العتب ليس على رجب ..!

 

 

شبكة المنصور

نوال عباسي

موقع، المسافة بين موقع الكرامة والكبرياء وبين موقع الذل والنذالة قصير، ثمة من يقدرون على مراجعة انفسهم، وعبور تلك المسافة بالعودة الى موقع الكرامة والكبرياء وكثيرون لا يقدرون. في المؤتمر الاقتصادي الذي انعقد في دافوس بسويسرا، اواخر شهر كانون الماضي، حدثت واقعة لافتة للانتباه، اذ صفع وزير خارجية تركيا الجريء رجب طيب اردوغان المجرم الكاذب شمعون بيريس بالكلام، كما صفع قبله البطل منتظر الزيدي المجرم الكاذب جورج بوش بالحذاء..!

الارض اهتزت، الكرة الارضية حزنت، السماء بكت من هول ما رأت، جريمة حرب بشعة شنتها عصابات الصهاينة على اهلنا في غزة، الملايين في جميع انحاء المعمورة، خرجت احتجاجا على تلك الجريمة، مسؤولين كبارا اجانب كالرئيس الفنزويلي والبوليفي واساتذة جامعات في بريطانيا وامريكا وغيرها من دول العالم، احتجوا على بشاعة جريمة الحرب التي ارتكبها الصهاينة، والجزار الوقح شمعون بيريس في دافوس يدافع عن جريمته بوقاحة والحاضرون يصفقون له ما استفز الرئيس اردوغان، وجعله يدافع عن الانسانية وينتصر لاهل غزة، ويستعيد بيتا من الشعر للشاعر التركي محمد كاف، يقول فيه: يمكن ان اكون لينا.. ولكني لست الحمل الوديع ثم يغادر المؤتمر بشموخ، بينما يقف الحمل الوديع امين عام جامعة دولنا العربية للحظات يودع اردوغان بسرعة، ثم وبطلب من امين عام الامم المتحدة «بان كي مون» يعود الامين، ويجلس في مقعده بدلا من ان يغادر محتجا، وكأن تمرد اردوغان على بيريز، دفاعا عن اهلنا في غزة لا يهمه ولا يهم دولنا العربية وانما يهم جزر واق الواق. لسنا ندري باي صفة ولماذا يحضر «موسى مؤتمر دافوس، لان المشاركين فيه.

اما اصدقاء واما داعمون واما مطبعون مع كيان الغاصبين»، والمعروف بان جامعة دولنا العربية لم تُطبع ومعها 16 قطرا عربيا، والمطبعون 4 اقطار فقط..؟ ولسنا ندري لماذا يدين اردوغان مذبحة الصهاينة ويتهمهم بالقتلة بينما العتب ليس على اردوغان وانما الذين تربطهم روابط الدم، العرق، والمعتقدات والتاريخ والجغرافيا، المصير والمستقبل وبعد تلك الواقعة لا مكان للعرب لتقبل التعازي في وفاة الامة العربية في مقر جامعة الدول العربية.. واتذكر بان تركيا رفضت دخول قوات المارينز الى بلدها لمساعدة الذئاب في احتلال العراق.. بينما.. بينما.. ولن اكمل ما وددت قوله لان القارئ ذكي..!
 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

السبت / ١٢ صفر ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٠٧ / شبـــاط / ٢٠٠٩ م