مقاومتنا الباسلة .. أحييت الاموات بأذن الله

 

 

شبكة المنصور

كاظم عبد الحسين عباس  / أكاديمي عراقي

على العالم كله, شعوبا وحكومات, عجما وعرب, ان يتعاملوا مع هذه الحقيقة المطلقة ... حقيقة ان المقاومة العراقية البطلة قد احييت امواتا باذن الله واذاقت احيائا ممن كان العالم يعتقد, بل يؤمن ويروج, انهم اكبر واعظم من ان ينتصر عليهم العراق ومضى اكثر في الوهم حين تصرف على ان العراق قد سقط وان الغزو المجرم قد حقق غاياته واهدافه. وكذا تصرف الغزاة المحتلون حين مارسوا اقبح انواع الصلف والوقاحة والعنجهية فور دخول قوات الغزو الى بغداد ومن ذلك مخاطبة جيران العراق بان يتصرفوا على اساس ان اميركا قد اصبحت جارتهم وان الشرق الاوسط الجديد قد تحقق. ومنها ايضا ان بوش وبعد اسابيع قليلة قد اعلن انتهاء العمليات العسكرية الكبرى في العراق.

 

من ذاك المشهد عام 2003 الى المشهد الراهن الآن عام 2009 والذي يتضمن فصلين اساسيين هما: الانهيار الاقتصادي الامريكي المروع الذي ما زال يجر الامبريالية الامريكية الى هاوية التفتت والموت التام باذن الله ... واعلان بوش المجرم بان الحرب في العراق لم تنتهي وان صعوبات حقيقة تواجه السلام في العراق.

 

ماذا جرى للاقتصاد الامريكي؟ هل يمكن لاقتصاد أعظم أمة في كل مواردها وأمكاناتها أن تجد نفسها بين ليلة وضحاها تعيش كارثة اقتصادية؟ وما هو المعلن والمعروف من أدوات وقنوات أستنزاف للاقتصاد الامريكي جرى التعامل معها بغباء ومكابرة وبيروقراطية وانانية مفرطة من قبل الادارة المجرمة؟

 

ان اي تحليل علمي  يمكن ان يكشف بشكل جلي ان احتلال العراق هو العامل الاول والاهم في احداث الانهيار الامريكي. كيف يمكننا ان نثبت ولو باستخدام المنطق العلمي المجرد ما نزعم من اسباب للانهيار الامريكي الذي وصلت مؤشرات تداعيه في تصريحات رسمية اميركية هذا اليوم بانه قد يصل الى الانهيار التام خلال الفترة الزمنية القصيرة القادمة اذا لم توقف اميركا عدوانها الاجرامي على العراق والانسانية؟ وللاجابة نضع الحقائق الاتية (نعتقد ان هذه التكاليف ليست مدرجة في الخط البياني المرفق):

 

1- ان جميع الاموال, وهي مليارات من الدولارات, التي حاولت اميركا استثمارها في العراق تحت عنوان اعادة الاعمار قد ضاعت هباءا منثورا ولم ينجز في باب الاعمار اكثر من ترميم وصبغ عدد من المدارس التي تضررت في مختلف انحاء العراق جراء العدوان الامريكي الذي بدأ عام 1990 وبناء عدد من الدور السكنية وبواقع دار واحدة في عدد من محافظات الفرات الاوسط والجنوب لاستخدامها كمراكز صحية وتم تخريب اغلب هذه المراكز لاحقا. ان المليارات من الدولارات قد ضاعت من غير ان يعرف احد كيف ضاعت وان الظاهر من اكذوبة الاعمار لا يساوي بضعة مئات من الدولارات فقط من اصل المليارات التي ضاعت دون ان يكون لها أي مردود يذكر. لقد كان للمقاومة العراقية الباسلة التي جعلت كل المسالك التي حاولت اميركا السير بها في كل انحاء العراق وتداخلات الوضع العام السياسي والاجتماعي مسالك مغلقة النهايات ولا تؤدي أي نتيجة منظورة بل الى الضياع التام الدور الحاسم في تحقيق هذه النتيجة الجهادية العظيمة.( الرقم الظاهر في الخط البياني قد يعني هذه الاموال فقط )

