـــهِ شَمَخَــتْ                نفوسُنا عِزَّةً مِن وجهِـكَ اقتُبِسَـتْ

وَجْـــهاً مُضيئاً بــهِ الإيمانِ أشرَقَـهُ            فَبُرْقِعَتْ أوجُهُ الغَدرُ إذا انطَمَسَـتْ

وعِـــزِّةً وإبــــاءً فيـــكَ تَسبِقُهُــم               لمِنبَرِ المَوت بـَـلْ في ضِــحكَةٍ بَرَقَـتْ

أحرَقْتَ فيها وجوهَ الخَوف فانفجرَتْ             حَناجِرُ الفُـرسِ بالمعتــوهِ إذ نَبَحَتْ

قُبْحاً لَهـــم خَتَمُوا الصَلاةَ بِمقتدى               وَخَتَمْتَ قَولَـكَ بالشَهـادةِ إذ عَلَتْ

أرسَـــلْتَها رَعْــداً بــهِ أرعَتَّهُــــــم              وبــهِ نفــــوسُ المؤمـنينَ تَباشَرَتْ

تَـمَّـتْ شَهادَتُــكَ ورَغْــمَ أنوفِـــهم              جَلَّتْ وصَحَّــتْ باليَقيـــنِ تَتَـوَجَتْ

كُنتَ الشَهيدُ وكانـــوا كالتي صَلَّتْ              لكِنَّـها وبآخــرِ ركعَــــةٍ نَقَضَــــتْ

نَقَضَـتْ عُـرى التَوحيد قَبلَ وضوئِها            كيفَ القَبـولُ وَلــو لَبَّــتْ وهَلَّــتْ

بانَــتْ عَقيدَتُـهُم وبــانَ مَعينُـــها               حِقــدٌ وَمِــنْ عَفَـــنِ العمائِمِ نَبَّتْ

واللهِ واللهِ ما زادوكَ إلاَّ رِفْـعَـــــــــةً            واللهِ حُبُــكَ فـي العُــروقِ تَثَبَّـتْ

زَعَــمَ الكَذوبُ بــأنَّ قُــواكَ تَخـَوَّرَتْ             فأجــابَ صَوتُــكَ بالثَبـاتِ وأثْبَتْ

أثْبَـتَّ حَــياً حينَــما أحرَقتَـــــهُم                 انَّ الضِبــاعَ تَــــــروغُ لا تَتَلَفَّـــتْ

وَثَبَــتَّ مَيْتــاً فاستشاضوا حُرْقَـــةً              أحْرَقْتَهُـــم حَيــاً وَمَيـْتاً فَاشْمَتْ

فَاشْمَـتْ بِهِـــمْ صَدّام وارحَلْ إنَّما               القَيــدُ وَدَّعَــكَ وحُــــورَكَ أقْبَلَـتْ

رادُوكَ شَـــراً فانتَقَلْـــتَ لِراحِــــمٍ               اللهُ خيــــرٌ أمْ ســجــونٌ وُصِّــدَتْ

وَبِذا اعتَلَيتَ على المجَوسِ إلى الهَنا            للـــروحِ بالفِـردَوسِ روحُكَ رَفَّـــتْ

أبْشِــرْ بِمــا وَعَـــدَ الحبيبُ مُحَمَّدٌ               مَـــنْ كـانَ آخِــرُهُ الشَهادَةُ كَفَّــتْ

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ١١ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٦ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م