بـــكره عــمرو مــوسي وبـحب اردوغان

 

 

شبكة المنصور

الـــــوعـــي الــــعــــربــــي

عجبي عليكم ياعرب تُقًتلون وتُذبحون علي أيدي الصهاينة وتهرولون ورائهم حتي دافوس وتجلسون معهم وتشدون علي أياديهم الملطخة بدماء أطفال وشهداء غزة والعراق ولبنان التي لم تجف بعد ، ألا تخجلون من مواقفكم التي فضحتكم أمام شعوبكم ، إن دماء أطفال غزة والتي سفكها جيش الصهاينة مازالت تروي أرض فلسطين ، ولقد أحسن صنعا السيد " رجب طيب أردوغان " رئيس الوزراء التركي بموقفه الشريف والشجاع الذي كشف عوراتكم أمام شعوب أمتكم العربية وأحرجكم وذلك عندما غادر الندوة التي أقيُمت في دافوس وكان يحضرها "شيمون بيريز" رئيس الكيان الصهيوني و"عمرو موسي " أمين عام الجامعة العربية و"بان كي مون" سكرتير عام الولايات المتحدة الأمريكية وذلك عندما حاول "اوردغان " أن يعقب علي كلمة الرئيس الصهيوني ومغالطاته وأكاذيبه التي ذكرها حول العدوان علي غزة وإدعائه بان إسرائيل حريصة علي السلام وتحميله المقاومة وحماس مسئولية ماحدث فما كان من السيد "اردوغان "إلا الرد علي أكاذيب "شيمون بيريز" محملاً إسرائيل المسؤلية عما أرتكبته من مجازر بحق المدنيين في فلسطين وهاجم" اردوغان "الجرائم الإسرائيلية وأنتقد الجمهور على تصفيقه لكلمة الرئيس الصهيوني وقال لهم من العار عليكم أن تهللوا لهذه الخطبة بعد أن لقي آلاف الأطفال والنساء مصرعهم على يد اسرائيل في غزة وقال أرى أنه من المُحزن جداً أن يصفق أشخاص لموت الكثيرين وأعتقد أنهم مُخطئون بالتصفيق لاعمال قتلت أبرياء وأطفال إلا أن المشرف الأمريكي علي منتدي دافوس رفض إعطائه الوقت الكافي لكي يرد علي هذه الأكاذيب الصهيونية تحت ذريعة إنتهاء الوقت مما يكشف عن حقيقة عنصرية وكذب الأهداف الخبيثة من وراء هذا المنتدي العنصري المشبوه والحاضرون له ،

 

هذا الدافوس المشبوه هو في الأصل يعتبر أحد الأدوات الأساسية للامبريالية الصهيوأمريكية وأحد أزرع المخابرات المركزية لترسيخ مبدأ العولمة بكل أشكالها الفكرية ، والسياسية ، والثقافية ،والأقتصادية ، للشرق الأوسط ودول العالم الثالث وكذلك لفرض الهيمنة الأمريكية للتطبيع المجاني بين العرب وإسرائيل ،هذا التطبيع الذي لم يعد موارباً كما كان من قبل وأنفتح اليوم علي مصراعيه بلا مواربه او خجل ، والعدوان الأخير كشف وفضح الكثير من الأنظمة العربية التي طبعت والتي تُطبع عن بعد و منها من شارك ومنها من تواطأ في العدوان علي غزة من باب التصدي للمقاومة . منتدي دافوس هذا هو خطوة عملية لتنفيذ أهم الأفكار الواردة في مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي مازالوا يحلمون به ، ومن أهدافه الحقيقية أيضا والذي تهدف من ورائه أمريكا هو دمج إسرائيل مع المنطقة العربية بل وقيادتها سياسياً ، وأقتصادياً بالتزامن مع القضاء علي أم القضايا العربية فلسطين ، وما كان العدوان الصهيوني الأخير علي غزة ومحاولة إستغلال نتائجه إلا لتصفية القضية وإنجاح المشروع الصهيوني في المنطقة فالكيان الصهيوني يعتقد بان التطبيع والعلاقات التجارية ، والثقافية ، وتغيير الثقافة العربية والأسلامية ، والمناهج الدراسية تساعد علي تقبل العرب وهضمهم لاغتصاب البقية الباقية من أرض فلسطين وتهويدها تعقبها عدة مراحل لاغتصاب كل الأراضي العربية ،

 

