سيرك عربي عجيب

 

 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم  

( الا ان يشاء الله وأذكر ربك اذا نسيت وقل عسى ان تهدين ربي لأقرب من هذا رشدا ) 

صدق الله العظيم

 

* كوجيتو :  كلمة لاتينية معناها أفكر أو اعرف ، وهي جزء من عبارة شهيرة قالها ابو الفلسفة الحديثة ديكارت .

 

يكاد يجمع كبار مفكري العالم على ان الانحلال الذي يوشك ان يدمر المصير الأنساني ، مرده الى غياب الايمان بالله ، الذي هو أبرز ظاهرة في صميم الفطرة الانسانية ، اذا تخلى المرء عنه ، انحط الى ترس في ألة أو ذئب في غابة أو شاة في قطيع .

 

المتتبع لوسائل الاعلام المرئية والمقروءة عن نتائج العدوان الاسرائيلي الغاشم الهمجي البربري على غزة ، من قتل وقهر للانسان وظلم وتصفية واهانة للادمية والكرامة بشكل مرعب ونحن في القرن الواحد والعشرين

يجعله يحكم ان الصهيونية لا تؤمن بالله . ويجعلنا كعرب من حقنا وواجبنا ، ونحن نواجه بهجمة بربرية مزودة بكل اسلحة التدمير والتضليل والحقد والظلم والافتراء الشاملة ، ان يكون لنا ( كوجيتو ) يعبر عن وجودنا في هذه المرحلة الحبلى بالازمات والمحن – من حقنا جميعا أن نقول : نحن نقاوم ، فنحن اذن موجودين – والصحيح ان هذا القول ينطبق أصدق ما يكون الانطباق على اهل فلسطين والعراق ، وهم المجاهدين الذين يبذلون انفسهم وحياتهم لتحرير وطنهم .  غير ان العاجزين – من امثالنا – عن المقاومة المسلحة يمكنهم ايضا ان يتبنوا هذا ( الكوجيتو العربي ) شعارا لهم وطريق حياة .

 

ان كل فعل يضيف لبنة جديدة الى صرح النهضة العربية الشعبية ، وكل مساهمة مبدعة تدفعنا خطوة الى الامام نحو التقدم ، وكل انجاز جاد وصادق في شتى ميادين حياتنا الممتحنة والمهددة من كل جانب ، هو في الحقيقة فعل من افعال المقاومة ، والقائم به يقاوم – بطريقته وعلى قدر جهده – كل ما تبتلى به حياتنا من  فرقة وتشتت و شر وتسلط وفساد واهمال وانانية وقلة ذمة وموت ضمير ...

 

اخت مجاهدة عراقية ( نازك ) ارسلت على بريدي الالكتروني رسالة تقول ( انا اعرف انت لست عراقي وقضيتنا هي عربية وتعني كل شريف في امة العرب . وعلى كل فرد ان يكون مع الحق والحق يصرع بالتأكيد

وكثيرا ما تصيب الجماهير الغفلة ، فتقع فريسة للمشعوذين .. وعندما تصحو فقط – وقلما تصحو – نكتشف الكوارث التي حلت بنا .

 

هذه الرسالة دفعتني ان اكتب داعيا ليكون لنا ( كوجيتو عربي ) نؤكده ونثبت به وجودنا مع كل نفس وكل جهد مثمر وصادق وامين ... وما حدث في العراق وفلسطين وما نشاهدة على ارض غزة ، سنشاهده يتكرر وبشكل اكثر فظاعة في لبنان وسورية بدورة زمنية قريبة ان بقينا على هذا الحال ياعرب لا جمل يبقى  ولا قعود .

 

للاسف كثر لم يسمعوا ( بالجيتو اليهودي ) ، ولم يقرأوا عن الحركة الصهيونية ، ولم يعرفوا شيئا عن الولاء اليهودي المزدوج .

 

( الكنز المرصود في قواعد التلمود ) فيه : من يقتل مسيحيا يكافأ بالخلود في الفردوس . ان المسيح كان مجنونا كافرا لا يعرف الله ) .  وفيه : ادفع دولارا تقتل مسلما ! وهذا منشور يوزع في امريكا .

 

وبن جوريون يقول ( اذا كان ينبغي من اجل خير ارض اجدادنا ان نغزوا امما اجنبية ونستعبدها ونبيدها ، فيجب ان لا تمنعنا من ذلك اعتبارات أنسانية ) .

 

ومناحيم بيجن يقول :( نحن نحارب اذن نحن موجودين ) ! وابنة موشي دايان تقول العرب لم يقرأوا وان قرأوا لا يفقهوا .

 

وابا ايبان في كتابه ( قصة شعبي ) يقول : ( ان اسرائيل تصر دائما على ان تكون ذاتها لا تنتمي الى شرق او غرب ) !  ويقول ( جابو تنسكي ) مخاطبا اليهود : ( عليكم ان تحتفظوا بالسيف لأنه ملك ابائنا الاوائل .. ان التوراة والسيف انزلا علينا معا من السماء ) .

 

نحن العرب نرى سيرك عربي عجيب ، يلعب بأقدار الامة ومصائرها ، وليس على جدول اعماله الا مادة يتيمة هي ازالة الخلافات العربية ، التي تنمو كل يوم ولا تزول !  ومع كل هذه البلايا لا نخجل ان نقول اننا جادون في الاعداد لمعركة المصير ! وسنرد بالوقت المناسب . وفي الحروب نهرب على الحمير .

 

كتبت سنة 1967 اقول : لا سيدتي فيروز اجراس العودة لن تقرع . كان الثمن  امضيت عشرة اشهر اعتقال عرفي . واليوم اقول وامري لله : لا ياعرب لن تعود الروح مع غزة . وفلسطين لا تتحرر والعراق مغيب . والصفويين : ماكرين .. طابور خامس في الاسلام .. حاقدين .. كذابين في السياسة والاقتصاد .. حلفاء للصهيونية .

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الخميس  / ٢٥ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م