الحكام العرب عاجزون ومنبطحون كعادتهم

 

 

شبكة المنصور

امير المر

بالرغممايمر به بلدنا العراق عراق الشهيد صدام حسين  من أوضاع خاصة بسبب الاحتلال الامريكي والصفوي البغيض, إلا إن ذلك لم ولن يثنينا ولا يشغلنا عن التفاعل والتواصل مع قضايا امتنا .........


.اننا نتابع وبقلق وحزن بالغ تطورات وتداعيات العدوان الصهيوني الغاشم والوحشي والاجرامي على شعبنا الفلسطيني الصابر في غزة , وما خلفه من دمار وخراب ومئات الضحايا مابين شهيد وجريح من الابرياء الشباب والشيوخ والنساء والأطفال.................................. لكل ذلك، لا يبدو غريباً ذلك المشهد المأساوي الذي تحاصر فيه الحركة الصهيونية عرب غزة، مجتمعاً وأفراداً ،............... بينما العالم العربي المحيط بقطاع غزة وبفلسطين المحتلة كلها، لا يتحرك لمقارعة جدية لهذا الحصار، بل نسمع حججاً وتبريرات يومية، توضع كلها تحت شعار “مقارعة اسرائيل يعني مقارعة امريكا واوربا.....................”


ياسفني ويؤلمني كثيرا ان اتحسس وفي كل مرة ان الحكام العرب عاجزون ومنبطحون كعادتهم حقا أمام الهجمات الوحشية التي نفذتها اسرائيل اللقيطة ضد الفلسطينيين في غزة الصابرة؟ إنني ومنذ أسبوع اتسائل عما يحدث     وأتحدث إلى أناس كثيرين بشأن الوضع الاجرامي في فلسطين، ولاحظت حالات الغضب العارم والإحباط والمرارة التي يشعر بها هؤلاء المتحدثين  بسبب ما يجري لاهلنا في غزة وحكام العرب للاسف صامتون.................


منهم من  يلقي باللائمة على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل ويقولون إن أميركا تتقاسم معها المسؤولية عن هذه الأحداث. ومنهم من يلقيها على الحزب الحاكم في مصر العروبة..... ولا اقول الشعب المصري...... واخرون يقولون ان حكام السعودية هي السبب الاساسي لما يحدث من قتل وذبح لاهل غزة............... وكثيرون يقولون ان عباس رئيس السلطة الفلسطينية متواطئ من الصهاينة..........


اما انا فاستمعت لكل هذه الاراء الا انني اقول............. ان الهدف الحقيقي من العدوان “الإسرائيلي”  الأمريكي الذي يستهدف الشعب الفلسطيني اتضح منذ اللحظات الأولى للعدوان، فالغرض كان ارتكاب مذابح من خلال حرب إبادة مدروسة ومصممة، وإلا لما قامت “إسرائيل” قبلها بعملية تضليل واسعة. وتم اختيار توقيت خبيث لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وإحداث دمار هائل في الأحياء والمناطق المكتظة بالسكان، مع العلم أن قطاع غزة هو أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان


إنني اتفق معهم على أن واشنطن يمكنها أن تعمل الأكثير لكبح جماح إسرائيل، والواقع أن امريكا أظهرت انحيازا واضحا نحو إسرائيل ولا يمكن لأحد أن يدعي بأن السياسات الأميركية متوازنة.................... ويقول اخواننا حكام العرب إنهم يشعرون بالغضب والعجز، إنهم يعتقدون أنهم لا يستطيعون عمل شيء لتغيير السياسات الأميركية،................................


وبالطبع كلنا متفقون ومدركون ان قوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة  هي التي تهيمن على الكثير من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط بل استطيع ان اقول ان الرؤية السياسية بينهما متماثلة ومتطابقة الى حد كبير حتى لو لم تكن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بنسبة 100% في جميع القضايا، ولذلك انا اقول وبمرارة تملئ فمي وتحبس انفاسي لاتسائل ............................. أين هي مراكز القوى العربية التي يمكن أن تعمل بجد واخلاص في إيجاد توازن في وضع تملك  الصهاينة فيه نفوذا كبيرا على السياسات الأميركية؟؟؟

 
إنني لم أصاب بالدهشة عندما ارى و أسمع العرب يشتكون ويبكون ويصرخون وأنهم لا يستطيعون عمل شيء ازاء ما تفعله إسرائيل..........


