كلمة اللجنة التحضيرية للاحتفاء بالذكرى الثانية

لاستشهاد سيد شهداء العصر الرئيس القائد صدام حسين

 

 

شبكة المنصور

اللجنة التحضيرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يشرفنا إن نخاطبكم في هذه المناسبة التاريخية نيابة عن كافة اللجان التحضيرية للاحتفاء بالذكرى الثانية لاستشهاد شهيد الحج الاكبر, شهيد الامة العربية والعالم الاسلامي وكل الانسانية الخيرة المناضلة من اجل كرامتها وشرف كينونتها المؤسسة على فطرة الحرية التي جبلها عليها رب العزة سبحانه.


أيها الاخوة الاكارم:
لقد ناضل صدام حسين رحمه الله وشعبه وحزبه لسنوات طويلة قبل ان يتمكن من امتلاك زمام الامر في ثورته المجيدة عام 1968 التي بدأت مرحلة جهاد ونضال من نوع خاص, نضال من اجل نقل مبادئ واهداف وتطلعات حركة الثورة العربية المعاصرة الى حيز التنفيذ، وكان القائد التاريخي صدام حسين هو قدر الامة في العراق الذي كتب له الله سبحانه ان يتصدى لعمليتي بناء نظرية العمل في الميدان, أي نقل الافكار النظرية للتطبيق لاول مرة بهذا الحجم والعمق والسعة من جهة، ولقيادة الانجازات التاريخية العملاقة التي تواصلت طيلة سنوات عمر التغيير الثوري التي امتدت خمسا وثلاثين عاما ونقلت العراق الى حافات الانضمام الى مجموعة الدول المتقدمة من جهة اخرى.


لقد ترافقت عمليتي البناء الايديولوجي التطبيقي والانجازات العظيمة على الارض بعمليات مواجهة لم تتوقف بين الثورة وشعبها وقيادتها التاريخية وبين مختلف قوى الرجعية والامبريالية والصهيونية وادواتها المحلية والاقليمية والدولية التي وظفت كل طاقاتها وامكاناتها لتحجيم ثورة العراق العمرانية والتربوية والاقتصادية والصحية والزراعية والتجارية والنفطية والعلمية وانتقلت بشكل تدريجي متصاعد يتناسب مع تصاعد اداء شعب العراق العظيم في ميادين البناء والاقتدار فانتقلت من مؤامرات التجسس الى مؤامرات داخلية للانقضاض على الثورة الفتية, ثم الى تأجيج فعل التمرد العميل في شمال العراق مدعوما من قبل قوى اقليمية وقف نظام شاه ايران في مقدمتها, وصولا الى اعلان الحرب على العراق من قبل نظام خميني المجرم والتي استمرت بعناد وصلف وعنجهية فارسية طائفية مقيتة لثمان سنوات خسر فيها البلدان الجاران ما هو باهض وغالي الكلفة في الارواح والممتلكات حتى تجرع خميني السم الزعاف واضطر بعد هزيمة ساحقة ومخزية لقواته بدأت بتحرير الفاو التاريخي وانتهت بدخول القطعات العراقية الى العمق الايراني لانهاء مقاوماته وحشوده الهمجية لقبول قرار وقف الحرب.


وبعد ذاك النصر المؤزر على ايران ومن دفعها وامدها وغذى عنجهيتها لاستمرار الحرب ثمان سنوات دخلت اميركا ساحة المواجهة بنفسها وبكل ثقلها كأكبر واقوى دولة في العالم فاعلنت الحصار على العراق اواخر عام 1989 بايقاف شحنات غذاء وقمح واجهزة علمية مدفوعة الثمن. ثم دفعت حكام الكويت إلى شن حرب اقتصادية خطيرة ضد العراق الخارج توا من الحرب مع ايران والمتحمس لاستعادة عافيته والانطلاق من جديد في خطط التنمية والاعمار ولم تنفع جهود القيادة في العراق وبكل حلقاتها الدبلوماسية بما في ذلك جهوده عبر القمة العربية وعبر وساطات عربية مختلفة قامت بها العديد من الاقطار العربية اضطر العراق للتحرك لحماية نفسه من الامتداد الجديد للحرب الايرانية فكانت المواجهة على ارض الكويت ومنها انطلقت الحرب العالمية الثالثة ضد العراق كما ارادت وخططت اميركا والصهيونية وايران.


ثم جاءت حلقة الحصار الجائر الذي لم يشهد له تاريخ البشرية مثيل وتواصل لاربعة عشر عاماً ترافقه رجعات متواصلة للعدوان بالصواريخ والطائرات مما ادى الى ادخال عناصر انهاك واسعة في قدرات العراق الاقتصادية والعسكرية، ومهد الارض للغزو المجرم والاحتلال الغاشم عام 2003.


