المقاومة العراقية : عندما تكذب السياسة على التاريخ يصبح اليهود الخزر من بني اسرائيل لتورطهم العجوز بريطانيا  في فلسطين

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

من قال ان الدولة اليهودية في فلسطين بخير فهو واهم والحقيقة ان بريطانيا العظمى ايام زمان وكعادتها في التوريط وكذلك ما ان  دخلت ارض في بقاع المعمورة الا وتركت نارها تحرق اهل البلاد الاصليين الذين لسوء طالعهم  استعمروا من قبل هذه الدولة التي قامت على مستقبل الشعوب وحقها في العيش بسلام .لكن بريطانيا  عندما تترك أي ارض  منزوعة منها بالقوة تحاول الانتقام من اهلها ولا يهمها في ذلك من هو الضحية ولا الزمن الذي تعيشه ضحيتها طال ام قصر لان المهم عندها انها فقدت ارضا كانت مستعمرة لها وبذلك فقدت اطماعها فيها ومن ثم عليها ان تحترق او تعيش ازمة التحرر من دولة بريطانيا الانانية بامتياز.
 
ان اخطر جريمة قامت بها بريطانيا هي تشكيل دولة للصهاينة على ارض فلسطين العربية وهذا ربما ليس بدافع الرحمة والرأفة والعطف الذي جاء به وعد بلفور المشؤوم بل بدافع عقدة الصليبية التي عاشها وما زال يعيشها حكام بريطانيا حيث انهم على مد التاريخ وخاصة منذ القرون الثمانية المتاخرة  الميلادية بدأت بريطانيا تنظر للعالم انه مسيحي الواجب والمستقبل مستعينة في ذلك باطراف اخرى وخاصة فرنسا مهد النظريات الصليبية التي اجتاحت موجاتها العالم شرقا وغربا حتى عشعشت بشكل رئيس في العالم المتخلف والوجودي القبلي البدائي افريقيا بشكل اساسي واكبر قياسا  بالمناطق الاخرى من العالم التي وصلت اليها تباشيرها بالمسيحية.
 
كما يبدو ان التبشير المسيحي المنساح من الغرب لم يكن بدافع الدين الذي جاء به سيدنا المسيح عليه السلام والذي تم القضاء على نصه قبل ستة قرون تقريبا  وكما تؤكد الشواهد التاريخية وبقايا  النصوص التي تم الحصول عليها بشكل او باخر من الانجيل الاصيل فضلا عن الشهود من الغربيين الذين تناقلوا هذه الحقائق كونهم مسيحيين لكنهم اكثر اعتدالا من ناحية ومن ناحية اقل تعصبا للمذهب المسيحي الذي تنادي به كثير من المجاميع  والطوائف هناك.فوقفة واحدة لمن التقى بهم ميدانيا ونال ثقتهم سيكتشف أي هراء واي كذبة كبرى تقف وراء الاهداف الصليبية الاقتصادية  في جوهرها ومنذ بداياتها خاصة بعد ان تخلصت من النص الاصلي لكتاب الانجيل الذي يدعو الى التسامح والاخوة بين البشر وعدم الاعتداء ولاي سبب كان.
 
ان ظهور طائفة دينية المظهر اقتصادية سياسية  الجوهر تدعي انها الفت دعوة مسيحية-يهودية انتشرت في الغرب ودعمتها اميريكا من خلال اهدافها التوسعية وحب الهيمنة ولحسابات استعمارية مستقبلية تساعدها في ذلك بريطانيا وبعض الاطراف في اوربا ومنها فرنسا الصليبية بالطبع  والذي اعتنقها بوش وجماعته الطامحين الى احتلال العالم  وانهاء أي شكل من اشكال الدين غير تلك الفئة التي وصل بها الامر الى ان تجعل وتقنع رئيس الولايات المتحدة بوش(مسيلمة الغرب النصرايهودي الكذاب)ان يعلن انه مبعوث ورسول الاله المسيح (جيصص)لمقاتلة الارهاب في العالم وتحريره من شروره وهنا يقصد الاسلام تحديدا لانه الدين الوحيد الصاد لحركته الشيطانية باتجاه الشرق حيث المعادن والنفوط والخطوط المائية من ناحية وللاقتراب من الدول التي تشكل خطرا على الامبراطورية الاميريكية  ومصالحها من ناحية اخرى وباستخدام الدين ورسالته التي هي اسهل قبولا لتمدد قياسا بالتوسع العسكري الذي يكثر من اعدائه ويخلق الكثير من المصاعب في حركة الغازي الطامع.
 
