لنكن صرحاء .. أين العراق تحت الشمس العربية

 

 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم  

﴿ وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا .

 

  • يقول ابو بكر رضي الله عنه :( فأن رأيتموني على حق فأعينوني ، وان رأيتموني على باطل فسددوني ، او قوموني ) .

  • يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :( من رأي في اعوجاجا فليقومه ) .

 

 

منذ البدء ، وبدون تردد ، اقول مع الكثيرين بأن العراق العربي غاب عن الشمس العربية ولم يشكل أي منعطف على اهميته في مناقشات القادة العرب في قمة الكويت  . و ما يهمني شخصيا في هذا المقام ، ليس الظرفية السياسية وملابسات الاحداث وخلفياتها ، وحوافز الافعال وردودها وتبريراتها ، وانما أتوقف عند غياب وحدة الصف الوطني العراقي من تحت الشمس العربية عمقيا في مسار الاحداث العربية الحديثة ، وعن بنيات اوليات التحولات المواكبة لهذا الواقع المتفجر الجديد من القضايا المسكوت عنها في الحقل السياسي والايديولوجي العربي .

 

يقال ان التاريخ كثيرا ما يحركه الاسوأ . لذلك لا يمكن ان نحصر حرق غزة في جانبها القانوني والانساني ، لأن الاجتياح الصهيوني ولد سلسلة من رود الفعل وشخص حدثا وصراعا سياسيين ، وفتح امام الحاضر العربي الذي كان يبدو مزنوقا ، امكانات للحركة والتبادل .

 

على ضوء هذه الملاحظات ، اعتبر ان (  التحريك ) الذي احدثته مأساة غزة هو ذو طبيعة ملتبسة ، لكنه – ومهما اختلفت مواقفنا المبدئية – سيخلف تأثيرات عميقة قد لا تتطابق بالضرورة مع ( نوايا ) المحركين الفاعلين راهنا على الساحة السياسية . وبالنظر الى المشهد السياسي العربي العام الذي يندرج ضمنه هذا الحدث .

 

القوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال مغيبة  عن  الشمس العربية  والسبب هو اهتزاز مفهوم ( الريادة ) والقيادة التاريخية في تحرك وتوجه قيادات الحركة الوطنية العراقية ، و القول الفصل للافعال لا للنوايا والتصريحات النوستالجية ، ان الاحداث الجارية في الوطن العربي تعطي الاولوية للافعال التي تجدد الممارسة والسياسة ، وتفتح افقا حقيقيا للصراع من اجل التحرر والتخلص من الغزو السياسي الفارسي وتحقيق المصالح في ظل الوحدة الوطنية الديمقراطية . ومن ثم لا فرق بين ان يأتي الفعل من داخل العراق    أو من الخارج.

 

ايها الاخوة العراقيين الاحرار

 

( هل يستوي الذين  يعلمون والذين لا يعلمون )

 

تابعت احداث غزة  وكتبت  بشكل يومي  والعواصف تحدق بنا من كل جانب ومصائرنا جميعا بدون استثناء معلقة في يد الاقدار حتى اكاد رغم انفي وايماني الذي لا يتزعزع لأشعر بالعجز والحيرة والضيعان ، والسبب في ذلك ان حيرتنا وعجزنا هما من صنع ايدينا ولا يمكن تفسيرهما بأية قواعد من المنطق او العقل .

 

كتبت لأنني اعتبر من المسلمات اننا امة عربية واحدة يتجاوز عددها ثلاثمائة مليون نسمة ، واننا وطن تبلغ مساحته اربعة ملايين ميل مربع وموارد لا حصر لها .  وحمدا  لله ان القادة العرب  وبمبادرة كريمة وشجاعة  من خادم الحرمين الشريفين  عبدالله بن عبد العزيز في يوم القمة الاول ، هداهم الله و  استدركوا ان قوة اسرائيل تكمن في تفتيت الامة العربية وتقطيع اوصالها ثم الانقضاض على كل قطر من اقطارها ، قطرا بعد قطر ، وشعبا بعد شعب ، ثم فرض الصلح الاسرائيلي ، او على الاصح الهيمنة الصهيونية ، وهناك اشارات مبطنة لكنها واضحة عن المخططات والاطماع والادوار والادوات الفارسية وسعيها للتأثير على مسار الامة   او عقلها والعبث بحقوقها .

 

النظام العربي الرسمي قد وقف طوال السنوات الستة من غزو العراق واحتلاله الى جانب اميركا والفرس وخطابه كان متناقضا مع نفسه ، وفجأة صفعته الاحداث ، وفجاة اكتشف كم هو عاجز مرهون لمحتقريه .

 

المبصرين منذ زمن قد رأو بأسى خلال السنوات الماضية  جلاء الطعنات للعراق العربي وشرخه والتأمر على الرئيس صدام حسين واغتياله ، ودعم ايران وتقديم اجساد العراقيين قرابين لألهة ابناء اسماعيل الصفوي .

 

المقاومة العراقية الباسلة رغم تفرق صفوفها  اسقطت اسطورة التكنولوجيا والجيوش التي لا تقهر و جعلتها تقف عاجزة  ، وسيكتب الف دراسة وكتاب وبحث عن بطولة وبسالة المقاومة العراقية  البطلة .

