رؤية قومية دينية جهادية سياسية في كلمة المعتز بالله عزت ابراهيم الدوري

 

 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم
( قل سبحان ربي ، هل كنت الا بشرا رسولا )


وروى مسلم في صحيحه : ( انما انا بشر مثلكم ، اذا امرتكم بشيء من امر دينكم فخذوا به ، واذا أمرتكم بشيء من امر دنياكم فانما أنا بشر ) .


لقد كان محمد واقعيا بعيدا عن الخيال ، وكان اذا اراد شيئا هيأ له أسبابه . لقد عمل الرسول بكل مباديء الحرب المعروفة ، اضافة الى مزاياه الشخصية الأخرى في القيادة ، لهذا انتصر على اعدائه ، ولو أغفل شيئا من الحذر والحيطة والاستعداد ، لتبدل الحال غير الحال .


لماذا كان اذا اراد غزوة ورى بغيرها ؟ ولماذا كان يأخذ بمبدأ الحرب ( خدعة ) ؟
ما ذا كان يحدث لو تردد قبل معركة بدر ، عندما رأى المشركين متفوقين على اصحابه بالعدد والعدة ؟
ماذا كان يحدث لو استسلم لليأس في معركة أحد بعد أن طوقته قوات المشركين المتفوقة من كل جانب ؟
ماذا كان يحدث لو ضعفت مقاومته للاحزاب في غزوة الخندق ، خاصة بعد خيانة اليهود ، حين اصبح مهددا من خارج المدينة ومن داخلها ؟
ماذا كان يحدث لو لم يثبت الرسول مع عشرة فقط من أل بيته والمهاجرين بعد فرار المسلمين في غزوة حنين ؟
كيف نفسر اصابة الرسول بجروح خطرة في معركة( احد ) عندما خالف الرماة أمره وتركوا مواضعهم لجمع الغنائم ، فخسر سبعين من ابطال المسلمين في هذه المعركة ؟


ان سيرة الرسول العسكرية ، تثبت بشكل جازم لا يتطرق اليه الشك ، بأن أنتصاره كان لشجاعته الشخصية وسيطرته على اعصابه في احلك المواقف ، ولقراراته السريعة الجازمة في اخطر الظروف ، ولعزمه الاكيد على التشبث بأسباب النصر ، ولتطبيقه كل مباديء الحرب المعروفة في كل معاركه – تلك العوامل الشخصية التي جعلته يتفوق على اعدائه في الميدان ، ولو لم تكن تلك الصفات الشخصية فيه لما كتب له النصر .


يمتاز المعتز بالله عزت الدوري بمزيتين مهمتين : الاولى عرفته قائدا عصاميا مؤمنا بما أنزل الله وبسيرة نبي الحرية محمد عليه الصلاة والسلام ، والثانية حياته لخدمة وطنه وامته ودينه ، ويمتلك قدرة على التفاعل مع الحزب والجماهير والاسهام في العملية الجهادية التي يقودها ، وفي ظل الغزو والاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي للعراق عرفت من اصدقاء واحبة ممن اختاروا طريق الجهاد على طريقتهم ، ومن محبي القائد الشهيد صدام حسين ، ان القائد الثابت على ارض العراق عزت الدوري ، استطاع ان يحقق انجاز كبير في العمل الجهادي رغم ظروفه القاسية والصعبة ، وتمكن من توحيد ارادة وجهود المناضلين والمجاهدين تحت لواء الجهاد والتحرير على قاعدة برنامج واضح ، ومقنع ومفهوم من قبل القوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال ومؤيدا من جانبها ، وهذا ما حصل منذ التاسع من نيسان .


بعد استشهاد القائد صدام حسين تولى المسؤولية الامامية وهو الذي اعاد تنظيمات البعث و قاد مسيرة الحزب والحركة الجهادية وحدد اتجاهاتها الرئيسية وحل معضلاتها المعقدة وواجه المخاطر الصعبة والدقيقة المحدقة به وبالمسيرة في اطار ايمانه بالله وبحتمية النصر .


