المقاومة العراقية والانتخابات

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

نحن غير معنيون  بلعبة الانتخابات  
لماذا ؟

 

قد يصدق البعض ممن لا يستطيع ان يمتد ببصره الى مسافة كافية ان ما جرى في العراق هو عملية ديمقراطية تهدف الى تمكين الشعب العراقي من حكم نفسه بنفسه وحينها يكون هذا البعض قد وضع نفسه دون ان يدرك وقد لا يريد في خانة من يخدم المحتل ويعمل على استمرار وجوده على أرضنا الطاهرة فمظهرها كما بينت الحملة الإعلامية التي سبقتها وتزامنت مع إجراءاتها والدعم الكبير الذي قده المحتل بجناحيه الأمريكي والفارسي يدلل على أنها نزيهة وان من شارك فيها يهدف الى خدمة العراق والعراقيين وقد لاحظ الجميع كيف تم توريط عناصر نزهة وماضي نظيف وتحت مختلف وسائل الترغيب والترهيب في هذه العملية ومن يطلع على تفاصيل ما جرى لا يتمكن إلا من احتقارها واحتقار من شارك فيها للممارسات التي فرضت فيها من عمليات تزوير وبشتى الطرق للوصول المقاعد التي تمكنهم من شرعنة السرقات التي مارسها من سبقهم في الدورة السابقة .

 
ورغم ان ما أعلن لحد ألان من نتائج رغم التقسيم المسبق للأدوار ولنسب توزيع فرض السيطرة على المحافظات أي أنهم مسبقا قد قسموا المحافظات بينهم وطرق الاجتهاد للفوز كما يدعون بكراسي مجالس المحافظات إلا أنها قد قدمت صورة واضحة عن رفض الشارع العراقي لمشاريع تلك الكيانات التي شاركت في هذه الممارسة من فدرالية وتقسيم وغيرها .

 
وإذا صحت نسبة المشاركة كما أعلنوا بـ 51% فان المتبقي من العراقيين رافض لها كليا وإلا لكان قد حضر وفي اقل الاحتمالات أشر اسمه وأبطل الاستمارة وهذا مؤشر أكيد ومن فمهم على عدم قناعة العراقي بهذه الممارسة وجدوى المشاركة فيها وهي أيضا دليل على الخداع والتظليل الذي ساد في سابقتها .

 
وللمساهمة في إيصال صورة حقيقية عما جرى ويجري في هذه اللعبة القذرة فان

 
1-  المقاومة العراقية ليست جهة معنية بهذه الانتخابات لا لأنها ضد العملية الديمقراطية التي نطمح الى ترسيخها في العراق وهي أصلا موجودة حيث كان الشعب العراقي يمارسها من خلال انتخاب مجالس الشعب في مراكز المحافظات والتقضية والنواحي حيث كانت تعمل تلك المجالس لرسم خارطة الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن لا ان تعمل على تقسيم العراق وفدرلته كما كان شعبنا  يمارسها في انتخابات المجلس الوطني – اكبر مؤسسة تشريعية في القطر وأيضا مارسها في انتخاب الرفيق الشهيد صدام حسين ومارسها في بيعته رحمه الله ورحم كل شهداء العراق والأمة العربية .

 
الديمقراطية متأصلة في طبيعة النظام الوطني لأهداف تخدم توجهات القطر لا لإقرار بيع العراق على طريقة ديمقراطية المارينز الأمريكية .

 
2-  نحن غير معنيين بالانتخابات لأنها تقام وفق دستور مرفوض شعبيا فرضته سلطات الاحتلال على عملائها وليس على الشعب العراقي فالشعب صوت ضده ورفضه كما هو معروف للجميع وما بني على باطل فهو باطل .

 
3-  لقد عشنا عمليات التزوير وشاهدناها فنتائج هذه الممارسة لا ديمقراطية ولا تعبر عن رأي الشارع العراقي وقد أعلنت مفوضية الانتخابات التي ينبغي لها ان تكون محايدة ونزيهة ان نسبة المشاركة الشعبية 51% وهذا الرقم غير حقيقي لأننا تابعنا المشاركات واطلعنا على النسب الحقيقية التي لا تتجاوز 30 – 35 %  في اغلب المراكز الانتخابية إضافة الى الاعتراضات المقدمة من أطراف هذه اللعبة بعضهم على البعض وأخيرا وصلت حد مقاطعة حكومة الاحتلال وإعلان العصيان المسلح وتغيير النتائج بقوة السلاح كما حصل في محافظة الأنبار فعن أي ممارسة وأي ديمقراطية وأي انتخابات يتحدث البعض .

 
4-  لم تسمح سلطات الاحتلال للقوى الوطنية بالترشيح الى هذه الانتخابات بمعنى أنها مارست نفس سياسة الإقصاء والإبعاد التي مارسها الاحتلال للقوى الوطنية والقوى المعارضة واقتصر الترشيح على الأسماء ذات التاريخ المشوه والمشبوه باستثناء أعداد قليلة تعتبر غير مؤثرة وقد تعرضت إما للتصفية الجسدية أو للتهديد أو كانت مجرد أرقام زجوا بها في محاولة بائسة لإثبات التنوع الفئوي بين المرشحين .

 
5-  ان 6 – 8  ملايين شخص عراقي هم الآن مهجرين خارج وداخل القطر حسب الإحصائيات المعلنة ولو افترضنا جدلا ان نصف هذا العدد مشمول بالاقتراع فان ثلث العراقيين تقريبا لم يشتركوا فيها ناهيك عن الأسماء التي لم تدخل في سجلات الناخبين بقصد ولأهداف معروفة .

 
6-  ان الكتل التي شاركت في هذه اللعبة معظمها مشارك فعليا في حكومة الاحتلال او في برلمانها ورغم اللغط الكبير الذي أثاره البعض فإنهم جميعا وافقوا على تمرير اتفاقية بيع العراق وبذلك فإنهم جميعا تحت مظلة واحدة ولهدف واحد هو تنفيذ مشاريع المحتل بأيدي عراقية وتحت صيغة الشرعنة , ولو كان احد تلك الكيانات فعلا رافض لها في اقل وأسوء الاحتمالات لانسحب من الحكومة العميلة والبرلمان وأسقطهما علما ان موعد الانتخابات كان قريبا ويمكن ان يثبت موقف يفاخر به الآخرين ويعود ثانية في الانتخابات التي جرت .

    
بناءا على ما تقدم فان العدو الغازي سيشهد تصاعدا نوعيا ان شاء الله في العمليات الجهادية التي تثبت للعالم اجمع ان ما جرى في العراق مجرد كذبة لم يصدقها غير أصحابها وان العدو الذي أصبح يترنح وآيلا للنهاية المحتومة لا ينجو من التحطيم والانهيار إلا في حالة التعجيل في انسحابه .

 
المقاومة العراقية ليست معنية بالتفاوض مع العدو الغازي إلا في حالة انصياعه للثوابت الأساسية وسنرى أي مأزق حقيقي سيترك فيه عملائه عندما يتركهم يواجهون الأحذية العراقية المعدة لهم على طريقة البطل الشاب منتظر الزيدي فرج عنه الله .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ١٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م