أم المعارك ودروس لنصرنا الحتمي القادم

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام / مقاتل ومقاوم عراقي

17 كانون ثاني 2009

 

في واحدة من صفحات المنازلة التأريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية ونهج صقورها العدواني الحاقد على العراق والأمة والبعث وقيادته..نستذكر اليوم قتال العراقيين الملحمي والبطولي  في 17 كانون الثاني عام 1991 ..عندما تصدى شعب العراق وجيشه وحزبه العظيم حزب البعث العربي الإشتراكي وبشكل إسطوري لثماني وعشرين جيشا تقف خلفها ثلاثة وثلاثين دولة بإمكاناتها ومواردها وسياسييها وإعلامها ومصالحها وعلاقاتها..

 

وكان بين هذه الدول والجيوش دول عربية شقيقة فتحت كل المعابر والحدود والعوائق أمام جيش الولايات المتحدة وبريطانيا والجيوش الأخرى لتنقض على تربة وسماء وماء العراق وشعبه مستخدمة أعقد حلقات التكنولوجيا والعلم وما توصلت إليه ترسانتهم العسكرية من صواريخ عابرة للقارات وطائرات إستراتيجية وقاذفة ومقاتلة وبدون طيار وسفن وحاملات طائرات وبوارج ومدمرات وغواصات وفي هجمة وقصف عشوائي لم يسلم منه الطفل والمرأة والرجل المسن والشجر والمستشفيات والجامعات والمصانع والمعامل والدور والمجمعات السكنية والأسواق والجسور والشواهد المعمارية والأثرية والخدمات وشبكات الماء ومحطات توليد الكهرباء ومحطات ضخ المجاري ومحطات الوقود والمصافي والمستودعات والوزارات ودور العبادة من جوامع وكنائس ..ولم يسلم من قصفهم الهمجي حتى رعاة المواشي والبدو الرحّل واآبار الماء في الصحراء!..

 

وتحركت مع هذا العدوان الغادر والهمجي أفاعي وثعالب الخيانة والغدر التي تسللت من إيران مناصرة ومؤيدة ومساعدة لهذا العدوان ومنفذة أجندتها المرسومة لها بالسرقة ونهب المال العام وإغتيال المناضلين والمقاتلين والمقاومين والموظفين والتمثيل بجثثهم وحرق ما تبقى من مؤسسات الدولة ونهب ممتلكاتها والإعتداء على حرمات الناس بحملة غوغائية تشبه صولات المغول وسكنة المغارات!..

 

فكان الشعب العراقي العظيم وقيادته البطلة ورجاله الأوفياء مثال للإخلاص والتضحية والمطاولة والتصدي للهجمة الأمريكية وسلاحها الفتاك بيد ومحاربة عناصر الخيانة والغدر بيد أخرى وهي تدافع عن كيانها وحضارتها وحاضرها ومستقبلها فكان لها النصر على هذه الهجمة وتطهير العراق منها..

 

لقد كانت هذه المنازلة العظيمة واحدة من ملاحم رجال البعث والعراق والقوات المسلحة وشباب الأمة المؤمن بحتمية النصر على العدوان وإذا كانت دروس أم المعارك لم تحن للبحث والتمعن والتبصر ولم يتاح للزمن ان يدرس عبرها بدقة ويحلل كيفية أن ننتصر في تلك المنازلة غير المتكافئة وغير العادلة مع أعداء لم يتركوا وسيلة غير شريفة وسلاح محرم  إلا وإستخدموه بلا هوادة وبدون تردد لغرض كسر شوكة العراق وقيادته وشموخه ..إلا ان نصرنا في تلك المعركة ونهضتنا لبناء العراق في زمن قياسي بعد دحر العدوان ما هو الا برهان أكيد على حتمية إنتصارنا ونصر البعث والمقاومة والجيش وكل الوطنيين في صفحتنا المقاومة والمقاتلة اليوم في العراق المحتل .. على الرغم من كوننا نواجه اليوم هجمة أعنف وحقدا أكثر غلا وظلاما لنفس الأعداء الذين يستخدمون نفس الأساليب  ولكنها إزدادت خسة وتدني.. وتطورا في الأسلحة والمعدات الأكثر فتكا وتدميرا..

