جزيرة العرب ردة لا ابوبكر لها

 

 

شبكة المنصور

د.محمد رحال / السويد

منذ عامين تقريبا كنت في ندوة استمع فيه الى  محاضر من قوات التحالف الغادر الذين تحالفوا على امتنا , واحتلوا العراق العظيم , واكثر مالفت انتباهي الى تلك الندوة هو الشكر من هذا المحاضر لدول الخليج العربي لما قدموه من مساندة واسناد خاصة في اجتياح العراق , بل وان المحاضر ذكر انه لولا الاسناد الخليجي  وخاصة الاسناد في الوقود ,لقضت قوات التحالف اسيرة لدى المقاومة العراقية خلال اسبوع واحد, وكم تألمت وانا استمع الى هذا النوع من التصريح القاسي والذي جائني كانه صفعة عنيفة لما في ذلك التصريح من ادانة شديدة لتلك الانظمة التي  يعشعش الخراب والفساد والخيانة في شقوق قدميها , وقارنت بين مانراه اليوم من اجتهادات  على السنة شيوخ  تستروا وراء دعوة التوحيد ووصل بهم النفاق لأهل العدوان والكفر ان  يخطئوا المتظاهرين من اجل فلسطين , وعده صرفا عن ذكر الله , ومقاطعة البضائع الصهيونية نوع من العبث الغير مجد , وكيف لا وقد تبين  ان تجار البضائع الصهيونية هم من عتاة الامراء وفساقهم , والذين هم على استعداد ان يبيعوا الكعبة من اجل المال , وتحت عنوان  التوحيد , ولم ادر ابدا ان عقيدة التوحيد تدعونا الى تزويد طائرات الاحتلال  بالوقود  من اجل مكافحة الفكر الضال , ولم اكن ادرك ابدا ان الامة كلها على ضلال لانها تتظاهر ضد العدو الغاصب  ماخلا افراد في الدولة السعودية المؤمنة , ويجري ذلك امام سكوت اهل الخليج وهم كالبط ساكتون وفي طريق الضلال سائرون , متمسكين بقشور الدين مع الادعاء انهم موحدي هذا الدين , وتحول دينهم لديهم من رفع راية لااله الا الله , الى استقبال اعداء الله على اراضيهم وشراء بضاعتهم وترويجها , واكل طعامهم, بل وفسقوا كل من قال عكس ذلك , وتحول الدين على ايديهم الى مجرد فتاوى تخضع لأمزجة الامراء المتسلطين على رقاب الامة بحد السيف وسلطة طبقة محدودة ومنتفعة من رجال الدين ارتضوا لانفسهم ان يكونوا اعوان الشياطين من هؤلاء الامراء, وتحول الدين على ايديهم الى مجرد لحية طويلة وثوب صيني ابيض قصير قيل لنا انه هو السنة , فمن لبسه فقد فاز ومن خلعه خلع الدين وكفر بفكر التوحيد , ولم يسلم من شرهم حتى بيت ام المؤمنين خديجة وكل مواقع سكن النبي الاعظم والتي طمت اوهدمت بدعوى ان لاتستخدم  في الشرك , ناسين انها بقيت ثلاثة عشر قرنا من السنين ولم يدع احد ماادعوه , وكأن الامة كلها في ضلالة وليس لنا الا هذه الثلة المتآمرة على الدين الحنيف شركاء الصهيونية في قتل الشعب الفلسطيني والعراقي والافغاني والصومالي , والشواهد لاتحتاج الى نظارات كي نراها فهي ظاهرة فاقعة لمن له نظر او بصر , والمصيبة ان احد الشيوخ اتصل بي لدى كتابة مقال سلفيون لاعلفيون , وهو يتالم من وقع المقال  قائلا انه لايوجد احد من شيوخ الحق في بلاد الجزيرة العربية يؤيد هذه الاعمال ولكنه الظلم الجائر الذي كم الافواه , والذي قال ان هناك من ادخل السجن وهتك عرضه في غياهب السجن , وهو امر معروف في سجون هذه الاسرة  اللعينة والتي تدعي  اقامتها لحدود الله , واقامة المساجد, وطبع القرآن ,وهذه المصاريف كلها هي اقل من واحد بالمائة من دخل المملكة وبهذا القليل يحكمون البلاد باسم الدين والموالاة , وهم اول من خرج عن الخلافة والولاية وتعاونوا مع اعداء الله , وهذا طبعهم , ولقد كشف التامر على اهل فلسطين في غزة  حجم العمالة  لصهيون وغيرها , ويشاركهم في ذلك الهمل من حكام الخليج الفسقة , والذين هم اكثر ضلالا وانصرافا وانغماسا في رجس الشيطان ,  ولهذا فان مقدسات الامة كلها قد وقعت في براثن هؤلاء او الصهيونية , وكلهم في العداء لامة النور سيان , وكم نحن اليوم بحاجة الى امثال ابو بكر الصديق ورجاله  ليعيد الحق الى نصابه, والعدل الى مكانه , والشيطان الى قيده , واننا وللاسف امة ضل طريقها وارتد حكامها ولا صديق لها.
 
 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م