. لننظر إلى المملكة العربية السعودية وحدها، فهي تملك موارد نفطية كبيرة تحتاجها الولايات المتحدة وبقية دول العالم، والسعودية سوق كبير لا يحصى ولا يعد للمعدات التكنولوجية المتطورة والطائرات والالات العسكرية الأميركية، ونذكر هنا الحجم الهائل للاستثمارات السعودية في امريكا و التي تقارب ال مائة وعشرون مليار دولار امريكي .................  وهنا السوال الذي يحيرني ويحير الكثيرين ..............هل حقا  السعودية عاجزة وضعيفة ان تتحرك وتفعل شئ؟؟ ؟


حكام السعودية يعتبرون الولايات المتحدة صديقا حبيبا يجب أن يثقوا بها. ثم عندما تتخذ الولايات المتحدة سياسة تضر المصالح العربية بشكل عام والسعودية بشك خاص ، فإنهم يكتفون بالشعور بالأذى والغضب والاحباط دون ان يفعلوا شئ يوقف الضرر الحاصل .............. فالدول قد تكون صديقة لكن يكون بينها في الغالب اختلافات كبيرة حتى وهي دول صديقة فيما بينها. لكن هذه الدول لا تعتمد على "الصداقة". إنها تساوم وأحيانا تساوم مساومة قاسية في سبيل حماية مصالحها، وأميركا تفهم ذلك وتفعل الشيء نفسه. فلماذا لا تكون السعودية واقعية وتمارس نفس الشئ هي الأخرى؟؟؟.................


ليس من الضرورة  ان الدول التي تصاب بالاذى من السياسة الامريكية الخبيثة ان تعلن الحرب على أميركا أو تقطع إمدادات النفط عنها أو تسحب كل استثمارتها كل ذلك بشكل مفاجئ وفوري ، لكن هذه الوسائل يمكن استعمالها بطريقة حذرة وهادئة لكي توضح أنها لن تسمح بتجاهل مصالحها والذي يحدث ونراه ان السعودية وغيرها من الدول العربية  بدلا من أن توظف أوراقها بحذر وقوة فإنها تتصرف مثل ولد صغير يبكي ويصرخ لأن والده لم يكن عادلا معه،. ولكن كلنا يعرف ان السعودية ليست ضعيفة، ويجب أن لا تتوقع من أميركا أن تكون "عادلة" معها دائما بسبب الصداقة التي بينهما. ..............................


 والالم كل الالم عندما نشاهد ان السعودية ومصر منعت المظاهرات المنددة بالمجازر الصهيونية في غزة، كما انها لا تبالي في عقد القمة العربية وان كنت اعلم ويعلم الجميع من شعبنا العربي ان القمم حتى اذا انعقدت فهي لاغراض اعلامية لا تقدم ولا  تاخر قيد انملة .


وان الاعلام السعودي ليس وحده الذي يجري مقابلات مع الصهاينة، فقد استمرت قناة الجزيرة بعقد لقاءات مع الصهاينة كان أخرها لقاء مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني والتي منحتها وقتا طويلاً لتبرر مجازرها ضد الصهاينة. وتبرر "الجزيرة" لقاءات الصهاينة بعرض الرأي والرأي الآخر...


 أيها الحكام العرب لقد اخترتم الذل والمهانة لأنفسكم بإتباع مؤامرة السلام المذلة ، فلا تفرضوها بالقوة على الرافضين للاستسلام  ،  فالشعب العربي يموت في اليوم عشرات المرات أمام شاشات التلفزة التي تنقل عبث العدو بشرفنا و كرامتنا وحرماتنا ومقدساتنا ...............


 واخيرا لابد ان اقول ومن منطلق الإخوة والحرص نناشد السلطة الفلسطينية وكافة المنظمات والحركات الفلسطينية إلى رص الصفوف وتناسي الخلافات وتقوية الجبهة الداخلية وتمتين أواصر الوحدة الوطنية, لتفويت الفرصة على مخططات العدو...........والسلام عليكم

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٧ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م