 

2- لقد تم تدمير عدد هائل من اليات الاحتلال من صواريخ وطائرات مقاتلة وسمتية ومدرعات مختلفة وناقلات اشخاص وناقلات وقود ومؤن مختلفة واليات الدورية من سيارات الهمرات والهمفيات .ان الكشف عن خسائر العدو الامريكي في هذا الباب والذي سيحصل يوما ما في المستقبل القريب سيؤدي الى ردود افعال كبيرة في اميركا قبل غيرها .نحن متاكدون ان مليارات الدولارات قد احرقت مع احراق الآلة العسكرية ذات التقنية التي تعتبر هي الاقوى والافضل في العالم على يد المقاومة العراقية البطلة  وهي الاكثر غلاءا في العالم. ان كلفة حساب متواضعة لعدد الاليات المحترقة بنيران المقاومة منذ بدء الغزو، ولو افترضنا ان معدل عدد الآليات المدمرة في اليوم الواحد هو خمسة اليات من التي صنفناها في هذه الفقرة يصبح مجموع المدمر خلال ست سنوات هو 10800( مع يقيننا ان العدد الحقيقي يصل الى اكثر من ضعف هذه الكمية)، وبافتراض قيمة متواضعة لمتوسط لسعر الآلية الواحدة من الموصوفة هنا بما يساوي 200000 ألف دولار فان القيمة الاجمالية المحروقة على الارض سيكون بحدود مليارين ومئتي الف دولار ( مع قناعتنا ان ضعف هذا الرقم هو الواقع ).

 

3- يقدر الامريكان رواتب مرتزقتهم في العراق شهريا حوالي 2 مليار دولار. المبلغ الاجمالي لست سنوات سيكون بحدود 144 مليار دولار تقريبا, كلها ضاعت كاستثمار داخل لا مخرجات له ....

 

4- لو تخيلنا ان كلفة الانفاق على كل جريح او مجنون خرج من المعركة هي 1000 دولار شهريا ورضينا بالارقام الامريكية المعلنة لعدد هؤلاء وهو بحدود 80 ألف شخص يكون الانفاق الشهري عليهم هو بحدود 80 مليون دولار والسنوي هو قرابة مليار دولار وفي خمس سنوات يكون المبلغ الضائع بدون أي مخرجات استثمار هو خمسة مليارات دولار.( لاحظ ان الراسمالية كنظام لاتلعب ابدا لعبة الادخال الذي لايؤدي الى مخرجات .

 

5- الانفاق على الاعلام واجهزته المختلفة من فضائيات عراقية او عربية الجنسية متأمركة والامريكية والصحف والمجلات والمذياع والانترنيت فاننا سنكون امام رقم يقدر بالميارات هو الآخر.علما بان الامريكان قد قاموا مؤخرا بسحب العديد من وسائل اعلامهم بسبب الخسائر.

 

6- كلف العمليات المخابراتية والاستخبارية المختلفة التي استثمرت في العراق هي كلف باهضة وخاصة بعد ان انحرفت كفة العمليات العسكرية لصالح العمل الاستخباري في الاعوام الثلاثة الاخيرة. ونقصد بالعمل الاستخباري هنا ليس فقط ذلك المرتبط بالجانب الامريكي من مخابرات واستخبارات للعملاء المرتزقة والكثير منهم كان ياخذ المبالغ ويختفي وعمليات الحراسة الامنية المنفصلة عن الجيش وتقنيات الاستخبار والكشف الحديثة والمعقدة والعالية الكلف وكاميرات المراقبة في الشوارع.

 

7-  كلف النقل عبر المحيطات والبحار والجو والبر.