 

اين انتم ايها العراقيين الوطنيين الرافضين للاحتلال  الاميركي وللغزو الفارسي السياسي من الشمس العربية ؟  

اين انتم ايها المجاهدين العراقيين البواسل من القيادات السياسية العراقية  العاجزة عن الوحدة والتماسك  ؟

 

اليس من عجب العجاب  امر اهل السياسة العراقية الوطنية الرافضة للغزو والاحتلال :  الاخطار محدقة وهم مصممين على عدم التوافق والتماسك والاتفاق على الحد الادنى ، مصممين ان لا يتساموا على الجراح . 

 

على ماذا الخلاف والاختلاف ؟  على من تتفرجون    ؟ اوامر من تنتظرون  ؟  بتفرقكم جعلتم  الكل يراكم  عاجزين ولا وجود لكم .  وهذه مأساة للعراق ولأهلكم وابناءكم واحفادكم   .  لقد دمرتم  احلام وامال الشعب العراقي في  الوحدة واالتحرير حتى اضحت طيفا من الخيال .

 

انني اجد نفسي في حاجة الى تقديم المعذرة الى الاخوة  العراقيين والعراقيات  اولا . والى القاريء لخوضي في خصوصيات الاخوة العراقيين  ،  ولو كنت اكتب في صحافة اجنبية لأحجمت عن الخوض في اوضاع القوى الوطنية العراقية لأنها مسلمات لا تحتاج الى حيثيات .

 

لنكن صرحاء

 

اذا  اعتبرنا  للبعث العربي الاشتراكي وجبهة الجهاد والتحرير نصف مليون بطل عراقي  مستعد للنضال على مختلف سلالمه ودرجاته  وهذا الرقم بمعادلة رياضية بسيطة أفسره للمشككين  :  السجلات التي وجدتها قوات الغزو والاحتلال والوثائق التي سلمها احمد الجلبي وجلال الطالباني ل 16 جهاز استخباري امريكي ، فيها ما يتجاوز اربعة ملايين بعثي منظم بدرجة مؤيد ونصير ونصير متقدم وعضو عامل وفرقة وشعبة وفرع وقطرية .  تعالوا لنسقط من هذه الهيولة 95% بين (  انتهازي ومرتد وجبان وخائر ومتردد ومصلحي  وكبير سن)  يبقى أقلها نصف مليون عنده كرامة والتزام وشجاعة واستعداد للشهادة  . وهكذا كل التنظيمات السياسية العراقية الوطنية وجبهات الجهاد والتحرير وجبهات الجهاد والتغيير والعشائر العربية والمستقلين والذين يخشون الله المؤمنين باهمية انقاذ وطنهم العراقي .  

 

الا يستحق هؤلاء من القيادات السياسية الوطنية العراقية ان تتسامى  على الجراح وتتوحد وتتماسك من اجل تحرير الوطن وتنتقل من حالة  الكلام الى الفعل ؟

 

أين هم ؟ لماذا متصارعين والكل رقبته تحت السكين  ووطنهم مذبوح من الوريد الى الوريد ؟!

 

احد اكبر عملاء الفرس  قبل شهرين ارسل لمجموعة ( اتحفظ على ذكر الاسماء ) ربع مليون دولار لكل واحد منهم والمهمة الوظيفية  المناط بهؤلاء هو تخريب واعاقة أي وحدة للقوى الوطنية العراقية الرافضة للفرس . 

 

لنضع  النقاط على الحروف الامة تتمنى  ان يبادر المجاهد  فضيلة الشيخ الدكتور حارث الضاري والمجاهد الرابض على ارض العراق  عزت ابراهيم الدوري و المجاهدين اية الله البغدادي واية الله الخالصي والشخصيات  الوطنية وهم كثر  الى الاعلان عن تحالف وطني عراقي  ، واختيار هيئة عليا سياسية تضم عشرون عضوا تمثل كافة الاحزاب والجبهات والشخصيات المستقلة وعلماء الدين المستقلين واساتذة الجامعات والمحامين والمهندسين  والعمال والفلاحين ، وشيوخ القبائل ،  تكون هذه الهيئة غير مكبلة بمواقف هذا الطرف  او ذاك وتبتعد عن التشنجات وعدم الموضوعية والواقعية على المستوى الوطني والقومي والدولي .  وتبادر الى الاتصال والسعي للاجتماع مع الدول العربية وبدون استثناء ، ومع تركيا وبلدان الاتحاد الاوروبي واميركا والصين ،  ومع الاحزاب السياسية والهيئات العربية والاوروبية  ودعوتهم للمناصرة  والمساندة من اجل تحرير العراق  ، وتستثمر امكانيات وعلاقات  القوى  السياسية  والشخصيات والمثقفين العرب لما يخدم هدف التحرير  والجميع مستعد ويتشرف بمثل هذه المهمة القومية .   

 

اتمنى  ( والامنيات في واقع  السياسة والحال لاقيمة لها بلا افعال )  .  ان تسارع القوى الوطنية العراقية للوحدة  والتماسك ،  و  تستدرك  خطورة عدم وحدتها وان لا يغيب عن بالها ان الفراغ يؤدي الى جعلها هدفا ويجعل العراق ،  ايران من يقرر  مصيره مع الاعداء .

 

( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ، واصبروا ان الله مع الصابرين )

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٢٣ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٠ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م