المقاومة العراقية : البعث حزب الجماهير الحامي لها والمرمم لشظاياها التي خلقت بفعل الاستعمار

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

عندما يراجع البعثي المبدئي سيرة البعث ويغني موسوعته الثقافية بفكره الرسالي المجيد ومنذ سني التأسيس وبالثورات التي قام بها والتظاهرات والصدامات بل وحتى الحروب الشرسة التي تحملها وقادها يجد ان البعث لم تكن الفكرة من تأسيسة هو الرغبة الجامحة من اجل الاستحواذ على السلطة في قطر عربي او على مستوى الوطن العربي عند التوحد ووصول الهدف البعثي الرسالي المنشود بل ترى ان البعث ديدنه هو ان يضحي  اولا وبكل شئ من اجل اسمى هدف اسسه وقاتل من اجله وهو توحيد الشعب العربي فكرا وجسدا أي ارضا.لم تكن يوما ما رغبة للبعث او توجيه قيادي اعلى لان ينتقم من اجل الانتقام حين يثور ويصنع ثورة بل التوجيه دائما يأتي هو كيفية تحقيق الهدف السامي في تحرير بلد ما من بلداننا العربية واستلامه من قبل الحزب كخطوة نحو توحيد الوطن العربي من خلال استلامات اخرى للسلطة في افطار اخرى في الوطن العربي الكبير.ان خير دليل تاريخي على ما رحنا اليه في هذا الموضوع هي الثورة البيضاء التي فجرها البعث العظيم في 17-30 تموز عام 1968.وعندما نسترجع ما لاقاه البعث العظيم ورجاله الميامين من طرد وموت واضطهاد على يد الحكم العارفي وبعد نجاح الثورة المباركة البيضاء كان لسان قيادتنا حينها يقول دعوها ثورة بيضاء  وليكن شعارنا عفى الله عما سلف وبهذه الطريقة التف الشعب في العراق   اما عفويا او من خلال طلائع البعث الثائرة   والقائدة للجماهير  حتى وجد البعث ومن خلال الثورة وجماهيرها  وبفترة قصيرة قياسا بتاريخ الثورات في العالم في موقع الاقتدار الجماهيري اولا والمادي ثانيا  لا من خلال سطوة القوة العضلية أي الفيزيائية بكل انواعها ولكن من خلال سطوة الفكر البعثي الجماهيري الذي يرى الشعب هو ابنه وهو ابوه وهو المادة البشرية دون تمييز عرقي و طائفي له بعد ان كان صائبا في تطبيق الفكرة وعليه  وعكس ذلك ان كان قد اخطأ في تطبيق المبادئ لا سامح الله وهذا هو السر الاول والرئيس في نجاح وديمومة البعث والسهولة برجوعه لسدة الحكم بعد أي انقلاب عليه في غفلة من الزمن او عند أي ظرف طارئ وعصيب  قد يودي بزوال دولة البعث في قطر عربي ما ولفترة زمنية قصيرة .
 
ان حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادته الحكيمة والمتمرسة على النضال ولعقود طويلة  ووقوعها في متلازمة العشق مع الجماهير جعل منها ومن كوادرها واعضائها ان لا تتمنى التصادم والقتال مع أي جهة او افرادا هم مكون للشعب العربي زادوا ام قلوا  لان البعث مسؤول عنهم وعن حمايتهم ولهذا ترى البعث ان اشتط وزاغ ايا من المجتمع العربي وفي أي قطر فيه يمنحه فرصة التوبة وتصحيح الاخطاء والرجوع الى جادة الصواب ولمرات ومرات تفاديا  للتصادم مع هذا المكون العربي او ذاك كونه الخيمة الكبيرة التي تحتوي وتحتمل كل الشعب العربي من ناحية ومن ناحية اخرى  تقليل الخسائر المادية والبشرية  عل ارض الوطن العربي عندما يحصل الانقلاب (الثورة)التاريخي الذي يقوده البعث المناضل العظيم.
 