أن رئيس الكيان الصهيوني ومن علي شاكلته دائم الكذب وتزييف الوقائع لان هذه هي طبيعة هذا الكيان ففي شهر نوفمبر الماضي كان قد دعي "شيمون بريز" قاتل الأطفال الي مؤتمر حوار الأديان في نيويورك ولا أعلم ما علاقته بالأديان والذي جاء لإستفزاز مشاعرنا كعرب ومسلمين علي الرغم من أنهم لا يعرفون إلا لغة القتل لاطفالنا ونسائنا وشبابنا وحتي الشجر والحجر لم يسلم من تدميرهم ولم يرحموا كبيرنا او صغيرنا في فلسطين ولبنان والعراق ولا يحترمون آي دين او عقيدة بما فيها الديانة اليهودية ، فمنذ أربعة عشر قرنا من الزمان وهم لا عهد لهم ولا ميثاق ولذلك حاول رئيس الكيان الصهيوني أن يستغل هذا الجمع أحسن إستغلال لاعطائنا دروساً في السلام و الأخلاق والمدهش وسط تصفيق حاد من جموع الحاضرين بل ومارس كل أنواع الكذب والخداع لاظهارنا نحن العرب والمسلمين كاننا أمة من الذئاب البشرية وهم شعب من الملائكة ، أن مانراه في دافوس هو لقاء للتطبيع الأجباري والمجاني مع الكيان الصهيوني علي حساب أمننا وديننا علي الرغم من التخفي وراء شعارات براقة ظاهرها العمار وباطنها الدمار والخراب ، إسرائيل لا تريد حواراً ولاتعرف سلاماً ولكن تريد تطبيعا ومشروعاً تقود به أمة من النعاج تحولها من أمة محمد عليه السلام الي أمة مهند بعد حالة الضعف والهوان التي أصابت جسد الأمة العربية ،

 

ان ماقام به السيد "رجب اردوغان" هو لطمة علي وجه كل القادة والملوك العرب وحاول أن يقول ما لم يقله اي مسئول سياسي وعربي وعلي رأس هؤلاء الساسة العرب السيد "عمرو موسي "أمين عام جامعة الدول العربية والذي فوجئنا بوجوده في هذا المنتدي الدافوسي عندما شاهدناه جالسا و منتشيا ً واضعا ساقا فوق ساق تجمعه منصة واحدة مع القاتل والمجرم رئيس الكيان الصهيوني والذي مازالت يديه تقطر بدماء الأبرياء في غزة كنا نتمني وننتظر لو أن السيد "عمرو موسي" لم يحضر أصلا هذا المنتدي التطبيعي بوصفه أمينا عاما للجامعة العربية إعتراضا علي العدوان الهمجي الصهيوني علي غزة وحصارها اما انه قد حضرمع من حضر فقد كنا نأمل في أن يخرج اويقاطع هذه الندوه تضامناً ليس من أجل غزة او شعبها ولكن تضامنا مع "اردوغان " الذي لم يتحمل تصفيق الحاضرين لكلمة القاتل "بريز" عن عدوان غزة في الوقت الذي كان من المفترض أن تعترض أنت يا سيد "عمرو موسي" لا أن تمتثل لاوامر "كي مون " عندما أشار اليك بالجلوس حتي لا تفكر في الخروج وراء "اردوغان " حرصا ًعلي مشاعر وأحاسيس رئيس مجرمي الحرب وحينها أصابتك الحيرة بين الخروج والبقاء لحظات فاصلة في عمر الأنسان ولكنها كانت ستغير مجري التاريخ لو كنت أقدمت عليها ،

 

ولكن يبدو أن من ينتفض لقضايا أمتنا اليوم هم الشعب الفنزويلي والبوليفي والتركي وإن كانت تركيا لها الحق في ذلك لان تركيا تملك من الحسابات التي تؤهلها للعب أدوار سياسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط ولها خلفية إسلامية ، أما أنت يا سيد عمرو موسي أما كان عليك رعايتك وحضورك قمة الدوحة التي عُقدت لدعم غزة والتي دعا اليها بعض القادة العرب وهي الأولي بالرعاية والحضوروالتي رفضتها وحاولت إجهاضها لا لشئ إلا لانك لا تتعامل بحيادية إرضاءاً لأطراف تمثل مشاريع قوي خارجية ،ام منتدي دافوس التطبيعي والجلوس مع قتلة العرب والمسلمين والذي قضي علي تاريخك السياسي الطويل وشوه صورتك لدي جموع الأمة العربية ، واخيراً التحية لتركيا شعباً ودولة برئاسة "عبد الله جول " وحكومة "اردوغان" لمواقفها الداعمة لمقاومة الأحتلال ومعارضتها هذا العدوان الهمجي علي الرغم أن هذا من الممكن أن يُعرض بلادهم الي مواجهات سياسية و مشاكل كثيرة ولكن المواقف هي التي تصنع الرجال وتُظهر معادنهم الاصيلة وتدُخلهم التاريخ من أوسع أبوابه وتُكتب أسمائهم باحرف من نور في أنصع صفحاتة ولذا أقول وبكل أسف أنا بكره عمرو موسي وباحب اردوغان .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م