انا كعربي مسلم ومستقل عبر متابعتي وما قرأته وسمعته بكلمته يوم امس بذكرى تأسيس الجيش العراقي البطل اردت ان اضع نقاط فوق الحروف :


المعتز بالله عزت الدوري واضح انه يمتلك الشعور بالقوة ، والتصميم ، والتفاؤل ، والثقة العظيمة بالمستقبل رغم ظروفه التي تحدق بها المخاطر والصعوبات ، وفي مقدمة ذلك انتشار قوات الاحتلال الاميركي وكلاب الفرس والشعوبيين الحاقدين على ارض العراق .


كلمة شيخ المجاهدين فيها الاخلاص والعلمية والخبرة والمعرفة والدراية ، اراد من خلالها الاعلان عن رغبته كقائد ميداني لمسيرة حزب البعث وفصائل الجهاد والتحرير بالتفاعل مع حركة الحياة الصاعدة الى امام .


واي عاقل يستطيع ان يفهم من كلمته وانا اراها مبادرة وطنية قومية اسلامية نهجها :


1- اعطاء صورة عامة عن الوضع الداخلي بظل الغزو والاحتلال ، ووصف المعالم الاساسية لدور رفاق البعث والقوى الوطنية والقومية والاسلامية في الظروف الراهنة وعلى ضوء سقوط ادارة الاحمق بوش الصغير . وخيار الشعب الاميركي لأدارة جديدة ، كان من اولى شعاراتها الانسحاب من العراق خلال 16 شهر .


2- مراجعة الاهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية


3- تحديد الافكار والاتجاهات والاهداف الاساسية للمرحلة القادمة في ضوء المعطيات العربية والدولية والاخطار الجسيمة المحدقة بالوطن والحزب والظروف الموضوعية الراهنة على الصعيدين القطري والقومي والدولي .


4- اراد ان يقول لمناضلي الحزب وجماهير العراق والقوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال انكم في هذه المرحلة وبسبب ما يمر به العراق من ظروف مطالبين بالوحدة والتماسك والتسامح والمحبة والعمل على اقامة جبهة الجهاد والنصر . وهذه الدعوة تحمل في طياتها شجاعة فائقة في الملمات ، وبدرجة اعلى من الظروف الاعتيادية .


5- الايمان المطلق بأهمية الوحدة الوطنية والتماسك من اجل التحرير واستقلال العراق ومنع المداخلات والشرور الخارجية العربية والاجنبية .


لقد قالوا ان السياسة هي فن الممكن وقالوا ان السياسة هي فن المناورة ، وشيخ المجاهدين بمبادرته يقول ان السياسة هي كذلك مع الخصوم ، اما مع الاصدقاء ومع الشعب السياسة كما يعرفها تراثنا الفكري والسياسي ، هي رعاية مصالح الناس ، فأن السياسة تصبح في هذا الحال هي فن الصدق : الصدق الذي لايربك المناورة ، ولا يخسر الممكن طالما ان هذا الممكن لا يتناقض مع مصلحة الجماهير .


ان فن الصدق اكثر صعوبة ودقة من فن المناورة او من فن الممكن ، ولكنه الطريق الوحيد لتحقيق الاحترام والحب الجماهيري للقيادة السياسية ، الحب والاحترام اللذان يولدان العطاء الشعبي اللامحدود ، كما يحققان الثقة الشعبية بالقيادة بشكل يمكنها من المناورة مع الخصم ، ومن تحقيق الممكن الذي تحدده من اعادة القدرة على الفعل في اطار موازين القوى القائمة والمفهومة للقيادة وللشعب في ان واحد .


لقد كانت مأساة احتلال العراق وغزوه من 9 نيسان 2003 ، نتيجة حتمية لتأمر القوى الدولية الكبرى في عالمنا المعاصر . ومبادرة شيخ المجاهدين ستفرض على الطبيعة الدولية القضية العراقية وتفرض امتداد جهاد الشعب العراقي السياسي على المسرح العربي والدولي بكامله ، وسيرافق هذه المبادرة تجميع قدر كبير من الرأي العام الى جانب جهاد ونضال وحق الشعب العراقي .


