قراءة في خطاب القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري في عيد جيش العراق والامة
ستراتيجية مرحلة الختام المباركة لثورة العراق التحررية الكبرى

﴿ الجزء الاول

 

 

شبكة المنصور

د. عبد الله الغني

الحـــدث: العيد الثامن والثمانون لجيش العراق الباسل
الحــديث: اعلان استراتيجية مرحلة الختام المباركة لثورة العراق التحررية الكبرى
المتحدث: المهيب الركن عزة ابراهيم الدوري القائد العام للقوات المسلحة المجاهدة والقائد الاعلى لقيادة الجهاد والتحرير.


ليس ثمة مناسبة وطنية عراقية أجدر من عيد جيش العراق الباسل بإلأعلان عن ستراتيجية القيادة العليا للجهاد والتحرير لمرحلة الختام المباركة لثورة العراق التحررية الكبرى التي نهضت بها فصائل الجهاد والمقاومة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية ( والتي كان جيشنا وما يزال رأس رمحها وعمودها الفقري) بدعم وتأييد واحتضان غير محدود من شعب العراق وفي مقدمته القوى السياسية والهيئات الشرعية والتشكيلات المهنية والعشائرية الرافضة والمناهضة للاحتلال وسلطته العميلة وعمليته السياسية المشبوهة . واذا كانت فصائل القيادة العليا للجهاد والتحرير التي تكون الغالبية العظمى من حركة المقاومة العراقية تفخر بأن هذا الجيش البطل يشكل بقادته وآمريه معظم اعضاء قيادتها العليا الموحدة وقياداتها الفرعية ، وبضباطه وخبرائه ومقاتليه قياداته الميدانية ووحداتها وتشكيلاتها والعملياتية وعمادها وهياكلها الاساسية وقاعدتها التقنية والعلمية القتالية ، فأن لضباط ومقاتلي جيشنا الباسل وجودا قتاليا وتقنيا فعالا، وقياديا في كل فصائل المقاومة العراقية البطلة الأخرى. وفضلا عن ذلك فان عشرات الالوف من مجاهدي المقاومة الشباب من غير منتسبي الجيش العراقي الباسل انما دخلوا الى ميدان المقاومة ميدان الرجولة والتحدي من بوابة جيش العراق الذي اشرف ضباطه ومقاتلوه في جميع الفصائل الجهادية على تدريب وتأهيل هؤلاء الشباب على فنون القتال وقيادتهم في ميادينه الشريفة ، بعد ان حرموا من هذا الشرف قبل الاحتلال بحكم عدم بلوغهم آنذاك سن الخدمة العسكرية الالزامية وبرامج التدريب الشعبي الواسع النطاق على السلاح وعلى تكتيكات حرب المدن الذي اطلقته القيادة الوطنية العراقية قبل الاحتلال في عموم البلاد.

 
ولا بد من التذكير هنا بأن جهاد أبناء جيش العراق في قيادات وتشكيلات فصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية البطلة كان وما يزال دفاعا عن العراق ليس بالتوصيف الضيق المشوه والمسخ الذي جاء به المحتل الاميركي الصهيوني الى العراق المحتل وفرضه عملاؤه ووكلاؤه الحاكمون في دستور حكومتهم وفي سياساتها وتصرفاتها وإجراءاتها، وانما بالتوصيف الذي اقترن بالعراق منذ ان حباه الله باحتضان اولى رسالات الهدى والايمان والتوحيد رسالة ابي الانبياء ابراهيم عليه السلام واولى الحضارات الانسانية المتمثلة بالحضارة السومرية وبأكبر عدد من الحضارات التأسيسية الكبرى مثل الحضارة البابلية والاكدية والاشورية وخاتمتها المسك الحضارة العربية الاسلامية الكبرى في العهد العباسي الرشيد ، والذي لصق بأسم العراق منذ ان بات جسر العرب والمسلمين ومعينهم ومصدر مددهم البشري والقتالي في كل الفتوحات الاسلامية في آسيا شرقا الى تخوم الهند وشمالا الى سمرقند وبلاد القفقاس ، حتى استحق ان يطلق عليه جمجمة العرب والمسلمين. وكما قال القائد المجاهد المهيب الركن عزة ابراهيم الدوري فأن تأسيس جيش العراق قبل 88 عاما كان بمثابة إعادة انطلاق لجيش الرسالة العربية الإسلامية الخالدة. وليس هذا محض شعار او قراءة في كتب التاريخ . فقد جسد جيش العراق الوطني الأبي هذا الاعتبار تجسيدا ماديا على مدى العقود الثمانية التي مرت عليه سواء داخل العراق أو خارجه. فكان في داخل العراق درع الحركة الوطنية والقومية في مقارعة الانحرافات ومحاربة الاستعمار البريطاني وطرده ، وفي مساعدتها على أحداث التغييرات الكبرى في السلطة السياسية لصالح بناء العراق المستقل القوي الملتزم بأداء رسالته العربية الإسلامية الخالدة والمزدهر والمتقدم والذي يضع خيره لكل ابنائه واشقائه.


