بمناسبة الاحتفالات بعيد الجيش العراقي البطل
(3)
أخبار عن استقبالات الشهيد رحمة الله عليه
لأبناءه واخوانه رجال الجيش العراقي العظيم
وعدد من كوادر وقيادات حزب البعث

 

 

شبكة المنصور

د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

الخبر الرابع ﴿27.01.2000 ﴾
 

قلد السيد الرئيس صدام حسين السادة ثوار تموز، والسيد عدي صدام حسين، رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية، وكوكبة من المجاهدين في قادسية صدام المجيدة، والمنازلة التاريخية ام المعارك الخالدة، وعددا من البناة المتميزين فى بناء مدينة الصدامية في الثرثار، انواط شجاعة واستحقاق عال، وشارة ام المعارك ووسام الرافدين.

 

وفى بداية حفل التقليد..... تلا السيد احمد حسين الخضير، رئيس ديوان الرئاسة، القرارات والمراسيم الجمهورية الخاصة بمنح المكرمين اوسمة وانواط وشارات العز والمجد...... وحيا السيد الرئيس السادة ثوار تموز والمجاهدين والبناة...... وهنأهم بتشرفهم بحمل اوسمة الشرف والوطنية الصادقة، وبارك فيهم روح الجهاد والبناء، دفاعا عن العراق وكرامته، واعلاء صرحه الحضاري، ليكون نموذج الامة الجديد في المعاني الجديدة.....

 

وقال سيادته فى حديث قيم: ان كل الذين حملوا السلاح دفاعا عن العراق العظيم ومعاني وشرف الامة العربية المجيدة ثوار من ثوار تموز، لانهم ابناء بررة لمعاني ثوار تموز...... وان كل الاماجد والماجدات الذين استمروا على اساس المعانى نفسها بما يجعل من العراق رمزا عظيما مشعا في الامة وفي رحابها ورحاب الانسانية في البناء وفي الدفاع عنه، هم على ملاك ثوار تموز في المعنى والقيمة والموقف......

 

وفي ما يلي نص حديث السيد الرئيس.......

 

حيا الله الثوار..... حيا الله المجاهدين..... وحيا الله البناة..... الموجودون في هذه القاعة هم ثوار تموز، وبعض المجاهدين في القادسية وام المعارك، وعدد من البناة المتميزين في بناء مدينة الصدامية على بحيرة الثرثار، والربط بينهم واضح..... فالثورة وروح الجهاد المستمر هما من اجل بناء الانسان كقائد للحياة والمجتمع طبقا لما كلفه الله به..... والجهاد دفاع عن البناء والحياة والقيم العليا......اذن...... الثورة هي الباب الاساس كمدخل لمستوى جديد في الاداء، بعد صيرورة الانسان على مستوى معين من المعاني لنبني العراق ونبنى الامة ان شاء الله...... لذلك، نرى في هذه القاعة ثوارا ومجاهدين وبناة..... وهذا مختصر لمعنى الثورة.....  ان الثورة لم تكن زعلا فى صيف تموز لاناس زعلوا على اهلهم فأرتحلوا من مكان الى اخر، وانما كانت تمردا على حال سلبي لم يكن يمثل الحالة الاصيلة ولا القدرة الاصيلة فى الشعب والامة من اجل صيرورة ارقى واعلى ومختلفة من حيث النوع اختلافا كليا، وهي طاقة جديدة يصار اليها بعد تحول الانسان تحولا عميقا، فيحصل البناء الرصين طبقا لمعانيه..... ولو كانت ثورتكم صفحة زعل فحسب على نظام ما، لانتهت في 17 او 30 تموز او بعد ذلك بحين.... ولكن كل من يبني باستذكار المعاني الكبيرة للثورة من البناة الاصلاء النجباء، والماجدات العراقيات النجيبات، هو ثائر، وان جاء بعد حين، لانه يحمل امانة استمرارية القدرة طبقا لمعانيها عندما يقاتل الغزاة وعندما يبني العراق....

