اشتراكية البعث ... عربية وليست ماركسية

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

يحاول اعداء الفكر القومي العروبي البعثي ان يشوهوا صورته تناغما وتعاونا مع الامبريالية الامريكية والصهيونية والحركة الصفوية. ومن بين تخرصات ومحاولات التبشيع هي ادعاءاتهم التي تتصاعد هذه الايام، بأن البعث والفكر القومي ملحد وكافر وبأن القومية العربية قد اكتشفت من قبل البعث اواسط الاربعينات امتدادا للحركة القومية الاوربية الشوفينية وان الاشتراكية البعثية هي اشتراكية ماركسية. ونحن ندرك تماما ان الاطراف التي تقف خلف هذه الهجمة التكميلية لقوانين اجتثاث البعث الامريكية _ الصهيونية _ الصفوية تنطلق من روح عداء فكري متأصل يتنافى مع روح العصر المنفتحة والديمقراطية، وانها مؤسسة على جهل مطبق بالفكر القومي وسطحية وساذجة.


صدر كتاب ( طريقنا خاص في بناء الاشتراكية ) للقائد الشهيد صدام حسين رحمه الله في منتصف السبعينات ضمن حملته الفكرية المبدعة لتأسيس نظرية العمل البعثية. وفي هذا الكتاب يرسم القائد الشهيد ملامح الاشتراكية العربية في الاطر العامة والعريضة وفي بعض المفردات التفصيلية. ان الاشتراكية البعثية تؤمن بالملكية الخاصة وبنشاط القطاع الخاص الوطني وبما ينسجم مع منابع العدل الاسلامية. ان الملكية الخاصة تقف عند حدود معينة وكذلك نشاط القطاع الخاص هي الحدود التي تمنع الرأسمالية المستغلة للانسان. ان الملكيات الكبيرة او العملاقة ذات رأس المال الكبير هي التي تقع ضمن اطار ملكية الدولة التي هي ملكية الشعب.


الاشتراكية البعثية تعني ببساطة العدل الاجتماعي الذي يحقق لابناء الامة العربية فرص عمل متكافئة ومورد عيش كريم وخدمات تعليمية وصحية متقدمة ومتساوية. وتعني ان يكون الانسان منتجا في حقل وميدان عمله ( من لا ينتج لا يأكل ) مستثمرا للزمن ( اضاعة دقيقة من العمل اضاعة لفرصة من التقدم ) مع ضمان حياة حرة كريمة منتجة لجميع ابناء الامة دون نظر الى الجنس او الدين او العرق.


القاعدة المادية للاشتراكية البعثية هي ساحة الوطن العربي بكل مواردها الطبيعية والبشرية اما ان تتكامل عضويا او ان تفقد محتواها وروحها والتكامل وحده يعطيها افقها الاجتماعي وقوة تأثيرها الاقتصادي ويوفر لها الحماية السياسية. وكانت تجربة العراق مصداقا لهذه الرؤى.


اشتراكية البعث هي احد اضلع المثلث المنشود, وحدة: حرية: اشتراكية, فهي ليست اشتراكية الا في محيط الامة الواحدة وليست اشتراكية إن لم تقترن بحرية الانسان وتحرر الاوطان. كما انها ليست تعبيرا من تعبيرات المادية الجدلية لان هدفها الاسمى ليس بناء قواعد مادية على اهميتها بل هو بناء الانسان المنقلب على عوامل التخلف والقهر والجهل والاستلاب ( الانسان قيمة عليا ).


ثمة الكثير ليقال هنا غير ان هذه اطلالة ليرى ويسمع من يشاء عسى ان يركن البغضاء ويقدم مصلحة الامة.

 

( ملاحظة : مابين الاقواس هي اجندات عمل البعث في العراق )

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٨ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٣ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م