وعلى الصعيد العربي كان جيشنا الباسل سيف العراق البتار في معارك الامة العربية في فلسطين في الاعوام 1948 و1967 و1973، و في سورية عام 1973 ،وفي الاردن 1967 . وشاركت اسراب من قوته الجوية في أول هجوم للقوات المصربة الباسلة في سيناء 1973 ، وشاركت هذه الاسراب في الدفاع عن عروبة ووحدة اراضي السودان واليمن. كما مد جيش العراق اشقاءه ثوار الجزائر بكميات كبيرة من السلاح. واسهمت اسلحته اسهاما حاسما في الدفاع عن موريتانيا بوجه الهجوم السنغالي. كما دافع عن عروبة اقطار الجزيرة والخليج العربي عندما تصدى ثمانية اعوام وبأنهار من الدماء وبطولات اسطورية للحملة الحربية الصفوية الفارسية المدعومة اميركيا واسرائيليا ودحرها بنصر مؤزر عام 1988.

 

وما تزال مقابر شهداء جيش العراق في جنين في فلسطين المحتلة وفي سورية وفي الاردن دليلا على الدور القومي الرسالي لجيش العراق الوطني. ليس غريبا بعد كل ما تقدم ان يكون هذا الجيش الهدف الاول لأضخم وأعتى وأشرس وأقذر حملة حربية استعمارية غربية على الامة العربية في التاريخ المعاصر، وهي الحملة الحربية الاميركية الصهيونية على العراق منذ عام 1990، التي سعت لتدمير هذا الجيش من خلال : أ. حرب مدمرة لمدة 42 يوما عام 1991 استخدمت فيها جيوش 27 دولة وامكانيات 33 دولة من ضمنها جميع الدول الغربية الكبرى اميركا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا واستراليا وحليفاتها من الدول الصناعية الكبرى مثل اليابان وغيرها ، واحدث واكثر الاسلحة والتقنيات الحربية فتكا، حيث استخدمت فيها 2000 طائرة قاذفة ومقاتلة واكثر من 3000 دبابة وربع مليون جندي مئات البواخر الحربية والوف المدافع والصواريخ والقيت فيها ما لايقل عن 88000 طن من المواد المتفجرة ما يعادل 7 قنابل نويية مماالقته اميركا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية. ب. اربعة اعتداءات جوية كبرى في الاعوام 1993 و 1996 و 1998 و2000 استخدمت فيها الاف الصواريخ الضخمة بعيدة المدى ومئات الطائرات القاذفة ت. اجراءات الحصار الشامل التي حرمت جيش العراق من تجديد اسلحته وادواته ومعداته والتعويض عن الكميات الضخمة من اسلحته ومعداته التي تعرضت للتدمير في حرب 1991 والاعتداءات الجوية الكبرى أو في الوف الغارات الجوية اليومية للطائرات الاميركية والبريطانية المعتدية طيلة 13 عاما ، فضلا عن انهاك الاحوال المعيشية لمقاتليه واسرهم ث. شن مئات الالوف من الغارات الجوية اليومية لمدة 13 عاما على مواقع الجيش العراقي ووحداته ومدفعيته وقواعده بهدف اضعافه وانهاكها ج. تجريد الجيش العراقي الباسل من اسلحته الستراتيجية وكشف اسراره ومواقعه ووحداته من خلال ما سمي بحملة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية حسب قرارات مجلس الامن التي صاغتها وفرضتها اميركا ، والتي نفذتها فرق التفتيش التي كانت تديرها المخابرات الاميركية وتدس فيها جواسيسها ومخبريها. وتتويجا لهذا المخطط الاميركي الصهيوني الاستعماري المعادي لجيش الرسالات جيش الامة جيش العراق، نفذت ادارة الشر الاميركية المتصهينة الفاشية الاستعمارية بعد احتلالها العراق عام 2003 الحلقة الأخيرة من مخططها فحلت الجيش وسرحت مئات الالوف من ابنائه وشردت اسرهم وشنت حملة اغتيال لقادته وآمريه وضباطه ، بمشاركة فعلية معلنة من الحكم الصفوي الفارسي عبر اجهزته الاستخبارية وعملائها المزدوجي الولاء للمخابرات الاميركية والبريطانية والاسرائيلية والذين اختارهم المحتل الاميركي لادارة سلطته الاحتلالية واجهزتها القمعية ولتنفيذ مخططه لتصفية جيش العراق الباسل.


