منتظر أمانة في أعناق الجميع

 

 

شبكة المنصور

قطر الندى

خلال قرائتي الخبر التالي الذي أعلنته بعض دور النشر الأجنبية ومنها الأمريكية حول لعبة جديدة اسمها منتظر وبوش جاء "خلال أقل من اسبوع استطاع 47 مليون متسابق اصابة رأس بوش بالحذاء وذلك في اللعبة الشهيرة التي انتشرت بجنون وحطمت كل الارقام القياسية للالعاب هذا العام وتستطيع الاشتراك في اللعبة مباشرة عن طريق الضغط على الرابط التالي:

 

http://www.egypty.com/play_bush_shoes.asp

 

فكرت مع نفسي قليلا ما زال العالم منشغلا بموضوع منتظر رغم جسامة الأحداث الدولية والعربية ولاسيما الهجوم البربري الذي شنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة وأودى بأكثر من ألف فلسطيني ما بين شهيد وجريح ولكن أين نحن يا ترى من موضوع منتظر؟ هل كانت ريحا عاتية ما لبثت أن سكنت وإنتهى كل شيء أم إعصار هز العالم وأختفى فجأة وتناسى الناس أمره؟ أين منتظر الآن وماذا جرى لقضيته وما مسار محاكمته وما هو وضعه الصحي وما جرى بشأن من أعتدوا عليه سيما أن الاخبار تشير الى أن صهر رئيس وزراء المالكي الذي اعتدى على منتظر بأثنى عشر ركله تضاهي ركلات الحمار قد هرب الى جهة مجهولة وهو يمتلك أربعة جوازات سفر منها هولندي وأيراني؟ وما هي الاجراءات التي أتخذت بحق بقية العناصر التي أعتدت عليه؟ الكثير من التساؤلات لا تجد إجابة لها شافية والمدهش ان القناة البغدادية التي كان يعمل منتظر كمراسل لها هي الأخرى قد أغلقت فمها بيدها أو هناك من دسر فيه ما يلجمه.

 

ما لايدركه البعض ان منتظر ليس حالة شخصية تخص أهل بيته أو القناة التي كان يعمل بها لقد أصبح منتظر ظاهرة وطنية بل عالمية فقد دخل التأريخ مقتحما أبوابه بجرأة هزت العالم وأصبح حذائه أشهر من حذاء السندريلا او حذاء أبو القاسم الطنبوري على الصعيد العربي, وقد أعاد منتظر للعرب جزء من كرامتهم المهدورة ومحى غبار الذل المتراكم على  جباههم منذ عقود خلت, والعمل الجريء الذي قام به منتظر يفترض ان يكون مادة خصبة نستمد منها الروايات والقصائد والمسابقات وكل ما من شأنه ان يبقي هذه الملحمة خالدة وماثلة أمام أنظار الجميع لا تفارق مخيلتهم ودرسا بليغا في كيفية التعامل مع المجرمين. إنها أمانة في أعناقنا يجب أن نورثها الى الأجيال القادمة ليعرفوا من هم أبطال أمتهم.

 

ليس من المنطق ان يستمر موضوع منتظر مادة دسمة في الاعلام الدولي ونتناساه بتلك السرعة انه ظلم كبير لمنتظر الذي لم يشفى بعد من كسوره وأوجاعه وظلم كبير لقضيتنا التي سلط منتظر الضوء عليها مجددا وبوهج مضاعف, انها دعوة الى كتابنا الأفاضل بأن لا ينسوا ابنهم البار سيما ان المحكمة لم تصدر بعد احكامها في القضية ومن شأن الرأي العام أن يؤثر أيجابيا في رفع الحيف عن منتظر, وان تناسي موضوعه يعني ان القضاء سيحيد عن النزاهة والموضوعية ويتصرف وفقا للأملاءات السياسية التي نعرف نواياها السيئة.

 

ملحمة منتظر أمانه في أعناق جميع العراقيين لا بد من المحافظة عليها وكل منا يمكن أن يساهم بدعم قضية منتظر في البيت والمدرسة والكلية والشارع والمقاهي والأنترنيت والمنتديات والاعلام بوسائله المختلفة كي تبقى مشعة ولا يخفت بريقها، ونحن على أبواب الأنتخابات القادمة فانه يمكن الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية بأن تعلن الكتل والاحزاب السياسية موقفها من قضية منتظر وستكون تلك أقوى ورقة ضغط شعبية يمارسها المواطنون وستنكشف بها حقيقة مواقفهم من قضية أبن العراق البار منتظر الزيدي.

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الجمعة  / ٢٦ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠٠٩ م