الكيل بمكيالين

 

 

شبكة المنصور

خلف خالد ذياب

لعل المتابع لحملات انتخابات مجالس المحافظات في العراق, يرى العجب المعجب العاجب, فقد انبرى المرشحين وطواقم مساعديهم في عمل أي شيء, من أجل الوصول إلى أمانيِّهم ,في بدايةً أراد المرشح أن يقدم نفسه للجمهور ففرض صورته ويافطات تعريف لشخصه رسمها وعلقها على حوائط وواجهات محلات ودوائر دولة رغم (المنع) وحتى خزانات المياه لم تسلم من هذه الصور فعلقت في (العلا لي) إضافة إلى فترات التعريف عن طريق وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء, نعتقد إن ذلك كان بشفافية مطلقة , وتفاوت الاستحواذ على الفرص و فترات الحث والبث  كانت لمن يمتلك وسيلة إعلام ناطقة باسمه, ولنا هنا نتكلم عن الشيء غير الطبيعي في هذه الحملات- محافظة الانبارنموذجاً -  والعراق بصورة المسح السريع فقد وصل بالمرشحين أن تنزل عليهم (الحاتمية) بصورة مفاجئة - هذه الطريقة المبتكرة-  والتي لم نسمع عنها قبل الاحتلال ولا حتى  في مجلس العموم البريطاني – الذي يحلو للبعض أن يشبه تجربتنا الموؤدة به- فلقد وصلت بعض قطع الملابس الخاصة بالأطفال, والمشويات, وكذلك أن هناك في إحدى ضواحي بغداد يعطون الأجير الذي يقوم بلصق الشعارات والصور الخاصة بالمرشحين  مبلغ خمسة عشر ألف دينار كأجرة اللصق لكن هناك بالمقابل من يعطي عشرين ألف دينا رعن عملية تمزيق هذه الصور واللافتات, وهناك من يعطي مدفأة كهربائية كما حدث في مدينة الصدر ومبلغ خمسين ألف دينار بعد القسم على المصحف –  وهناك من يعطي جهاز موبايل وو.. ولكن بين هذا وذاك يبقى المرشح الذي ينتمي إلى احد الأحزاب المتنفذة هو من يسيطر على الساحة ضمن رقعته الجغرافية ويستعين برجال الشرطة للمعاونة بعملية  حماية صور المرشحين واتخاذ إجراءات قاسية لمن يتم ضبطه في حالة تلبس وهو يقوم بتمزيق الصور والبوسترات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه حتى الأمر بالبعض أن تم القبض عليهم وحلاقة رؤوسهم بوشاية كيدية نتيجة التحقيق ثبت عدم صدقيتها ومن ثم الاعتذار منهم وإبلاغهم بعدم التحدث بالأمر لأنه يؤثر على سمعة المرشح(....),والتغاضي عن القوائم الأخرى لأنها لا تنتمي إلى الأحزاب والجماعات التي ينتسب إليها, وبذلك فما علينا إلاّ نصلي على العملية السياسية صلاة الجنازة ونكبر عليها أربع تكبيرات ونكفنها لتدفن في مقبرة المحاصصة الطائفية .. فالقاعدة التي ستقوم عليها انتخابات مجلس النواب هي أساس  انتخابات مجلس المحافظات وكل ما بني على باطل فهو.... فهل هذه هي الشفافية الموعودة بعد ست سنين عجاف أكل العراقيين وشربوا شعارات وديمقراطيات ولا زالت الحرية (حربة) لكل توجه عليه مسحة من الوطنية والوحدة  أفتونا مأجورين إن كان في الحديث ما يخالف ما نقول ؟مجرد سؤال .
 
 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٩ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م