الاستراتيجية القتالية لدى دولة الكيان الصهيوني

 

 

شبكة المنصور

د. محمد رحال / السويد

الترويع في القتال الصهيوني  هو تكتيك قتالي مرحلي , وفي نفس الوقت هو استراتيجية صهيونية بنيت عليها الدولة الصهيونية , وهو الشيء الغريب حقا ان يكون الهدف الاستراتيجي هو اسلوب تكتيكي في نفس الوقت, تعد له وترسم له الاهداف الاستخباراتية وبدقة عالية  وتشجع الوسائل الاعلامية الصهيونية في نشر اخبار الترويع وتضخيمها لتقدمها كانجاز صهيوني  كبير تحقيقا لاهداف الرب الذي امرهم بذلك , والترويع في الحروب سياسة لااخلاقية ناجحة , وذات تكاليف بسيطة واضرار مهلكة , هدفه بالدرجة الاولى الهاء الخصم وبشكل كامل  في الاهتمام  بمآسي الترويع والمنتشرة في كل مكان , هذا اضافة الى الخسائر الهائلة التي تسببها هذه الانواع من الحروب ,. فقد تصل خسائرها الى المليارات خلال فترة وجيزة , اضافة الى فقدان الطرف الاخر السيطرة على الساحة المدنية والتي تتفاقم فيها المعاناة , وتتصاعد فيها النكبات , ويضطر الطرف الاخر الى صرف جزء كبير من قدراته القتالية  الى تحمل اعباء لم يكن مستعد لها او عجز عن تجاوز اخطارها, بل ولم يضعها في حساباته , او انه يقف عاجزا عن فعل اي شيء  في ظل تذمر شعبي لابد منه من بعض  فئات المجتمع المدني , في الوقت الذي تتفرغ فيه قوات الدولة الصهيونية  الى التسلي بضرب وانتقاء اهدافها القتالية , فتدمير الاف المساكن  يظهر حالة كبيرة من فقدان الامن في البيوت , والمساكن , وبالتالي تنشأ عنها نوع من حالة الفوضى والذعر , ويضاف لها حالات القتل المتعمد للمدنيين والتي  تسبب نفاذ الاحتياطي الاسعافي  لاصابات المعارك , وتدمير المدن تتسبب اعاقة كبيرة جدا لتحرك المقاتلين  , وتموين المدنيين .


لقد كانت حربي تموز في جنوبي لبنان وحرب غزة مثالا صارخا لهذا الترويع , وقد استفاد الجانب الصهيوني من مايسمى  فشلها في الترويع الكامل في الجنوب اللبناني , حيث استفاد الجنوب اللبناني من دعم لبنان الكامل لاهل الجنوب , وهي ميزة ربحها حزب الله انه كان في المعارضة اللبنانية , وبالتالي فقد كان لزاما على الحكومة  تحمل كل مصائب الحرب اللبنانية ودون شكر باعتبارها  مصنفة على انها عدوة للمقاومة , وساهم المجتمع اللبناني ومعه المجتمع العربي وعلى رأسه سورية في تحمل الكثير من تلك الاعباء , وفي الغالب قبل وقوعها , وساعد وجود اعداد كبيرة من المصطافين  المغتربين من حملة الجنسيات الغربية في دفع تلك الدول الى التدخل لحماية واخراج حملة جنسياتها , ويضاف الى تلك العوامل  فصل الصيف والذي خفف من معاناة الناس , هذه العوامل كلها وضعت امام القيادة العسكرية الصهيونية ودرست بالكامل , فسعت في الطرف المصري الى اغلاق الحدود تماما ولمدة اكثر من عام , حرم منه الشعب الفلسطيني من ادنى متطلبات الحياة , وصعدت من الخلاف بين الاخوة الاشقاء في البلد الواحد , وساعدها في ذلك بعض ضعاف النفوس ممن رضي ان يبيع نفسه لهم , واختارت فصل الشتاء القاسي في برودته , ومن ثم بدات حربا استفرست فيه عوامل التدمير الشامل شعبا اعزل فقد حتى متطلبات العيش البسيط فضلا عن امتلاك ادوات المقاومة , وشوهد هذا الشعب البسيط والذي كان يعيش في غالبه في بيوت سقفها الصفيح , وفراشها طراريح الاسفنج متعددة الاستخدام من فرش ونوم في نفس الوقت , وهي نعمة استكثرتها على هؤلاء البؤساء الة الحرب الصهيونية , لتزيد من تشردهم ومعاناتهم , وتزيد فوق التشرد والفقر والعوز والمرض , امرض الحرب المتنوعة واقلها الحرق وتقطيع الاطراف .

 
ان سياسة الترويع في الاستراتيجيات الصهيونية  من المفروض ان تحظى بدراسات كافية لدى اي طرف مقاوم لهذه الدولة اللعينة , ومن المفروض عليها مراعاة ان الضحايا المدنيين هم ضحايا الغدر الصهيوني ولكن هذا لايمنع ان يكون هناك خططا اولية لحماية المدنيين قبل المخاطرة باي عمل عسكري  ومحاولة فهم خطط العدو الصهيوني في ابداعاته في الاجرام ولقد ادركت هذه المخططات القيادة العراقية المقاومة للاحتلال الامريكي في العراق , فقامت بتوزيع المؤن ولمدة ستة شهور دفعة واحدة  من مخزونات التموين ورغم الحصار الظالم الجائر قبل الاحتلال ولكل ابناء الشعب العراقي.

تحرير العراق وفلسطين وطرد الحكام الخونة واجب شرعي وانساني يفرضه الشرع والمنطق

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٢١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م