في الذكرى الثانية لآستشهاده : صدام حسين لا يزال حاضرا في معركة العراق والأمة ضد الغزاة

 

 

 

شبكة المنصور

حسين أبو حسام – ارتيريا

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثانية لجريمة الحقد الصهيوني الشعوبي الفارسي الصهيوني بحق العراق والأمة العربية ومن بعدهم كل المسلمين والشرفاء في العالم .جريمة اغتيال سيد شهداء العصر الرئيس الفارس صدام حسين في 31/12/2006م طيب الله ثراه وأحسن اليه بقدر عطائه لأمته وشعبه ودينه. وقطعا ان صورة ذلك المشهد الرهيب لحادث الاغتيال الذي أعطى فيه القائد الشهيد درسا استثنائيا غير مسبوق للبشرية في الصبر والايمان والشجاعة ستبقى على مر الزمان والعصور –والحمد لله أنها موثقة – محفورة في ذاكرة أجيالنا على امتداد ارض العروبة وفي المقدمة بالطبع بلاد الرافدين نستلهم منها كل معاني التضحية والفداء والثبات.على المبادئ في سبيل العزة والكرامة وكل القيم النبيلة التي يفخر الانسان بالتمسك بها وقطعا ان أعداء الانسانية والأشرار في قم وطهران وواشنطن قد استهدفوا من تقديم القائد الشهيد الى مقصلة حقدهم الأسود تغييب رمز المقاومة التي زلزلت من تحتهم أرض العراق وأرادوا بذلك اسدال الستار على حقبة كاملة هي حقبة العراق الناهض الموحد الذي وقف سدا منيعا دائما أمام المشاريع الصهيونية-الفارسية الطامعة في ارض وخيرات العرب ، وقصدوا على هذا الأساس بقتله قتل الأمة بكاملها ممثلة في شخصه .


انني اجد أن خير ما أتوقف عنده في الذكرى الثانية لاستشهاد هذا الصنديد الذي ظلت هامته عالية طوال فترة قيادته للحزب والدولة وأثناء تقدمه نحو مقصلة الأعداء ان خير ما اتوقف عنده هو الحديث عن حضور وتأثير الشهيد في أحداث وتطورات المعركة المستمرة في العراق بعد غيابه .والتوقف على الأجابة على التساؤل –هل غير غيابه على مجريات ومعادلة الصراع القائم في العراق وهل اختل الميزان لصالح الغزاة وأذنابهم وهل تحققت أهدافهم التي أرادوها أصلا وهي السيطرة على العراق وتمهيد التمدد غربا نحو بقية أرض العرب؟


الواقع كان ظن الأعداء ان الطريق المسدود الذي وصل اليه مشروعهم في العراق سيفتح بغياب صدام حسين ورفاقه وأن التخلص منه بالطريقة والوقت الذي تمت فيه العملية سيؤدي الى انهيار معنويات المقاومة ويجعل امكانية صد العدوان من ضروب المستحيل .ولكن ماذا كانت النتيجة على الأرض ؟ لقد خيب الله ظنهم وتبددت أحلامهم وتكسرت على صمود المقاومة خططهم الخبيثة .وتأكد بما لايدع مجالا للشك أن (صدام) ومعه كل الرجال الأوفياء المؤمنين حقا الغيورين أبدا على وطنهم وأمتهم كان قد تحسب واحتاط لكل الاحتمالات بما فيها أسره واستشهاده ووضع بحضوره بين رفاقه حجر أساس ثابت وقوي لمقاومة شعبية طويلة الأمد واعية تماما لطبيعة الصراع غير المتكافئ مع العدو المجرم وشريكه الفارسي الحاقد تاريخيا على العروبة والاسلام .


ثم أختصه الله برحمته حيث لم يفارق المصحف الشريف يده وتمكن أثناء المحاكمات الصورية أن يكشف بكفاءة عالية زيف وأباطيل ما يحاك ضده ورفاقه من نية مبيتة وجاهزة اتخذت قراراتها سلفا في طهران وتل أبيب قبل واشنطن نفسها ، ثم تمكن من ارسال رسائل واضحة لكل المقاومة والشعب العراقي العظيم من أجل تصعيد حرب التحرير والالتفاف حول خيار المقاومة كسبيل وحيد لاستعادة الحرية وتطهير التراب من دنس الوكلاء والعملاءالذين عاثوا فيها فسادا واجراما .


وبالفعل خلال سنوات الاحتلال الماضية استطاعت المقاومة الوطنية التي شكلت فيما بعد في نطاق تطورها المتصاعد جبهة وطنية عريضة بقيادة رفيق درب الشهيد القائد عزت ابراهيم أعزه الله ونصره استطاعت أن تعمق مأزق الغزاة وحشرتهم خلف اسوار المنطقة الخضراء فاقدين اي نوع من أنواع الاستقرار وغارقين في دوامة أزماتهم الكثيرة فنجحت باعتراف المراقبين السياسيين ومراكز التحليل السياسي المهتمة بمتابعة تطورات هذه المعركة التاريخية أن تعطل المشروع الأمريكي الكبير على مستوى المنطقة وساهمت عالميا في تحجيم الدور الأمريكي وعجلت بظهور أزمته المالية والاقتصادية الحالية التي تعزى الى فشله في حربه ضد العراق وأفغانستان الذين شكلا محرق كبيرة لأموال ضخمة لا حصر لها .


كما أفشلت المقاومة مخطط الاحتلال داخل العراق بحيث لا يستطيع اي مكابر بعد مرور خمس سنوات أن يدعي أن الأمريكان قد نجحوا في بسط سيطرتهم العسكرية والسياسية والأمنية في العراق . كما أنه لا تفسير اطلاقا لاستمرار المعركة حتى الآن إلا الفشل الذريع وقد تصاعدت صدمتهم من هول الضربات التي تواجهم يوميا على يد المقاومة .


ومن هنا نستطيع أن نجزم أن مآلات الوضع القائم ستكون نصرا حاسما للمقاومة الممتدة في كل شارع وزاوية عراقية من الشمال الى الجنوب .


وقد أثبتت الأحداث الأخيرة –انعكاسات وتفاعلات- إهانة إذلال رأس الشر والاجرام (بوش) على يد الصحفي العراقي منتظر الزيدي وأمام عدسات الفضائيات العالمية داخل العراق،الشارع العراقي والعربي قد وصل الى درجة عالية من الغليان والاحتقان وان لحظة انفجاره باتت اقرب مما يعتقد الاعداء .


وخلاصة الامر ان المحتل الأميركي وشريكه في الأجرام (الفرس)والعرب الذين باعوا أنفسهم للشيطان سيدركون جميعا هذه الحقيقة ولكن بعد فوات الأوان وسيدركون أنهم غرقوا في وحل ولن تحسم النتيجة إلا لصالح الحق العدل والمقاومة العراقية الباسلة .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٤ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠١ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م