حرب مابعد غزة , كانت حربا صارت حروب

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

توقف الاعتداء المجرم على شعب غزة والذي جاء تحت عنوان القضاء على حماس , وصواريخ حماس , هذا الاعتداء المجرم والذي سجل في تاريخ العالم صورا من الاجرام المنظم بحق الشعب الفلسطيني , هي الاقسى والاكثر اجراما ووحشية في تاريخ البشرية , شابهت والى حد بعيد تلك الصور التي خلفها الاحتلال في فلوجة العراق والتي قضى  اهلها صبرا , وحيل بيننا  وبينهم مع تآمر النظام العربي العميل , ومنعنا حتى من التأوه على من قضى منهم حرقا, او قتلا, او تحت الانقاض , وهذه الصورة المشابهة والتي قضت بتدمير قلعة الصمود العربي المسلم في العراق , والتي نقلت بكامل فصولها الى غزة كتجربة ناجحة للعدوان , والتي افشل الله قسما كبيرا من فصولها .


وتوقف العدوان على غزة اليوم اظهر مدى العداء العربي العربي , والذي تجاوز العداء العربي الصهيوني , والتهم المتبادلة بين الاطراف , اوضح ان هناك قسما لابأس به من هذه الاطراف  هي اكثر فتكا من الصهيونية نفسها , وانها مستعدة للتعاون مع الشيطان نفسه من اجل الحصول على امتيازات مابعد الحرب وعلى حساب عشرات الآلاف ممن شرد بعد هدم بيته وحرث كرمه , وقطع موارد عيشه ,وظهر امام وسائل الاعلام  ذليلا مكسورا في امة البلهاء , فقد مضى اسبوع تقريبا على  وقف الاعتداء والفصائل الفلسطينية تتنافخ الفخر بالنصر تاركة ورائها كما هائلا  من مآسي الشعب الذي استفرسه الخلاف  الفلسطيني  والذي لن يجد له طريقا للحل على مايبدو, امام فصائل متنوعة ,رفض غرور التيه الالتفات الى مصائب الشعب المسكين  والذي ينتظر قضاء الله في امره.


وكم كنت معجبا باداء المقاومة في تسيير المقاومة , والتي كنا مع عالمنا العربي والاسلامي  نبتهل الى الله ان يحفظها وينصرها , ولكن نبرة الاعجاب بهذا النصر دفعتني الى الاصرار لتذكير هءلاء بان مايفعلونه ليس هو سنة امام الهدى  ورسول النور والذي ترك لنا فخر التواضع لله امام انتصاراته الدائمة , وليس فخر التكابر وترك  اصحاب المصائب دون عون وتحت قارعة السماء , ويجب ان نذكر الجميع ان النصر من عند الله وليس من جيب فلان او فلان , هذا ان كان هناك نصر حقيقي , والمعركة لم تتضح فصولها بعد والذي شاهدناه هو هزيمة للجميع , في الوقت الذي ادعى فيه الجميع النصر , وهناك فارق كبير في العلوم العسكرية بين رد العدوان , وبين النصر في المعركة والتي تعني  كسر الجيش الاخر والتوغل في اراضيه وفرض معاهدات عليه , وما شاهدناه وترك اثره على ارض الواقع ان المقاومة نصرها الله استطاعت بما تملك, ان ترد قسما من العدوان الارضي , ولكنها لم تصل الى النصر , واذا كان النصر يعني فشل الطرف الصهيوني في القضاء على حماس عينا فليعذرني اخوتي في حماس ان هذا المفهوم لايطابق الشرع وانما يطابق نفس الفكر الذي خسر فيه العرب اراضيهم عقب عدوان 1967 والذي برر فيه العرب فشلهم بادعاء ان هدف الضهيونية من الحرب هو اسقاط الانظمة  , ونتمنى ان لايكون خطاب الاخوة في حماس هو صدى خطاب عرب 1967 , ولقد حاز الاخ اسماعيل هنية احترام الجميع ولهذا فمن المفروض على  كل الزعامات الاخرى  في حماس التنازل له عن زعامة هو اهل لها ,  وان يسارع الاخ ابو العبد الى تحمل مسؤولية اكبر وان يوازن بين مصلحة الحركة والمصلحة العليا للشعب الفلسطيني عامة, وان يكف الاخرون  عن الثرثرة في القنوات التلفزيونية , فالوضع المعاشي للتضامن العربي يمر باكثر فصوله درامية , والذي ينعكس سلبا على كافة الفصائل الفلسطينية , وحينما نرجوا من الاخ اسماعيل هنية اخذ زمام المبادرة , فهذا لاننا نحس نبض الشارع المسلم العام , ونحس بمدى القبول الخاص من الزعامات العربية له ,والتي نكرهها اكثر من كرهنا من اللباس الوسخ ولكن لابد من التعامل معهم كجزء من واقع موجود  .


ولقد كان خطاب الاخ ابو العبد والذي مثل صورة نمطية لتواضع المسلم اثر عميق  في عامة الشعب العربي والمسلم , كان من المفروض على الجميع الاقتداء بها , ونذكر هنا ان الصواريخ القسامية هي اداة من ادوات التحرير , ولكنها ليست كل الادوات , وان النصر يختلف عن رد العدوان , وهي رسالة مهمة  بجب ايصالها الى الاخ ابو العبد ومعها نصيحة اسماء الصديقة لابنها عبد الله بن الزبير .


ان  تحول المعارك من معركة بين المقاومة ودولة صهيون , الى معركة بين ابناء البلد الواحد هو هدف صهيوني  ارجوا من الاخ اسماعيل هنية السعي الفوري لايقافها  فهي حروب ان ابتدات فلن تقف , وهي حروب تدفع الاخ امام ظلم اخيه الى الارتماء في حضن العدو ,ويحمل الجميع اثمه  فاذا كنتم ظلمتم سابقا فليس من خلق المسلم ظلم اهله  .

 

تحرير فلسطين والعراق وطرد الحكام الخونة واجب شرعي فساهم فيه

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م