لقد جسد الشهيد موقفأ بطوليأ فريدأ في التاريخ الحديث عندما نطق بالشهادتين بصوت جهوري ورباطة جأشة كأنه القائد في ظل السلطة ويحاسب جلاديه ويقول لهم : ( هي هاي المرجلة ) ويهتف لفلسطين ويقول عاشت فلسطين حرة عربية وهو في رمقه الاخير وهذا دليل قاطع على قوة ايمانه بالله الواحد الاحد والثبات على المبادى القومية المؤمنة .

وكان فعلا الابن البار للبعث والشعب والامة والانسانية , فغتيال الشهيد صدام حسين تحول الى محرك جديد يضاف للنضال العربي وها هو الشعب العربي الفلسطيني يذبح في غزة وكأنما يحدث في جزيرة الوقواق وحكام العرب المتخاذلين نيام لاسمعوا ولايروا .

من خلال هذه المقدمة لابد ان ندرس ظاهرة استشهاد سيد شهداء العصر لكي نأخذ منها العير والدروس بعيدأعن الحزن الصفوي حزن اللطم والبكاء والعويل وانما مطلوب منا دراسة جديدة حافزة للمستقبل ومنها :

1_ ان مثل القائد صدام حسين قليلون وربما يصبح في الغد اقل (اذا اصطدموا بالمصائب التي تنتظرهم ورأوا الويلات تنزل بهم واللعنات تنصب عليهم , ولكن المستقبل لهم لانهم يفصحون عن مشاعر ملاين الناس الذين قص الظلم السنتهم )

2_(انطوت صفحة الضعفاء والجبناء الذين يقابلون مصائب الوطن والامة بالبكاء , صفحة النفعيين الذين ملآوا جيوبهم , صفحة الجبناء الذين يعترفون بفساد المجتمع اذا ماخلوا لانفسهم واذا خرجوا الى الطريق كان اول من يطأطيْ راسه لهذه المفاسد)

3_ان الحزن على صدام حسين انما حزن ذات معاني خالدة بأشعال المقاومة الباسلة وعنوان  لكل  الثوار والمجاهدين لان الاساس الخالد فيه هو الايمان , ان الغزاة عرضوا عليه كل المغريات الدنيا الزائلة والسلامة له ولعائلته ان يترك هذا الذي عليه ففضلة الشهادة لان الجرحات جميعها تهون من اجل الوطن والامة لاته صاحب رسالة ومن خلال تلك الجراحات والالام ( ومن خلال الصراع  بيننا وبين قدرنا , بيننا وبين انفسنا الى استكشاف حقيقتنا الانسانية وقد جاء قدر امتنا وتراثها وقيمها الروحية وحقيقتها الانسانية ان يعبر هذا الايمان عن نفسه ) عندما جسده قولا وفعلا فكان بحق تعبيرأ صادقأ عن الايمان وحقيقة النضال وقدسية الاستشهاد , ومثل التناني والتجرد ونكران الذات والتواضع امام عقيدته وامام صوت الحق والام الشعب

4_ ميز بين صدق المبادى والانتماء للامة وبين الكذب والدجل والمتاجرة السيايسة الرخيصة عندما نذر نفسه واولاده وحفيده ورفاقه على طريق المبادى والوطن والامة .نعم (انا طريقنا طويل سوف يمر عليها افراد واجيال لذلك يجب ان يعرف السائرون على هذه الطريقة كلمة السر التي تبقي على صحة الطريق واستقامته وامانته وان ينقلها كل فرد لاخر وكل جيل لاخر ,وكلمة السر هذه ليست نظرية يبرهن عليها واليست دستورأ رياضيأ ولكنها هي الميزة التي تميز الانسان في كل عصر وكل قطر ... عفويته التي تميز بين الصدق والكذب فهذه الروح الصفوية التي تغذيها التجارب ويصقلها الفكر والبحث ولكن لا توجدها التجارب ولاالعلم ولاالفكر , هذا هو المقياس وكلمة السر )

5_كشف اسشهاد سيد شهداء العصر صدام حسين تلاقي وتطابق وانسجام بين الصهيونية والامبريالية والخمينية وكشف زيف ادعائتهم الكاذبة , وهذه بعض من دروس ومأثر استشهاد صدام حسين (رحمه الله) وسيبقى الباب مفتوحأ للمفكرين والباحثين والسياسين لكي يرتقوا شيأ فشيئأ لدراسة ظاهرة استشهاده وان يكشفوا الكثير  من مأثره الخالدة