 

اذن اصبح الان عدد الثوار في هذه القاعة، وممن انتقلوا الى جوار ربهم اكبر، فبدلا من سبعين وما يضاف اليه اصبحوا بالملايين...... بل امتد تأثيرهم الى خارج العراق، والى كل الوطن العربى والامة، واقصد تأثيرهم بالمعاني وليس بصيغة الفعل الموصوف في 17 و30 تموز...... بل صار لهم تأثير يذكر ويعتز به فى محيط ورحاب الانسانية.

 

وعلى اساس هذه الصورة، ينبغي ان يرى الرفاق الراية التي ارتفعت في 17 و30تموز، واستمرت حتى يومنا هذا..... وعلى هذا الاساس ينبغى ان يصعدوا..... لان خطوة البداية في 17 و30 تموز لاتكفي اذا ما بقوا عليها في الروحية والمعاني ولم يستذكروا كل ما قلناه، باختصار لان قوتهم وعزمهم / حيلهم/ ستهبط وستقصر همتهم وينفذ صبرهم، اما اذا استذكروا كل هذا، فانهم سيحافظون على توازنهم في الرؤية والتصرف، وفي الوقت نفسه سيكبر املهم وتتسع قدراتهم لواجباتها، بما يرتب الثائر على نفسه من التزامات وليست حالة مسطرة في كراس او في كتاب او في تعليمات.

 

الخبر الخامس

29.01.2000

 

التقى السيد الرئيس صدام حسين بعدد من اعضاء قيادات الشعب المتميزة في تنظيمات قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي....... وضجت القاعة التي جرى اللقاء فيها بالتصفيق والهتاف والاهازيج الشعبية ترحيبا بمقدم سيادته.....

 

وبعد ان حيا السيد الرئيس الحاضرين واستفسر عن احوال ابناء شعبنا الصامد، ومجاهدي الحزب طلب سيادته من الرفاق الحديث عن شؤون التنظيم والحياة الداخلية، مع التركيز على السلبيات، وطرح ما يرتأيه الرفاق لتصويب الامور، سواء داخل الحزب، او داخل الحياة الاجتماعية العامة.....

 

وتحدث بعض الرفاق عن عدد من التجارب التنظيمية فى احد فروعنا المجاهدة......فعلق السيد الرئيس بما يلي.......

 

عليكم ان تركزوا على النوع وان لا تضعوا العدد قياسا..... فالقياس الصحيح هو النوع وقياس المستوى... لان عدد المسلمين المجاهدين الذين واجهوا اعظم امبراطوريتين فى عصرهم وهما البيزنطية والفارسية لم يكن اكثر من عدد الفرس او الروم البيرنطيين، لقد كان عددهم قليلا، الا ان نوعهم كان متميزا، اذ ان كل واحد منهم انتمى الى الاسلام وامن به كان مستعدا لاستبدال حياته بالحياة الاخرى التي في الافق، والتي وعده القران الكريم بها فقاتلوا بهذا المستوى وانتصروا....

 

اذن، المستوى هو المهم، وليس العدد، مع تأكيدنا على ان الحزب لا بد ان يتجدد، وحرصنا على ان نضيف اعدادا اخرى، لان سنة الحياة تقضي بأن لا خلود لاحد، وكل جيل سينتهي عمره في نقطة ما، وعندها نجد انفسنا بلا بعثيين، اذن القصد ليس هذا، وانما ان يكون التوسع في الحزب متوازنا مع قدرتنا على تحويل العدد الاضافي الى نوع بمستوى القياسات البعثية الصحيحة، وعندما نجد انفسنا غير قادرين على ان نرتقي بالعدد الى النوع المطلوب، علينا ان نحجم عن زيادة العدد.... وان يكون هذا مبدأ بعثيا، وعلينا ان نتدارس ونتحاور لمعرفة وسائلنا وامكانياتنا وطاقاتنا في عملية تحويل العدد الاضافي الى بعثيين حقيقيين.....

