قيادات وطنية عراقية تخفي الحقيقة

 

 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

بسم الله الرحمن الرحيم
( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة )

 

• العطور تخنق بعض الحشرات ، والهواء النقي يخنق سياسيين كثيرين !
• عادة ما يخفي الانسان الضعيف ، الحقيقة ، بسبب خوفه من الاستبداد .. في حين يخفي المستبدون الحقيقة من موقع القوة .
• عندما تغيب الاسود لقضاء المهام الجليلة ، يسرح الذئب ويمرح ، وتبلغ سعادة ( الضبع ) قمتها فيقيم عرسا !
• حين نضع القرأن الكريم نصب اعيننا ، ونصدق في استيحاء هديه ، تذوب الفوارق ما بين سنة وشيعة ونصبح امة واحدة .
• الاخوة العربية الكردية اقوى من ان تهزها المؤمرات الصهيونية . ولسوف تثبت الايام ذلك .
• القرارات الهامة المتعلقة بالعرب والمسلمين والصادرة عن دول العالم الرئيسية : صهيونية .


عالم في اصول الدين .. شيخ جليل ارافقه في الصلاة والتعبد لله .. احترم فكره ورؤاه وشخصه . قال لي يوم امس:
( اخي في الله ، عرفتك تخشى الله .. واريد لفت نظرك ، كتاباتك عن الفرس فيها شيء من الدعوة للفتنة بين المسلمين ، تسأل عنها يوم القيامة ) .


انا متعبد ولا أخشى الا الله ، واكتب بأسمي الذي ولد مع ولادتي .. انا لست فقيها بأصول الدين . لكنني افهم ان دار الاسلام اذا دخلها العدو غازيا يصبح الجهاد فرض عين وعلى المسلمين جميعا مقاومته ما امكنتهم الفرصة واستطاعوا الى ذلك سبيلا . و العراق من ديار المسلمين دخلها الاميركيين والصهاينة والفرس المجوس محتلين وغزاة معتدين ، والله سبحانه و تعالى امر المؤمنين ان يكونوا على اهبة القتال لدفع الاعتداء ، وهذا قرأته لكثير من الفقهاء . والسيادة تعبير يجري في كتب القانون الدولي في العصر الحاضر ومؤدى هذا التعبير ان يكون سلطان الدولة اصلا غير مستمد من دولة اخرى . و العراق من 9 نيسان 2003 يحكمه جواسيس وخونة وعملاء يستمدون سلطانهم من امريكا واسرائيل وايران . فأين الدعوة للفتنة ما دام ملالي قم وطهران غزاة متحالفين مع اعداء الاسلام ؟!


يقول الكاتب الفرنسي ( البير بايه ) : ان الفكر الحر يجب في حال تطوره ، ان يخلع ثوبه الحربي ويصبح عامل وفاق ، وان من حق الانسان بنظر المفكر الحر ان يفحص وينتقد جميع الاراء .


في حين يمجد الاسلام العقل ، وغالبية مسلمي هذه الايام يلغونه تماما من حياتهم السياسية .


ما اريد قوله : العراق مستعمر ومدمر من كافة الجوانب و النفوذ الاميركي والفارسي المجوسي يسود على ارضه بدرجة كبيرة ويتحكم برقاب اهله قتلا وتشريدا واحكاما في الاعدام ، وتجويعا وافقارا واذلالا . وسياسة الوفاق بين القوى الوطنية العراقية المعارضة للغزو والاحتلال ، أراها شبه مستحيلة ، يرافقها عجز على صعيد العلاقات العربية والدولية ، وبين القوى الوطنية العراقية مساحة واسعة من الصراع رغم مرور ما يقرب من الستة سنوات على الغزو والاحتلال تخللها قتل ما لايقل عن 2 مليون عراقي وتشريد اربعة ملايين عراقي بين الداخل والخارج .


ليسمح لي المحسوبين معارضة وطنية ان اتساءل : هل واقع الخلاف والاختلاف وعدم الوحدة والتماسك الوطني طبيعي ؟ ! ام ان هناك قوى استخباراتية تمكنت من اختراق صفوف البعض وحولتهم للعمل لصالح اهدافها الخبيثة والهادفة لأستمرار التشتت والفرقة بين العراقيين الشرفاء ؟

 

من الحقائق الثابتة والتي اكدتها التجارب ان الحركات الوطنية والتحررية عندما تخترقها الاجهزة الاستخباراتية تتضرر من حالة الوفاق بين الدول ، كما تتضرر من حالة الصراع بينها أيضا .


حزب البعث العربي الاشتراكي ، امضيت في تنظيماته القومية ردحا من الزمن ، وابتعدت منذ ما يقارب من ربع قرن ، اعرف جيدا فكره واساليب عمله وافهم منهجيته ، ولي الف ملاحظة وملاحظة واهمها فتح الابواب لكل من هب ودب ، واعرف الكثير من الممارسات الخاطئة التي وقعت خلال فترة الحكم ، واعرف كثيرين تسلقوا مراكز في السلطة بغض النظر عن قاعدة الرجل الماسب في المكان المناسب ، اعرف عن ظهور خيانات وهذا قاله الرئيس صدام حسين قبل ان يسقط شهيدا من اجل وطنه وامته . ( والاعتراف في الخطأ فضيلة ) .


