المقاومة العراقية : الشقيقة المقاومة الفلسطينية وشرك السلطة الذي وقعت فيه

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

في كل العالم الذي ابتلى بالاستعمار واحقر نوع له هو الاستعمار الاغتصابي لبلد ما على المعمورة كان الحل هو في الكفاح المسلح السري بطر يقة والية الحرب الشعبية طويلة الامد  وجميلة الصبر بعد ان ينأى كل المقاومين بانفسهم عن حرث الدنيا من ناحية ومن ناحية اخرى هو التلاشي التام لاي وجود لثقة بالمحتل طالما هو جاثم وبكل قوته وخططه الجنمية على اراضي البلد المحتل لان أي مناورة للتعامل معه والالتقاء به ومن ثم التفاوض معه وهو بقوته وباسلوبه وبكامل عدته وعديده وبكل ما يحمل من من خداع ودهاء وكفر واسلوب لعوب وغمط حق الشعوب ولو بطريقة الشيطنة هو نوع من الانتحار الاختياري.ان وربما بدايات التعامل الحذر ولا اقول الثقة بالتعامل مع المحتل المغتصب تتاتى بعد بدء الرحيل عن الوطن المحتل وبعد اصابة المحتل بالعجز والخور وفقدان الامل باي مستقبل لمن خطط له ويخطط له حين يشعر بالرفض الشعبي وخاصة المقاوم له وبعد ان يتاكد ان السبيل للوصول الى قيادة المقاومة في البلد المحتل والحوار معها هو نوع من المحال طالما ما زال على عنجهيته وقوته وسطوته الممتدة على طول وعرض البلاد الرازحة تحت الاحتلال.
 
من هنا جاءت الفكرة المبنية على تراكم خبرة وعمر عركته الحياة خاصة اذا كان قد تخرج من مدرسة البعث الاصيل الذي لا يعرف مبدأه لغة المداهنة والتلاعب بالمشاعر الوطنية وقدسية العقيدة التي اقل ما يقال عن قيمة ثمنها هو الدم الزكي المراق والاعناق التي علقت بالمشانق والاخريات الماضيات الى مراجيح المشانق في سبيل الحق اذا ما اقتضى الامر لذلك وكان قدر الله وقضاؤه قد  كتب ولا راد لقضائه.اذن هنا هل يمكن التساؤل ان كان في محله وهو اجتهاد او قل عقيدة اثبتت صحتها في دستور البعث العظيم؟نعم هل يمكن ان يتصور المرء قيام سلطة فلسطينية على ارض فلسطين السليبة بالقوة وبالاجحاف ؟ومن ثم هل يجوز لمقاوم ان يعلن عن نفسه انه الذي قاد معركة التحرير ضد العدو الصهيوني وقتل منه ما قتل  ومن ثم يأتي وبوقيعة من المحتل ليفاوضه  ويعطيه سلطة  شكلية يغريه بها من اجل ان يكشفه  بعد ان يخرجه من تحت الارض الى السطح وبالتالي يسهل على المحتل الانقضاض عليه وتصفيته  تباعا وبكل ما اوتي العدو الصهيوني الماكر من دهاء وغدر وخيانة ونقض للعهود؟
 
ثم ما هي قيمة السلطة التي حظي بها الفلسطينيون على ارضنا السليبة  وما هي الامتيازات الوطنية التي تحققت لاهلنا في فلسطين السليبة من قبل يهود الخزر؟ وهل من حقنا كمراقبين ان نتساء ل اين كانت منظمة فتح وسطوتها ورعب الكيان الصهيوني منها عندما كانت تقاتله في كل مكان وتفسد عليه عيشه وتمزق ليله ونهاره  وتعصف براحة اهله كل ساعة وكل يوم وكل شهر وكل سنة؟وهو لا يدري من اين تأتيه تلك الضربات المباغتات التي تغض مضاجعه ولا يجد حيله لايقافها لان من يقوم بها هو المجهول الحاظر الغائب؟ثم اليس صحيحا ان فترات من حياة الصهيانة اوصلتهم الى الرعب المجهول والترقب بحيث افسدت عليهم عيشهم لدرجة ان البعض منهم غادر الارض الفلسطينية من حيث اتى تخلصا من كابوس المقاومة الفلسطينية البطلة؟ لكن بعد ان جرجرت منظمة فتح للتفاوض والاغراء الشيطاني الغربي والصهيوني  تحت ذريعة اقامة دولة للفلسطينين على الضفة والقطاع خرجت  فصائل المقاومة مفصحة عن نفسها وحاملة سلاحها علنا وتحت كاميرات الكيان الصهيوني وهو يرصد كل تلك القوة الضاربة البطلة مبتهجا بظهور ما هو مخفي عنه ومرعبا له ومتوعدا في داخله لها من خلال الفرصة السانحة التي استلمها على طبق من ذهب  ومن هنا بدأت تصفيات قوى المقاومة المكشوفة  والاجهاز عليها وتحت شتى الذرائع  وبمباركة احقر الوفود الوسيطة بين الكيان الصهيوني والفلسطينين المجاهدين حسني النية من ناحية والواقعين في حبائل المستعمر المحتل من ناحية اخرى.ومن هنا الحصيلة كانت مفاوضات من اجل مفاوضات وتاجيل من اجل كسب الزمن لصالح الكيان الصهيوني ولا دولة فلسطينية ولم تسلم قوة فتح وفصائلها على سريتها وسر قوتها فكان الذي كان دولة بدون دولة ولا حدود ولا جيش ولا شرطة ولا اعتراف  بل هو نوع من الحكم المحلي لاي محافظة في أي بلد  من البلدان؟
 