 

كان العرب سابقا يعرفون كم يتحمل الرجل.... المعنى لذلك، عندما طلب احد القادة من الخليفة مددا بأربعة الاف فارس، أمده الخليفة بأربعة رجال فقط، وقد فهمها القائد..... فهل كان كل واحد من المسلمين انذاك يساوى الفا؟؟ ام هل كان اي واحد من المسلمين يساوي اي واحد من هؤلاء الاربعة؟؟ فلو كان الامر كذلك، لاختلف الموضوع، ولكن القائد طلب اربعة الاف، فأنتقى الخليفة اربعة رجال فقط من بين الاربعة الاف مقاتل احتياطي كانوا تحت تصرفه، وقال له ان هؤلاء يعادلون اربعة الاف.... لانه كان قد درس خاصية كل واحد منهم، وكان يعرف بالضبط نوع المعركة التي يخوضها جيشه في العراق في مواجهة الفرس....

 

واعود رفاقي واطلب منكم ان تركزوا على السلبيات، مع اعتزازي بتجاربكم وما تحققونه من نجاح، وانا فرح بكم جدا، فمجرد وجودكم كبعثيين رغم كل ما حصل، يملؤني اعتزازا وفرحا.....ان الرفاق في القيادة يتحدثون لي عن كل ما يجري، ويطرحون علي جانبا من السلبيات ويناقشونها معي، واناقشها معهم ايضا، ومع ذلك اريد ان اسمع منكم، فأنتم اقرب الى الارض، وتشمون رائحتها، وتشمون عرق المواطن اكثر مما يفعل اخرون.... اما الايجابي فهو معروف ومفروغ منه، فلو سأل اي عراقي عن حاله، لقال انا عراقي، ومستعد لان ابني وان اقاتل دفاعا عن العراق، وعن البناء، وهذه الكلمات القليلة لوحدها اعلان لا يستطيع احد ان يصل الى مستواه الا من هم بمستواه على صعيد العالم كله..... لان العالم كله يعرف ما يتعرض له شعب العراق..... لذا نحن نريد ان نسمع السلبيات اينما وجدت، لكى نكون دائما بمستوى اعلى ان شاء الله، وبرعاية الرب الرحيم....

 

ثم سأل سيادته الرفاق.... هل نظمتم ندوات مفتوحة، وهل يتحدث الناس فى الندوات المفتوحة، وهل يوجه نقد لكم؟؟؟؟ عليكم تعويد الناس على الحديث كما افعل عندما يأتيني مواطن ويقول لي مباشرة واحيانا بالكتابة، ان فلانا من اقاربك سيء، ويسيء اليك، لذلك لا نحبه، وان فلانا من وزرائك يتحدث بشكل متناقض لذا لا نفهم ماذا يقول، وان فلانا من رفاقك فيه كذا وكذا..... فإذا لم يتواصل المواطنون معكم في الندوات ويقولون ان هناك تقصيرا في فلان الذى يتصرف كذا مع الفلاحين، وفلان الاخر الذي يتصرف كيت مع غيرهم، فمعنى ذلك انكم مازلتم لا تفهمون ماذا فى قلوبهم.......

 

قرأنا فى تأريخنا ان احد المسلمين نهض امام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال له لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا...... هكذا كان الرجال، مع ان القران الكريم علم المؤمنين كيف يتعاملون مع الرسول عليه الصلاة والسلام، ومع ولي الامر، ولذلك علينا ان نذهب الى الشيء المولود ولادة صحيحة عن تلك الظواهر الصحية العظيمة في تأريخنا، وفي حياتنا، وان نعود انفسنا عليه، وربما يجفل المرء لأول مرة، ولكنه سيتقبل هذا الامر اذا عاد الى نفسه، وعرف انه بعثي، وعده موضوعا اساسيا لكي يهتدي الى الحقيقة، ومن الافضل ان اسمع الحقيقة من رفاقي والمواطنين بدل ان يستغلها العدو ضدنا ونحن لا نعرفها....