ان اعنف واصعب بل وامر زمن مر ويمر على البعث هي سنون الاحتلال البغيض بقيادة الولايات المتحدة والتي اودت  بالنتيجة الحتمية والمبدئية الى التصادم الموت الاستشهاد بين البعث باهله وبين قوى الاحتلال وذيوله بالطرف الاخر وكان لا مناص من التصادم وتصفية بعض العناصر الخطرة ومن الدرجة الاولى التي باعت الوطن بل وتجردت عن ابسط قواعد الاخلاق تجاه مقدسات الاهل البشرية والمادية .لقد انذر البعث على لسان قيادته الحكيمة كل القوى والذيول الهزيلة ان زولوا وابتعدوا عن عدو البعث والوطن والشعب والدين وهو الاستعمار وحصنوا انفسكم من الخيانة الكبرى بل ومن تورط منكم غير موغلا او جاهلا او لسبب مادي او عوز سلطوي فلينأى بنفسه عن هذا ونظمن له قبول توبته وسلامته كونه عراقي وكونه جزءا من عائلة عراقية وكونه جزءا من مكون عشائري هو بالنتيجة  مادة عراقية ولهذا فتح البعث باب التوبة  ومرصد الاصلاح للنفوس الضعيفة  والواهنة تحت ظرف او ضغط  ما  رغم الظرف الصعب جدا والذي لا يمكن وصفه الا بشبه الخيال من القسوة الذي يعيشه الحزب ابان الاحتلال لدرجة اجتثاثه ومطاردته وتعذيبه وقتله وكأنه  المسؤول عن الجرائم الانسانية في العالم كل العالم لا القوى الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة وعرابتها بريطانيا وصنيعتهما(الكيان الصهيوني اللفيط كيان الخزر اليهودي  الغجري لا بني اسرائيل كما يدعون).فأي حيف وقع على البعث وعلى قيادته البطلة المناظلة؟
 
من قال من السهولة بمكان ان يحتوي قلب البعث الكبير كل الغث وكل الذين جانبوا الاحتلال ونافقوا له على حساب مصلحة الوطن ومستقبل البعث ورفاقه المطاردين في كل مكان.اليس هذا هو البعث ابو الثورات البضاء  في ازمنة التغيير الوطني الداخلي وابو الجهاد والثورة والمقاومة والتصدي الاسطوري لقوى الظلام والاحتلال والجور والموت وتخريب كل ما يمت للعروبة والاسلام بصلة بل والمستهدف للعنصر البعثي كونه صمام الامان لوجود القومية  ومستقبلها الذي هو مستقبل كل العرب والقوميات العائشة بكنفها بكل احترام وتقدير  ومساوات في الحقوق؟ان نظرة واحدة الى الذي حصل للعراقيين بعد الاحتلال  وما نتج عنه من فرقة وتطاحن وموت مليوني وهجرة مليونية لخير دليل على ان صمام الامان لسلامة هذا الشعب ووحدته هو البعث ولا فكر سياسي منقذ سوى البعث بعد ان انكشفت الاحزاب الاسلامية السياسية واثبتت عمالتها بعد ان حولت الشعب العراقي وارضه الى حطام.بل وحتى الاحزاب العلمانية كما تدعي كالحزب الشيوعي العراقي فقد خان فكره وغادر الشرق الى غياهب الرأسمالية وكالغانية اللعوب حتى اصبح عاملا اخرا في تدمير العراق وتفتيته وتخريب كل شئ عربي واسلامي فيه حاله حال الاحزاب الدينية من ناحية وراكبي دبابات الاحتلال الغربي البراكماتية من ناحية اخرى.
 
ان حزب البعث العربي الاشتراكي  وبروحه الانسانية  العقائدية القيادية وهو يشرف على انهاء اخر ما تبقى من براثن الاحتلال البغيض ويعد العدة للانقضاض على المعقل الاخير لقوى الاحتلال وذيوله الغاطسة في وحل الخيانة ليدعو كل ذي بصيرة من المسؤولين في دولة الاحتلال من العراقيين ومن الحرس والشرطة والموظفين والعاملين في المؤسسات الوهمية والشركات المصنوعة ان تفئ الى امر الله  وان تنسلخ عن جلد الاحتلال الاجنبي البغيض الغربي والفارسي والصهيوني وتعلن توبتها النصوح  لتدخل مصحات البعث الوطنية الانسانية التي سوف تعطف عليها وتؤهلها للعيش ثانية كعراقيين بعد غسل كل الدرن العالق بها وليقول لهم البعث بعد ذلك عفى الله عما سلف وروحوا اهل بلاد طلقاء.لكن هذا النداء مشروط ان يكون قبل الثورة الحاسمة والاجهاز على اخر دهليز سيتم نسف سافله عاليه كي يتم تحرير بلدنا ونخلص من هذا العدو الذي طال كل مقدس مصون.
 