لنكن صرحاء


كلمة شيخ المجاهدين المعتز في الله الرابض على ارض العراق مجاهدا ومقاتلا رغم ما يحيط به من صعوبات لا تعد ولا تحصى ، جاء فيها دعوة صريحة لتوحيد القوى الوطنية العراقية من اجل انجاز مهمات تحرير الوطن العراقي ، وكان واضحا في دعوته الى تشكيل قوة من اجل انجاز التحرير ، و بين اهمية وجود ساحة مفتوحة للتفاعل في الاراء ضمن الالتزام بالجهاد والتحرير ، وقال صراحة بما معناه عفى الله عما مضى وسامح الله من أخطأ في التقدير واعاد حساباته السياسية ويريد العودة للصف الوطني الجهادي .

 

المتتبع للشأن العراقي كمستقل و بعين محبة ووطنية وقومية ودينية ، يلاحظ ان بعض الاحزاب الوطنية العراقية ، لم تتجاوب مع الدعوة بشكل موضوعي وشريف . بينما المفترض ان تبذل القوى الوطنية العراقية مجهود فكري اصيل ومنفتح من اجل تفهم الواقع الحي الذي يجري في البلاد ، ورفض الرضوخ لأي جهة استخباراتية من هنا وهناك .


انا اعرف بعض الشيء عن الظروف القاسية التي تعيشها القوى الوطنية في بلاد الاغتراب وخاصة المتواجدين في البلدان العربية ، واعرف ان مواقفهم قد تعرضهم للترحيل وقد تصل الى تسليمهم للصفويين . وعليه لا يطلب عاقل ومجرب المستحيل ، ولا بد من تقدير الظروف بمنتهى الحكمة والعقلانية . ولكن على القوى الوطنية العراقية ان تبتعد عن تهميش الاخر ، وواقع الحال يستدعي التفاعل الايجابي والثقة المتبادلة وبناء علاقات جبهوية متينة على طريق التحرير وانجاز المهمات الوطنية والقومية والدينية . وقد اصبح جليا ان جبهة الجهاد والتحرير التي يقودها المعتز بالله عزت الدوري ، وجبهة الجهاد والتغيير التي تقودها هيئة علماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ المجاهد حارث الضاري ، هما القوة الجهادية والجماهيرية الحاسمة بين الجماهير العربية في العراق .


من الغريب ان بعض القوى الوطنية العراقية لم تحدد موقف من الغزو الفارسي السياسي ، ولجوء بعض الشخصيات الوطنية لأخفاء شخصيتها وتفضل ان تعمل وراء اسماء مستعارة ، واحيانا أبعد من هذا تمد جسورا بأتجاه الصفويين والشعوبيين الحاقدين . متجاهلين ان عملية التحرير وانجاز المهمات الوطنية تتطلب بيان حقيقة المواقف وليس اخفاءها . وان عملية التحرير تتطلب اتفاق القوى الوطنية العراقية على الحد الادنى والتجاوب مع دعوة المعتز بالله وتشكيل هيئة سياسية عليا . وهذا دعونا له في مقال سابق واكره تكراره .


سألت مسؤول قومي عربي : لماذا لا تساندوا القوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال في معركتهم العادلة ، واقلها السماح لهم بالتعبير عن قضيتهم . فكان رده ( ليتفقوا اولا ومن ثم لكل حادث حديث ) . وبالامس سمعت الناطق الرسمي بأسم هيئة علماء المسلمين عبر قناة الرافدين الفضائية يقول ( ما دامت الادارة الاميركية اعلنت انها ستنسحب من العراق نحن لسنا ضد الحوار من اجل تحرير وطننا العراقي ، وهذه نقطة لقاء مع دعوة المعتز بالله . وسفير عربي سابق قال : لابد من تواجد عراقي فاعل يعد دراسات تبين الرؤية العراقية الوطنية ويناقش بموجبها مع الطرف الاميركي الراغب بالانسحاب السلمي . وكلمة سلمي يا سادة لها ابعاد سياسية وعسكرية واقتصادية ، لم يقلها باراك اوباما عبثا .


القوى الوطنية العراقية الرافضة للغزو والاحتلال عليها ان تستدرك ان الانسحاب الاميركي ليس من اجل سواد عيون اهل العراق ، وعليهم ان يعرفوا ان الفرس سيسعون الى غزو عسكري بالاضافة للسياسي القائم ، تحت شعار مليء الفراغ ومعهم في هذه المطامع أنظمة عربية !!!


يظل السؤال المهم : هل أن الأوان لأسقاط جميع الذرائع التي تحول دون الوحدة الوطنية والتماسك ؟!

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠١ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م