من هنا  وبعد هذه المقدمة المتواضعة عن الدين السياسي وخطورته يمكن لنا الان ان نستوضح البعض من الكثير الذي اكتنف  التشكيل المقحم  وراثيا ببني اسرائيل في فلسطين وبارادة ملكية امبراطورية استعمارية اقتصادية سياسية  ذات ابعاد مستقبلية ارادتها بريطانيا وخططت لها خلال استعمارها للوطن العربي بالشراكة مع فرنسا ذات اللعب الدينية المؤطرة بالصليبية أي زورا بارادة الرب الذي هو براء من ذلك المفهوم الجهنمي.فأذا كان اليهود باكثريتهم الذين جاءت بهم بريطانيا  من خلال لملمتهم وتسهيل سفرهم وهجرتهم هم من (الخزر)أي ليسوا من بني اسرائيل فكيف اذا يمكن ان ينشئوا دولة يهودية تسمى (اسرائيل؟)وهم اغراب بالوراثة عن بني اسرائيل؟
 
المعروف عن الخزر  انهم دخلوا الدين اليهودي قبل  الف ومئتين سنة تقريبا عل اثر اعتناق ملكهم لليهودية انذاك ومن ثم اتبعوه.كما انهم جاؤا من اواسط اسيا وربما بالاصل هم من الهنود حيث استقروا لبعض الوقت في  حوض قزوين وينحدر منهم اليهود الغربيون(الاشكناز).كما عرف عن طبيعتهم التي تمتاز بالترحال والتنقل من مكان لا اخر ولهذا نراهم ظهروا في الشرق وانتشروا منه الى الغرب حاملي يهوديتهم دون وطن.ان المكان الاصلي لهذه الاقوام هي اسيا  واوراسيا  الممثلة بازبوكستان واذربيجان وقازاخستان وغيرها من الاقاليم المجاورة وقد امتدت دولتهم الى بلاد فارس وتركيا  واقاموا علاقات وطيدة مع الدولة العربية الاسلامية بل ان الكثير منهم هجر اليهودية ودخل الدين الاسلامي وتصاهر مع المسلمين العرب وغير العرب واما من بقى على دين اليهودية فقد احتفظ بافضل العلاقات مع العرب المسلمين خاصة في القرن السابع للميلاد ثم بدأت هذه العلاقة بالتدهور في القرن التاسع عشر.ان طبيعة الخزر هو التحفظ من التصادم مع القوي وهذا هو طبع اليهود حيث كانوا يتجنبون أي مصادمة مع المسلمين لقوة دولتهم انذاك  بل وكانوا يقيمون السواتر بينهم وبين الدولة الاسلامية خوفا من اجتياحها لهم ولهذا كانت دولتهم تعتبر القوة الثالثة في العالم بعد الدولة العربية والدولة البيزنطية . لقد انهارت دولة الخزر اخيرا على يد الدولة القوية المجاورة  الاسلامية  المنقذة  للبشرية من الظلال  والظلم والاستعباد  والتي تغلغلت  بهدوء وبدون مقاومة من قبل شعوب دولة الخزر كون الاسلام يعتمد الاقناع  والجذب الروحاني وطابع الحق والانصاف وهنا فشلت يهودية الدولة الخزرية امام الاسلام وتلاشت بعد دخول شعوبها في حاظرة الاسلام  وكما حصل في مناطق اخرى من العالم التي لم تقاوم  المد الاسلامي .كما ان سبب ذلك السقوط هو قيادة دولة الخزر من قبل طبقة اليهود في حين ان اكثرية الشعب هم من المسلمين والمسيحيين والوثنيين.وبعد هذا الانهيار انتهى الوجود الخزري كدولة  ومن ثم تفرقوا خاصة اليهود منهم ورحلوا بين البلاد وخاصة باتجاه الغرب حيث استقر قسم منهم في تركيا وروسيا واروبا الشرقية منتحلين صفة اليهودية  ومتعكزين على مقولة بني اسرائيل التي لا تختص بهم بل ببني اسرائيل المعروفين دينيا والمنتشرين كاقلية في البلدان العربية  واثيوبيا مهد اجدادهم وبسلام مع المسلمين اذ ان الاسلام الحنيف كفل لهم العيش الامن والحقوق بين المسلمين.
 
لقد شارك قسم من الخزر في تقويض الدولة العثمانية بعد تنكرهم بالاسلام من جهة وثأرهم على السلطان عبدالحميد الذي رفض اعطاءهم فلسطين من ناحية اخرى ليتغلغلوا بين مؤسسات الدولة العثمانية المريضة وخاصة الجيش ومن ثم انقضوا على هذه الدولة من خلال حركة اتاتورك وبتخطيط ودهاء وخبث اليهود واعلان الدولة العلمانية ذات التخطيط اليهودي بعيد المدى  والذي بانت فائدته لاحقا لليهود وخاصة على ارض فلسطين المحتلة.
 
