كلمة المناضل د. قاسم سلام في الاحتفال الجماهيري الذي اقيم في صنعاء

لادانة العدوان الصهيوني على غزة الصامدة

 

 

شبكة المنصور

د. قاسم سلام
نائب رئيس المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي

يا جماهير شعبنا اليمني الأبيّ...
يا حملة الرسالة إلى أصقاع الأرض وأنصار النبي محمد (ص).


ها هو الكيان الصهيوني الدموي الغاصب يشن حربا مفتوحة وعملية إبادة جماعية ومحرقة مدمرة على قطاع غزة العزيز على نفوسنا وضمائرنا... يشن حربا على أشقائنا وأبنائنا وبناتنا وأهلنا ليحولهم إلى أشلاء ممزقة وإلى جرحى ينزفون فوق ثرى فلسطين الجريحة... فلسطين الأرض التي باركها الله سبحانه وتعالى وعطرها الشهداء أحباب الله بدمائهم الطاهرة الزكية. وها هو العدو الصهيوني يشن هجوما كاسحا برا وبحرا وجوا... وها هي الغارات الجوية الصهيونية تقصف بحقد موتور لتدمر البشر والحجر والشجر وتقتل وتجرح المئات من المدنيين الأبرياء لم تميز في هذه المذبحة بين طفل أو شاب أو شيخ، امرأة أو رجل، لتوقع في أهلنا وإخوتنا مجزرة مروعة في ظل صمت عربي وانكسار خانع لمعظم الأنظمة العربية والتي لم تكتفِ بالصمت حيال ما يحاك من تصفية للقضية المركزية العربية، قضية فلسطين عبر مفاوضات الخزي والعار، بدءً من مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق، وإنما عملت على التآمر والالتفاف عليها، وإلا كيف نفسر هذه الغارات الجوية والتي تحولت إلى حرب مفتوحة، وصفها وزير دفاع العدو بأنها سوف تكون قاسية وقوية ومفتوحة!!؟


كيف نفسر هذا الهجوم الصهيوني المتعجرف الموتور وهو يقوم بهذه العملية أمام هذا الصمت وهذه التصريحات الصفراء إذا لم يكن هناك ضوءً أخضر من بعض دول المنطقة بعد زيارة ليفني وآخرين من مجرميّ الحرب في الكيان الصهيوني، للعديد من الدول العربية مع الأسف الشديد، وهو ما يذكرنا بتلك الزيارات المشئومة التي كانت تقوم بها الصهيونية مادلين أولبرايت ومستشاري الإدارة الأمريكية إلى المنطقة قبل العدوان الأمريكي الصهيوني على عراق العروبة والإسلام، والتي كانت دائما ما تتم من أجل التشاور ووضع الخطط للحصول على شرعنة العدوان على العراق واحتلاله وإسقاط نظامه الوطني الذي رفض التطبيع والرضوخ للإملاءات الأمريكية مع الكيان الصهيوني، وحافظ على قراره المستقل ليتواصل بعد ذلك مخطط التآمر على الأمة بعد احتلال بغداد السلام... بغداد الحضارة والتاريخ وعاصمة الخلافة العربية الإسلامية... ليتواصل مخطط التقسيم والتفتيت والإذلال لكسر إرادة شعبنا العربي وترويضه كي يُتوَج الكيان الصهيوني سيدا مطاعا في المنطقة العربية، تذل له العروش وتتهاوى أمامه كراسي معظم الزعامات السياسية.


يا أبناء اليمن... يمن الإيمان والحكمة... يمن الوحدة والديمقراطية.
إن الكيان الصهيوني اليوم وبعد حصار طويل وقاسٍ يعيد ما قام به بالأمس في دير ياسين وفي "قانا".... في "صبرا وشاتيلا"... وفي ... وفي الكثير من قرى وبلدات فلسطين... وهو تاريخ ملطخ بالدماء والموت والدمار والحقد والاستئصال، وما يقوم به اليوم يتواصل مع تاريخه وإستراتيجيته التي اعتمدها منذ تأسيسه، ومع ذلك فلا تزال فلسطين تقاوم وتقاوم منذ ستين عاما، ولو كان الكيان الصهيوني يستطيع أن يبيد هذا الشعب الأبي لأباده منذ ستة عقود... نعم إنه شعب الجبارين... شعب المرابطين... كما وصفه الشهيد ياسر عرفات... الشعب المكافح المجاهد المناضل الذي قدم قوافل الشهداء دفاعا عن أرضه وعرضه وحقه الشرعي والقانوني أمام عدو مغتصب شره، لا تتوقف أطماعه عند حد معين، إذ لا تزال حدوده إلى يومنا هذا لم تحدد رسميا، وإن كان الكنيست قد وضع الشعار التوراتي على واجهته "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".


