قراءة في واقع ما يحدث في غزة

 

 

 

شبكة المنصور

سعد السامرائي

حماس وفصائل الممانعة:

 وجدت نفسها مستهدفة بصورة جوهرية ومباشرة , والاستهداف هذا شمل قصف كل بنيتها التحتية من مقرات ومؤسسات ومباني أخرى مثل الجامعات والمستشفيات والمساجد ,كما جرت عمليات استهداف قادتها وأفراد منتسبيها ولم يكن أمامها إزاء ذلك وإزاء ما يحيطها من صمت وترقب خارجي سواء كان عربي حكومي أو شعبي أو دولي إلا الاستمرار بالرد على العمليات الإجرامية الصهيونية بما تمتلك من إمكانيات محلية أو أن ترضخ بعد كل هذا الإجرام والقتل والضغوط بالجلوس والعودة مرة أخرى إلى حالة تلقي الضربات من غير أن يسمح لها بالرد ! .

 

فشل خلال المرحلة السابقة عن قصد أو غير قصد جميع المدعين بالوقوف إلى جانب غزة بإيصال أي قطعة سلاح مميزة أو حتى إيصال أي تكنولوجيا يتم بواسطتها صنع سلاح مؤثر. إذن الحصار الذي كانت تمارسه اللقيطة إسرائيل قابله حصار من دول الجوار ساهم في خنق المقاومة.. وهي الآن لا تملك إلا أن تقوم بعمليات انتقامية تعيد ولو جزء من الكرامة التي فقدت ولا نقول أو نرى أن يكون هدفها هو استمرار المقاومة حتى تحرير الأرض المحتلة لسببين الأول افتقارها للإمكانات العسكرية والثاني  فان الجميع بمن فيهم قوى الممانعة راض بترك السلاح ووقف الجهاد ولو لمرحلة وكل بما يتمنى من شروط أو ضمانات يضعها لتتناسب مع أفكاره وطموحاته المستقبلية الحزبية . ذلك أن طريق تحرير كامل التراب الفلسطيني قد تم استبداله بسلطة وهمية هنا وهناك صار الإخوة فيما بينهم يتصارعون على هذه السلطة بعدما نسوا الأراضي المحتلة الأخرى .

 

الموقف الدولي :

الجميع متفق على أن يتم رضوخ الشعب الفلسطيني للأمر الواقع ( جاء هذا الموقف بسبب التخاذل المتنامي من قبل حكام العرب )  وان تتناسى الفصائل المسلحة والفاعلة من الفلسطينيين  مسألة تحرير الأرض وعودة اللاجئين وان يقبلوا بما يعرض لهم بأي وان يتم تنفيذ ذلك بأي طريقة أو وسيلة ممكنة .!

 

الحكومات العربية:

ينقسم الموقف العربي إلى قسمين لا ثالث لهما خصوصا بعدما تم انقضاض أعداء الأمة العربية والإسلامية على عراق المقاومة والصمود بمشاركة جميع الدول العربية ودول الجوار وبذلك فقدت فلسطين الظهر المناصر الحقيقي لها .. وأسباب مشاركة العرب في تدمير العراق يعكس عمالة الحكام العرب من جهة و غبائهم وخنوعهم ألانحطاطي المذل المبني على حب الشهوات والكراسي التي يجلسون عليها من جهة أخرى. إذن كلا الطرفين أولئك راضي بما يحدث إلا إنهما يتباينان المزايدة الجوفاء ,, فاحد الموقفين قد تبنى الموقف الخياني الصريح وهو يعمل على إسقاط ما يسمى بالمقاومة المسلحة من اجل التحرير, (هكذا أصبح يطلق عليه !). وتتفاخر بعض الدول العربية بأنها تدير إدارة الصراع العربي الإسرائيلي المذل هذا بعدما اسقطوا السلاح والمقاومة منه !!.

 

والموقف الثاني الأجوف الذي يدعي انه مع المقاومة وانه يرفض الحلول الاستسلامية منطلقا من خلال أجندة شخصية به تناسب مصالحه الخاصة ولا علاقة لهم لما يسمى بتحرير الأرض المحتلة كما أصبح يطلق عليها هكذا أيضا ! ..