 

ان عملية النقد ليست سهلة، بحيث يتحملها كل واحد منا، لكننا نريد ان ننتخي لكى نتحمل، وليس من الهين على العراقي بالذات ان يتحمل النقد، اذ يأتي فى اخر قائمة من يتحملون النقد، وانا اعرف شخصيته..... لذلك يجب ان ننتخي لانفسنا، وللمباديء، حتى نتحمل النقد، وبالتالي نروض ونربي انفسنا على الشيء الصحيح، وعندما يرى المواطنون ان المفتاح الاساسي في هذا هو العلاقات الداخلية، وان هذه المفاهيم تسود فيها.... من الطبيعي ان يروا ان الحزب يفتح قلبه لهم..... وان المواطنين يفتحون قلوبهم للحزب ايضا، واذا رأى الناس ان علاقات الرفاق قائمة على المودة والاحترام وتبادل الرأي والرأي المقابل بغض النظر عن مستوى الرضا..... اي ليس على اساس الهوى لدى هذا او ذاك، فعند ذلك يتأثر المواطنون ويفتحون قلوبهم للحزب ويتبادلون الرأي معه..... وحينذاك نفاجأ بشيء، لان اكثر ما يفاجيء المرء هو الباطنية في صديقه او رفيقه، او في مواطن يعمل معه..... وعندما يقال لاحد ان هناك تناقضا ويعترف بأنه اخطأ، سوف لا ينبني شيء، اي لا يتكون خزين قابل للانفجار، وعلينا ان نتحاور، وبعد الحوار نلتئم على قرار، وعندما يحصل قرار بالاغلبية نتصرف بأتجاه واحد وكقيادة واحدة....

 

وبعد ان تحدث عدد اخر من الرفاق، قال السيد الرئيس:

 

فى الفترة الاخيرة، حاولت ان اقلب بعض القصص لكتاب عراقيين، فوجدت انهم اما ان يكتبوا عن الثورة والحرب بشكل مباشر، او ان يكتبوا قصة اجتماعية عامة.... ينبغي ان يشجع الحزب الكتاب ويدعمهم بأتجاه ان يتناولوا شؤون الشباب على هيئة قصص، وبأسلوب يخاطب الشباب من اعمار معينة، حسب فئاتهم العمرية..... كأن يقال لاحدهم..... نريد قصة عن المرحلة العمرية من 12 س 18 سنة، والاخر ان يكتب قصة للفئة العمرية من 8 س 12 سنة وهكذا..... ويكون ذلك ضمن امكانية كل محافظة..... والحزب قادر على تقديم الدعم لهم.... لان تأثير الادب اعلى من مستوى تأثير الفكر المباشر، وعليكم ان تهتموا بهذا الموضوع.... وقد طلبت اللقاء مع قسم من الروائيين والقصصيين، لكي اقول لهم هذا الكلام، واقول لهم ان اردتم تشجيعا فأنني سأبدأ معكم بكتابة رواية... مثلا..... لأعطيهم احساسا بقيمة الموضوع الذي اركز عليه في هذه المرحلة، لان صلة الادب او تناول الفكر من خلال الادب بأمثلة وشواهد ورموز مهم جدا....

 

وعندما طرح الرفيق فاضل محمد المشهداني بعض السلبيات بوضوح امام الرفيق القائد، شكره سيادته على طرحه المباشر والواضح..... ثم علق بالقول:

 

كل انسان بعثي عندما ينتمي قد لا يستطيع ان يجيب اجابة كافية وكاملة وشاملة وعميقة وبكل ابعادها وعمقها عن السبب الذى جعله ينتمي الى حزب البعث العربي الاشتراكي، ولكن بعد حين من خط البداية، لا بد ان يغني نفسه في دقة الاجابة عن هذا السبب، وعند ذاك تكون العشيرة الكبيرة والقبيلة الكبيرة والعائلة الكبيرة له هي حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي يقود المجتمع، ويكون العراق كله ايضا قبيلته وعشيرته الكبيرة وبيته الكبير وعائلته الكبيرة.... فإذا لم يكن هذا احساسه، تكون بعثيته منتقصة بقدر النقص الحاصل في احساسه او فهمه..... وعندما يكون منتقصا في فهمه او سلوكه، عليه ان يصحح، او يصحح له من قبل رفاقه لكي يستكمل في الاقل الحد الادنى الذي يؤهله كقائد في المجتمع بأسم حزب البعث، والا كيف لا يهتم شخص ما بقضية فلسطين ويمكن ان يهتم بقضية بغداد؟؟؟