 

8- هناك كلف اخرى ضخمة جدا للمتقاعدين وتعويضات القتلى والمبالغ الطائلة الضائعة في عمليات الفساد المالي للشركات الامريكية والمتعاقدين الاخرين ... وغير ذلك كثير من مفردات الانفاق الامريكي فقط مع اهمال مشاركات اليابان واوربا والاقطار العربية الممولة للغزو والاحتلال ....

 

المعضلة في هذه الكلف الفلكية ليس في ضخامتها فقط بل في امرين في غاية الخطورة هما:

 

اولا": انها كلف مفتوحة وقابلة لزيادات قد تصل الى اضعاف مضاعفه وانها متواصلة مادام الاحتلال متواصل ...

ثانيا": انها كلف ضائعة تماما ,بمعنى انها استثمارات خاسرة لانها لم تاتي باية نتيجة او مردود.

 

لم تحقق هذه التكاليف الباهضة اية نتائج في الميدان حيث ان العمليات العسكرية لم تفلح ولن تفلح في اخضاع العراق لا كلا ولا جزءا ولا ليوم واحد تحت سلطة الاحتلال وعملاءه وان الخسائر العسكرية الباهضة في شقيها المادي والبشري هي في حالة تصاعد وان العمل المقاوم يسير وفق استرايجيات استنزاف عبقرية دمرت كل مقومات التفوق التقني والمعلوماتي للعدو وانهكت معنويات جنده وقياداته العسكرية. وبنفس القدر الذي فشل الجهد العسكري وضاعت جل تكاليف ادامته ادراج الرياح ,فان الجهد المخابراتي والعملية السياسية التي اريد لها ان تكون الوعاء الذي تنطلق منه خناجر تمزيق العراق وبكل ما انفق عليها هي الاخرى تتخبط وتدخل في دهاليز وانفاق ستنتهي بظلام مستديم وضياع مطلق باذن الله وخاصة بعد الصدمة المريعة التي تلقتها العملية السياسية وجميع مخرجاتها على اثر الهجوم الذي تعرض له المجرم بوش بحذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي يوم 14-12 -2008.وان مهزلة الانتخابات تسير في مسالك وعرة جدا والناس تكشف زيفها .

 

والآن ... لو اظفنا كلف الحرب في افغانستان فاننا سنكون امام حقيقة الكارثة التي وضع فيها بوش المجرم اميركا بل و العالم كله. وبالعودة الى التوقعات المعلنة من قبل بوش والصقور الصهاينة عن فترة انهاء الغزو واستتباب الامر للاحتلال الغاشم التي صدرت قبل الغزو وبعيد يوم 9-4 -2003 ولغاية نهاية عام الغزو قد اصطدمت بعدم القدرة على تحقيق الغايات المحددة بالغزو والاحتلال كما ان الفشل الامريكي المريع في تثبيت نتائج ملموسة للعمليات العسكرية بعد مرور ست سنوات على بدء الغزو الذي اعلنت اركان الادارة الامريكية على لسان بوش وتشيني ورامسفيلد وغيرهم ان العمل العسكري لن يمتد لاكثر من ستة اسابيع في اسوأ الاحوال ... ووصلت التكاليف التخمينية الى اكثر من 600 مليار قبل نهاية العام السادس للغزو والاحتلال بعد ان كانت تقديرات الحكومة الامريكية لا تتعدى 50 مليار دولار فقط وتم طرد الاقتصادي الامريكي الذي توقع ان تصل التكاليف الى 100 مليار دولار !!!.