هكذا يتضح أيها الاخوة .. ان استهداف العراق كبلد حر مستقل يؤسس لتجربة عربية متطورة لم يحصل له مثيل في التاريخ الحديث والمعاصر انتهى بما آل اليه الاستهداف الاجرامي المتواصل الى الاحتلال، وكان على اميركا والاقزام العملاء ان يتوجوا ما ظنوا انه نهاية للحلم العربي الكبير باغتيال قائد الحلم وزعيمه ورائده الكبير صدام حسين ... ألا خسئوا ...
لقد دبر القائد صدام حسين رحمه الله ورفاقه ووضع خطط المقاومة للاحتلال واعد عدتها وقادها من لحظة بدء الغزو في جنوب العراق وتواصلت الى هذه اللحظة مكبدة العدوان واعوانه خسائر فلكية ادت الى نتائج منظورة وغير منظورة من بين اهمها واخطرها سقوط الامبراطورية الاقتصادية الامريكية كمقدمة هامة لسقوط الامبراطورية الامبريالية الصهيونية كلها واستعادت روسيا امكاناتها المادية والعسكرية وعودتها كند معلن للقطب الواحد بعد سنوات الغياب شبه الكلي وتصاعد الدور الصيني وقوى اخرى في العالم تنبئ بعودة التوازن الدولي من جديد. وقاد الشهيد المقاومة التي لم تتوقف يوما واحدا والى ان تم اسره واعتقاله.


أيها الاخوة الافاضل:
ان غزو العراق واغتيال قائده بطريقة همجية تنم عن حقد اسود وازدراء لمشاعر ملايين العرب والمسلمين واحرار العالم قد لخصت موقف الامبريالية والصهيونية تجاه الامة وتطلعاتها المشروعة. ويجب علينا ان ننظر لها من زاوية مضادة ومنطقية لارادة اليمين الامريكي الصهيوني فنمارس وندعوا ونحشد كل الطاقات الممكنة لتجذير وتعميق وتوسيع دائرة المقاومة الظافرة بكل انواعها واتجاهاتها ولكل القوى الوطنية والقومية والاسلامية لتوجيه المزيد من الطعنات الموجعة التي تعمق من ازمات اميركا المحتلة المجرمة وتزيد من مأزقها في ربوع الرافدين حتى تاخذ معها منسحبة تجر اذيال الخيبة كل مشاريعها الاجرامية ومخططاتها العدوانية في العراق والامة والمنطقة، ونحقق بذلك ارادة الشهيد الوطنية والقومية والانسانية التي تنبأ بها في اسقاط وتدمير الفيل الامريكي ونعلن دوما وابدا عن خلوده الفكري والتطبيقي كواحد من بين اهم قادة العروبة في حياتها الحديثة والمعاصرة.


ان دعم المقاومة بكل السبل وفك الحصار الاعلامي عنها وابتكار وسائل تعضيدها المعنوي والمادي هو ترحم من طراز فريد على روح فقيدنا الحبيب ومدد طبيعي لرسالته الخالدة.


ولا يفوتنا ان ننتهز الفرصة لنسجل آيات الاعجاب والثناء والاعتزاز برفيق الشهيد الخالد شيخ الجهاد والمجاهدين وقائد الغر المحجلين عزة النفس والعرب الرفيق المجاهد عزت ابراهيم الدوري ورفاقه المرابطون في قيادة قطر العراق وجبهة الجهاد والتحرير وفصائلها الظافرة وندعو لهم ولجميع فصائل العز والشرف والفخار المقاومة على ارض الرباط بالنصر المؤزر الذي نراه قريبا .. كقرب رحمة رب رحيم ويرونه بعيدا توافقا مع شياطين الفساد وخيبات الفشل الذريع والخيانة المذلة التي اسقطهم فيها بؤسهم وشقاء اهدافهم الحزبية والفئوية والشخصية المريضة الضيقة.


عهدا لشهيد الحج الاكبر ان يظل نبضا في وجدان الشرفاء وراية منتصرة بيد المناضلين والمجاهدين حتى تتحقق اهداف الامة التي قدّم من اجلها روحه وولده الشهداء الميامين.


الله اكبر والنصر للمقاومة البطلة
الله اكبر والنصر للعراق العظيم الحر الموحد
الله اكبر والنصر للامة التي عشقت صدام حسين وعشقها
الله اكبر والنصر لفلسطين حرة عربية من النهر الى البحر

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م