كلمة مجلس التحالف الوطني الديمقراطي حول الهجمة الصهيونية على غزة الابية

 

 

 

شبكة المنصور

د بلقيس ابراهيم الحضراني

الأخ الأستاذ جمال عيسى / ممثل حماس في اليمن
الأخوة الحاضرون جميعا
أيتها الأخوات...


إن الظرف الذي يعيشه قطاع غزة العزيز على نفوسنا جميعا ويتعرض أشقاؤنا فيه إلى مذبحة مروعة يرتكبها الكيان الصهيوني بعدوانه الهمجي الذي استهدف أهلنا في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص في ظل صمت عربي رسمي خانع وتواطؤ دولي واضح. إنه ظرف يصعب علينا رسم صوره بعدما شاهدناه من صور وما سمعناه من صرخات الأطفال والأمهات الذين استهدفتهم الصواريخ مجرمي الحرب من الكيان الصهيوني المدعوم ماديا ومعنويا من قبل البيت الأبيض الأمريكي وبعض حكومات أوروبا. ناهيك عن التواطؤ الذي يعرفه القاصي والداني من أبناء أمتنا,, وتواطؤ يتم من قبل بعض الأنظمة العربية التي جعلت من قطاع غزة ساحة لتصفية الحسابات مع بعض الاطراف الإقليمية من جهة، ومن جهة أخرى لاستجداء رضى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تضحيتها بفلسطين وبشعب فلسطين وتقديمها أبناء غزة الأبطال الذين يواجهون الكيان الصهيوني بصدور عارية وإرادة فولاذية تتحدى المستحيل جعلوا منها قرابين لأسيادهم الذين ينطبق عليهم ما انطبق على بني إسرائيل الذي قال الله فيهم "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون".


إن ما يدور في فلسطين اليوم لا تقبله الأمة ولا يرضى عنه المناضلون فيها بل يرفضون أن يكون شعب فلسطين وأن تكون غزة ساحة لتصفية الحسابات، فأبناء غزة هم أبناؤها وأخوتنا وأمهاتنا وإنهم أبناء هذه الأمة تقبل أن يكونوا طعما لتقاطع المصالح وتداخل الخنادق، بل لا نقبل بأن يتم اسقاط كافة الذرائع لهؤلاء الذين ينفذون مخططات الصهاينة ومخططات أمريكا بهدف تكرار مشروعهم المنفذ في العراق.


إننا من هنا نقول لهم كفى تجارة بالدم الفلسطيني والمصير العربي والمستقبل .. كفى مزايدة.. وكفى مغالطة فلا يجوز أن نقبل استغلال أي خلاف بين أبناء فلسطين مرتكزا لتصفية القضية الفلسطينية وتسليم فلسطين كل فلسطين للكيان الصهيوني لقمة سائغة تحت غطاء مصطلح محاربة الإرهاب.. نعم لا نقبل بهذه الحجج التي مرروا مخططهم ومؤامرتهم بالأمس في العراق المحتل اليوم ويريدون اليوم تمريرها في فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص.. إنها جريمة لا تقبل بها جماهير الأمة ولا قيمها وأخلاقها كما لا ترضى جماهير المسلمين في العالم الذين يتابعون بقلق ما يدور وما يرتكب من جرائم ضد أشقائنا في غزة وما يبيت لفلسطين وقدس الأقداس "القدس الشريف" من مؤامرة تستهدف اجتثاثه واستبداله بهيكلهم.. هيكل الصهاينة والمحافظين الجدد في أمريكا والذي يجاريهم في ذلك أولئك المتواطئون من الأنظمة التي تردد اسطوانتهم المشروخة مجاراة للمصطلح الأمريكي في وقت يبررون فيه "إرهاب الدولة الأمريكية" وإرهاب الكيان الصهيوني.


إنها مهزلة ندينها ونرفضها ونطالب جماهير الأمة أن تتصدى لها وأن تضع امكانياتها في خندق المقاومة لأنها الخيار الوحيد الذي يحمي الحياة والكرامة ويعيد الحق الشرعي والتاريخي والإنساني لشعب فلسطين الصامد المجاهد.
أيها الأخوة .. أيتها الأخوات.


إن الموقف المتواطئ والمتخاذل والمتردد لمعظم الأنظمة العربية يجعلنا نشفق على هذه الأنظمة لأنها إن دلت على شيء فإنما تدل على أنها لم تعد غير دمى تحركها كونداليزا رايتز وتلاعبها ليغني كما يلاعب الذئب الحمل.


وكأن هذه الأنظمة تعيش في كوكب غير كوكبنا غير عابئة بما يدور حولها بل متجاهلة حقيقة الوضع المأساوي المخيم على غزة وكأن الأشلاء المبعثرة والدماء المتناثرة على الجدران والشوارع، وكأن الأطفال الذين يقتلون بأسلحة الكيان الصهيوني لا يعنون لهم شيئا ما دام وأطفالهم ينامون في غرف نومهم الوثيرة تحيط بهم الألعاب وكل وسائل الرفاهية.
إنها مأساة تدمي لها القلوب وتهتز لها المشاعر.


ونحن في التحالف الوطني الديمقراطي في اليمن في الوقت الذي نطالب فيه الأنظمة العربية بموقف قومي وإسلامي جاد لمواجهة العجرفة الصهيونية والعبث الذي يقوم به الكيان الصهيوني ضد أشقائنا في فلسطين، وندين التقاعس الواضح والتهرب عن عقد قمة عربية طارئة والاكتفاء ببيانات الاستنكار والشجب وتحويل القضية الفلسطينية من قضية شعب وأمة تستهدف وتمتهن إلى قضية معونات إنسانية وجمعيات خيرية.. وهنا يكمن الخطر.