 

$627,734,507,640
Free Clock
Graph shows budget authority for Iraq war in each fiscal year (ending Sept. 30). Data from new CRS Report. (Spreadsheet) (Free Iraq-war-
http://zfacts.com/p/447.html     ادخل على هذا الرابط من فضلك ان اردت الاطلاع الحي

 
من هم الاموات الذين احييتهم المقاومة الباسلة باذن الله:


1- روسيا: لقد غابت شمس الاتحاد السوفيتي بعد ان امتدت يد النظام الرأسمالي الامبريالي الى احشاءها ومزقتها الى دول ودويلات واسقط النظام الشيوعي الاشتراكي الذي كان يحكم. وكانت روسيا هي الدولة الاكبر التي خلفها الاتحاد السابق من ناحية الجغرافية والسكان والامكانات الاقتصادية. لقد خضعت روسيا خضوعا ذليلا للادارة الامريكية وفقدت هيبة الندية التى كان عليها الاتحاد السوفيتي الذي ورثت مقعده في مجلس الامن والمنظمات الدولية الاخرى وانسابت بلا قيد او شرط مع كل ما املته اميركا كقطب دولي وحيد ومتحكم بكل مقدرات الامم والشعوب ورافس بكل عنجهية الكاوبوي الارعن لكل قيم العلاقات الدولية ومسخت القانون الدولي وسيطرت على حركة التجارة والاقتصاد ومعها حتى لقمة الخبز التي تحدد عيش او موت الشعوب والامم التي لاتمتلك القدرات التقنية والاقتصادية والعسكرية التي تمنع فيها اميركا من التحكم الوحشي الشرس.


لقد ظلت روسيا تقاسي من مرارات التهميش وسحق الكرامة الوطنية من قبل اميركا وبطريقة علنية وفجة ويشهد عليها كل العالم منذ العام 1990 غير انها في العام 2008 وجهت لطمة تاريخية لاميركا ووقفت لاول مرة بوجهها حين تحركت القوات المسلحة الروسية لتطرد القوات من اوستيا واعادت فرض الحالة التي تخدم او تتوافق مع الاهتمامات الروسية. واعلنت روسيا في وقت متزامن تقريبا مع اعلان افلاس اميركا وانهيار اقتصادها عن ارتفاع ضخم في الاحتياطي القومي الروسي يؤهلها للدخول بقوة بوجه اميركا ومخططات اقترابها من حدود الدب الروسي.


2- ايران: حين تم غزو العراق عام 2003 اعلنت اميركا ان المنطقة كلها قد صارت تحت قبضتها وان على ايران ان تدرك انها صارت جارا لامريكا. لقد كان تهديد ايران بالاجتياح او بتوجيه ضربات عسكرية يكاد يكون الخط الاعلامي الموازي لاعلام الغزو الامريكي. وبعد اربع سنوات صارت اميركا تتوسل ايران لتعاونها على ترتيب اوضاع العراق واختفت كل مهاترات العدوان ولو اننا كنا ندرك ونعلم انها محض مهاترات وذر للرماد في العيون لايهام العرب بحقيقة الدور الايراني الشريك في الاحتلال. غير ان الحقيقة المطلقة ان امريكا كانت تعامل ايران على انه شريك يخضع لاجندتها ولكن مع الايام انقلبت المعادلات فصارت ايران تتلاعب بوضع اميركا في العراق بعد ان كسرت المقاومة العراقية البطلة ظهر اميركا.


3- الصين: التنين العملاق الزاحف نحو صدارة العالم تكنولوجيا وعسكريا واقتصاديا وجد فرصته لصعود اسرع واوثق بعد ان صارت اميركا غير قادرة على مجاراته في كل مناحي الحياة بل وغير قادرة على ايقافه ولو حتى بالتهديد النظري لان الانحدار الامريكي قد تحول الى علامة فارقة غير قابلة للاخفاء.


4- اوربا: اوربا التي وصفها بوش وادارته بالعجوز والساقطة في متاهات العصور الوسطى صارت امريكا بعد غزو واحتلال العراق تستجدي عطفها للعون في كل شئ. اوربا تعملقت على حساب الانحدار الامريكي الذي حصل بسبب سقوطها في الوحل الذي صنعته مقاومتنا البطلة.


النصر للمقاومة العراقية البطلة باذن الله.

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٠٤ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م