المقاومة العراقية : من اجل ان لا نقع في الخطأ مرة ثانية لان تجربة الحرب اعنف درس نقتات منه الحقيقة الدامية

 

 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

في زمن الحكم الوطني (اعاده الله وحماه) حدثت الكثير من المفارقات وعلينا ان ننتبه لها جيدا وبموضوعية وايجابية بل ونستخلص الدروس منها والعبر لا ان تمر مرور الكرام  خاصة ونحن نعيش البلوى بل اشرس ايامنا  وخاصة الذين يعيشون الداخل العراقي على بلواه وماسيه وقرفه ونصره واخفاقاته وصوره البلهى مرة والمشرقة  الصافية  النقية مرات اخرى.ان الحروب في حياة الشعوب  هي منعطف لمراجعة الواقع الدامي ودراسة الاسباب التي اودت الى تلك الحروب.من ناجية اخرى ما هي الاخفاقات والسلبيات التي ربما ساعدت او قل اضحت وجها من وجوه الماضي البائسة ولا نقصد هنا بالوجه المشرق للماضي الذي هو ربما كان منعطف الهجوم  على الثورة والاجهاز عليها لانها ما عادت تروق للعدو المتربص  بشعلة التطور والتقدم والنهوض بل والقدرة على ادارة الصراع ان وقع.
 
هنا نريد ان نركز على نقطة محددة كنا نتلمسها من خلالنا ومن خلال العراقيين الذين عايشوها وكان لهم رأي فيها الا وهي الانبهار بالعراقي الذي يعيش خارج العراق فأن كان عالما ضخمه اعلامنا حتى طغى على علماء الداخل الذين نذروا انفسهم لخدمة العراق والعراقيين مع كل الضروف العصيبة وشحة اسباب  المعايشة بالواقع الصعب داخل بلدنا العراق ومع هذا تراه منتجا ومطورا ومذللا لصعوبات الزمن المر وخاصة في سني الحصار الظالم الذي فرض على العراق.بل وأن كان طبيبا ترى ان المؤسسات الصحية تفتح  ساقيها من اجل ان يزور العراق  مغترب عراقي ويرى مرضى العراق  ليعطف عليهم علما انه عراقي في حين تجد ان الطبيب زميله العراقي الذي يعيش في العراق وبنفس مواصفاته لا يحظى بربع هذا الاهتمام  وكأن غانية الحي لا تطرب مع كل الفروقات في الامتيازات والعطايا والاستقبال والابهة التي يحظى بها من ترك الوطن مغتربا  وترك مشاكل العراقيين لزملائه الذين رضوا العيش داخل بلدهم التصاقا به لا قلة او قصورا في خبراتهم ومصدر الشهادات التي يحملونها وهذا ما احدث نكوص عند الكثير  بل ورفض وتظاهر داخلي غير مرئي.
 
الصنف الثالث هم الكتاب على مختلف تخصصاتهم واهتماماتهم  من شعراء وقصاصين وروائيين ورسامين وفنانين الخ والذين ايضا اصطدموا باهتمام الدولة بمن يعيش خارج العراق وبطريقة استقبالهم حين دعوتهم لامسية او مهرجان  استقبال الفاتحين وهم لا يحملون من القدرة والكفاءة ما هو اعظم من زملائهم الذي اختاروا الداخل على الهروب الى خارج العراق.هذه الصورة الدونية التي كانت تعيشها الدولة تجاه من هم داخل العراق من حيث تدري ولا تدري ايضا احدثت نوع من الشعور بالاجحاف والانتقاص من شخصية الداخل التي ترى نفسها مناضلة  ومقاسية لكل معطيات الداخل في اصعب ضروف البلد التي يمر بها .بل حتى ان البعض من تلك الكفاءات العالية رأى في نفسه  الغيرة على نفسه ومن ثم رحل ليكن ذات اهمية وحظوة يمكن ان تلفت النظر اليه من قبل الحكومة في العراق ومن ثم تستدعيه بطلا عملاقا وبتوسل كي يأتي ليلقي محاظرة او يقيم امسية متفضلا بها على اهله  في العراق؟!
 
وهنا نقول ومن باب الامانة ونحن نخوض حربا ضروسا لا قبل لكل واحد بها وبضرورة الهجرة والتنقل والتخفي داخل العراق من اجل اداء الرسالة الجهادية  نقول ان كان العالم في العراق عويلما فهو اعظم واشرف من العالم  الذي ترك البلاد بعد الاحتلال او في الحصار الظالم ولم يستطع مجاراة الجهاد والمقاومة فيه وان الطبيب المتواضع الذي ارتضى البقاء داخل جحيم المعركة لهو اعظم  قيمة من طبيب غادر البلاد ليعيش حر الارادة في المنفى ويحصل على كل التسهيلات لمزاولة مهنته في حين تجد زميله العراقي الذي ارتضى العيش داخل البلاد المحتلة مهموما بمهنته من ناحية ومن ناحية اخرى  مهموما بعيشه وسلامته وارتباطه ربما بقوى المقاومة الباسلة على ارض الوطن.
 
أي بعنى اخر ان كفاءات العراق اليوم والتي يمكن الاعتماد عليها لعراقيتها ولمبدئيتها هي اصحاب الخبرات والكفاءات  التي تحاور وتعايش الميدان بكل صعوباته وموته المشتهى واما الذين غادروا العراق وهم ليسوا عملاء ولم يلتحقوا بركب العملاء فهم عراقيون نجلهم ونحترمهم لكنهم لا يمكن لهم ان يسبقوا او يعلوا على طبقة اقرانهم من الذين  اختاروا الداخل  وعايشوا الداخل بكل قسوته وموته وعذابه بل وتعذيبه المحتمل.فضلا عن عذابات اهلهم الذين تورطوا بهم ان صح التعبير لان لا حيلة في صدهم ان اختلفوا وان تساووا في الرؤيا فكلاهما مناضل جسور ومجاهد غيور.
 
اذن وبناءا على ما تقدم ومن اجل خلق دولة المبادئ لا القشور والاسماء علينا ان نقول لمن في الداخل من المجاهدين وان كان طبيببا بالطبيب وان كان عويلما بالعالم وان كان شويعرا بالشاعر وان كان كويتبا بالكاتب وهكذا لبقية المتخصصين في الميدان ولا نبخص حقهم الوطني الذي هو اعظم ما نمتلك من ثروة بشرية  يمكن ان نطورها في زمن ما بعد الاحتلال  ونوفدها كي تختصر ما فات منها فهم مستقبلنا مستقبل الامة برمتها لانهم الخلص النشامى الصبورين على المحن والجسورين على امر الازمان واثقلها في حياة الامة فرفقا بهم رفقا والله اكبر يا تضحية  ويا جهاد حتى التحرير والنصر المبين.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م