البرلمان العراقي يفتقد المشهداني

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

ترك المشهداني كرسي رئآسة البرلمان , مودعا مطرقته المشهورة وداع  الارملة الثكلى لوحيدها , ولم يكن يدر بخلده ان هذا البرطمان العتيد لاقيمة له دون يد المشهداني ,والذي مثل في رئآسته لهذا المجلس نموذجا خاصا  للرئآسات البرلمانية , وتجربة فريدة قادها هو شخصيا , وكان في الواقع حديث العالم في ادراته لتلك الجلسات , هذه الجلسات والتي اعترف انا شخصيا انها تحتاج الى معجزات كي تدار بسبب هذا المزيج من الاعضاء والذين جمعهم الاحتلال ولمهم من هنا وهناك ومن كل واد عصا, وهذا المزيج البشري والذي لايربطه رابط ولايجمعه جامع , ولايديره مدير , وليس له مرجع , وهم في غالبيتهم ليس لهم هدف الا الاستفراد بثروات العراق وتقاسمه مع المحتل دون ضمير او رادع ويستثنى منهم افراد قلة شاءت اقدار المولى ان تضعهم بين هذه المجموعات من حثالات العراق وسفهائه ليكونوا شهود مرحلة بائسة , وغادر المشهداني هذا البرطمان ولسان حاله يقول:

سيذكرني برلماني اذا جد جده   وفي الجلسة الظلماء يفتقد البدر

ولقد تحققت نبوءة المشهداني بفشل اي ادارة لهذا المجلس والذي فقد عبقرية  كبيرة مزجت بين الرجل المثقف الطبيب, المقاوم, والرجل المسالم , والمايسترو الذي عرف عنه تمسكه بتراث الرافدين الموسيقي , محولا مطرقة الرئيس الى اداة موسيقية  عجز من جلس بالمجاز مكانه عن  الامساك بها , وهي المطرقة  التي عزف عليها  احلى الالحان وشدا معها اعذب السباب ,   حيث انتهى به الحال وبسبب الضغط الشديد عليه ان ينصرف في اخريات ايامه الى عزف الرصد فقط تاركا الحجاز والرست وغيره  , وذلك بسبب طول الجلسات وخوفه من تآمر القوم عليه وهو شيء طبع وجبل عليه اعضاء المجلس الموقر ولايحسن غيره , ولهذا فقد عرف ان اخر جلساته طويلة ولهذا فقد تبع قول  علماء الشرع في بحار التخت المكوسيقي الشرقي :

اذا طال ليلك فارصد

وانتهى به الرصد الى التغني ب اخي جاوز الظالمون المدى ,  والتي غناها  بعد ان اجبر على مغادرة المجلس بسبب خيانة الاصدقاء قبل الاعداء وعلى راسهم اتباع الحزب الاسلامي والذي اعجب بالبراغماتية , ولهذا فان رئيسه احسن الرقص على كل الالحان , ولهذا  فقد ترك الدكتور المشهداني اخوانه الاعداء مودعا بخطاب حزين مؤلم باك لم ينقصه الا الدموع وشوية لطم.