ثم جاء الدور على منظمة حماس المجاهدة وتحت حماسة السلطة والحصول عليها من خلال انتخاب الشعب العربي في فلسطين المحتلة لها فقد تم لها ما ارادت وفازت على فتح بارادة اصوات الشعب الفلسطيني ولكن تحت حماية من وما هو الثمن الغالي لذلك ؟راحت حماس حالها حال فتح ان تتسلم السلطة من فتح وبالظرورة تشكل حكومة ومستشارين وقوات حماية الخ أي ان كل قواتها الضاربة التي كانت تحت الارض والتي هيد الرصيد السري الكامل لتحرير فلسطين قد طفى فوق الارض وبدأت ايضا كاميرات الكيان الصهيوني الخبيث واجهزت رصدها بتصوير خارطة المقومة الحماسية البشرية والمادية من خلال ضرورة التعامل معها ان ارادت ام لم ترد كونها بيدها السلطة في الارض السليبة من ناحية ومن ناحية اخرى واقع الامر يقول ان الضفة الغربية والقطاع هما تحت الحكم المباشر للكيان الصهيوني وبالنتيجة من حقة الدخول والخروج والحوار والتراسل والمراقبة والمتابعة أي بمعنى اخر تحولت حماس الى قوة سلطة معلنة  وبالتالي فقدت سريتها وسطوتها التي افزعت الكيان الصهيوني وارقته والنتيجة لا دولة فلسطينية ولا حدود ولا موانع ولا حامي حمى؟وما الكارثة التي طالت الاطفال والنساء والبنية التحتية في غزة اليوم الا جزأ منها مبني على الصورة الواضحة التي حصل عليها الكيان الصهيوني المجرم عن قوى حماس المجاهدة البطلة ومن ثم اجهازه عليها بدافع انهائها  ومن ثم فرض شروطه التفاوضية على اهلنا في فلسطين السليبة.
 
اذن أي سلطة وطنية يمكن ان تتوقعها تحت حراب الاحتلال وسطوته وهل يوجد خيار اخر غير الحرب الشعبية  واسلوب الكر والفر واضرب واهرب الى ان يدوخ عدوك ويفقد صوابه ومن ثم يبدأ بالتوسل عليك من خلال الوساطات  بضرورة  التفاوض  بينك وبينه وبشروطك  وبحضور اطراف مشرفة  شاهدة  اخرى بينك وبين عدوك المحتل لحقك؟ان لعبة الاستعمار ليست بالسهلة خاصة وهو مسكون بفكرة كوننا شعوب متخلفة وهي نتيجة خبرة طويلة في استعمار الشعوب والتلاعب بمشاعرها واللعب على الالفاظ معها ومع الوسطاء بينك وبينه وعليه ان لم تكن ذكيا وصبورا من الطراز الفريد فسوف تخسر كل شئ.المقاوم بالضرورة قد جف لعابه تماما ولم تعد كل مغريات المحتل تحرك له ولو خلية واحدة من غدده اللعابية   كي تسيل لانه يتعامل مع قوة محتلة أي ناكرة للحق وسالبة له وبالقوة والجفاء والدهاء والسطوة التي لا تلينها الا سطوة المقاومة بعيدا عن اية حلول نصفية واحيانا لا وجود لها مع الزمن عندما يكتشف المفاوض الضعيف او المغدور الحقيقة لاحقا.
ومن هنا كانت الرؤيا قد تشكلت لدى المقاومة في العراق المحتل حين قرأت لعبة الاحتلال وفكت رموزها ولم تجد ما يمكن الولوج الى أي حق في صدر المحتل الا بمواصلة المقاومة الشرسة طويلة الزمن والصبورة عليها وفي نفس الوقت نزع أي فكرة من بال المقاوم ان هناك سلطة وطنية ممكنة قبل رحيل الاحتلال  او البدء فيه وبشروط المقاومة  وبحضور المراقبين على ذلك والا تكون المقاومة في العراق قد اضاعت العراق لا سامح الله ووقعت في شرك حبائله كما وقعت شقيقتها المقاومة الفلسطينية ( الذي لا حل امامها سوى المقاومة ومغادرة ترهات السلطة تحت قيد الاحتلال )لان العدو هو واحد والدولتين العربيتين المستهدفتين في ان واحد وعلى مد التاريخ هما العراق وفلسطين  ومن هنا  نفهم قضيتنا بعد ان اعددنا لها كل شئ ونحن لها بعد الله سبحانه وتعالى  لانه اذا ما فشلت المقاومة في العراق –لا سامح الله- فأقرأ على العرب والمسلمين السلام.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ١٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١١ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م