اوباما لايعرف غزة

 

 

شبكة المنصور

د.محمد رحال / السويد

من الغريب ان يصنف القضاء العالمي وفي كل قوانين  السماء والارض ان من يشارك في ادوات الجريمة يعد مجرما والسيد الجديد في البيت الاسود لايعرف ذلك  بالطبع , ومعروف ايضا ان قنابل الفوسفور الابيض والذي القي على الشعب الاعزل في غزة , والذي نقلته وسائل الاعلام العالمية المدهوشة بمنظره البديع بما فيها ولأول مرة العربية , هو من تصنيع امريكي , والاغرب ايضا ان الطائرات التي قذفته في سماء غزة هي ايضا من صنع معامل الشر الامريكية , والتي  سخرت نفسها للتفنن في اختراع ادوات الشر واكثرها فتكا وقتلا وتدميرا , والتي سخرت هذه الادوات للفتك بامتنا فقط شرقا وغربا معتبرة شعوبنا ورثة الهنود الحمر الاضعف عودا والادق رقبة , ومع ان السيد اوباما وهو خريج القانون , والذي سار حاملا قضية العدالة , عدالة  الملونين في امريكا الى نهايتها , والتي اوصلته الى اكبر حلم لعالم الملونين في امريكا وهو رئآسة الولايات المتحدة الامريكية , ولكن هذه العدالة  التي حملها اوباما بين يديه لم تتقدم حتى الان خطوة واحدة  باتجاه العدالة في الشرق الاوسط , بل وبدأها بسكوته التآمري المطبق وابتعاده متعمدا  عن لجم الوحشية الصهيونية وهو قادر لو اراد , والتي استعملت ادوات الاجرام الامريكية في حربها متعمدة ,

 

وهو وبسكوته على هذا الاجرام , وباعتباره الرئيس التنفيذي للولايات المتحدة الامريكية, والتي زودت دولة الشر الصهيوني بهذه الادوات فهو مسؤول مسؤولية مباشرة عن هذا الاجرام باعتباره شريكا في ادوات الجريمة وقادر على لجمها , واختبائه في بداية العدوان وراء الادعاء انه لم تبدأ ولايته بعد لايمنع ابدا انه مشترك ومشارك في هذه الجرائم , فالقانون الامريكي والذي اجاز له التدخل  في ابداء رايه في الازمة الاقتصادية  الخانقة , اجاز لكل اهل الارض ممن لديهم ادنى مشاعر الحس الانساني ان ينددوا بهذا الاجرام ضد  المدنيين والاطفال والنساء العزل من ابناء الشعب الفلسطيني , هذا الشعب الذي تمارس عليه دولة شذاذ الافاق الصهيوني سياسة الابادة الجماعية المتعمدة  ضد اهلنا من ابناء فلسطين الكبرى , والاكثر اجراما ان هذا الكيان المجرم والذي بنى دولة الاجرام على قتل اهل فلسطين وتهجيرهم , لم يكتف بذلك بل تابعهم الى ارض المخيمات  ليقتل بالنابالم والفوسفور والصواريخ من بقي ممن شردوا من داخل الخط الاخضر المزعوم , ولدى مراجعة الخريطة الديمغرافية لقطاع غزة والتي يبلغ عدد سكانها اليوم اكثر من مليون ونصف ساكن , فاننا نجد ان اكثر من مليون منهم  ليسوا اصلا من اهل القطاع وانما هم من اصحاب الارض التي يدعي الصهاينة انهم ملاكها , وان هؤلاء المشردون وسكنى المخيمات هم الذين يدعي الاعلام الصهيوني بوصفهم بالمعتدين على  اطفال الصهاينة المساكين , واكثر هؤلاء نذالة وحمقا هم اؤلئك السائرون في درب التطبيع والذين يدعون ان لاحق لهؤلاء  المشردون ساكني المخيمات من مجرد الحلم بالعودة الى ارضهم وبيوتهم التي يرمقون اضوائها تبرق متسللة من خلال عتمة وظلام الليل الصهيوني , وان يتناسوا اراضيهم وبياراتهم والتي يشموا عبقها مع كل هبة ريح  او موجة انسام ,

 

وان لاحق لهم بالمقاومة في ظل  حكومات هبطت على اراضينا بمظلات شياطين الاحتلال الاستعماري السابق واللاحق , وانضم الى تاريخ البيت الاسود الاجرامي الرئيس الجديد اوباما, والذي تجاهل تماما كل هذا الاجرام الصهيوني , تاركا القضية كلها بأيد خبيثة تقود هذه العربدة الصهيونية وتحميها وترعاها وتساعدها وتغطيها في المحافل العالمية الظالمة , وكانه لايرى قطاع غزة , ولايرى اهلها الذين دمرت بيوتهم بسلاح امريكي , ولم يسمع ابدأ بكاء اطفال غزة , ولا صرخات الالم الشديدة من جرحى اليورانيوم  والفوسفور الامريكي , وعيونه الحالمة لاترى الحصار الصهيوني المسنود من دولة الشر الامريكية والمدعوم من بعض انظمة الردة العربية المتصهينة, وقد خلا قلبه من الحس الانساني بجوع اكثر من مليون ونصف  تصفر امعائهم من طيب الطعام بسبب الة الحرب الصهيونية المهداة من دولة الشر الامريكية , فمتى ياسيد اوباما ترى عيونك غزة , ومتى ياسيد اوباما يستفيق احساسك بالجوعى من اهل غزة , ومتى ياسيد اوباما  تعيد سكان المخيمات في غزة الى بيوتهم التي شردوا منها من بئر السبع وحيفا ويافا وعكا , بدلا من اتهامهم بالعدوان على شعب جاء من وراء البحار على سفن امريكية ليسكنوا بيوتنا ويقتلوا شعبنا , والى متى ستظل السياسة الامريكيية تقود الضلال العالمي المشرعن ضد شعب اعزل لم يعتد على احد , رسالتي لك ياباراك اوباما ان  تفتح عينيك  وقلبك لتخرج نفسك وبلدك من قمقم الاجرام والضلال الامريكي , وسيكون العالم كله سعيدا لو تحولت طائرات الاجرام الامريكي والتي اعتادت عيون البشرية على رؤيتها تضرب الشعوب الضعيفة بكل اصناف اسلحة التدمير , سيكون العالم سعيدا لو انك حولت تلك الطائرات الى  حمائم تلقي على العالم باقات الورد فتغسل عن دولتك العظمى تاريخها الوسخ و صورة المارينز المتوحشة , والتي ترفع ظلما وقهرا   شعار الحرية والديمقراطية , ماتريده شعوب العالم منك يا اوباما ان تفتح كلتا عينيك , فالعالم بحاجة الى رجل ينشر النور والبناء  والسلام وليس الخراب والدمار والحروب , فاذا كنت رجل قانون ورجل ديمقراطية وسلام فامدد يد السلام البيضاء لهذا العالم فالعالم بامس الحاجة لتلك اليد  وتلك العين المنفتحة على مآسي الكون  , وان تعيد فلسطين المسروقة الى اهلها والعراق الى اهله واصحابه , ولاباس ان نهديك بعدها حكام الدول العربية تاخذهم  وتضعهم في محميات خاصة كنموذج سيء جدا لانماط متعددة من الارتكاس البشري, وكنماذج لآخر الديكتاتوريات القبيحة جدا في هذا العالم.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الإثنين / ١٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٩ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م