أمام هذا العدو الطامع المتعجرف أدرك أشقاؤنا في فلسطين بعد فشل كل الوعود الزائفة والمفاوضات العقيمة البائسة أنه لا خيار أمامهم إلا خيار المقاومة والصمود... خيار البندقية والحجر في يد الطفل الفلسطيني الذي يواجه الدبابات بشجاعة أسطورية.


أيها الإخوة... أيتها الأخوات..
إن المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في بلادنا وهو يقف أمام هذه الاعتداءات الوحشية والمهزلة المتكررة من قبل الكيان الصهيوني ضد أشقائنا في فلسطين الحبيبة، ليدين بشدة هذه الجرائم البشعة.


ومن هنا من هذه الساحة، نطالب الأنظمة العربية والقمة العربية الخروج بموقف عربي واضح وبقرارات ترقى إلى مستوى الفعل التاريخي الجماعي، يتم ترجمتها إلى خطوات عملية باتجاه الضغط بكل الوسائل والإمكانيات على الإدارة الأمريكية لإيقاف هذا العدوان الصهيوني الهمجي وعملية الإبادة الجماعية لأشقائنا وأطفالنا وأهلنا في غزة، من منطلق الواجب القومي والديني والإنساني، وحرصا على ما تبقى من الثوابت التي تجمعنا للالتزام بالقضية الفلسطينية، قضية العرب المركزية، وليدركوا في نفس الوقت أن تبعات هذا العدوان لن تقتصر على غزة الجريحة، التي تمثل اليوم جرحا داميا في جسد الأمة، بل ستمتد وتكون لها تداعياتها على كل المنطقة، نطالبها بكسر الحصار عن قطاع غزة، قطاع غزة المحروم من الغذاء والدواء والكهرباء بل وحتى من المياه، فالحصار - مع الأسف الشديد- عربي قبل أن يكون صهيونيا. كما نناشد أخوتنا من الفصائل الفلسطينية بتعدد ألوانها وأطيافها السياسية، رفاق درب المسيرة والنضال والكفاح الفلسطيني الأسطوري... نناشد أخوتنا وخصوصا فتح وحماس المبادرة إلى إعادة اللُحمة الوطنية والروح إلى الوحدة الوطنية التي كانت وستظل رمزا لوحدة النضال على طريق النصر وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.


إننا باسم المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي في الساحة اليمنية، ومن صنعاء عاصمة الوحدة والديمقراطية، نتطلع أن يسارع الإخوة في هذه الفصائل إلى عقد لقاء فوري للخروج بإستراتيجية موحدة لمواجهة عنجهية وصلف العدو الصهيوني الغاصب وردعه وإيقافه من التمادي في تمزيق وحدة الصف الوطني وإضعاف الموقف الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وهو ما سبق وأن حذر منه فخامة الأخ المناضل علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية قائد مسيرتنا وباني نهضة يمننا الجديد، عندما حذر من تداعيات الانقسام الفلسطيني وكانت مبادرته التاريخية لدعوة الأشقاء الفلسطينيين عنوانا متميزا على حرص اليمن واستشعارا لروح المسئولية التاريخية تجاه قضية فلسطين بشكل خاص وقضايا الأمة بشكل عام.


إننا أيها الإخوة والأخوات على يقين بأن إخوتنا في فلسطين يدركون بوعي أهمية وحدتهم وتوحيد إمكاناتهم وقدراتهم لمواجهة الخطر الصهيوني الذي يستهدف اجتثاث قضية فلسطين وشعب فلسطين وخارطة فلسطين من الخارطة العربية. أملنا أن يكون صوت العقل أقوى  وصوت الضمير الحي أسرع من كل صوت، وإرادة شعب فلسطين والمصلحة الوطنية الفلسطينية العليا فوق كل مصلحة شخصية أو حزبية أو فئوية، مهتدين بقوله عز وجل ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا). صدق الله العظيم

 
ومن الله نسأل التوفيق.

 
الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر..
والنصر للمقاومة في فلسطين والعراق و لبنان.
والخزي والعار لأعداء الأمة من المحتلين والحاقدين.
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر.

 

د. قاسم سلام
نائب رئيس المجلس الأعلى للتحالف الوطني الديمقراطي
صنعاء في ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاثنين  / ٠١ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٩ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م