أيها الأخوة الحاضرون.. إننا في التحالف الوطني الديمقراطي في الوقت الذي نحمل معظم الأنظمة مسئولية تدهور الأوضاع في قطاع غزة وانتشار الانفلات في بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة لا يسعنا إلا أن نرفع صوتنا مثمنين تثمينا عاليا دعوة فخامة الأخ القائد علي عبد الله صالح للإسراع في عقد قمة عربية طارئة للخروج بموقف عربي موحد إزاء تلك المجازر المروعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة، وإيقاف ما يتعرض له أشقائنا في فلسطين بشكل عام وفي غزة بشكل خاص من عدوان بربري حاقد عنصري ومن حصار ظالم وإبادة جماعية ترفضها الشعوب المتحضرة والقوانين والأعراف الدولية كما يدينها ميثاق الأمم المتحدة قبل أن تصبح أداة مسخرة بيد أمريكا الصهيونية وحلفائها وعملائها.


إننا نطالب الأنظمة العربية كافة الإسراع بكسر الحصار على غزة والضغط على أمريكا لإيقاف العدوان الصهيوني ووضع خطوات عملية لإيصال الدعم المادي العاجل لمواجهة متطلبات إعادة الحياة لأشقائنا في غزة، وإعادة بناء ما دمره الصهاينة والضغط على الكيان الصهيوني بوقف الحرب والعدوان الإجرامي الغادر عدوان يوم السبت الأسود وإجباره على تعويض المتضررين ماديا ومعنويا جراء المذابح والتدمير للمزارع والبيوت والمؤسسات التي استهدفوها في حربهم الإجرامية.


كما نطالب الجامعة العربية والأنظمة العربية المبادرة بسحب المبادرة العربية التي أصبحت مظلة من خلال مفاوضات التسوية المهينة، منطلقا لطمس هوية فلسطين وشرعية وجود شعب فلسطين وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وإسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من قسون الشتات بل أصبحت هذه المبادرة مرتكزا ومدخلا استفاد منه ويستفيد الكيان الصهيوني لشن حملاته العدوانية وممارسة سياسة الضغط والإرهاب والتخويف والتوسع في اجتثاث القرى والبلدات الفلسطينية، ومطالبة الفلسطينيين علنا بالخروج من فلسطين كما فعلت ليفني قبل أسبوع حين أعلنت بصفاقة ودون أن تجد نظاما عربيا يتصدى لطروحاتها المتعجرفة والعنصرية التي تطالب أبناء فلسطين بالهجرة من وطنهم. مما يذكرنا بالمشروع الصهيوني الذي كانت تخطط له جولداماير وبن جوريون ومجرم الحرب شارون وغيرهم من مجرمي الحرب الصهاينة الذين حمتهم وتحميهم الولايات المتحدة الأمريكية وتستقبلهم من لا يزال يعيش منهم بعض الأنظمة العربية بالأحضان مع الأسف الشديد.


إننا أيها الاخوة ونحن نطالب الأنظمة العربية والقمة العربية في حال انعقادها الخروج بقرارات ترقى إلى مستوى الفعل التاريخي الجماعي، فإننا في نفس الوقت نطالب أشقاءنا من الفصائل الفلسطينية وعلى وجه الخصوص الأخوة في فتح وحماس عقد لقاء فوري للخروج بإستراتيجية موحدة لمواجهة عنجهية وصلف العدو الصهيوني الغاشم وردعه، وإيقافه من التمادي في تمزيقه لوحدة الصف الوطني وإضعاف الموقف الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهو ما سبق وأن حذر منه فخامة الأخ المناضل علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية قائد مسيرتنا وباني نهضة يمننا الجديد، عندما حذر من تداعيات الانقسام الفلسطيني، وكانت مبادرته التاريخية في الدعوة إلى الحوار بين الأشقاء، استشعارا منه بروح المسئولية التاريخية تجاه قضية فلسطين بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام، حين رأى "إعلان صنعاء" عام 2008م. إننا على ثقة بأن مناضلي فلسطين بمختلف أنواع الطيف السياسي يدركون بوعي أهمية وحدتهم واصطفافهم في خندق المواجهة التاريخية لحماية الإنسان والأرض دفاعا عن الحاضر والمستقبل، كما يدركون بوعي تاريخي ايضا المصلحة الوطنية العليا لشعب فلسطين التي هي فوق كل مصلحة ويدركون أن بوحدتهم تشتد أذرع المقاومة وتحمي انتصارهم، وتنتقم للأطفال والنساء والشيوخ الذين يتعرضون للمذابح والمجازر الوحشية وللرعب والترويع يوميا في قطاع غزة.


نتمنى أن يتجاوزوا الخلافات وأن يحتكموا إلى الحوار السلمي الديمقراطي داخل الساحة الفلسطينية. فالأمة تنظر إليهم كطليعة متقدمة في المواجهة ومحاصرة الكيان الصهيوني الطامع الطامح.


من الله نسأل التوفيق. وما النصر إلا من عند الله.
النصر للمقاومة في فلسطين والعراق وجنوب لبنان.
عاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

د بلقيس ابراهيم الحضراني
كلمة مجلس التحالف الوطني الديمقراطي
صنعاء في ٣١ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م