كنت قبل أقل من شهرين اتحدث مع اخ كريم رئيس دولة عربية عن اهمية العراق كونه حامي حمى الجناح الشرقي للامة ، واستطرقت لما قدمه العراق للامة من تضحيات بالارواح والمال ، واشرت للاطماع الفارسية في المنطقة وما تفعله عصابات الصفويين اتباع دين اسماعيل الصفوي ، ومسعى ملالي ايران لتأسيس حرس خميني في المنطقة الشرقية من السعودية .


قال لي والله اظنك عراقي اكثر من العراقيين ، وسألني ما الحل ؟ بلا تردد قلت حزب البعث بقيادة عزت الدوري والقوى الوطنية العراقية والقومية والاسلامية ، وشيوخ القبائل العربية من اهل السنة والشيعة والشخصيات العراقية الوطنية المستقلة ، وعلماء الدين العرب من اهل السنة والشيعة ، وذكرت فضيلة الشيخ حارث الضاري واية الله البغدادي واية الله الخالصي ومن مثلهم ومعهم .


قال انا اعرف الاخ عزت واحترمه . و سألني هل انت متأكد من وجود السيد عز ت الدوري على قيد الحياة وفي العراق . ومن وجود حزب البعث . قلت نعم وكما أرى فخامتكم أمامي . وقبل ايام كلمني صديق عربي صدوق ومسؤول في دولة عربية سألني ( كتاباتك الى اين ؟ وماذا تريد الوصول اليه ؟ ) قلت الوحدة الوطنية العراقية وتحرير العراق من الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي . وسأل هل أنت متأكد من وجود السيد عزت الدوري على قيد الحياة ؟ واين هم البعثيين على الساحة العراقية وعندنا الالف منهم لاجئين .


قلت : انا لست بعثيا كما انني لست مخولا بالحديث عنهم ، ولكنني متأكد انهم فاعلين على الساحة وجبهة الجهاد والتحرير هم والقوى الوطنية معهم ، استطيع ان اقدم اليك عن فعاليتها عبر ما تنشره المواقع الالكترونية الوطنية وانا اثق بها وعليه اكتب عبرها . واما الاخ شيخ المجاهدين فهو والحمد لله حي يرزق ويقود المجاهدين في داخل العراق . ) سال هل التقيت به لتكون بهذه الدرجة متيقن . قلت لا ولكنني عبر رفاق درب طويل اثق بهم اعرف هذا ومتأكد منه .


لقد ذكرت ما تقدم لأقول الى الاجيال العربية الصاعدة التي عليها ان تقدم ارواحها وقودا لمعركة الشرف وتحرير فلسطين والعراق ورد الاعتبار و مسح العار ، والى شعب فلسطين البطل الجريح الذي ضحى بكل شيء في الذود عن شرفه وتراب اجداده ، وتحمل قسوة التشرد وفقدان الاهل والوطن ولا زال صامدا صابرا يتطلع باصرار الى يوم العودة ، أبشروا جيش القادسيتين ورفاق صدام ومحبيه والقوى الوطنية العراقية قادمون ليكونوا معكم وليس عليكم . واقول لأبناء العراق العربي المسلم عليكم بالوحدة والتماسك من اجل وطنكم العراق ، واعلموا ان هجمة فارسية ستظهر على وسائل الاعلام ينفذها عرب بالهوية وفرس مجوس بالفكر والدم ، وسيلاقون دعما من دول عربية واجنبية ( ماديا ومعنويا) للتخريب على مبادرة شيخ المجاهدين المعتز بالله عزت ابراهيم الدوري . عليكم اقولها للمرة الالف توحدوا .. تماسكوا .. تعاضدوا ، والامة العربية والاسلامية تتطلع اليكم ، لنتسامى على الجراح ، بادروا الى تشكيل مجلس سياسي للجهاد والنصر . ويشرفني وكل الاحرار العرب والمسلمين واحرار العالم سيكونون معكم في مسيرة الجهاد والنصر على الاعداء .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ١١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م