 

فهل يهتم بقضية بغداد لانه في بغداد، ام لمعان ارقى من مجرد الاحساس البدائي دفاعا عن المكان الذى هو فيه؟؟؟ ان الانتماء عملية ارتقاء للانسان، والانتماء للبعث عملية ارتقاء للانسان تفكيرا وسلوكا واستعدادا للتضحية..... اذن موقفنا من العدوان ليس لاننا بغداديون، وان العدوان يستهدف بغداد، وانما قبل ذلك نحن عراقيون في المكان وفي الوقت نفسه نحن عرب، فى عمق الامة وفى رؤية الامة..... والبعث هو القائل ان لا تناقض بين الوطنية والقومية، بل ان من لم يكن قوميا طالما كان جزءا من الوطن العربي ومن امة ممزقة، فإن وطنيته ستكون قصيرة النفس، عندما يقتضي الحال مطاولة واستمرارية التضحية.... اذن لكي يكون وطنيا صادقا، لابد ان يكون قوميا صادقا، سواء كان في الجزائر ام في العراق ام في سوريا ام السعودية ام اليمن ام مصر، ام في اى مكان في الوطن العربي، وان لم يكن قوميا صادقا، لن يكون وطنيا صادقا، او في الاقل تكون وطنيته في ظل امة مجزأة معرضة للمساومة والضعف، والتشويه وفقدان القدرة على التأثير...

 

وعندما يقول انه عراقي وعربي فى انتمائه للامة، سواء كان كرديا ام عربي الدم والمنشأ، فطالما هو جزء من الامة فهو منها، واي شخص يكون جزءا من الامة فهو منها، واي شخص يكون جزءا من الامة ويشاكس تطلعاتها فهو غير اصيل فيها، وحتى العرب اهل الارياف في السابق، عندما يأتيهم ضيف وتحدث غارة عليهم فأن هذا الضيف يقاتل معهم، والا يكون عيبه كبيرا!!! فكيف اذا كان ابن الوطن وليس ضيفا؟؟ ان من يشاكس الامة ولا يكون ايجابيا مع تطلعاتها ووحدتها يكون وجوده الوطني مشكوكا فيه......

 

لقد اجبت هكذا عندما شاكسني احد فى النظرة الى قضية فلسطين، وقلت: انني اؤمن بأن فلسطين كبغداد، مع الخصوصيات التي تحملها كل من فلسطين وبغداد، ليس بسبب انتمائي القومي، وانما دفاعا عن وطنيتي الصادقة ايضا، لانني صادق في وطنيتي، ودفاعا عن محبتي لبغداد، لابد ان اكون محبا لفلسطين، ولانني جزء من امة مجزأة بخلاف ارادتها، حيث لم يعقد مؤتمر لعقلاء ومفكري الامة وابنائها النجباء، ليقرروا تجزئة الامة الواحدة الى اجزاء ومسميات بعضها معروف.... وانما الاستعمار هو الذى جزأها.... فهل كانت ارادة الاستعمار في اي وقت ومكان وعلى اية امة متطابقة دائما مع ارادة الامة وتعبر عن جوهرها؟؟؟ الجواب كلا.....

