﴿ فأما الزبد فيذهب جفاء .. واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ﴾

صدق الله العظيم                                

 

هذه بلادي ..   الفاتحه

 

 

شبكة المنصور

نصري حسين كساب

اصحاب الجلالة ..  اصحاب الفخامة ..  سمو الامراء
 
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
 
وبعد :
 
والارواح – ايها الاخوة في الله – كما علمنا استاذ الحياة الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم جنود مجندة ما تعارف منها أتلف...
 
العرب والمسلمين تتجه أنظارهم لمؤتمركم . وثقتهم بالله كبيرة ان ينصر المؤمنين ، ويحق الحق ، ويبطل الباطل ، ويزهق الطغيان ، ويدحر الطغاة ، ولكن .. على ايدي من اتخذوا لهم شعارا ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) لأن الحق الذي لا تحميه قوة مغلوب ، فمن حق الحق ان تساعده القوة الرادعة ، ترهب عدو الله وعدو المؤمنين به ، وتبعث الاطمئنان في نفوس اهل الحق . وجيش البغي لن يهزهم الا اذا تصدى له جيش الحق بما أوتي من قوى مادية وروحية من خلال فهم صحيح للجهاد في سبيل الله ، فالجهاد ماض الى يوم القيامة ، وما ينبغي له ان يتوقف لحظة واحدة ، الجهاد القائم على ألوان البذل ، أقلها كلمات ، واعلاها بذل الارواح ، ثم الاموال .
 
يا قادة الامة
 
أن الأوان : اشعلوها بوقدة من يقين ، اشعلوها بجذوة من شعور تحرق الوهن في النفوس . اغرسوا العز في الشباب وعزما يتحدى الاباطيل والاصطراعات واللهو المثير . والدين هو المحرك للجهاد كما حركت روح القرأن اجيالا من اسلافنا الصالحين ، وكذلك تستطيع ان تفعل اليوم ، و بغض النظر عن الاحزاب والتيارات الدينية – السياسية وطروحاتها وافكارها وتطلعاتها  لمنافستكم على  السلطة ، فالمستقبل لهذا الدين العظيم ، ولن يكون لسواه ، لأنه دين الله ، ارتضاه لعباده منقذا من كل درن يشين انسانية الانسان ، ومتساميا بالبشرية الى ذرا الخير والفلاح والسعادة في هذه الدنيا ، والاخرة خير وأبقى  من السلطة .
 
ادفنوا  في قبر عميق قطريتكم وخلافاتكم وانانياتكم وما ضيكم الاستسلامي ..  وتسهيلاتكم للعدو ومشاركته في تدمير فلسطين والعراق ..  ورفعكم الغطاء عن ياسر عرفات لتغتاله الصهيونية ..  وتشجيعكم للفرس وايتامهم اتباع دين اسماعيل الصفوي في العراق  لأغتيال الرئيس صدام حسين .  وتجاوزوا الهفوات والنزوات والاحقاد والمصالح القطرية والاقليمية ، واخشوا الله وتذكروا فلسطين عربية وارض الرباط .. وتذكروا العراق عربيا حاميا للبوابة الشرقية لوطنكم الكبير وجيشه كانت له صولات وجولات دفاعا عن العروبة والاسلام ، وقبور شهداءه في فلسطين وسورية والاردن تزار الى اليوم وستظل جيلا بعد جيل رمزا لتضحيات العراق العربي واهله ، وواجبكم ومسؤولياتكم امام الامة والتاريخ ويوم تلقون وجه ربكم .
 
بلاد العرب كانت لا طول يطاولها في ساحة المجد ، وانتم من قزمها وأذلها ، مهرة العرب الاحرار كانت لو عطشت الفرسان من دمهم يسقوها ، وأنتم البوم تسقوها بالبترول لتموت .
 
زعماء الامة الاحرار (رحمهم الله ) علموا الناس ان الموت اغنية كان الشهيد بأيمان يغنيها ، وأنتم اليوم كومبارس لأعداء الامة والوطن وراء المكحلة السمراء رددتموها ( ارهاب .. ارهاب ) !
 
ارض فلسطين من اول الدهر شامخة تنحني الخيل عند مداخلها وتقبل اعتابها ، وكان يدوخ الغزاة اذا داهموا بابها ، وكانت تشم الطريق ، فأن جاءها ابناءها فاتحين تمد لهم قلبها وتهيء محرابها ، وانتم اليوم سواح تضخون المال والبترول لأغتيالها .
 
للعراق في مسيرة الانسانية مكان ( موغل ) في القدم ، يبدأ منذ انحسر الطوفان واستوت سفينة نوح على الجودي . العراق حامي حماكم واعراضكم وكراماتكم من الفرس المجوس ، وانتم الساعون لأطفاء جذوة الحياة في اهله ، وانتم الساعون لدفن مثلهم ، وانتم من شجع ودعم الفرس لفرض ارادتهم على اهل العراق ، وانتم من سرق نفطه واثاره وثقافته ، ودعمتم جيوش اعداءه ولا زلتم تسعون لأغتيال مقاومته ، مرتعدين من عودة مجاهدي البعث الاسلامي .
 
يا قادة الامة
 
كلما اجتمعتم يبكي الناي وتبكي الامة ، وتفوح في الدماء ذكرى احباء الامة اطفال فلسطين والعراق . وبالامس قالها طفل عربي في لندن : (يا حكام العرب الى متى تظلون نائمين وغزة تحترق ..   والعراق محتل ..  أتقوا الله قبل فوات ألأوان )  

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٢٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ١٩ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م