ولكن الاعداء ارادوا شيئا ودبروا أمرا وأراد العلي القدير غير ما ارادوا ﴿ وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ، فانبعث هذا الجيش الباسل كما العنقاء في حركة جهادية هي الاقوى والاكثر تأثيرا في مجرى التاريخ الحديث وفي ظل ظروف حصار هي الاقسى التي تواجها اية حركة تحرير في التأريخ. فاطلق جيشنا بقيادة طليعته المؤمنة حركة المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية منذ اول يوم لاعلان الاحتلال ، فاحتضنت ابناء القوات المسلحة العراقية واشقائهم ممن تطوعوا في صفوف المقاومة ، وأخذت تلاحق قوات العدو الاميركي المحتل وعصابات عملائه الصفويين والعنصريين التي تفوق الجيش العراقي قوة وعددا وعدة ، وتستنزفها وتنزل بها الخسائر في البشر والمعدات والمعنويات. وباتت المقاومة العراقية تشن الاف العمليات القتالية النوعية التي اخذت تهز بمعدلات متصاعدة اركان الجيش الاميركي المحتل، الجيش الاقوى في العالم الذي أعانته وسندته في احتلاله العراق وفي قمعه شعبه والتصدي لمقاومته الوطنية جيوش بريطانيا واستراليا واسبانيا وايطاليا ومجموعة من جيوش الدول ذات الانظمة العميلة للغرب مثل اليابان وكوريا الجنوبية وبولندا ورومانيا وبلغاريا وجورجيا وغيرها من جيوش الانظمة العميلة في اوربا الشرقية واميركا اللاتينية والكويت. وفي وقت قصير ، تمكنت المقاومة العراقية البطلة التي يقود فصائلها ويتقدم مقاتليها ويملأ صفوفها ويخطط عملياتها ويطور اسلحتها جيش العراق الأبي من تقييد حركة جيش الاحتلال الاميركي والجيوش الحليفة والتابعة ومنعه من تنفيذ الحلقة الثانية من المخطط الاستعماري الاميركي أي الانطلاق من العراق لغزو دول عربية اخرى مثل سورية والسعودية ومصر وغيرها. وسرعان ما انعكس جهاد المقاومة وضرباتها القاصمة تصدعا خطيرا فى جبهة الخصم الداخلية ووبالا كبيرا على مكانته الخارجية. فأصبحت المقاومة العراقية تزلزل اركان ادارة بوش وهي اكثر القيادات الاستعمارية طغيانا وشرا وعجرفة وتهورا واستهتارا بكل القيم الانسانية والقوانين الدولية واكثرها امعانا في التزوير والكذب والتضليل والافتراء لتسويغ تعطشها الوحشي اللاآدمي لسفك دماء الشعوب واستعبادها وخصوصا دماء العرب والمسلمين، فعرت كذبها وتزويرها ووحشيتها واضعفتها وعزلتها داخليا ، وفضحت صورتها القميئة وحقيقتها المتوحشة وطغيانها كما اثبتت هشاشتها امام اصرار الشعوب على المقاومة واسقطت مكانتها وهيبتها دوليا ، وأخذت تجرىء الحكومات والقوى الرافضة والمناهضة في شتى انحاء العالم عليها.

 

ومضت المقاومة العراقية في مسارها المبارك هذا يتقدمها ويقودها ابناء جيش العراق الابي الى أن كلل العلي العزيز جهادها وتضحياتها وبطولاتها بأسقاط أدارة بوش- جيني وعصابتها الفاشية عصابة المحافظين الجدد سقوطا مدويا في الانتخابات الرئاسية الاميركية في بداية تشرين الثاني/نوفمبر 2008 وأحالتها الى مزابل التأريخ. وبسقوط هذه الادارة المجرمة دخلت المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية العراقية مرحلة الختام المباركة مرحلة تتويج تضحيات وصمود شعب العراق وجهاد وبطولات طليعته الباسلة المؤمنة من ابناء جيشه الباسل والألوف من أشقائهم المجاهدين العراقيين.

 

وهذا ما تناوله القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري القائد العام للقوات المسلحة المجاهدة والقائد الاعلى للجهاد والتحرير محورا اساسيا لخطابه المهم،

 

وما سنتناوله ان شاء الله في القسم الثاني من هذا المقال

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٢٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م