هكذا نودعك .. مجبرين

 

 

شبكة المنصور

سعد السامرائي

ها نحن نودع عام -1429 هـجري ونبدأ لاستقبال عام جديد – 1430 - يرحل هذا العام بكل ما حدث فيه من لحظات, كما رحل العام الذي قبله لم تخلو أيامه من السعادة والحزن..!التقينا,,تعاهدنا ,, تواعدنا,, وعملنا سوية ثم افترقنا بكل ما تحمله آهات الفراق .


أيها العام المنصرم عرفناك بكل ما حملته من خير وأحداث وذكريات, فرحنا بك و حزنا على فراقك وعرفنا معك رجل.. قائدا فذا يندر وجود أمثاله جلدا ذا كلمة, عرفنا مواقفه النبيلة والشجاعة فرحنا به وفرح من حولنا.. ثم حزنا على فراقه بكل ما تحمله آهات الفراق,, يا أيها العام المنصرم بعد أن كنت فينا وحولنا أصبحت تغادرنا كل عام وتبقي العام المنصرم ليكون ذكرى,


إن السنــــــــين تمر أثمن وذكراها يطيب بوجود الأحبة .. نحمل الابتسامة والأحداث سوية ,نجمل سويعاتنا بتذكر السويعات المنصرمات حلوها ومرها ,, سوف تصبح يا هذا ا لعام أيضا ذكرى كما أصبحت من قبل لكنك ستحمل في هذا العام ذكرى جديدة مميزة ليست كذكرى كل عام ذكرى سنذكرها كلما مر بنا بأس شديد ,, سنذكرها كلما احتجنا لمرشد لطريق دربنا ,, سنذكر فصول أيامها , سنستذكر مقولة ( لا أدري هل سنحرر العراق بوجودنا أم سيتحرر العراق بعد رحيلنا ) صاحب الكلمات هذه و صانع الذكرى تلك امن بالله و بحرية بلده وشعبه إيمانا راسخا بحتمية تحرير العراق من المستعمرين والخونة والعملاء و امن بالله وقدره وأن كل شي زائل إلا الخالق العظيم سبحانه وتعالى ,, عرف انه سيمضى كما تمضي السنين وانه سيبقى ذكرى تخلد في العقول سيبقى في عقولنا وقلوبنا ،، ولن يرحل ,سنذكره كلما شعرنا بالوحدة ,, سنذكره على الدوام من القلب إلى القلب ,سنذكر هامته العالية المرفوعة التي تزينت بحبل المشانق نكاد نرى لوحة فنية قمة في الروعة اختطت فيها كلمات تقول:


أنا دم يصنع للإنسان قدره , بحبل الخيانة المجوسي والامبريالي الصهيوني , أرادوا أن ينحروك بهذا الحبل وأرادوه أن يكون رهيبا مخيفا لك فحولته إلى وسام شرف يتمناه الجميع وتزينت به لتودعنا وتودع هذه الأيام .. سنذكرك كلما شرد الذهن وسنذكرك كلما مرت علينا مواقفك وأيامك ..


رحل العام الهجري القديم وبدأ عاما هجريا جديدا .. أما أنت فرحلت بجسدك وبدأ ذكرك يعود من جديد,, يتجدد كل عام وكل عام تعود إلينا من جديد . هكذا نودعك مجبرين فهذه سنة الحياة التي آمنت بها وأيقنت فيها من أن الخلود لله وحده وان المشانق مهما نصبت ففد جعلتها طريقا للتحرير ابتدأت به وحملتنا أمانة إكماله .
رحم الله موتانا وموتى جميع المسلمين والمسلمات . أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم .

 

 

كيفية طباعة المقال

 

شبكة المنصور

الاحد  / ٣٠ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

***

 الموافق ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٨ م