رجعة الى السياسة البريطانية المهزومة على الارض العربية  بفعل المستقبل لا بفعل حاظر الاستعمار  وكما كان يرى ساستها وقادتها في الوقت الذي كان لعاب الانكليز على فيضانه مما رأوا اثناء استعمارهم لبلدان العرب من خيرات كبيرة وكثيرة جدا ومنها النفط والخامات والطرق المائية التي تعبر من خلال الوطن العربي.هذا من ناحية ومن ناحية استغلال غياب الوعي العربي في تلك الفترة  واصابة الدماغ العربي بالجلطة السياسية الاقتصادية التي انهت دورهم في تقرير مصيرهم ومن هنا جاء وعد بلفور ليحل بفعل المستقبل البريطاني مكان الوجود العسكري المباشر بعد ثورة شعوب المنطقة حيث ان تشكيل وطن قومي لليهود هو صمام الامان لبقاء المصالح للدولتين المستعمرتين للعرب انذاك وهما بريطانيا وفرنسا.
 
كان هم بريطانيا هو كيفية اسكان يهود الخزر في فلسطين في حين كانت عدة دول مقترحة لتكون احدها دولة لهم ومنها اوغندا وربما الارجنتين  وغيرها من المقترحات لكن بريطانيا ومن معها من قوى غربية طامعة  بالخزين الستراتيجي العربي ( بدون اهل في حينه) اصرت على فلسطين وتحت يافطة بني اسرائيل المشتتين في الارض  والذين يرومون العودة الى ارض الميعاد الموعودة فلسطين مهد بني اسرائيل كما يقولون وهم اهل البلاد الاصليين؟!ترى ان كان القليل من بقايا بني اسرائيل مشتتين في الارض  لهم الاحقية( افتراضا) بالعيش في فلسطين فما هي الاحقية في ان يعيش الخزر اليهود في فلسطين وهم ليسوا من سكنة البلاد الاصليين لا من بعيد ولا من قريب ؟علما ان الخزر  الذين اغتصبوا فلسطين هم يمثلون الغالبية من اليهود .اما بقية اليهود المدعين انهم من بني اسرائيل الذين جاؤا مع الخزر ليحتلوا فلسطين فهم قلة قليلة وهنا يكمن التناقض بين الدين السياسي ومصائبه ومكائده  على الشعوب وبين البشرية التي تدفع ثمن كل هذه الاحتلالات البغيضة والمطامع باسم الدين  ومنها على سبيل المقارنة مطامع ايران الصفوية في العراق باسم اهل البيت واهل البيت منها براء .
 
ترى هؤلاء اليهود (الخزر)وبكل تاريخهم مع العرب من زمن الدولة العربية والتي جاءت بهم بريطانيا واقحمتهم في ارض ليست ارضهم  وفي وسط بشري ليس وسطهم وفي زمن عودة الوعي العربي من غيابه هل بامكانهم العيش والتعايش في منطقتنا ومهما كانت مصالح الغرب ومنها بريطانيا واميريكا  المرتبطة بهم وبوجودهم في القلب العربي؟ وهل سيحصل السلام بينهم وبين العرب ممثلين بالفلسطينين وام سيكونون عضوا غريبا مرفوضا بالطبيعة  من ان ينبت ويعيش في المنطقة؟واذا كان الافتراض الاخير صحيحا اليس يهود الخزر متورطون في مجيئهم الى فلسطين  وان عيشهم بسلام نوع من الاستحالة؟خاصة وانهم اشبه بالغجر  الرحل  لا مقر لهم معلوم وقدرتهم على هجر المنطقة غير الراغبة بهم ممكنة  عندما تسوء احوالهم ويضيق عيشهم خاصة وكونهم يحملون شخصية خاصة يتفردون بها ولا يمكن لهم الامتزاج بغيرهم ليتعايشوا لو افترضنا انهم انصهروا مع الفلسطينين في دولة واحدة اسمها فلسطين او كما قال القذافي جازاه الله( اسراطين)؟!استخلص من ذلك ان  الخزر قد ورطتهم بريطانيا العجوز بخرافاتها وخراريفها وهم ضحية هذا التوريط حيث ان وجودهم هو مؤقت بقياس الزمن  وزمن الدول لا بقياس اعمار البشر ورغباتهم في الاقتصاد والسياسة والابعاد السوقية النسبية في اعمارها  وديمومتها وهذا هو شأن حراك الشعوب(POPULATION DYNAMIC (غير المستقرة  وقوانين الطبيعة وتوازناتها(PALANCE OF NATURE ).

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م