 

لا يمكن لاجنبي ان يعبر عن امة اخرى طبقا لتطلعات تلك الامة، وهذا قياس عام..... الان وقبل الفي سنة نجد الشىء نفسه فى علاقة الاجنبي بالامة العربية، او في علاقته مع الامة الفرنسية، او الالمانية.... اذن..... دفاعا عن الوطنية الصادقة للعراقي ان يكون دفاعه عن فلسطين حقيقيا، ودفاعا عن ايمانه بالله وكتبه ورسله، ان يكون جهاده من اجل فلسين صادقا..... ونحن صادقون في نظرتنا الى قضية فلسطين، ليس بسبب انتمائنا القومي فقط، وانما بسبب وطنيتنا الصادقة، نحن صادقون في نظرتنا وجهادنا وتوجهنا الى قضية فلسطين، وفي بعثيتنا...... كيف يمكن للبعثي ان يقول انه ليس له شأن بما يحدث في سوريا او مصر او السعودية او فلسطين؟؟؟ هذا شيء غير ممكن، ومثلما نعيب على من يقولون في السعودية ان امر العراق لايعنيهم، علينا ان نعيب على انفسنا عندما لانكون صميميين في نظرتنا الى اي حال صعب او سلبي يصيب اي جزء من الوطن العربي او الامة العربية، وامر طبيعي ان نسعى لنحوز شرف مواجهة الاجنبي عندما يحاول ان ينتهك ارض او قيمة او شرف عربي اينما يكون، ثم هل يمكن ان تفهم شخصا يقول انه بعثي ولكن ليس له دخل فى قضية فلسطين؟؟ فلماذا صار بعثيا اذن؟؟ ليكن شيوعيا او من القوميين العرب ان كان هناك من هو قومي على الشعارات العامة..... او ليكن من جماعة حزب الاستقلال سابقا..... او من اي جماعة تقدمية في نظرة عراقية صرفة مجردة من الامة.... لماذا اصبح بعثيا.؟؟

 

ان البعث كلمة تعني الفكرة التى تخدم الامة، وفارس الامة، وطليعتها وعقلها وضميرها، ومخبر تاريخها ومجمع الولادة الصحيحة لتاريخها، ونحن فى العراق نحمي العراق، وعندما تكون لدينا مسؤولية خارج العراق نقوم بها ايضا، كما نقوم بها تجاه العراق عواطف واستعدادا..... ونحن على استعداد لكي نقاتل دفاعا عن اي شبر من اي جزء من وطننا العربي، كما يقاتل الابناء البررة في المكان وبالحماس نفسه، ان لم اقل بهمة اعلى وبهمة العقائدي المؤمن المجرب..... اما ان يوجد هذا الاستعداد ولايستثمره الاخرون، فهذا شيء اخر.... واما ان لايسمح به الظرف، فهو امر اخر ايضا....

 

انكم يارفاقي بعد ان اتكلتم على الله لاتستطيع كل عناصر الشر ان تلويكم ابدا، لكن متى تلويكم..... هناك قانون عام يحاولون ان يطبقوه عليكم، خلاصته بسيطة جدا تقول: عندما ترى شعبا موحدا حاول تجزئته مع اخفاء نية التجزئة..... لذا تراهم يخفون النية السيئة ويعملون اولا على تحويل القانون العام الى الخصوصية التي تلهي عن السحب والدفع والجر باتجاه واحد، اي توقيت الزخم / زخم القدرة / في لحظة واحدة..... ولذلك نرى ان الشعب عندما يكون في اتجاه واحد يصير طاقة هائلة، وعندما يركز الزخم العام على مسائل وطنية اساسية ويتحول الى امور صغيرة وصغيرة وصغيرة، فانه ينسحب من زخمه، وبعد حين نرى ان الزخم الموجه الى قضية معينة اصبح باقل مايمكن، وعندها يهجم العدو، ويستطيع ان يهزم الشعب المعني لاسمح الله.....

