آه لو بصقت هذه الامة ... لما إحتجنا الى نيران صديقة

 

 

شبكة المنصور

أ.د. عبد الكاظم العبودي

جفت حناجر المتظاهرين في الشارع العربي، أخبار المجازر الصهيونية تتوالى وتدفع الى المزيد من الصراخ في كل طرف من هذا الوطن العربي. وصلت بنا الحالة الى ان شاعرة عربية من الجزائر لم تجد لها عنوانا شعريا فصرخت في زمن الخصيان العرب " وا شافيزاه".


وعندما أرى فتيان الامة يطالبون بالسلاح، وفتح الجبهات، وتَمَنّعْ الحكام العرب أترحم على الراحل ماو تسي تونغ" رضوان الله عليه" فهو بالنسبة لي من أئمة الجهاد ضد الامبريالية، عندما مرغ أنفها بالتراب الاحمر، وعندما حولها أضحوكة ووصفها بنمور من ورق. لابد من إستذكار فتوى الرفيق الاحمر ماو عندما توجه اليه وفد عربي كان يطالب الصين بتزويد العرب بالسلاح لتحرير فلسطين، تجاهل ماو الطلب العربي، وقال للوفد العربي: " العرب لا يحتاجون للسلاح ضد إسرائيل... عندكم الملايين من البشر، ويكفي أن تبصقوا على اليهود بصقة بصقة.. فستغرق إسرائيل، ولا حاجة عندئذ لا للسلاح ولا لتلويث البحر الابيض بأنجاسهم".


وصية ماو يعرفها الصهاينة فدرسوها في مؤسسات الغرب، وقرروا متعاونين على تنفيذ سياسة لوضع العرب، في أرذل حال، متناحرين، وتم تفريق العرب دويلات وحكام وشعوب وطوائف وما تحت الطوائف "شذر مذر" لئلا يبصقوا يوما على إسرائيل فيغرقونها موحدين.


كلما أحصيت، حسب معطيات وكالات الغرب للأنباء، خسائر الغزاة الامريكيين والقتلة الاسرائيليين، لا أجد لترسانة السلاح العربي المخزون في قصور الحكام العرب من أثر للقتل، فهو سلاح سلمي يطلق من فوهات مدافعه وبنادقة وأفواه جنرالاته حمامات السلام والوئام مع الغرب وإسرائيل، وخدود جنرالات النظام العربي الرسمي أتعبتها وسائد الرتب العسكرية المتهدلة من الاكتاف، لذا من حق الغرب واسرائيل أن يحاربوننا متى شاؤوا، ولا بد من مهام للحرب وقيادات الاركان الغربية والاسرائيلية أن تطلق تصريحات عن لسان ألناطق العسكري او الاعلامي في ميكروفون CNN واخواتها العربيات تمهيدا للانتصار علينا. وإذا كان لكل حرب قتلاها من خسائر بشرية في جحافل الغزاة. ولكي نصدق أن الحرب قد إشتعلت وإنطفأت، وإن قتلاهم "المبشرين بالنار" سيكون موتهم المحتم والمعلن إما بحادث مروري عادي في مسالك الدبابات الغازية في ساحات الحرب، أو القتل غير العمدي، بفعل نيران صديقة.


هنا لابد من ذكر مقولة لشاعر عربي معاصر ، لم يجد عنوانا لمرثيته الغزلية ليتغنى بسمفونيات حروب العرب المهلكة فيقول: " كم أحبك أيتها النيران الصديقة". هذه النيران هي التي رفعت من معنوياتنا عند وصول الخبر العاجل الموشح بالشريط الاحمر على شاشات التلفاز العربي.


سماء غزة مضاءة بالفسفور الابيض ونثار اليورانيوم المنضب، وبغداد إشتعلت وإنطفأت لأكثر من مرة، وبيروت عاشت على وهج التوماهوك، كانت الصهيونية تشعل في فضائها كل ألوان النار الصهيونية.. هي متعة الفرجة تدفعني أن أطلب مزيدا من مخصصات لأجور الصحافة التي ملئت أعمدتها بالقصائد النارية الملتهبة بحرقة الفوسفورات، والشارع العربي فقد حنجرته وبات ليلته مبحاحا يطالب بإفتداء الروح بالدم. فأما الدم فقد تعفن في الجراح،وعند محاكم التفتيش، ودم آخر في ظل في أكياس البلاستيك منتظرا التأشيرة المباركية عند مطار العريش.


أيها العرب :عودوا الى وصية ماو تسي تونغ، وتوحدوا، وأغرقوا قصور حكامكم بالبصاق، ستغرق بها إسرائيل، وهذا الغرب الذي لازال يشكل اللجان للتحقيق في مصداقية جرائم النازيين الجدد، لازال يحقق بمطيافياته العنصرية ويرى في موتنا أيضا سببا لخطأ في فرز ألوان النيران الصديقة. ايها العرب إبصقوا... أبصقوا... وأنا ضامن لكم أن قوس قزح بالالوان الزاهية، نصرا قادما،كسيف أخضر، سيمتد فوق أعناق العرب محررا لهم من الذلة من الماء الى الماء.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م