 

ونحن نرى بوضوح في صفحتنا المقاتلة والمقاومة الحالية علامات نصرنا الكبير ..فقد رحل المجرم بوش الذي أراد أن يجعل من إحتلاله للعراق وتدميره (وساما لنصر تأريخي تتغنى به الأجيال الأمريكية !) فإذا بها هزيمة أطاحت به وبحزبه وبتخطيط دام 35 عام من التجسس والخداع والكذب على الأمة الأمريكية وإتهام العراق وقيادته بإتهامات إعترفت كل أجهزتهم المخابراتية والأمنية والسياسية ببطلانها وكذبها ..

 

لقد حولنا المجرم بوش الى رئيس فاشل وكاذب وأحمق ..غامر بسمعة ومكانة الولايات المتحدة الأمريكية بحماقة تأريخية ستبقى الأجيال الأمريكية والأوربية تتندر بها ..وقد إنتصرنا بذلك..

 

وجعلنا من أعظم إقتصاد في العالم ينهار ويعقبه إقتصاديات لطالما كانت تتشدق بالقوة والمتانة والرصانة ..وقد إنتصرنا بذلك..

 

ومنعنا المجرم بوش وآلته العسكرية وسياسته من التندر بالقدرة على تغيير أي نظام يرونه يعارض سياستهم ..وقد إنتصرنا بذلك ..

 

ولقد برهن العراقيون وحزبهم العظيم ومقاومتهم الباسلة أنهم على حق وإن العدوان والإحتلال وما نتج عنه على باطل ..وإنتصرنا بذلك..

 

ولقد هزمنا نظرية القطب الواحد ونحن أصحاب الفضل بتعاظم دور الآخرين على حساب تراجع الدور الأمريكي وتزايد حدة الرفض للسياسة الأمريكية والخروج من تبعيتها.. وإنتصرنا بذلك..

 

وفضحنا المتاجرين بالدين وكشفنا إرتباط منهجهم بإيران وحذرنا وصدق تحذيرنا من أن لا مشروع ينقذ العراق غير مشروعنا..وإنتصرنا بذلك..

 

وكان لنا الفخر بتزايد عدد المواجهين للسياسة الأمريكية ومن يقول (لا) لهم..وإنتصرنا بذلك..

 

ولقد أرادوا كما كتب ريتشارد بيرل منذ عشرات السنين أن يجعلوا ثمن الحصول على (السلام الإسرائيلي ) بالدم العربي.. وبقوتهم وعدوانهم وتدميرهم ليغيروا نهج المقاومة العربية ورفضها لهم ليصبح شعارهم (القوة من اجل السلام ) بدلا من المفاوضات من اجل السلام ..وقد نجحوا بتحويل شعار الأمة الخالد بان تحرير افلسطين يمر عبر الوحدة العربية ونضالنا برفع السلاح المقاوم من اجل تحرير فلسطين الى مفاوضات معهم ليصلوا بعد ذلك الى إستخدام القوة من أجل تدميرنا وتجزئتنا وتحقيق التفوق والتسلط والسيطرة على الأمة ..

 

وقال بيرل منذ عام 1991 كما نذكر :

 

(إن تحقيق نظرية الأمن الإسرائيلي بالقوة يمر عبر الإطاحة بصدام حسين )!..

 

وهذا ما تنفذه إسرائيل اليوم  بهجومها الهمجي على الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة..

 

ولم يخطر ببال بيرل والمحافظين الجدد أن المقاومة العراقية ستكون بهذه القوة والزخم وإن ردة فعلها ستكون بهذه القدرة وكيف أنها كانت جاهزة ومتهياة منذ سنوات حيث ظهرت في يوم العدوان على العراق في 20 آذار 2003 وإزدادت قوة وقدرة وفعالية وبناء..

 

ولقد فشلوا بذلك وسيفشل مخططهم في فلسطين وقد وصل الإسرائيليون اليوم الى نفس مستنقع العراق الذي اوصلت المقاومة العراقية الأمريكيين إليه!.. فكان نصرنا في العراق دافعا ومثالا لنصر المقاومة الفلسطينية في غزة.. وكان نصرا لنا وللمقاومة الفلسطينية..

 

المجد كل المجد والخلود لشهيد الأمة والوطن والشعب والبعث الشهيد الخالد صدام حسين ..

 

المجد والخلود لشهداء العراق وفلسطين والأمة..

 

تحية للبندقية والصاروخ والكلمة المقاومة ..

 

ولقد برهنت المقاومة العراقية ..

 

وبرهن البعث العظيم ..

 

وجيش العراق الباسل بكل صنوفه ..

 

وكل مقاتلي العراق ..

 

بأن نضالنا وصمودنا ونصرنا في العراق وفي فلسطين ..

 

يفيض من نبع واحد..

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ٢٠ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م