 

واضاف السيد الرئيس تعليقا على حديث الرفيق نفسه:

 

سأغنيك بامثلة من التاريخ، واخرى من الحاضر، وهو كلام معطوف ايضا على الحديث الذي سبق قبل قليل....ان سبب حصول الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم هو احساس الناس بان شيوخ القبائل كانوا مازالوا يمثلون مسمياتهم في قبائلهم اكثر مما كانت تمثله لهم راية الاسلام.... لقد حصلت الردة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك اطراف العراق، عدا اجزاء بسيطة منها مكة والمدينة والطائف، ولكن لماذا لم تحصل ردة اخرى؟؟ الجواب، لان جيل الايمان قاتل وقدم تضحيات حقيقية عظيمة لكي يقمع الردة، ويبسط مباديء الاسلام، وكانوا قبل ذلك يقاتلون المشركين، اما هذه المرة فقد كانوا يقاتلون اناسا كانوا من بين صفوفهم.... فقاتل المؤمن الصادق حتى الموت شخصا ربما كان من ابناء عشيرته..... وبعد ذلك لم تحصل ردة لان الكل اخذوا يعتبرون الاسلام خيمتهم الكبيرة، وان كل خيمة اخرى يجب ان تكون ضمن الخيمة الكبيرة، وان اي تعارض يعني وجود خلل في الايمان.... وهذا مثل من التاريخ البعيد، ولنأخذ مثلا من التاريخ القريب، واسأل الرفاق من أهل البصرة، هل هناك ظاهرة سلبية مثل بعض الظواهر التى تظهر في اماكن اخرى؟؟؟؟

 

وبعدما اجاب عدد من الرفاق من تنظيمات البصرة بالنفي، قال سيادته:

 

سأجيبكم، مع ان ما قاله الرفاق صحيح، الا انني اريد ان اصل بكم الى الجوهر.... ففى البصرة قاتلوا تحت علم الحزب، ولم يقاتلوا تحت علم احد ما...... وكانت كل الاعلام الاخرى اصغر، وتساند وفي خدمة علم الحزب، ولو قاتل ابناء اية محافظة تحت علم الحزب لاصبحوا مثل اهل البصرة بالضبط.....

 

وقد قدمت مثلا من الردة، قلت فيه ان كل الذين ارتدوا بعد ان كانوا مسلمين اسلموا على يد الرسول عليه الصلاة والسلام وليس على يد ابو بكر او عمر او سيدنا علي رضي الله عنهم، بل اسلموا على يد الرسول وارتدوا بعد وفاته، لانهم لم يقاتلوا ويقدموا الدماء تحت علم الاسلام..... اذ لم يكن عدد الشهداء فى معركة الخندق سوى سبعة..... وفى البصرة قدموا دماءا دفاعا عن العراق والمبادىء العظيمة، تحت علم الحزب، لان الحزب هو الذى يقود، وكان فلان عضو قيادة الفرقة هو قائد المنطقة، وقائد كل الشيوخ باقتناع عميق، وقد رأيت ذلك بنفسي، اذ كانوا مقتنعين بانه الاجدر بالقيادة، ليس لان الحزب يريده ان يقود.... كلا.... وانما لانه الاجدر بالقيادة، وانه اخذها بالدم معهم وامامهم......

 

لقد قلت للرفاق فى القيادة منذ وقت مبكر، لاحاجة للقلق على البصرة، حتى من كل جيوش الحلفاء الثلاثين او الثلاث والثلاثين او الاربعين، وحتى لو قلنا لجيش العراق لن نحتاجك فى الوقت الحاضر للقيام بالمهمة لقاتل الشعب فى البصرة...... ولا بد ان اشيد بالرفاق الذين يقودون الحزب فى البصرة، ولكن التاريخ اعطاهم الفرصة وهم كانوا ايضا جديرين بملء الفرصة او انتزاعها انتزاعا...... وهكذا هم رفاقكم فى ميسان، وذي قار، ورفاقكم فى المثنى وواسط، وان اخذوا تدرجا معينا اقترابا من المعاني التي اشرنا اليها......

 

فحياكم الله ايها الرفيقات والرفاق...... وان لم يتحقق كل مايتمناه المرء دائما، ولكن المهم ان يسير بخطوات تجاه مايتمناه وان يستمر فى السير.....

 

تحياتي الى ابناء شعبكم ورفاقكم وعوائلكم..... وحماكم الله.....

