وللمفوضية العليا للانتخابات فنونها بالتزوير

 

 

شبكة المنصور

د. احمد عبدالسلام

عملية فرز الاصوات للانتخابات العامة التي جرت في محافظات العراق منذ اربع سنوات تقريبا رافقها من السلبيات والتجاوزات الكثير، وكان منها ما هو ظاهر للعيان عن سرقت صناديق تصويت في مناطق معينه واستبدالها باخرى وضبط شاحنات تسللت عبر الحدود مع ايران تحمل صناديق مليئة ببطاقات مزورة لصالح عملائها في العراق وما خفي من تزوير وتلاعب كان أعظم مما هو ظاهر ، والغاية من تلك الاخبار كانت التلميح الى ان التزوير لم يحصل ومنع من بلوغ هدفه بينما كان التزوير والتلاعب يجري في غرف مغلقة وبتهيئة مسبقة وبهدوء.


وأود أن أشير الى ذلك المخفي ، الذي تحدث عنه بعض الفنيين العراقيين العاملين بالفوضية العليا للانتخابات الذين أشرفوا على نظام البرمجة الالكتروني لعد نتائج الفرز النهائية للاصوات في الانتخابات العامة عام 2005، بمجالسهم الخاصة عما جرى حينها .


فالنظام الالكتروني المستخدم آنذاك تم شراؤه بأشراف ممثل الامم المتحدة في بغداد من خبير اجنبي يحمل جنسية احدى الدول الخمس الكبار في مجلس الامن، تبين فيما بعد للفنيين العراقيين الذين عملوا عليه انه نظام غير عملي لانه غير آمن وسهل الاختراق ويتيح لبعض المسؤولين في المفوضية العليا للانتخابات الدخول للنظام وتغيير نتائج الفرز النهائية للاصوات بسهولة،دون تسجيل موثق وآلي لعمليات الاضافة وتاريخها وهل هي من جهة مخولة بادخال وتعديل نتائج الفرز. إذ يفترض بنظام ( برنامج ) الفرز الالكتروني ان يمتلك خصائص امان لا تتيح لكل مسؤول بالمفوضية العليا الدخول والتغيير على نتائج الفرز النهائية ويفترض ان يكون لهم حق الاطلاع على نتائج الفرز فقط دون التغيير وكان ينبغي ان يحدد النظام تاريخ التعديل على نتائج الفرز على مستوى لجان تمتلك صلاحية التعديل والاضافة و ان يسجل النظام تلك العمليات والقائمين بها ولا يسمح لاي شخص كان بحذفها من الذاكرة ،بحيث يسهل كشف اية خروقات او تزوير .


مكن ضعف نظام فرز الاصوات المستخدم بانتخابات عام 2005 وافتقاره لمواصفات الامان العالية، موظفين كبار في المفوضية العليا للانتخابات، تمرير التزوير والتلاعب بنتائج الفرز النهائية لصالح بعض الاحزاب السياسية ،ولم تثار تلك القضية على الرأي العام في وقتها وبقيت مدار همس بين العاملين في أروقة المفوضية العليا للانتخابات الذين تكتموا على التلاعب والتزوير خشية على حياتهم أولا، ولان الولايات المتحدة- دولة الاحتلال - كانت راغبة بأظهار صورة مغايرة لحقيقة الوضع المأساوي للانتخابات ونتائجها في العراق وسعت لتجميل عملية الديمقراطية المزعومة، لكي تغطي على اخفاقها وعجزها .


ترى هل ستنتبه الاحزاب والكيانات السياسية المشاركة في انتخابات المحافظات لتلك الاساليب والفنون في التزوير ام ان انتباهها سيحول الى اشغالها بمسائل ثانوية ؟ وهل ستاخذ احتياطاتها لاحتمالات التزوير والتلاعب في نتائج الانتخابات من قبل المفوضية العليا كما حدث عام 2005وهل ستبقى المفوضية العليا للانتخابات حكرا على أصحاب الولاء لاحزاب السلطة ؟ لتمرير التلاعب والتزوير ! أم ان سلطة الشعب ستقلب كل النتائج ولن ينفع حينها كل فنون الغش والتزوير؟

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠٧ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٢ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م