مواقف نضالية في زمن الأيام الطويل

﴿ الحلقة العاشرة ﴾

انهيار الجبهة الوطنية وتفرد الزعيم الأوحد والحزب الشيوعي بالسلطة

 

 

شبكة المنصور

ابو عمار المخضرم

شهد العراق بعد أقل من ثلاثة أشهر على قيام ثورة 14/تموز/ 958 أحداثا جساما و مآس" مروّعة نتيجة لتفرد الزعيم عبد الكريم قاسم بالسلطة بمساعدة شريكه الحزب الشيوعي العراقي الذي تنكّر لشركائه وحلفائه في جبهة الإتحاد الوطني وهم حزب البعث العربي الاشتراكي وحزب الاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي ، وتحديدا بعد آخر زيارة لعبد السلام عارف لمدينة بعقوبة بتأريخ 14/ 9/1958 وما سبقها من زيارة مدينتي الحلة والنجف الأشرف حيث تلى ذلك إبعاده عن السلطة وعن العراق بإعتماده سفيرا للعراق في بون – ألمانيا وكانت أهم أحداث تلك الفترة لغاية نهايات عام 1960 تتمثل – باختصار- في المحطات التالية :


1- اعتقال عبد السلام عارف بعد عودته من ألمانيا بتهمة التآمر بتأريخ 5/11 / 1958 وما أعقب ذلك من حملات قمع لمناضلي البعث وكافة القوى القومية التي لا تتفق مع مخططات الشيوعيين والسلطة الدكتاتورية.


2- اختلاق النظام الدكتاتوري والشيوعيون لما أسموه ((مؤامرة رشيد عالي الكيلاني )) بتأريخ 7/2/ 1959 وما تلى ذلك من اعتقالات وتصفيات جسدية لكل القوى البعثية والقومية.


3- ثورة العقيد الشهيد عبد الوهاب الشواف في الموصل وما تبعها من مجازر دموية طالت البعثيين والقوميين وأبناء الموصل وبناتها ووجهائها وشيوخ عشائرها وعلماء الدين فيها وتجاوز ذلك الى عموم مناطق العراق ...


4- إعدام كوكبة من المناضلين البعثيين من بينهم الشهداء الخالدين فاضل الشكرة وممتاز قصيرة – مسؤول الاتحاد الوطني للطلبة في الموصل وعبد الصاحب الرماحي مسوؤل الاتحاد الوطني في الديوانية – وغيرهم ...


5- إعدام كوكبة من قادة وضباط الجيش العراقي الباسل بتأريخ 20/ 9/ 1959 وفي مقدمتهم الشهيد ناظم الطبقجلي فيما سميّ :(مجزرة أم الطبول).


6- قيام الشيوعيين و(حلفائهم) بتنفيذ مجزرة كركوك المعروفة بتأريخ 14/ 7/ 1959 والتي طالت بشكل خاص المواطنين التركمان ...


7- محاولة اغتيال الزعيم الأوحد في تشرين الأول عام 1959 تلك المحاولة البطولية التي كانت تمثل التحدي الاسطوري للدكتاتور الأوحد وشركائه الشيوعيين والتي نفذّها بعض فتية البعث الأشاوس فكانت مثار إكبار وتقدير الشعب الذي انفتحت جماهيره الغفيرة لاحتضان البعثيين والإلتفاف حول حزبهم العتيد .


8- تخلي الزعيم الأوحد عن تأييده المطلق للشيوعيين بعد شعوره وتأكده بأنهم يخططون للسيطرة على الحكم وانتزاعه منه واعلانهم عن ذلك التوجه من خلال شعاراتهم وهوسا تهم مثل ((.....حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي )) و ((سبع ملايين تريد حزب الشيوعي بالحكم)). وقد عبر عن موقفه ذلك في خطابه الشهير في كنيسة (مار يوسف) ببغداد عقب مجزرة كركوك وامتداد حملة الإعتقالات لتشمل بعض عاصر الحزب الشيوعي ..


لقد أعقب ذلك الموقف (القاسمي) نوعا من الانفراج النسبي حيث خفت وطأة الإرهاب والقمع لأجهزة السلطة الرسمية ، أما الشيوعيون فقد استمروا في نهجهم العدواني ضد كل ابناء الشعب المعارضين لهم واستمرت منظماتهم الحزبية والواجهية في ممارسة أنشطتها التعسفية والقمعية التي تجسّدت في مطاردة المعارضين والتنكيل بهم و(سحل) البعض منهم بالحبال ..!!


السجن ثمّ الإبعاد
**************


كان من الطبيعي إن اتعرض الى الملاحقة ومحاولات القتل والسحل شأني في ذلك شأن آلاف المناضلين خاصة بعد ثورة الشهيد الشواف في آذار /1959 .. فزج بي في سجن الموقف ببغداد ثمّ الإحالة الى لجنة التحقيق الخاصة التابعة لمحكمة المهداوي سيئة الصيت برئاسة العقيد ( نوري الونّة) في وزارة الدفاع.


وأخيرا و بعد خطاب الزعيم الأوحد في كنيسة(مار يوسف) صدر قرار من الحاكم العسكري أحمد صالح العبدي بإبعادي الى الناصرية بعد أن برأت اللجنة المذكورة ساحتي لعدم توفر الأدلة الكافية للإدانة واكتفت بتوصية الابعاد وكان الفضل في ذلك يعود الى المرحوم المحامي (عبد الستار..) عضو الجنة الذي كانت تربطني به علاقة معرفة منذ أيام النضال ضد العهد الملكي تحت راية الجبهة الوطنية.


وقد تمّ تسفيري (مخفورا) الى الناصرية فوصلتها بالقطار بتأريخ 1/4/1960 ...فكانت صفحة وساحة جديدة لعمل نضالي لاتنسى ذكرياته سأرويها في حلقة قادمة انشاءالله .

 

ابو عمار المخضرم
بغداد ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت  / ١٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م