نعم نحن نعرف ان هناك الكثير من شعبنا الذين هم في مؤسسات دولة الاحتلال والذين ما زالوا يحمون طيبة العراقي ونزعته الوطنية عند ادنى وخزة من غريب ونحن نعرف ان الالوف من الحرس الحكومي هم من ابنائنا  الذين نتوسم بهم الخير كقوة  مضافة لقوى الثورة الاصيلة  القائدة ومثلهم العدد الكبير من الشرطة لا هم لهم اليوم سوى (الخرجية؟)أي الراتب بل وقسم منهم (شرفاء) ومن هنا لا بد من تقسيم في التقييم وقبول الكل من الاخرين في حالة التوبة والرجوع الى جادة الصواب والالتفاف حول الثورة الباسلة بقيادة مجاهديها الابطال البواسل من فصائلنا المقاومة البطلة عى اختلاف عناوينها ومشاربها والمنوط بها اخيرا قيادة وحكم البلاد من خلال جبهة عريضة من الاحزاب والهيئات والشخصيات الوطنية من اجل اعادة بنائها وترميمها  من كل هذا الخراب الشرير الذي طالها على يد الغدر والعدوان القريب والبعيد.
 
هنا لا بد ان نلفت النظر الى البعض من شيوخ العشائر الذين اشتطوا ووجدوا في قوة الاحتلال سطوة لهم زائفة زائلة فالقوا بانفسهم في احظان الاحتلال  معتقدين ان الفرصة هي فرصتهم في السطوة  والكسب الحرام ولم يخجلوا من العقال الذي وضعوه على رؤوسهم رمزا للشهامة العربية  والمرجلة والغيرة فانحرفوا شر انحراف ليسكنوا الى جوار الضابط (جيمس) والجندية الساقطة(ماريا) ومع هذا فتوبة البعث لهم بكبر قلبه وعسى ان يرجعوا الى رشدهم قبل فوات الاوات ويتوبوا اولا الى الله عن الخيانة العظمى بحق البلاد والعباد ودين الزهاد من المجاهدين الرواد  وان كان هذا صعب عليهم  بل ومحال ولكن نقول لهم ارجعوا فالله سبحانه وتعالى قبل توبة عباده  فكيف بالمجاهدين المؤمنين ولكن قبل الموت  والتصادم الاخير مع الحق حين البأس الاخير.
 
واخيرا وليس اخرا فقد تغيرت رؤى وانزاحت افكار سوداء وغيوم مظللة على الكثير من العقول وخاصة بعد الاحتلال والى الامس الغريب وهي ان الاحتلال باق وان القوة الاعظم بجبروتها لا يمكن ان تقهر ولكن وبفضل الله سبحانه وتعالى وبقوة الرجال النشامى حملة السلاح اولا والقلم ثانيا بدأت اوراق الاحتلال بالاصفرار ومن ثم راحت تتساقط وخاصة على يد عملائها من الاحزاب الدينية التي اذاقت الشعب العراقي الامرين حتى صحى الكثير من حلمه وغفوته وراح يكفر بهذه الاحزاب التي جاءت مع الاحتلال بل والبعض الذي ارتبط بها لمصلحة زائفة ما بدأ ينسلخ منها رويدا رويدا حيث ان الانسان ميال بطبيعته الى السلم والحق وتوازن الطبيعة الخلاق وبهذا وقع الاحتلال بشر اعماله من خلال الاحزاب الدباباتية التي جاء بها واستند اليها فخدعته لغبائه فاندحر.ان الساحة العراقية اليوم بل ومجالس العراقيين ومن يستمع اليها ويشاركها عن قرب يجدها قد تغيرت واعادت رشدها وطبيعة احاديثها العراقية السليمة ايام زمان ولم تعد تكترث كثيرا بما قال مام جلال ولا امير الحرب مسعود ولا القواد الزنيم ولا المغسل المدلك الهالكي شانق قائدنا الخالد صدام حسين ولا  الجعجري مسلم ذو الفقار لرامسفيلد ولا العاهري ولا صولاغ   ولا الهاشمي امير السنة في العراق كما يدعي ورئيس اقيليم الوسط وووو..الشعب العراقي رفض اليوم كل الاحزاب الدينية جملة وتفصيلا كونها احزاب الموت والتجير والخراب والفسق والمجون والخيانة  وويلات الشعوب .الشعب العرافي اليوم يراجع ذاكرته بذكاء ودقه  ليجد ان المنقذ الموحد الرحوم العاف عن الناس عند المقدرة  والقائل عفى الله عما سلف هو البعث العظيم  وهذا ما تتداوله اوساط شعبنا وتتحضر له لتستقبله بالاهازيج بعد كل العذابات التي ذاقه هذا الشعب العراقي البطل والذي يحتاج الى استراحة مقاتل بعد التحرير  والتنعم بخير العراق ومن ثم التوجه الى البناء والعمران والتعايش الانساني المتوازن مع الشعوب وبقوة مطلوبة ومحسوبة والله اكبر يا عراق.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م