الانتخابات الديمقراطية في مجالس المحافظات العراقية

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري

في كل المعايير تعتبر عملية الانتخابات من الظواهر الديمقراطية المتطورة التي تسعى الشعوب المتطورة الى بلوغها ومن بينها نحن الشعب العربي لفرز قيادة تمثل الإرادة الجماهيرية  , وإذا كنا نشاهد هذه الأيام موجة تضم أصوات عالية تطبل لها وتزمر فهذه الممارسة ليست بالأمر الجديد على شعبنا أو انه سيمارسها لأول مرة فتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تؤكد على الحرص على ممارستها لتحقيق العدالة الاجتماعية المنشودة التي تدعو لها تعاليمه ولكن ليس على الطريقة الغربية أو الطريقة الصفوية التي شرعها الاحتلال الأمريكي ألصفوي لقطرنا العزيز وليس للأهداف التي يعلنون عنها وما تحتوي بين ثناياها ولا لكي تفرز لنا حكومة كالتي تدير سياسة القطر حاليا وتحت حراب جنود الاحتلال أو مرتزقة كمرتزقة بلاك ووتر .
 
وكما هو معلوم فان الاحتلال افرز كيانات رخيصة لا عد لها ولا حصر وهي بدورها فرخت كتل تفرعت يمين وشمالا وتآلفت فيما بينها وتحالفت وتنازعت واكل بعضها البعض ولكنها جميعا تصب في إناء واحد هو خدمة المشاريع الاحتفالية وتديرها بالنتيجة إرادة المحتل والست سنوات الماضية قد وفرت لنا الكثير من التجارب التي بدأها مجلس حكم بريمر سيء الصيت وانتهاءا الى التوقيع على اتفاقية بيع العراق مجزئا وختمها أفراد حماية نوري المالكي في التعامل الديمقراطي الواضحة آثاره كسور وكدمات على جسد البطل العراقي العربي الطاهر الشاب منتظر الزيدي حين عبر عن رأي الشارع ليس العراقي أو العربي فحسب بل ورأي شعوب الأرض التي انتهك حرماتها هذا المعتوه الصغير بوش .
 
وقد يضن البعض لسذاجته ان ما يجري اليوم فعلا عملية انتخابات وفعلا ديمقراطية ستؤول بالنتيجة الى ان ترتقي الى السلطة نخبة مخلصة وشريفة من أبناء العراق تتمتع بدرجة عالية من الكفاءة والمقدرة على إدارة شؤون الدولة العراقية وتوجه دفتها بشكل يخدم المجتمع العراقي وتحقق العدالة الاجتماعية وتنمي اقتصاد القطر وترفع من حالة المواطن التي تردت كثيرا أثناء الحصار الذي فرضته على القطر العراقي الولايات المتحدة الأمريكية وحرمت أبناء شعبنا من ابسط حقوق العيش الكريم بما يتناسب مع تاريخ هذا الشعب ومن ثم تمادت في تدمير البنى التحتية وعملت على الوصول بالمواطن العراقي الى أدنى مستوى معاشي مرّ به اقتصاد القطر منذ عقود ، نقول قد يتصور البعض ان هؤلاء تقدموا للتنافس الشريف حسب شعار الديمقراطية الأمريكية الجديدة الذي رفعته قوات الاحتلال بعد الغزو كآخر تبرير لعدوانها على شعبنا الأمن بعد سقوط ما سبقه من تبريرات كأسلحة الدمار الشامل والخطر العراقي على المنطقة ودعم الإرهاب وغيرها  يجب على كل حر ان لا ينساها ولهؤلاء نؤكد إذا لم يكونوا يعرفون ان ذلك محض تمويه لتغطية ما يحوي خلفه وبين ثناياه المتعفنة من  أهداف تكمل ما سعت الى تحقيقه إدارة الاحتلال وحكوماتها التي تعاقبت خلال الفترة الماضية والتي افشل شعبنا بوعيه الكثير منها وما أكثرها  .
 
وبمجرد نظرة بسيطة واستعراض سريع لأسماء العناصر التي طرحت نفسها للمشاركة بلعبة الانتخابات التي ستجري مع نهاية هذا الشهر يستطيع المرء ان يدرك ان كتل اللعبة قد كررت نفسها بأسمائها التقليدية وهي تدرك أنها فقدت حضورها في الشارع بل ومطلوبة للقضاء الشعبي لما اقترف من جرائم من جهة ومن جهة ثانية كررت نفسها بواجهات جديدة تحت عناوين أخرى في محاولة لاستقطاب اكبر عدد من الأصوات على قلتها حيث تم تركيز هذه الكتل على العناصر ذات الماضي الأسود  وإذا تجاوزنا عامل الوقت الذي يهدر لأنه ليس بذا قيمة عندهم فقد هدرت لذلك أموال طائلة كانت تؤدي لتأثير أجدى وانفع في حياة المواطن العراقي لو أحسنوا إنفاقها في الجوانب الخدمية بينما ابتعد المواطن المخلص النزيه عن المشاركة بهذه اللعبة سواء كمرشح أو كناخب خشية ما يلحق به من تلطيخ لأنه يدرك النتيجة مسبقا ففي الحالة الأولى فانه إما سيكون هدفا للتصفية الجسدية من قبل الجهات المخالفة أو سيكون مشاركا في عملية النهب التي تجري في أروقة مؤسسات الحكومة العميلة وداعما لسياستها وبذلك يضع نفسه أمام قضاء الشعب الذي لن يرحم من أساء إليه .
 
ان إفشال هذه اللعبة التي تبتغي شرعنة الاحتلال وحكومته على كل المستويات وبالتالي شرعنة ما تفرز من إجراءات واجب جهادي ديني ووطني يجب الإصرار عليه من خلال كشف زيف الشعارات التي رفعتها أطرافها خلال الفترة الماضية إبتداءا من كشف خطر الفساد الإداري المنتشر في مفاصلهم مرورا بالتأسيس لتقسيم العراق وسلخ أجزاءه كما يحصل الآن في محافظة البصرة وانتهاءا بتجاهلهم لمطالب الشعب في رفض اتفاقية بيع العراق .
 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١٨ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٥ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م