وبما ان عباقرة البرلمان العراقي لايعرفون ايجاد الحلول وانما هم يخلقون الازمات ومن ثم يبحثون ويتصارعون ويتجادلون في ايجاد الحل,  ولهذا وبما ان الازمة كانت مستعصية عليهم فقد عجزت عقولهم البعوضية عن ترك المشهداني في موقعه  الى ان يتفق الاعضاء على  رئيس جديد لهذا البرلمان وككل الامم , وبهذا ينصرف البرلمان الى مشاكل العراق الضرورية والتي عجزت الحكومات المتعاقبة عن ايجاد  حلول لها , والتي برزت وطفت على السطح عقب الانتخابات الاخيرة , والتي ابرزت الوجه القبيح جدا للحكم الطائفي والملطخ بثوب الدين والذي جر البلاد الى  مهاوي الفساد , والتاخر والانحطاط , هذا التاخر الذي من اهم اسبابه هذه الزبالة الحاكمة والتي  حاولت ان تغير من خشن الجلد الى  ناعمه في التعامل مع الناخبين , والذين لاحول لهم ولاطول  الا الاستسلام لهذه الاوخام الحاكمة  والذين لايخجلوا ابدا من وصفهم انهم في اسفل السلم في الفساد العالمي , بل والانكى من ذلك ان هناك ممن لايخجل من هذه النتائج القبيحة والتي ترتدي ثوب الدين , فيهب مدافعا عن هؤلاء الشياطين ولا يخل بريدي الالكتروني يوميا من بعض الرسائل التي لايخجل اصحابها من ارسالها للدفاع عن بضاعة تالفة  فاسدة من هؤلاء المنتفعين من الاحتلال , وكأن هؤلاء المحامون الجدد وظفوا مجانا للدفاع عن زمرة من اللصوص اعترفو بانفسهم انهم لصوص وقتلة ماجورين وخونة وعملاء واحذية احتلال وفاسدون , وذلك في اعترافات علنية وعلى الفضائيات , واعترافهم بضرورة الاصلاح السياسي  والمالي والانساني هو اعتراف  بفشل مرحلة طالت لسنوات هم سادتها وهم  الوحيدون المسؤولون عنها , فما هي المشكلة في شراء محول كهربائي  ذو استطاعة عالية  وشحنه الى العراق وهل هذا يحتاج الى انجاز علمي كبير وسنوات طويلة , اذا كان المال موجودا والمحركات تملأ الكرة الارضية , والسفن والطائرات تنتظر اشارة من هنا وهناك , والبترول العراقي والفيول متوفر في ارض الخير , وكذلك الماء النظيفة, وهل يجوز لاصحاب البيوتات الحزبية الاسلامية ان تروي عطش اهل العراق وابناء الرافدين من مياه هي للمجارير اقرب وللنجاسة اشمل وعن الطهارة ابعد , وهل يحتاج الساسة المؤمنون تذكيرهم بواجب  الدعم المادي للعاطلين عن العمل  واتباع النهج الاسلامي او الاوروبي او المجوسي بمساعدة العاطلين عن العمل , وهل يحتاج اصحاب السبحات الاسلامية والتي لاتفتر اصابعهم ابد عن اللعب بحبات المسابح  والذين يؤمنون ان عمل الخير لاينقطع حتى ولو كان المؤمن ساجدا  , هل يحتاجون الى من يذكرهم بمأسي الام العراقية والتي من حقها وككل نساء الارض ان تسعد بالعيش الهني والمريح في بلد لاينقصه المال ولا الثروات , وهل يحتاج هؤلاء  الاتقياء جدا تذكيرهم  بأهمية العمل الصالح وان عباداتهم ليست للناس وانما هي  بينهم وبين ربهم , وان مايميز الساسة المثاليون هو التعامل وحديث رسول النور في هذا واضح وضوح الشمس حين يقول انما الدين المعاملة , فاذا كان دين الانسان يقاس بالمعاملة  وفقا لصاحب رسالة النور العصماء, فبالله عليكم صنفوا لنا انفسكم  يااصحاب السيوف والقامات والشعارات , حين تتركوا الناس بلا ماء ولا كهرباء ولاطعام , وتجبروا القاصرات من الفتيات على الزنا بسبب الحاجة والتي انتم سببها , بالله عليكم هل هذا ينسب لمن في داخله ذرة من الايمان ,كان عليكم ياساسة العراق الجدد الافاضل ان تنشروا انجازاتكم وبلا كذب وان تقولوا ان انجازاتنا هي 4.5 مليون مشرد ومليوني ارملة, وخمسة ملايين يتيم , ومليون قتيل فانتخبونا , وهذا وفقا لاحدى الصحف الامريكية والتي نشرت انجازاتكم وتحت عنوان: دماء ضائعة.. وتجاهل مقصود.. وجريمة حرب امريكية

Invisible Blood: Willful Blindness and American War Crime,(Chris Floyd), uruknet.info, Feb 3, 2009.

وعندما بعض كبار المراجع يزكونكم ويدافعون عنكم  بالله عليكم اليس الشيطان اكثر تدينا منهم وافضل واطهر واشرف منهم  ,  ولهذا فنصيحتي لكم ياساسة العراق  اتركوا العراق لأهله فهذا الشعب الطيب الكريم لايستحق ان يظلم بامثالكم وانتم ايها المراجع العظام ادام الله ذيلكم وظلكم الشريف وامركم الطريف في هذا الزمان المخيف , غادروا العراق برائحة طيبة فقد افدتم العراق كثيرا باسلامكم بارك الله فيكم وباصلكم الطيب والذي لاتعرفونه واذهبوا كي تكملوا معروفكم في بلاد اخرى .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الإثنين / ١٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م