 

حضر اللقاء السادة: سمير عبدالعزيز النجم، عضو قيادة قطر العراق، نائب امين سر المكتب العسكري للحزب، واحمد حسين الخضير، رئيس ديوان الرئاسة، وعدنان داود سلمان، مدير عام مكتب امانة سر القطر.

 

الخبر السادس 

01.02.2000

 

قال السيد الرئيس صدام حسين امين سر قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي، ان كل جوهر او كل علاقة تشكل جوهرا من المسيرة لا تأتي من تسمية مباشرة فحسب، وانما احيانا من سلسلة من التسميات،  واذا تركت العناوين الفرعية الصغيرة تتجمع من غير حل، ومن غير مداخلة، ومن غير تفاعل، فانها تشكل عاملا من العوامل التي يسجل اعتراض عليهما..... فلماذا ندع مجموعة الصغائر من الامور تنمو الى الحد الذي تشكل عاملا يسجل عليه الاعتراض؟ ولماذا لا نعالجها وهي صغيرة وجزئية وفرعية، بدل ان نجعلها تنمو لكى تصبح اساسية كمحصلة لتراكم اهمال الحل او اهمال التفاعل؟؟؟

 

ثم تساءل سيادته.... من هو المواطن؟؟ اجاب..... انه نحن وهو، فكلنا مواطنون، فالشخص في اعلى الهرم فى الحزب مواطن، والشخص في اعلى الهرم في الدولة مواطن، ويحمل عنوانه في الوقت نفسه، والمواطن الاعتيادي مواطن، ويحمل في الوقت نفسه جزءا من عنوان اعلى شخص في الدولة، واعلى شخص فى الحزب.....واذا سألت.... ما هو الجزء..... اقول..... انه المسؤولية المشتركة والجمعية عن المبادىء..... نحمي العراق.... ونصون الامة.... ونحافظ على العهد..... وهذه كلها عناوين تعني الجميع، ولاتعني عنوانا واحدا في الحزب.... ولا عنوانا واحدا في الدولة.... ولا عنوانا واحدا فى الجبهة الوطنية....اي الاحزاب المشاركة في المسيرة..... وانما تعني الجميع......

 

وقال سيادته فى حديثه الى السادة اعضاء قيادات الشعب المتميزة:

 

ان المقصود في علاقاتنا مع المواطنين عندما نسألهم عن افكارهم ليس استطلاعا شكليا او استبيانا علميا رقميا فحسب، وانما استطلاعا بمدلولات فكر اجتماعي، وبمدلولات انضاج المسؤولية المشتركة لعمل جمعي واحد يقوده الحزب، ان هذا هو المقصود، وليس المقصود ان نستطلع شكليا لنقول اننا استطلعنا رأي العراقيين، او رأي اهل جانب الرصافة في المكان الفلاني، اواهل الكرادة او اهل الكرخ، ليس هذا المقصود، وانما المقصود ان نتفاعل صميميا تحت عنوان المسؤولية المشتركة في قيادة المسيرة، وليس مثل بعض الغربيين الذين يعرضون مرشح الشركات ليصوت الشعب عليه، ثم يقولون ان الشعب صوت، في حين ان الشركات هي التى صوتت قبل الشعب، انهم يضعون الشعب للديكور، لان الرأي العام عندهم هو الشركات والاموال شركات.... والشيء الفلاني والفلاني شركات ايضا، اذن اين يجد الشعب حريته الحقيقية اذا كانت الامور كلها شركات؟؟؟

 

 

رحمة الله على روحك الطاهرة يا أسد العرب ويا فارس العروبة الاغر... وعلى أرواح اخوانك ورفاقك الشهداء.... والله اننا افتقدنا بك رجلا ندر مثله في هذا الزمان الفقير بالرجال... وعزاؤنا أن البلد الذي أنجبك أنجب اخوان لك مجاهدين مرابطين في ساحات الجهاد في أرض الرافدين الطاهرة.... وإخوان صامدين في عرين الشرف... يواجهون المحتل الصهيوصفوي مغولي بإرادة ثابتة وعزيمة لن تلين..

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ١٧ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٤ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م