إذن في خضم عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض إليها أبناء شعبنا في غزة اليوم نرى حكومات الفسطاسين الذين ذكرناهما يتصارعان فيما بينهما كل يحاول أن يطغي موقفه على الآخر في الوقت الذي غضوا الطرف فيه عن الدماء البريئة التي تسال كل ساعة ..دليلنا فيما نقول فان الكل متواطئ عما يحدث في غزة اليوم فليس من الضروري أن تدخل سوريا حربا لا تريدها مع إسرائيل اللقيطة وإنما كان يكفيها أن تعلن درجة الإنذار بين قوات جيشها وتحشدهم على الحدود أو يطير طيرانها بقربها أو حتى يخترقها أو مثلا تنطلق قذيفة أو صاروخين باتجاه الأراضي المحتلة حينها فان دول العالم كلها سوف تتدخل وتوقف هذا النزيف المستمر ولكن ما نقوله هو الصحيح فالكل  يطبل بصدى أجوف فارغ لا فعل له أننا نرى بأعين مفتوحة على مصراعيها مستغربة ومستنكرة كيف أن الأقطار العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني لا تقطع علاقاتها أو حتى تجمدها أو حتى على الأقل أن ترسل سفيرها في إجازة للوطن ! فجميعهم رافضون لمبدأ تحرير الأراضي العربية بالسلاح وبسبب ثقافة الخنوع التي تتباين هنا وهناك بين حكامنا العرب. أما بقية محور الممانعة فأنهم يمارسون هواياتهم وفتح قريحتهم عالية بصراخ لا غير,, ما داموا بعيدين عن ارض المعركة ,,خيرهم يرسل باخرة إغاثة تضل طريقها.

 

موقف الأحزاب والميليشيات :

هؤلاء أيضا لا يختلف موقفهم عن موقف الحكام العرب فلقد أشبعونا  كذبا وصريخا ونواحا وتهديدا أجوفا ومطالبات من غيرهم على ممارسة التصدي وكأن التصدي أصبح كرة قدم الكل يرفسها (يباصيها ) إلى الطرف الآخر ولا واحد منهم يسدد على الهدف !! وخير مثال على ذلك جعجعات قائد ما يسمى بحزب الله وأبطال المقاومة في الجنوب اللبناني الذي يمتلك من المعدات والسلاح من ربيبته إيران الكثير الكثير الذي لو استعمل قليل منه لغير الكثير الكثير في موازنة التصدي ..لكن سلاحه هذه المرة مقيد بأمر من أسياده في إيران المدعية الأخرى في مناصرة شعبنا في فلسطين..

 

 نذكر حين كان الهجوم الصهيوني على جنوب لبنان قام إخواننا المقاومين في غزة بفتح جبهة جديدة مع الصهاينة لتخفيف الهجوم على الجنوب اللبناني ولكن هذا الجيش الطائفي الراقد في جنوب لبنان لا يحرك ساكنا الآن ولكنه استعمل سلاحه ليذبح أهله وأشقائه من اللبنانيين في بيروت وطرابلس وغيرها .. لقد انكشفت اليوم ألاعيب وادعاءات المبطلين لمن كان أعمى عن مشاهدة الحقيقة فالكل يمسك السكين لكن من أطراف متعددة تلك السكين التي تذبح شعبنا في  فلسطين ..   

 

الموقف الشعبي العربي :

نحن المساكين قد تربينا على ثقافة الخنوع وإرهاب الدولة لا حول ولا قوة لنا إلا بان يرتفع ضغطنا ونسب ولكن أيضا في قلبنا ولا نرفع مسباتنا عاليا فالجلادين يحيطون بنا من كل جانب والإنسان العربي المغلوب على أمره والمضغوط بتوفير لقمة العيش والسعي وراء تأمين المستقبل مجبر على أن يبلع الخازوق ففي كثير من بلداننا العربية لا يستطيع المواطن حتى أن يخرج في مظاهرة رافضة لما يحدث بسبب خوفهم من التسفير أو دخول السجون أو الحرمان  .لقد تحول الشعب العربي إلى غثاء لا فائدة ترجى منه اللهم إلا من بعض نيف هنا وهناك لا يجدون من يساندهم أو يهب معهم الهبة العارمة التي تجبر الخونة والعملاء لأن يرضخوا لمطالب  المد العربي .. لقد رأينا إن العربي يتحلى بالشجاعة أكثر فيما لو خرج بمظاهرة مثلا خارج الوطن العربي ! أما من يعيش في الداخل فأحسنهم يملك قلما ولسانا يحاول أن يوصل صداه وسط حركة الحياة المتلاطمة في ضجيجها اليومي دون فائدة والله المستعان. 

 

ولكن هل ستنطفئ  شعلة التحرير ورفض العدوان ؟؟, لا أضن البتة ,,من يراقب الشعب العربي ويعرف تاريخه وقوة إيمانه الراسخ بوحدة المصير والإيمان بالله تعالى  ناصرا ومعينا سيعرف الإجابة وهي واضحة..وما سيمنع علنا سيتم في الخفاء وما يمنع من ممارسته بمباركة دولية أو حكومية سيتم ممارسته بالعمل السري, ونحن والزمن نسير وسنرى..

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الثلاثاء  / ٠٢ محرم ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م